الخميس 21-11-2024 15:29:30 م : 20 - جمادي الأول - 1446 هـ
آخر الاخبار
قحطان.. وأيُّ مهندٍ لا يغمدُ؟!
بقلم/ عبدالرزاق الحطامي
نشر منذ: سنة و 7 أشهر و 18 يوماً
الثلاثاء 04 إبريل-نيسان 2023 10:41 م
 

تستثير الذكرى الثامنة لاختطاف السياسي محمد قحطان ثمانية خطوط عريضة في واقع ومآلات الأزمة اليمنية الراهنة، منذ انهيار العملية السياسية تحت معول التهديم الحوثي الضارب في صميم الدولة المدنية والمشروع الديمقراطي والحياة اليمنية على الكلية.

أولى هذه الخطوط في التعاطي الحوثي مع قضية محمد قحطان بأقصى درجات الاستثناء التمييزي العنيف الذي ارتد على خاطفيه إلى مخافة واضحة من أي إفصاح معلوماتي عن مصيره.

وهذا ما تكرس عبر سنوات من التكتيم والتغييب، زامنها صعود خاطف لرمزية الرجل المختطف، والتماع نجوميته بطلا قوميا في الوعي اليمني الجمعي والعام.

ثانيها؛ ما تجسد في هذا الوعي الشعبي من تسامٍ على الحساسيات السياسية والتشفي الحزبي، ليكون قحطان أيقونة نضال وطني وبطلا قوميا متفق عليه من كل اليمنيين ، بلا استثناء أو تحيز.

ثالثها؛ أن يغدو قحطان شخصية معيارية حاكمة لأية توجهات مستقبلية نحو إبرام سلام مع الحوثيين، فتغييب حضوره عن ترتيبات أي مخرج سياسي قد يحدث، في نفق الأزمة الراهنة ليس إلا إيغالا في نفق آخر، أطول وأعتم.

رابع الخطوط العريضة في اختبار هذه القضية الإنسانية جدية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، من تحقيق تسوية سياسية فعلية ومضمونة المسار والمصار، فقحطان هو المحك الحاسم في امتحان هذه الجدية على صعيد الواقعية أو الوهم.

خامسها؛ فشل كل المبعوثين الأممين في مهماتهم الدولية داخل اليمن، إذ كيف تأتي لإنجاز تسوية سياسية ما في اليمن، وأبرز رموز الحوار السياسي وعراب توافقاتها ورؤاها الرائبة للصدع الوطني ليس محورا أساسيا في النقاشات التفاوضية من أجل السلام، وهو المشمول بقرار أممي، وحسم قضيته تمهيد وجوبي باتجاه بلورة تطلعات العالم لإحلال السلام في اليمن.

سادسها؛ يعد قحطان شوكة الميزان وترمومتر القياس الحقيقي لصفقات تبادل الأسرى بالمختطفين، لأنه عميد المختطفين المدنيين نظرا لاشتغالاته السياسية وعمره المتقدم، وهو شخصية اجتماعية اعتبارية ومحط احترام المجموع اليمني على العموم.

سابعها؛ أية تسوية سياسية لن تكون قابلة للتحقق إلا على ضوء مرجعياتها الثلاث الثابتة، وأهمها مؤتمر الحوار الوطني الشامل، حيث قحطان أبرز وجوهه التاريخية الدالة عليه.

وثامن الخطوط العريضة، هو ما يذكِّر ببيت شعري الذائع : قالوا سجنت فقلت ليس بضائري .. سجني وأي مهند لا يغمد؟!

فالسجن من حيث لا يحتسب الحوثيون يصقل نجومية البطل ويؤثل خلوده التاريخي، ليظل محمد قحطان لمعة إشراق الوطن تحت السماء من مهنده اليماني الرائز على مضاء حدِّه حتى وهو في عتمة غمده؟!.