الثلاثاء 15-10-2024 08:52:04 ص : 12 - ربيع الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار
ضياء الحق.. النجم الراحل عبر جناح الشهادة
بقلم/ أحمد عثمان
نشر منذ: سنتين و 11 شهراً و 21 يوماً
السبت 23 أكتوبر-تشرين الأول 2021 08:30 م

نهار حزين مر اليوم محملا بالسواد فيه استهدفت تعز في قلبها
خسرنا خسارة كبيرة وموجعة
لكن القتلة لا يعلمون ان دماء ضياء المجد والشهامة والخير والعطاء ستفتح ابوابا للنور والنصر وستغرقهم اينما كانوا.
لم يرتكب القاتل عملا صعبا فضياء مثل الضوء في متناول الجميع. النذالة وحدها من تعادي الضياء وتحاول عبثا ان تطفئ نور الشمس العائد الى السماء.
لقد كانت عملية اغتياله عملية استهداف لتعز ودورها القيادي في الدفاع عن المشروع الوطني وتصليب تعز ولملمة قواها استهداف لروح الحرية والبساطة والمساواة وصناعة المعروف وانقاذ الاسرى انها جريمة تستهدف كل هذه القيم في شخص الشهيد الذي فجعت من اجله تعز مالم تفجع من قبل.
عملية قذرة لمحاولة خلط الاوراق واعادة الحرب على تعز من الداخل بعد عن عجزوا عن تركيع المدينة واخضاعها عن طريق الحرب والحصار والدسائس الداخلية وما اكثرها.
كان ضياء الحق يقول ستبقى تعز قوية عنيدة تبطل سحرهم ويتبخر على قدميها كل المؤامرات والاحقاد. باستشهاده ستصبح تعز اقوى لقد علمتنا هذه المدينة كيف تلملم جراحها ويشتد عودها بعد كل مصيبة وان دماء الشهداء تروي شجرة القوة فيها.
انها المدينة التي تتحول فيها المحن الى منح وفرص جديدة تتدفق معها دماء جديدة وقادة يطلعون من قلب الارض وتولد مواقف جمعية أكثر قوة ووعي ووحدة.
ضياء النبل المعبر عن الناس البسطاء والفداء المتجدد من يحمل روحه في راحته عون الضعفاء وخصم الطغاة.
ما كان له ان يرحل الا عبر جناح الشهادة واقفا مثل شجرة جذرها في الارض وثمارها تعانق السحاب وظلها وارف كظل الجنان التي اشتاقها هو كثيرا.
حيث كان من اولئك الرجال الذين يدوسون على الأخطار ساخرين من الخوف يتأبط الموت كما يتأبط حقيبة السفر.
ضياء الاهدل القيادي في الاصلاح والثورة والمقاومة نموذج فريد بين القادة ونسيجا وحده لا يشبهه في العطاء والحضور المتنوع والبساطة العظيمة الا ضياء.
لا يوجد انسان ظلم اكثر من ضياء وتحمل التجنيات والتخرصات ومورس عليه التحريض والتشويه وكان مع كل هذا ضياء شمس لا يتعكر ولا يحقد مسامحا عفوا (فليس كبير القوم من يحمل الحقد)
يتحرك بقلب ابيض وفؤاد جسور دون كبر او تعالي كان هين لين سهل صعبا في الحق شامخا له ظل وثمار على كل جانب.
رحم الله اخي ضياء الحق لقد كنت مدرسة تعلمنا منك الكثير وستظل رمزا للأجيال.
لحياتك وموتك قصة بطولة وحكاية شهامة مرت على المدينة كسحابة غيث كريمة الهطول وستبقى خالدا تقاوم المحو والنسيان.
يفتخر بك الانسان في هذه المحافظة وجبالها وتفاخر بك قلعة القاهرة التاريخ ومنارة المظفر الدامعة
رحم الله القائد المعلم ضياء الاهدل