الخميس 21-11-2024 16:33:52 م : 20 - جمادي الأول - 1446 هـ
آخر الاخبار
ستنتصر مأرب
بقلم/ الاستاذ/عبده سالم
نشر منذ: 3 سنوات و 9 أشهر و 9 أيام
الخميس 11 فبراير-شباط 2021 10:32 ص
 

لا زالت مارب تشكل عملية استعصاء عسكري، وشعبي، وقبلي؛ وسكاني، وانساني، وسياسي، ودولي، وبالتالي ستنتصر مارب وسيجر الحوثي أذيال الهزيمة والعار.

نعم.. مارب أبعد على الحوثي من عين الشمس، فالجيش والقبائل وجميع المقاومين لا يزالون يمتلكون عنصر الصمود والاستبسال وقلب الموزين.

نعم.. الجيش الوطني كتلة نارية وخط ناري ملتهب يصعب تجاوزه.. وطيران التحالف يشكل تغطية جوية حاسمة، وجبهتي الجوف والبيضاء اضافة الى شبوة تشكل قدرا من الاستعصاء بالنظر الى اهميتها كمناطق ارتباط استراتيجي ونسق قتالي مسلح ومتداخل.

مارب اليوم هي حاجة للجميع واهميتها تتجاوز كونها محافظة الى ماهو اكبر من ذلك.. هي آية في كتاب الله العزيز (بلدة طيبة ورب غفور)، وهي نبوءة سليمان، وملك بلقيس.. فيها قلعة براقش النقيض الموضوعي لقبة الهادي.

هي أرض سبا، وأصل قحطان عمق السنة وأرض مذحج.. هي مركز المشرق الذي ظل مهددا وجوديا للإمامة في الشمال كمذهب وسلالة.

مارب بوضعها الحالي عمق سكاني قومي ووطني.. ومنطقة نزوح سكاني معتمدة في سجل الامم المتحدة.. وتهديدها لا يعني سوى تهديد هيئة الامم ومشاريعها الانسانية.

 مارب، منطقة نفط وغاز ومقر للشركات النفطية العاملة اوروبيا وامريكيا.. ولن يتم السماح بخروج هذه الشركات ودخول شركات النفط الايرانية والروسية التي هي خيار غير مرغوب لدى اسواق النفط الامريكية والأوروبية.

ونتيجة لهذه الاعتبارات مجتمعة فإن مارب لا زالت معتمدة دوليا كخط احمر، حكمها حكم الحديدة.. بالنظر الى أن المجتمع الدولي لا يزال يراهن على التفاوض وتسوية الازمة دوليا، واستهداف مارب هو استهداف للعملية السياسية برمتها ولن يسمح المجتمع الدولي بانتهاء التفاوض، وانتهاء التسوية الدولية في المنطقة التي لا زالت غير واضحة المعالم، فضلا عن انتهاء دور المبعوث الدولي والمبعوث الامريكي الجديد ودور الرباعية وكل شيء..

باختصار شديد فإن استهداف مارب يعني استهداف المجتمع الدولي ومحاولة إخراجه من المعادلة اليمنية كليا، وهو بمثابة الكرت الاحمر للخروج النهائي للمجتمع الدولي بلا عودة.. كما انه يمثل خروجا كليا لتحالف دعم الشرعية من المعادلة الاقليمية، وسقوط كلي لمنظومة الامن الاقليمي بكامل قوامها الاستراتيجي.

خلاصة ما يمكن قولة فإن مارب تمثل حاجة ماسة للجميع وطنيا واقليميا ودوليا، ونتيجة لذلك فاني أعتقد أن الحرب ستستمر فترة مؤقتة بين الشد والجذب والمراوحة لأسباب عديدة بعضها ذاتية، واخرى موضوعية ذات صلة باعتبارات دولية واقليمية، وفي نهاية المطاف ستنتصر مارب.