الأحد 24-11-2024 04:13:17 ص : 23 - جمادي الأول - 1446 هـ
آخر الاخبار
الحلول المبتكرة.. خارج الصندوق، داخل التابوت
بقلم/ عبدالله المنيفي
نشر منذ: سنتين و 3 أيام
الأحد 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2022 09:51 م

لا يمكن لمجرم أن يحصن البلاد بالعدالة، ولا لعصابة سلالية أن تحقق العدالة والمواطنة المتساوية، ولا لمليشيا أن توجد الأمن والاستقرار، ولا لجماعة حرب أن تقدم الخدمات للشعب مهما طال أمد تحكمها في مقدراته، ذلك أن فاقد الشي لا يعطيه.
وهذا يعني أن الشعب، أو لنقل المجتمع، لا ينتظر من هكذا جماعات يغلب عليها الطابع الفوضوي والعنصري، أن تحقق له شيئاً مما يطمح إليه، بل إن الخوف يسيطر عليه مما ستفعله هذه الجماعة المنفلتة، مهما تظاهرت بالحرص عليه، أو أنها تريد أن تقدم له شيئاً، وهو ما ينطبق على المجتمع اليمني تحت سيطرة مليشيا الحوثي، الموصومة بالعنصرية والإرهاب والتخلف معاً، وهو خليط يجعل من جماعة الحوثي عدو الطموحات والحياة.
المبدأ الذي تبناه المفكر والفيلسوف والسياسي الإيطالي "نيكولو مياكافيلي" في القرن السادس عشر "الميكافيلية" وخلاصته أن: الغاية تبرر الوسيلة، باعتقادي أن مليشيا الحوثي وظفته بصورة أكثر فجاجة، وأحياناً تبدو أكثر سوءً مما قصده صاحب المبدأ نفسه، في تبرير. الاستبداد وممارسة الطغيان والفساد الأخلاقي.
الأمثلة أكثر من أن تحصى، في استغلال العصابة السلالية لكل وسيلة، في تحقيق غاياتها التي لا علاقة للمجتمع اليمني بها، بل إنها أحياناً تتفوق على الشيطان في ابتكار حلول لمشكلات، ظاهرها فيها الرحمة، وباطنها تحمل العذاب والموت.
سوف أقدم مثالاً واحداً أظهرته فلتات قيادي حوثي، يعتبرونه أحد الأوجه السياسية للمليشيا المسلحة التي تقدمه على أنه أكثر مرونة، وذلك بعد أيام من عرس جماعي (مخاتل) أقامته الجماعة العنصرية لمغرر بهم وعجائز، فيأتي القيادي الحوثي ليعبر عن أمله (أمل عصابته) أن ترى "بعد سنة من الآن كل عرسان العرس الجماعي الثالث آباءً لخمسة آلاف طفل" ثم يشكو من تكدر خاطره "لأن قرابة 3 ألف من أصل 16 ألف من عرسان العرس الجماعي الأول والثاني لم ينجبوا حتى الآن".
هكذا دون مواربة تكشف هذه العصابة نظرتها للشعب اليمني بأنهم مجرد "فقاسة" لإنتاج المقاتلين في سبيل المشروع السلالي الإمامي، وينظرون إلى المغرر بهم كمكنة تفريخ تعطيهم المزيد من البيادق التي تصوب السلاح نحو الشعب اليمني الرافض للمشروع المناقض للهوية الوطنية.
هذا واحد من الأمثلة التي يخادع بها الحوثيون اليمنيين، لإثبات أنهم يبتكرون حلاً لكل مشكلة، ومنها مشكلة صعوبة الزواج، ويعتبرون أنها حلول خارج الصندوق، بينما يذهبون بالمغفلين (وهم القلة القليلة) إلى توابيت الموت التي لم تتوقف مشاهدها منذ ظهر الحوثي كرأس حربة للمشروع الامامي العنصري، ويجني المشرفون وعتاولة العصابة المليارات من وراء هكذا مشاريع تحت مسمى هيئة الزكاة، وهي أموال منهوبة من أقوات اليمنيين.
ذات الأمر ينسحب على كل ما تقدم عليه سلطة المليشيا، ويعرف ذلك المجتمع بوضوح مهما حاول الحوثيين تغليفه بشعارات فقدت بريقها، لكن المثل الشعبي الراسخ في الوجدان الشعبي (صليت لك تقرب) لا يزال راسخاً وحاضراً بقوة، ومتوجساً من أي اجراء يقدم أصحاب العمائم مهما بدا في ظاهره أنه في خدمة المجتمع.
لا تزال شعارات الحوثيين التي أسقطوا بها الدولة ومزقوا بها اليمن، ماثلة أمام اليمنيين، منها شعار "عجبت لمن لم يجد قوت يومه كيف لا يخرج شاهراً سيفه" فأشهروا سيوفهم في وجوه اليمنيين، وبها نهبوا أقوات أيامهم ومدخراتهم ورواتبهم، ولا يزالون يشهرون سيوفهم في وجه حتى من يتألم.
تظهر حلول الحوثيين بأهدافهم الخبيثة بوضوح لكل اليمنيين، في كل خطوة يقوم بها السلاليون، والتي يسعون من خلالها إلى استقطاب المقاتلين، وإخضاع الرافضين، واذلال المجتمع، من نادي الخريجين، إلى مدونة السلوك الحوثية، وقبلها العبث بالمناهج، وغيرها الكثير.
كل هذه الخطوات المقدمة على شكل حلول، لم تكن سوى أساليب لتحقيق امتثال المجتمع قسراً لفئة عنصرية، وأدلجة المجتمع، وفرض هوية سلالية طائفية، يصبح المجتمع فيها مجرد قطيع، بخلخلته ليصبح فاقداً للقدرة على استعادة الدولة اليمنية، التي يعني استعادتها إنهاء سنوات من الحلول الحوثية عبر توابيت الموت.