الخميس 21-11-2024 14:12:46 م : 20 - جمادي الأول - 1446 هـ
آخر الاخبار
إصلاح شبوة 27 عاما من العمل الوطني
بقلم/ يسلم البابكري
نشر منذ: 7 سنوات و شهرين و 8 أيام
الثلاثاء 12 سبتمبر-أيلول 2017 04:27 م
    

يكمل الإصلاح سبعة وعشرين عاماً من عمره الذي بدأه في يوم 13 سبتمبر من العام الأول للجمهورية اليمنية في 1990م، وهي مسيرة حافلة بالعمل الذي يصعب تقييمه في أسطر وكلمات، لكن الحديث هنا سيكون إشارات عابرة وسريعة من الداخل عن بعض عناوين وملامح تلك المسيرة في محافظة شبوة، الذي نشط فرعه فيها منذ التأسيس وإلى اليوم مقتحماً كل ميادين العمل السياسي والدعوي والتربوي والاجتماعي والشبابي، بل لا يكاد يذكر ميدان لم يحضر فيه الإصلاح ولا مناسبة غاب عنها، فإذا تحدثنا عن العمل السياسي فقد حضر الإصلاح كل دورات العمل السياسي ومواسمه؛ فقد شارك بشكل مباشر وغير مباشر في أول انتخابات نيابية في عهد الجمهورية اليمنية عام 93، ثم حضر في تشكيل ملتقى أبناء شبوة الذي شكل أبان أزمة وحرب 94، ثم تتابعت المشاركات في كل مواسم الانتخابات بكل مستوياتها محلية ونيابية ورئاسية وأبرزها الانتخابات الرئاسية 2006 التي عملت -بشكل هائل- في تنشيط وتحرير وعي المجتمع نحو التغيير وحصد نتائج جيدة وشارك في إدارة المحافظة والمديريات، ثم كان أيقونة الثورة السلمية ومشاركاً فاعلاً فيها مع بقية القوى الثورية والشبابية وداعماً للتسوية والانتخابات المبكرة للرئيس التوافقي في 2012 ومشاركاً فاعلاً في مؤتمر الحوار الوطني ومقاوماً للانقلاب مقدماً كوكبة من قياداته وشبابه في مواجهة ميلشياته. ويحسب للإصلاح في تلك المراحل انفتاحه على جميع القوى في المحافظة متعاوناً معها معتمداً على خطاب جمعي يبقي الوصل ويعمق الشراكة ويؤسس للتعاون ..

 

برز الإصلاح في مطلع التسعينيات عبر نشاطه الدعوي والتربوي والشبابي، ناشراً للفكر الوسطي المعتدل مرسخاً لقيم الخير والفضيلة عبر كل المناشط الجماهيرية والإعلامية والتربوية، مستثمراً لطاقات الشباب في خدمة مجتمعهم عبر الأنشطة الشبابية والتربوية في وقت لم يكن الإعلام الفضائي ولا الشبكي قد تكون، وقد استطاع عبر الخطاب الواعي من تطوير وعي المجتمع بشكل ملحوظ.

 

لم يغب الإصلاح عن واقع المحافظة المبتلى بإرث ثقيل من الجهل والثارات، وهي من أكبر المشاكل التي استنزفت طاقتها وأهدرتها؛ فقد عطلت مشاكل الثارات الحياة وتسببت في مآسٍ وجراح عميقة، فعمل على تأسيس لجان الصلح، وتطوعت قياداته وكوادره للمبادرة في إصلاح ذات البين والتحرك الفوري لحل المشاكل وتطويقها وحصارها قبل تفاقمها والتحذير منها عبر الخطاب الدعوي والإرشادي.

 

كان الفقر شريك الجهل في إنهاك محافظة شبوة، لذا عمل الإصلاح -ومنذ تأسيسه- على سد الفراغات الهائلة من الفقر والعوز عبر الدعوة إلى نشر ثقافة الوعي بالعمل التطوعي والإغاثي، وحث المجتمع على تأسيس مؤسسات تعنى بالجانب الخيري والإغاثي تكفل الأيتام وتقدم خدمات العون الاغاثي والطبي والتنموي لمجتمع نسبة الفقر فيه مرتفعة وتسيير القوافل الإغاثية، كما حدث عند انتشار وباء الملاريا في مطلع التسعينيات وإغاثة متضرري فيضانات عام 96 وإلى اليوم حتى وجدت بنية تحتية من مؤسسات العمل الخيري والاجتماعي تعمل بشكل مؤسسي ومستقل.

 

الجهل ثالث رمح أنهك شبوة وساهم في استنزافها، وفي هذا الميدان بذل الاصلاح جهداً كبيراً عبر محاولات اصلاح التعليم؛ فانتشرت -في مطلع التسعينيات- عدد من المعاهد العلمية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم ومراكز العلم الشرعي، وعملت المؤسسات الخيرية على تخفيف معاناة طلاب العلم عبر كفالتهم وتوفير المساكن الطلابية لهم في المدن وتحسين أداء الإدارات المدرسية وكفاءة المعلم وإقامة الدورات المتنوعة والأنشطة الصيفية التي تخدم التربية والتعليم. 

 

تعامل الإصلاح مع تركيبة شبوة القبلية والاجتماعية بما يناسبها وبما يحافظ عليها ويهذبها، ساعياً للتخفيف من آثار العصبية المدمرة فيها مقدماً نموذجاً يحتذى عبر منهجه الفكري الذي يتعامل مع العصبية كداء يجب علاجه والتحرر منه ساعيا بكل وسائل التهذيب لسل جذورها من اعضائه وأنصاره ثم المجتمع.

 

ساهم في وضع الأساس لبنيان الإصلاح في شبوة ثلة من الأخيار أخص بالذكر منهم من رحل الى الآخرة كالشيخ عوض بن سالم بن علي معور الربيزي -رحمه الله- الذي كان رئيساً للإصلاح بشبوة ثم عضواً في الهيئة العليا، والشهيد عبدالله صالح باحاج، والشيخ سعيد المفجور الباراسي، والشيخ عبده صالح المثيل، والشيخ عوض الحامد، والشهيد أحمد علي باحاج، والشيخ عبدالعزيز العليمي، وغيرهم ممن كان لهم شرف التأسيس وتعجز الذاكرة عن استحضارهم، وآخرين لازالوا يواصلون المسير.

 

وأخيراً يمكن لكل منصف أن يقيم بتجرد مسيرة وعمل الإصلاح فسيجد فيه الكثير والكثير من العمل، وسيجد أيضاً الأخطاء التي هي رفيق ملازم له، ويمكن للمتحامل أيضاً أن يقول رأيه، لكن هذا لن يغير من الواقع الكثير؛ فالإصلاح عمل ويعمل وأخطأ وسيخطئ وأصاب ويصيب، لكن دون إنكار دوره وجهده وفاعليته وأثره.