السبت 21-12-2024 14:38:31 م : 20 - جمادي الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار
صباح المجد يا سبتمبر التحرير ..
بقلم/ عبدالحفيظ الحطامي
نشر منذ: 6 سنوات و شهرين و 24 يوماً
الأربعاء 26 سبتمبر-أيلول 2018 06:28 م
    

صباح الخير يا يمن.. صباح الحرية عقيدة وحياة ووطن.. صباح رغم كل الجراح، نمتشق من وجعها احلامنا النازفة .. صباح الجمهورية رغم مليشيات الديكتاتوريات البائدة.

صباح جيل يتوضأ بأنداء الوطن، يصلي في محاريب الكرامة ، إصراراه على النهوض من أغلال القيد وفيد المليشيات ونزق القتلة وناهبي الاوطان .. صباح نتيمم بأنداء اخضراره بغيمات سمائه بعرق جبين احراره، بدموع الامهات الصابرات، بقصائد الأمنيات، بعرق المكدودين بالنضال، بفواتح الدعوات تطلعا للمجد، واستعادة للكرامة التي تستعصي على الانكسار ..صباح الامنيات التي لا تموت.. صباح الوطن الذي يطل من شرفة التاريخ يستذكر، وجع اليمن في عهد حكاية القطران والقيود واحمد ياجناه فيرتدف جيل بندقيته وقلمه وقصائده وايقاعه وابداعه واحلامه رفضا لأحفاد الغلالة والعمامة والسخافة، رفضا لعصابة اتكأت على اغلال الجهل والخرافة والدجل ..

صباح الوطن حكاية الميلاد السبتمبري، شهدنا ولادتها كفرح زرع مشاتله في صدورنا، كبر معنا في ارحام احلامنا، حكاية كالفرح المقاوم للحزن، يسقي عطش ايامنا المثقلات بالوجع ، فتصافح احداقنا وجوه جيل مفعم بتراب الوطن حد الحياة بناء ، وحد الموت شهادة في سبيل الكرامة، صباح تلك الوجوه الصامدة في مواقع الرفض والتحرير تهبنا بارقة أمل ..

 كالصباح تضيء وجودنا كشمس السماء ، تحكي لنا قصة الحلم الممتد في اقاصي الروح ، من خيوط فجر سبتمبر التاريخ والمضاء والجمهورية والثورة والإباء والتحرير ..

صباح سبتمبر التحرير والحرية، كالمطر يهمي علينا كالرحمات ،، ويغسل عن كواهل شعبنا أقذية واوحال رواسب الماضي ، ويروي جفاف اعماقنا كالغيث ..

صباح كأمزان السماء، يبعث في الأرجاء اريج الارض تشعرنا بنشوة الشموخ بعد مراحل الخذلان.

 

* صباح 26 من سبتمبر، كانت ولاتزال لحظة ميلاد استثنائية في تاريخ اليمن المعاصر.. لحظات فارقة بين زمنين، زمن الدجل والخرافة والكهنوت ، وزمن العلم والايمان والحرية..

نتذكر ونحن جيل سبتمبر، نستدعي من تخوم ذاكرة آبائنا واجدادنا، زمن الحاكم الذي تزيا بالسماء تقية من أنجاسه وارجاسه الذي احال وطنا الى سجن سيئ الصيت. لا صوت يعلو فوق عمامته، واطماعه وحاشيته وعساكره ونزواته واطماعه في اليمن، تُقية تمرغت الامامة بالدين والآل الطاهر، فلم يكونوا سوى كائنات محقونة بالأطماع موحولة بالجهالة والفقر، والمرض وتعذيب شعب سحقته واحالته الى عاهة يعيش خارج الزمن والجغرافيا الموغلة في اعماق التاريخ حضارة تحكي عن مهد حضارات الانسان .. فحولها طغاة الامامة الى بقعة منزوية مهمشة ..

هذه الحقارات التي طفحت فجأة من كهوف الامامة والقمامة والرمامة، وهي تحاول الزج بنا في ذات النفق الاسود ، وتعيدنا الى وحشية وقذارات ذلكم التاريخ المتغضن بالمرارات والنكايات والخرافات والسخافات، نسيت هذه الحثالة وهي تحاول استنساخ سبتمبر المجد والجمهورية، بأن اليمنيين ، تجاوزوا كهوف ماضي الامامة، بتضحيات وارفة بالدم لأنبل واعز رجالات اليمن، الخالدين في قلوبنا وعلى امتداد التاريخ كأيقونة حياة..

لا قلق على ثورة خالدة في قلوبنا ، ايها السبتمبريون الصامدون في وجه الجهالة والحقارة وشعارات الموت، سنتنفس الحرية، لان القيم التي اودعتها الثورة لاتزال حية نابضة في مواجيد مشاعرنا، في تعاريج الوريد النابض العازف لحنا يردده اليمنيون اجيالا متعاقبة، لن ترى الدنيا على وصيا، سبتمبر ليس مجرد ذكرى واحتفال بماض، انه احتفاء بذاكرة جمعية للنور والقيم الشامخة والاهداف النبيلة، باعثة على الحياة والاحياء والتحرر والعلم والايمان، فإن عدمنا السلاح لكنس هذه النفايات القادمة من كهوف الابدية ، سنقاومهم وان انفض الكون عنا، سنعيدهم الى حيث يجب ان يعقلون، سنقاومهم بذاكرتنا الناشبة في اقاصي الحقبة السوداء من تاريخ اجدادهم الأثيم .. سنجعل تلك المسيرة السوداء التي ارهقت كواهل اجدادنا وآبائنا ، جوعا وفقرا ومرضا وقيودا وتعذيبا وامتهانا لآدمية الانسان ومسخا لإرادته.  سنجعل منها وقود اصرار على الرفض لحقبتهم البائدة، سنجعل مسيرة الإفك ورزية التاريخ ونفايات الماضي، ذكرى عتيقة بائسة تبعث فينا رفضا عارما مقاوما لها. سننسج من فجرنا قصص الصمود والتضحيات، سنجعل من غبار اقدام اجدادنا الحافية المجروحة بقيود الامامة العاهرة، ارادة تمنحنا المزيد من الصبر والصمود في وجوه القتلة ودعاة الماضي وشذاذ الآفاق ومناهضي الحرية ، ومليشيا السلالة، يستحيل ان نسقط في براثن عصابة السيد والطائفة والسلالة ، يستحيل ان تغدو اليمن بيد رسي معمم اكانت قادمة باسم السماء، او آتية من كهوف الابدية.

صباح الامل والامنيات، صباح مفعم بنصر الله وتمكينه، صباح سبتمبر المجد والسمو والسؤدد والتحرير.