فيس بوك
وقفات تضامنية في تعز ومأرب دعماً لغزة والشعب الفلسطيني وتأييداً لقرار الجنايات الدولية
وفد من قيادة الإصلاح يناقش مع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي العديد من القضايا الهامة
سياسية الإصلاح بأمانة العاصمة تدشن دورة تدريب المدربين لفريق الدائرة
المجلس الأعلى للتكتل الوطني يناقش أبرز القضايا الوطنية والسياسية
رئيس إصلاح المهرة يشيد بالحملة الأمنية لمكافحة المخدرات ويدعو لدعمها
مصدر في إعلامية الإصلاح: الأكاذيب الموجهة ضد الأمين العام تعبير عن الإفلاس والمكنونات المريضة
أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة الشيخ أحمد الحاوري ويشيد بأدواره التعليمية والمجتمعية
اليدومي: رغم مأساة اليمنيين إلا أن الأيام القادمة مُسَرَّجَة بالفرج
ونحن نعيش حالة الذعر العالمية اليوم من انتشار فايروس كورونا الفتاك، تحملنا الذاكرة نحو التاريخ اليمني عبر دوراته ومراحله المختلفة لتشابه واقع الحال اليوم مع تلك المراحل التاريخية.
من يراجع تاريخنا اليمني سيجد العجب العجاب من دورات الصراع التاريخية تكون الإمامة رأس حربتها، فتصاحبها الكثير من الآلام والمحن مثل المجاعات والأوبئة التي تحصد الشعب حصداً تصل في بعض المراحل حد إهلاك ثلثي الشعب ويبقى الثلث الثالث فقط.
قد لا تكون الإمامة صانعة للأوبئة، لكنها -بكل تأكيد- مصاحبة ومتسببة للمجاعة، ويعطف موضوع الأوبئة عليها عادة بسبب عدم قيامها بواجبها تجاه الشعب من ناحية، وبسبب نسف وتدمير عوامل وأسباب مواجهة هذه الأوبئة من ناحية أخرى، مثل القضاء على التعليم وتعلم العلوم المختلفة ومنها العلوم الطبية؛ لأن الإمامة تقصر التحصيل العلمي فقط على كتبها ومناهجها التاريخية ومرجعياتها ونظرياتها الإمامية.
فمثلا: كان الأئمة وأعوانهم يفرضون الأعشار على الشعب وينهبون أموالهم، ويصادرون تجارتهم حسداً لهم، وتصل هذه الأعشار في بعض الأحيان إلى أكثر من 70%، ثم من يتقاعس عن الدفع لأسباب فوق طاقته يعمدون للنهب، وبفعل الحروب التي يشنونها على الشعب ينهبون الأخضر واليابس وكلها تتسبب في المجاعات المختلفة التي تؤدي إلى وفاة كميات هائلة من الناس جوعاً ما تلبث جثثهم وأمراضهم أن تتحول إلى أوبئة تفتك بالمجتمع.
في فترات ازدهار الدول اليمنية كانت تنتفي كل تلك المظاهر من المجاعات وتنعدم الأوبئة تماماً أو تنحسر فلا تصبح وباءً شاملاً بل حالات فردية.
فمثلاً في عهد الدولة الرسولية الممتد لحوالي 230 عاماً لم تسجل حالة واحدة من الوبائيات أو المجاعات، وإن سجل بعض الفقر بسبب الجراد أو القحط تكون قليلة ويمكن السيطرة عليها، إذ تلجأ الدولة إلى مسامحة الرعية عن تحصيل الزكوات والمكوس المختلفة مما يخفف على الناس، ويتم رفد المناطق الفقيرة من المناطق الغنية بالزراعة وبالتالي يتم محاصرة الجوع قبل أن يستفحل ويتحول إلى مجاعة.
بعكس الإمامة التي كانت كلما اشتد الفقر والجوع على الناس زادت من تعنتها والإطباق على المواطنين لتحصيل الولاة وطبقة (الأشراف) ليزدادوا تخمة وثراءً على حساب المواطنين.
البيئة الفقيرة والجاهلة لا تستطيع مواجهة الأوبئة والمجاعات عبر التاريخ.
الحوثيون اليوم يعيدون العجلة إلى الوراء ويديرون عجلة التاريخ إلى دورات الصراع التاريخي، ينهبون الأموال من طرق شتى؛ قضوا على الرواتب، ورويداً رويداً يصادرون التجار ليتحكموا هم بهذه التجارة، وفرض الأموال المختلفة عليهم ويستنزفونهم باسم المجهود الحربي والتبرع للمناسبات الدينية كالولاية ويوم الشهيد ويوم الميلاد (المولد) وغيرها من المناسبات.
هذه كلها عوامل من عوامل الصراع التاريخية التي تدور على اليمنيين تحديداً كل مائة عام أو 50 عاماً أو حتى 30 عاماً، ربما سنشهد الكثر من المآسي والكوارث التي ستتسببها الإمامة والحوثية كما تسبب بها من قبل من سبقهم، وفي كل دورة من الصراع تقودها أسرة من الأسر التي تدعي الانتساب الهاشمي.
لذلك تظل الهادوية الإمامية صانعة لهذه الدورات من الصراع وفكرها فقاسة للإرهاب لا يوقفها إلا أن تأتي دورة تنويرية أخرى تقضي على هذا المشروع الظلامي فكراً وسياسة واقتصاداً ومسلحاً.