فيس بوك
عنف وإرهاب ومصادرة للحقوق.. هكذا يتعامل الحوثيون مع مكونات المجتمع اليمني
قيادي في إصلاح سيحوت المهرة يدعو كافة المكونات إلى توحيد الصف وتغليب مصلحة المحافظة
العديني: في زمن الملشنة يأخذ الإصلاح على عاتقه مهمة الحفاظ على العمل السياسي
احتكار الثروة وبناء اقتصاد مواز.. ما وراء المساعي الحوثية لتدمير الاقتصاد الوطني؟
نائب رئيس إعلامية الإصلاح: الانحياز للجمهورية والحفاظ عليها التزام مبدئي
سياسية إصلاح أمانة العاصمة تنظم دورة حول أنماط السلوك البشري
عضو الهيئة العليا للإصلاح الشيخ ياسين عبدالعزيز ينعى الشيخ سعيد بن سعيد
إصلاح تعز ينعى الشيخ سعيد بن سعيد ويشيد بإسهاماته العلمية والتعليمية والتربوية
سياسية إصلاح الحديدة تنظم دورة مهارات التحليل والرصد السياسي
قيادة جديدة لإصلاح حضرموت.. باصرة رئيسا لهيئة الشورى وبن زياد للمكتب تنفيذي
الحقيقة التي يدركها الجميع أن السخط الشعبي ضد مليشيا الحوثي ليس بجديد، لكن ظروف وتداعيات الأحداث السياسية التي مرت بها اليمن خلال سنوات سابقة، خدعت شريحة لا بأس بها من اليمنيين، الذين انخدع بعضهم بشعارات الحوثي خلال مرحلة معينة، لكن حجم ومستوى الرفض الشعبي للحوثي منهجاً وممارسة وسلوكاً، بل والسخط المضاعف بات يهدد الجماعة العنصرية ويصيب جهازها العصبي -المختل أصلاً- في مقتل.
بدأت مليشيا الحوثي انتهاج سياسة الاستفراد سواء بالقوى السياسية، أو الاجتماعية "القوى القبلية" لكنها اليوم تجاوزت هذه السياسة وباتت تضرب في كل اتجاه، ظناً منها أنها أصبحت متحكمة في المشهد الأمني في مناطق سيطرتها، بأجهزة قمعية باطشة، إضافة إلى امساكها بمقدرات البلاد وقدرتها على الاستحواذ الكامل على أموال الناس وحقوقهم، لمواجهة أي غضبة شعبية تعجل بسقوط المليشيات السلالية المحتم.
في الآونة الأخيرة تضاعف حجم السخط، لأسباب لا حصر لها ويدركها الجميع، لكن الملفت أن هذا السخط توسع، ليصل إلى الدوائر المقربة من الجماعة السلالية، أو من بعض الشخصيات المنخرطة ضمن المشروع بدافع عصبوي أو عقائدي، وأحياناً براجماتي.
خروج ناشطين حوثيين أمام الرأي العام ليؤكدوا المؤكد، أن الشعب اليمني ضاق ذرعاً من المشروع العصبوي، وحتى أولئك المخدوعون باتوا اليوم أكثر إدراكاً بعد أن تبينت حقيقة الجماعة الحوثية، وسقطت عنها آخر أوراق التوت.
ارتفاع أصوات ناشطين من داخل مناطق سيطرة الجماعة أو محسوبين عليها، قد لا يعني أنهم أحسوا بالمرارة التي يتجرعها اليمنيون، سواء على صعيد تدهور الأوضاع المعيشية، أو فيما يتعلق بوصول الحوثي إلى استهداف هوية الشعب وعقول أبنائه بصورة وقحة وهمجية تستفز مشاعر الغالبية العظمي، أو حتى السلوك الحوثي في إذلال الناس كيانات وأفراد واستهدافهم في معيشتهم ولقمة عيشهم وأموالهم وحقوقهم، وحتى بات رفع الصوت بالألم جريمة تستحق أن يعاقب عليها الشخص ويوصم بسببها بكل التهم، لكنه يعني أن السخط والتبرم وصل إلى فصائل داخل الجماعة السلالية.
بعض هؤلاء يشعرون بالغبن وهم يرون أقرانهم من أسر محددة يحظون بالامتيازات والنفوذ، وآخرين بدأوا يفكرون (داخل جماعة لا تعرف إلا منطق القوة) ويستشعرون المآلات الكارثية لما يفعله الحوثي وجماعته بالشعب اليمني، وهذا على أنه لا يُسمح في جماعة كهنوتية ثيوقراطية عنصرية أن يفكر أحد خارج صندوقها، حتى لا يصبح بنظرها طابوراً خامساً.
يدرك كثير من الحوثيين وخاصة الذين يشعرون بالغبن والتهميش من قبل مراكز النفوذ داخل الجماعة المرتبطة فكرياً وعضوياً بحزب الله والنظام الإيراني الذي يواجه سخطاً غير مسبوق وانتفاضة شعبية مستمرة منذ أكثر من شهرين، يدركون أن المستقبل ملغم بما زرعته أيادي الحوثي وجماعته باليمن والشعب بكل توجهاته السياسية وقواه الاجتماعية، وأن متغيرات إقليمية ودولية تجعل مستقبل مليشياتهم على كف عفريت، فيقرعون جرس إنذار أمام قيادة جماعتهم العصابية، لكن الجهاز العصبي الممسوس للجماع يجعل من هذا الإنذار استهدافاً مباشراً.
وهكذا كلما تصاعد السخط الشعبي، تصرفت الجماعة العصابية بمزيد من الجنون، شأن كل عصابة تعتقد أنها باتت دولة لمجرد أنها سطت على مؤسسات الدولة وتحكمت في مصائر الناس تحت سيطرتها.
*عن المصدر أونلاين