الجمعة 22-11-2024 06:51:16 ص : 21 - جمادي الأول - 1446 هـ
آخر الاخبار
الإصلاح الكيان والمشروع
بقلم/ أحمد عثمان
نشر منذ: 4 سنوات و شهرين و 6 أيام
الثلاثاء 15 سبتمبر-أيلول 2020 11:09 ص
  

تأسس الاصلاح كحزب بعد الوحدة بفضل اعتماد التعددية السياسية كمنجز مصاحب للوحدة المباركة

وله جذور ضاربة وذكر وذكرى طيبة في حركة الاصلاح الوطني

( التجمع اليمني للاصلاح ) الاسم يختزل التوجه والهدف ويعكس المسارات والروح نحو الوطن والإنسان

(التجمع اليمني) ...مصطلح تشاركي وكان واضحا عند الاختيار فهو ليس كيان ايدلوجي صلب ومغلق بل تجمع لقوى وشخصيات امنت بالنظام الأساسي للحزب القائم على المشروع الوطني وقاعدة الجمهورية والوحدة والحكم الديمقراطي

(للإصلاح) الهدف والمشروع وهو يختزل النفسية الدافعة للحزب فهو ذا نزعة إصلاحية يؤمن بالآخر ويدرك أخطاء الماضي وظروفه ويندفع للإصلاح مع كل الشركاء والمؤمنين  ...

- فعملية الإصلاح عملية تأملية تهتم بالتشخيص وتحديد العلاج ومهما طالت فهي ضرورة انقاذ تجتهد لتأخذ معها الجميع في حوار عميق وتحديد معالم التغير والدفع إلى التطور بشراكة الجميع دون إقصاء أو استيثار وهذا بالتأكيد يستبعد وسائل العنف والحكم بالغلبة حيث يؤمن الإصلاح بأن وسيلة الغلبة هي أساس البلاء ورأسه في مجتمعاتنا العربية وان حل إشكالية الحكم المستبد يقتضي حلا لاشكالية الحكم الدامية بعيدا عن السلاح والعصى والرمح  والسيف كوسيلة للحكم وكأداة للدمار وتطوير الخراب وإشعال الحروب على فترات متناوبة بالشر والموت والفقر والجهل

 في دورات صراع و بلاء متجدد

كلما قلنا عساها تنجلي

قالت الأيام هذا المبتدأ

ولهذا نرى أن العنف كوسيلة للحكم وتداوله خيارا مستبعدا من أجندة الحزب بل خيارا ممقوتا ومرفوضا باعتباره وسيلة خراب يقف وراء كل مظاهر التخلف العلمي والثقافي والسياسي والعمراني وهو موقف ورؤية للاصلاح لا يستطيع طمسها خصوم الإنصاف وأعداء الرؤية الواضحة

ومن هذا المنطلق كان الحزب أول من أطلق مصطلح النضال السلمي في اليمن كخيار سياسي في مؤتمره العام .الثالث ليسد الباب تماما أمام خيارات العنف كوسيلة لانتقال الحكم كما انخرط في العملية السياسية بفاعلية، والفعاليات السلمية بالمشاركة مع القوى الوطنية 

 

 ومع هذا كله فإن الإصلاح لا يسقط من برنامجه وسائل الدفاع عن الوطن وكيانه وهويته عندما يتعرض لخطر وجود بل يتحول إلى جانب المشروع المقاوم وملحمة الثورة والتضحيات وهو ماجسده الإصلاح في معركة مقاومة المشروع الإمامي الذي جاء خارج مسار الفعل والتنافس السياسي بل خارج مسار المنطق و تطور الاشياء وأقرب إلى عملية إغتيال متكاملة للشعب والوطن وقيمه الحاكمة من حرية عدالة مساواة كرامة و سيادة وطنية

لقد كان عودة المشروع الامامي متسللا على عدة أزقة سياسية محلية وخارجية اقرب إلى استدعاء متعهد بالأجر فتحول إلى فعل وفاعل ومبتدأ وخبر لندخل في متاهة الانقلاب والاستيلاء على الدولة والانتقال إلى معركة المقاومة و استعادة الجمهورية وإسقاط الانقلاب وما تخلل ذلك من أحداث متناقضة الوجوه.

 مبكيات ومضحكات  عجيبة تكدر النهار ويشيب لها رأس الفجر وصولا الى هذه اللحظة وهي مدة زمنية ليست بالقصيرة ومع مافيها فإنها ايضا تحمل وجوها مشرقة ومشرفة للإصلاح كحزب قائد في ملحمة الشعب اليمني ومعركة الهوية والوجود مزينة بالبطولات الباذخة الثراء والصانعة للمعجزات

 

ثلاثون_عاما_اصلاح