الجمعة 06-12-2024 07:04:15 ص : 5 - جمادي الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار
من المستفيد من إغتيال الضياء؟
بقلم/ عبدالحفيظ الحطامي
نشر منذ: 3 سنوات و شهر و 12 يوماً
السبت 23 أكتوبر-تشرين الأول 2021 09:20 م

لست مع من يذهب في استباق التحقيقات الأمنية في جريمة إغتيال رجل الحوار والسلام والنضال الوطني ضياء الحق الاهدل ، القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح ، باعتباره واحد من رجال المقاومة الشعبية في تعز ، المكدود باليمن وتعز حد الشهادة ، ممن كان له قصب السبق وكافة أحرار تعز في مواجهة مليشيات الحوثي الإيرانية ، وكذا جهوده في رأب الصدع بين القوى والاتجاهات السياسية ، ومحاولته ودعوته لتقارب وجهات النظر بين فرقاء العمل السياسي الجمهوري المناهض للانقلاب الحوثي ، حتى آخر تغريدة له قبيل اغتياله.


إغتيال ضياء الحق في تعز هو استهداف للمصالحة الذي كان الشهيد أحد رجالها، هو استهداف للصف الجمهوري ومحاولة إحداث جرح في جسد الوطن المثخن ، والذي بدأ يشهد بيارق أمل خاصة مع تقارب قوات محور تعز وقوات الساحل الغربي ، فالعقل والمنطق يذهب إلى أن المستفيد من عملية اغتيال أحد مكونات الصف الجمهوري ورجاله هم أعداء الجمهورية والمتضررون من التقارب الأخير بين قوات الشرعية في تعز وبين قوات طارق صالح في الساحل، ورأس المتضررين من ذلك هي مليشيات الحوثي ومن يدور في فلكها، فلا نذهب بعيدا في إثارة الاتهامات وتوزيعها جزافا هنا وهناك، في غمرة هذا الحادث الأثيم ، الذي افقدنا رجل حمل على عاتقه أوجاع هذه البلاد ، وكان أحد الكوادر في المشروع الوطني المناهض للانقلاب الحوثي ، بانتظار تحقيقات الأجهزة الأمنية للكشف عن الأيادي الآثمة التي أرادت إغتيال مشروع حلم الصف الجمهوري في التصالح والتسامح وعودة الروح إلى الجسد وتوحيد الجهود لوأد المشروع الحوثي الإيراني الكهنوتي في اليمن.


ف‏الوحدة الوطنية والمصالحة بين الإخوة في الصف الجمهوري خطوة في الطريق الصحيح ، تحتاجها اليمن لترميم جدار الصف الجمهوري الذي تعرض خلال العقد الماضي إلى هزات عنيفة ويمكن لمثل هذا التقارب والتصالح والحوار أن يوحد اليمنيين قاطبة في وأد المشروع الإيراني المهدد الوحيد للهوية الوطنية والحضارية لليمن.
ودون هذه المصالحة لن تستطيع أي جهة بمفردها أن تتقدم خطوة واحدة إلى ما من شأنه هزيمة المشروع الإيراني في اليمن ولملمة شتات اليمنيين، وأي تحد يستهدف تعطيل عملية التصالح الوطني هذه بين الفرقاء في الصف الجمهوري يجب أن تجابه بالمزيد من بذل الجهود لإستعادة الروح الوطنية الواحدة وتجاوز كافة المعوقات والمصالح الفرعية والآنية.. وتغليب المصلحة الوطنية العليا لليمن..
رحم الله الشهيد ضياء الحق... يرحل الرجال ويبقى ضياء الحق وضوء الحرية ما بقيت الحياة ملهمة أفكارهم، نبلهم، قيمهم ، للأجيال القادمة