الخميس 21-11-2024 13:43:27 م : 20 - جمادي الأول - 1446 هـ
آخر الاخبار
الاصلاح.. ثنائية الشراكة والخصومة
بقلم/ محمد يعقوب
نشر منذ: شهرين و 7 أيام
الجمعة 13 سبتمبر-أيلول 2024 10:49 م
 

حين تقرر الكتابة عن الاصلاح فإنك ملزم أن تستحضر الانصاف ويكون لديك القدرة على التمحيص ..

فقد كان الاصلاح خلال مسيرته السياسية محفوفا بعدد من الخصوم الذين استماتوا في اظهار عيوبه و انتقاصه واتهامه وشيطنته ثم رموا بكل بلية بليت بها الحياة السياسية عليه .. وجاء الحوثي بمليشياته وكان الاصلاح هدفا له وكان الاداة الأقذر في خصام الاصلاح فلم يترك وسيلة الا استخدمها سواء القتل او نهب الممتلكات او تفجير المقرات والمؤسسات ومنازل وبيوت القيادات والاعضاء والاختطافات والاخفاء القسري والاعتقالات التعسفية ..

سردية من الاجرام التي لن ننتهي من سردها لو اردنا الاسترسال في ذلك.. والاهم هو أن هذه الخصومة المفرطة واجهها الاصلاح بخطة دفاعية اتسمت بالفاعلية والقدرة على الرد والحفاظ على التوازن السياسي والتحالفات السياسية القائمة مع المكونات المساندة للشرعية وكانت هذه المواجهة على كافة المستويات وفي كل الاتجاهات.. وافرز هذا الايغال في الخصومة ورد الفعل المقاوم الذي اضطر الاصلاح ان يواجه ويدافع به عن تاريخه ونضاله عن واقع اعلامي وسياسي و فكري مختلط ومليء بالمغالطات وفيه كمية كبيرة من الانتهازية والزيف.

 ولذا يحتاج الباحث الموضوعي و الكاتب المحايد ان يمتلك قدرة على انتقاء السردية الاقرب الى الواقع ويمتلك قدر كافي من الشجاعة يستطيع من خلالها وضع تاريخ واداء الاصلاح السياسي وتراثه الفكري والادبي ورصيده المجتمعي وعمقه القبلي في موضعه الصحيح ويحاكمها الى المصالح الوطنية المعتبرة لليمن في حينه زمانا ومكانا.

في المحطات الوطنية والمنعطفات التاريخية في تاريخ اليمن السياسي كان للاصلاح مواقف رسمية صادرة عنه تزخر بها مواقعه وصحفه الصادرة باسمه وقياداته التي تعبر عنه .. واغلبها كانت انحياز للوطن ومشروعه واثبتت الاحداث تلك الحقائق.

فلو ذهبت لمن انتقد او خاصم الاصلاح في اي محطة من محطات العمل السياسي تجد ان مرتكزات تلك الخصومة مبنية على اوهام واستنتاجات وشائعات روج لها بقوة.. لأن من تبناها وصدرت عنه كان يمتلك وسائل الإعلام ومؤسسات الدولة واجهزة الاستخبارات فنشرها على نطاق واسع فتلقفها كثير من الكتاب الذين يحاولون فهم الواقع اليمني كحقائق وهي لا تمت الى الحقيقة بصلة.

فالواقع يقول ان الاصلاح هو الاتساع والانتشار والعمق والفكر والتكوين والتحالفات والشراكة والفعل السياسي الايجابي المتزن والمنفتح .. يرى الكثير من اليمنيين في الاصلاح املا مشرقا يدافع عن قيم الجمهورية والثوابت والمكتسبات الوطنية التاريخية كما يحملونه في وجدانهم كقيمة روحية تشبعوا بها وحضرت معهم في افراحهم ومعاناتهم وسلمهم وحربهم و لا يمكن انتزاعها من الذاكرة اليمنية ولا من وجدان اليمنيين ولا يسهل لاي متحمس للخصومة مع الاصلاح ان ينال ذلك.

 ومن الوهم ايضا ان يعتقد كل من نسج سردية معينة يشوه او يتهم بها الاصلاح ان اليمنيين سيتلقفونها ويقتنعون بها .. فقد جرب كثير من خصوم الاصلاح تلك الوسائل وغيرها فرجعت اليهم خائبة خاسرة.. ولذا يقول الانصاف والعقل والمصلحلة الوطنية والمصالح المشتركة اقليميا ودوليا ان الشراكة والتعايش مع الاصلاح هو السبيل الاوحد لتأسيس سلام فعلي وحقيقي في اليمن .. ليس كحزب سياسي فقط بل كمتداد شعبي وفكر وطني وقيم جدانية سلوكية وعمق قبلي زاخر بالتنوع والمورث اليمني الاصيل.

سيقف اي منصف مبهورا ومندهشا من حجم ما يرتكبه خصوم الاصلاح في حق انفسهم من حماقة سياسية وغباء مطبق .. في تبني استراتيجة الخصومة احيانا والعداء احيانا والانتهازية حينا آخر فالمصلحة وأبجديات السياسة وضرورات الواقع يفرض الاستفادة من هذا العمق والامتداد الشعبي للاصلاح لتحقيق مصالح مشتركة لا سيما ولديه تجربة سياسية ناضجه وقياداته منفتحه وخطابه الرسمي يمنح كل الشركاء محليا وخارجيا اطر واسعه للشراكة.

 ولا يمكن أيضا لأي قاريء منصف للوضع في اليمن الا ان يقول لرعاة السلام في اليمن أن الضامن الاكثر حضورا لاي مشروع سلام في اليمن هو الاصلاح وانه الطرف الوحيد الذي يمكن ان يجعل من اي خطة سلام مشروعا وطنيا يحظى بالقبول الشعبي والتاييد المحلي

 فهو محط ثقة الشركاء في الساحة اليمنية ويبني معهم آفاق واسعة من الشراكة السياسية.

 ويمكن ان يدرك الشركاء الاقليميين والدوليين بمجرد تامل منصف مجرد من ركام التقارير ما يقوله المنتفعين والانتهازيين ان الاصلاح اهل للاتكاء عليه في رعاية مصالحهم المشروعة وحماية امنهم القومي والقضاء على سموم الحقد الحوثي التي نفثها في قلوب اليمنيين على دول المنطقة والعالم ولوث بها عقول اطفالهم.