الخميس 21-11-2024 13:43:19 م : 20 - جمادي الأول - 1446 هـ
آخر الاخبار
الاصلاح وتحديات المرحلة 
بقلم/ دكتورة/لمياء الكندي
نشر منذ: سنة و شهرين و 4 أيام
الأحد 17 سبتمبر-أيلول 2023 11:59 ص
  

تأتي الذكرى الثالثة والثلاثون لتأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح لتشكل مناسبة لعدد من الكتاب والمفكرين والفاعلين في الحزب وخارجة إلى تدوين عددا من المراجعات والكتابات حول مسيرة الاصلاح على المستوى السياسي والتنظيمي والمجتمعي وهي مناسبة لي للحديث عن التحديات المرحلية التي مر بها الحزب خلال سنوات الحرب الأخيرة. 

ولعل ابرز تلك التحديات هي ما واجهه الحزب من قرار الحظر والاقصاء ومصادرة مقاره وممتلكاته ومطاردة رجالة في مناطق سيطرة الحوثيين ويكاد الأمر يتكرر ولو بصورة أخف في الجنوب حيث تعرض الحزب في عدن وغيرها إلى العديد من المضايقات والاتهامات وتعرض ابرز رجاله وكوادره للاغتيال وهي ضريبة مازال الحزب يدفعها حتى اليوم فما زال يواجه العديد من التحديات التي يعتبرها المراقب وجودية وكبيرة جدا.

افرزت مرحلة السيطرة الحوثية على الدولة واقع مختلف دفعت الاحزاب السياسية ككل فاتورتها ودفع الاصلاح وقواعده التنظيمية ضريبة هذه السيطرة التي نتج عنها خروج الاصلاح كحزب من جغرافية مناطق الحوثيين لكنه لم يغادر الجغرافية الوطنية فكان موقفه الوطني المنحاز تماما لرفض الانقلاب وتبني النهج الجمهوري هو القاعدة التي انطلق منها والتي خولته لخوض غمار المواجهة المفتوحة ضد الحوثيين عبر دخوله في حرب مباشرة ضدهم قدم فيها جل شبابه واثبت سلوك وطني يعزز من جهود استعادة الدولة فلم تكن حربه ضد الحوثيين حرب تخاض بصفته الحزبية بل بصفته شريك للدولة في الدفاع عن الجمهورية وانضوت عناصره المقاتلة ضمن تشكيلات الجيش الوطني وهذا يحسب له. 

لقد تمكن الاصلاح من الحفاظ على منهجيته ومبدأيته في المواجهة كما حافظ على كتلته الحزبية من الانهيار أو التشظي فبدا متماسكا في وجه العواصف الداخلية والخارجية التي سعت إلى استهدافه أما عبر الاستهداف المباشر أو التحريض ومحاولة تشويه صورة الحزب والاساءة لتضحياته وجندت العديد من وسائل الإعلام لخدمة هذا التوجه وهذا لا يعني اعفاء الحزب من العديد من الأخطاء وبعض الممارسات التي تسببت بها جملة من الظروف والسياسات التي اضرت به واستخدمت كواجهة لمعاداته والتحريض عليه. 

وتبقى مسألة تضييق الافق الثقافي والمنهجية الدعوية والخطاب المجتمعي العام للحزب هي المعضلة التي لم يتمكن من تجاوزها ولا تتناسب مواقف اغلب قياداته وقواعده المجتمعية والدعوية مع طبيعة المرحلة التي يفترض أن توسع بل وتغير في طبيعة ومهام الحزب كحزب وطني لا كجماعة خاصة. 

عليه أن يتوجه بخطاب داخلي لأعضائه وقواعده وفق مرحلية الواقع الذي افرزته الحرب ينتقل من خلالها من تلقين العقيدة الحزبية إلى العقيدة الوطنية وهذا يتناسب تماما مع تضحياته ومواقفة ولا يتعارض مع ادواره الطبيعة التي تؤهله ليكون رافعة النضال الوطني واستعادة الجمهورية.