السبت 23-11-2024 11:07:11 ص : 22 - جمادي الأول - 1446 هـ
آخر الاخبار
انقذوا الحديدة ..
بقلم/ عبدالحفيظ الحطامي
نشر منذ: 6 سنوات و شهرين و 19 يوماً
الإثنين 03 سبتمبر-أيلول 2018 09:02 م

بلاغ وهل يهلك الا الصامتون على الظلم والفساد والقتل والدمار.. اسمعوني جيدا - ايها الناس - اليوم هو يوم انكشاف الحقيقة ، يوم الصدقات بلا رياء، يوم وجوب اطعام الامعاء الجائعة، يوم اقتسام رغيف الخبز الواحد، اليوم هو يوم اغاثة الملهوفيين والمسحوقيين، اليوم هو يوم التكافل والتعاون والتراحم، ويوم مشروع الحياة ، مشروع اطعام من لا طعام له ، من انكفأ مع اطفاله ليموت جوعا، اليوم هو يوم من لا يسألون الناس الحافا، يوم الحفاظ على اعزاء اذلهم الفقر وارهقتهم المسغبة...


البارحة اتصل بي من مدينة الحديدة، عدد ممن اعرفهم ممن كنت اظنهم مستوري وميسوري الحال ، اليوم وقع الجميع في مصيدة المجاعة من لاتقتله قذائف والغام مليشيات الحوثي الاجرامية والطيران الاعمى ، يموتون جوعا الف موتة داخل بيوتهم ، هناك من يتضورون جوعا، ومن يقتله موت مضاعف، وهو يرى اطفاله يموتون ببطئ، امام عينيه، وهو اقسى من الموت السريع، هناك من يتمنى الموت بقذيفة ليرتاح ، قالها لي معلم وصاحب بقالة كنت اظنه ميسور الحال، قال لي ذلك، تصور ان لاتجد ما تهبه لاطفالك المتضورون جوعا .. وانت شاهد على المأساة، تخيلوا يحدث ذلك اليوم في الحديدة .. تخيل طفلك لا يطالبك بلعبة ولا بحلوى ولكن يطالبك برغيف خبز يقتاته جافا فلاتجد ما تعطيه ذلك،
ايها الناس.. الحديدة بلا دقيق بلامخابز مفتوحة وان وجد، فلا تقدر على شرائه حتى الاسر التي كان يطلق عليها الميسورة والمتوسطة الحال، تهوي بها الحاجة والمجاعة الى سحيق المجاعة وقعر المذلة والهوان..


كارثة يحصد غالبيتها السكان في الحديدة وفي كل المحافظات التي لاتزال تحت سيطرت المليشيات ،
أياها اليمنيون : من لديه قوت يومه فليجد على من لا قوت له، ايها العسكريون ورجال الامن ممن صرفت لهم رواتب تعهدوا واسألوا عن جيرانكم واقاربكم واصدقائكم ورفلقكم ممن لايزالون عالقين بين انياب المليشيات ومخالب المجاعة واسوهم قد، لا يستطيعون ان يخبروكم عما هم فيه من مجاعة ومسغبة ومذلة..


ايها المعلمون والاطباء والموظفون والعمال وووو وكل من له عمل في اطار الشرعية جودوا لمن لاطعام له ولا قوت في المناطق المنكوبة .
اما قيادة الشرعية والحكومة وقادة الاحزاب والمنظمات وقادة الجيش والمقاومة والامن ومكاتب المحافظات وقادتها والسفراء ولصوص العملة الصعبة والناهبون لعائدات رواتب الجيش وووو وكل من يستلم راتبه بالعملة الصعبة، اتقو الله واعلموا انكم ملاقوه وان الحياة دول ، يوم لك وايام عليك، وان ما ابقيتموه لانفسكم وادخرتموه سيأتي يوم تخسرونه وستجدونه قاعا صفصفا، وستجدون انفسكم في ذات المصير الاسود، قوموا بمسؤوليتكم اعترفوا لهذا الشعب من المتسبب فيما يحدث له، من حرب جديدة، حرب البطون الجائعة، فحرب البطون اقسى من حرب البنادق، ما فشل فيه الانقلابيون من تحقيقه هم اليوم ينجزونه في حرب المجاعة التي يستثمرونها ..


يقول اصدقاء لي في الحديدة.. جيوش المتسولين في الحديدة لم يعودوا من المهمشيين اليوم انكسرت اسر وعوائل وانقهر رجال وذل آخرين تحت سقف المجاعة.
يا رجال المال والاعمال في الحديدة يامن وسعتم تجارتكم خلال عقود من السنيين من خيرات وثروات محافظة الحديدة، اليوم هو اليوم الحق في، صدقات يجب ان تخرجوها، دون منِ واذى واعلام وزيف ورياء وتفاخر وتكاثر، تعهدوا الاحياء السكنية في الربصا وغليل والشهداء والسلخانة والكدف وحارة البيضاء والاحياء القديمة والريف التهامي..


سيادة الرئيس والنائب والحكومة ووزرائها والنواب وقادة المحافظات والسلط المحلية وقادة الاحزاب، والمكاتب والسفراء ، اما ان ترشدوا نفقاتكم وتفكروا بعقولكم وانسانيتكم ومسؤوليتكم ازاء ما يحدث من اتساع المجاعة بسبب سوء ادارتكم وفسادكم وتقاعصكم عن حسم معركة تحرير وطنكم مع هذه المليشيات الحوثية التي اكلت الاخضر واليابس ، مالم فإن الله مبتليكم بأيام وسنيين كسنيين من سبقكم فسادا وبطرا واسرافا، وكأيام المسحوقيين من ابناء شعبكم اليوم..


اما الاشقاء في التحالف اما ان تمضوا في وعدكم وتعهدكم وحزمكم واملكم لانهاء الانقلاب الذي تسبب في كل هذا الدمار، والخراب في اشقائكم اليمنيين، مالم فعلموا ان زلزالا سيعصف بالجميع، كعقوبة قدرية ستحيق بكم، فالله هو العدل وهو المنتقم لكل المظلوميين وهو خير الناصرين وهو ارحم الراحميين، اما مليشيات الموت فلاخطاب لها لأنه لاقلب ولا ضمير ولا انسانية لها فقد دمرت الحياة والاحياء واوصلت البلاد والعباد الى هذا الحال والمآل.


وحسبنا الله ونعم الوكيل