فيس بوك
وقفات تضامنية في تعز ومأرب دعماً لغزة والشعب الفلسطيني وتأييداً لقرار الجنايات الدولية
وفد من قيادة الإصلاح يناقش مع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي العديد من القضايا الهامة
سياسية الإصلاح بأمانة العاصمة تدشن دورة تدريب المدربين لفريق الدائرة
المجلس الأعلى للتكتل الوطني يناقش أبرز القضايا الوطنية والسياسية
رئيس إصلاح المهرة يشيد بالحملة الأمنية لمكافحة المخدرات ويدعو لدعمها
مصدر في إعلامية الإصلاح: الأكاذيب الموجهة ضد الأمين العام تعبير عن الإفلاس والمكنونات المريضة
أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة الشيخ أحمد الحاوري ويشيد بأدواره التعليمية والمجتمعية
اليدومي: رغم مأساة اليمنيين إلا أن الأيام القادمة مُسَرَّجَة بالفرج
جميعهم متفقون على مقولة واحدة: الخطر في الإصلاح.
كان محمد قحطان رئيس الدائرة السياسية للإصلاح إبان انتخابات الرئاسة التي صار فيها بن شملان مرشحاً للمعارضة، يصرخ في وجه حزب صالح: "يجب أن تعرفوا أنكم ستتركون مناصبكم يوماً ما، المنصب الحكومي ليس مُلكاً ورثتموه عن آبائكم"!
كان الإصلاح حينها في مهمة إعادة الروح للجمهورية التي ظن الجميع أنها قد ماتت بفعل تغول حزب وحيد، على كل مفاصل الدولة لعقود، وظهور إشاراتٍ مقلقة على اتجاه البلد نحو التوريث.
حين كان الإصلاح يفعل ذلك، هاجمناه جميعاً، واستمع الناس للكثير من البروباغندا التي أسهمت في تشكيل صورة ذهنية مشوشة لحزب سياسي كبير. وحين كان التجمع اليمني للإصلاح قد أنجز مسيرة تحديث طويلة وصامتة باتجاه إعادة تشكيل العقل الإصلاحي وانتزاعه من حالة الجمود والتقليد إلى رحاب الحداثة، كان مثقف يمني يتساءل في الفيسبوك: متى يتصالح الإصلاح مع الموسيقى؟! وكان الإصلاح في الحقيقة قد تصالح مع كل شيء، وصار (البيانو) في كل مكتب تنفيذي.
هذا التساؤل الذي يفضح كيف أن قنوات التواصل والعلاقات العامة لحزب كبير مصابة بالعطب؛ إذ لم يهتم من الأساس بالتأثيرات العميقة التي أحدثتها حملات التحريض المستمرة منذ عشرات السنين، ولم يكلف الحزب نفسه عناء إخبار الناس بأنه قد أحدث ثقباً من الوعي في جدار العقل الإصلاحي.
كان الحوثيون وصالح يخططون للغدر بالجمهورية، والانقضاض على الديمقراطية، والفتك بالتعددية السياسية، وحين بدأوا بتنفيذ ذلك وقف الإصلاح كمدافع وحيد عن شرف الجمهورية.
حين كان التجمع اليمني للإصلاح قد أنجز لتوه تحالفاً مع أشد أعدائه ضراوة، وسار بكل عزم نحو "اللقاء المشترك"، وصاغ لأول مرة في اليمن تجربة فريدة في تشكيل تحالفات من قوى متناقضة الأيديولوجيا، ولها باع طويل من الصراعات والثأر، رحنا جميعاً ننساق وراء سيل الأكاذيب السياسية التي أنتجها نظام صالح ضد رموز الحزب من قبيل الإرهاب والفساد والنوايا المخيفة المخفية.
وحين أسهم الإصلاح -بكل ما أوتي من قوة سياسية وشعبية عظيمة- في ثورة فبراير الشبابية المجيدة، تكتل الجميع في وجهه، خذلوه كل آن، وفي كل منعطف. كان حلفاؤه مراهقين سياسيين يصارعون من أجل منصة في ساحة الجامعة، وكان هو يصارع رغائب صالح في الفتك بالجميع، وبكل شيء.
كان نظام صالح الذي بدأ يتداعى بفعل الثورة الشبابية وقرار الإصلاح المشاركة فيها، قد استجمع كل قواه وإمكانياته من أجل النيل من هذه الثورة في بداياتها، وكان الإصلاح يسابق الزمن لتقوية عودها والعمل على جعلها غير قابلة للمحو، فأسهم بشكل فعال في إنشاء تجمعات ثورية في كل محافظة يمنية، وعمل على تأمين وصول الأفكار الشبابية الثورية إلى العالم الخارجي، كما هي، عادلة وتستحق التأييد.
كان الإصلاح يريد دولة للجميع؛ للسياسي والشيخ، للديني، للمثقف، للكبير والصغير، للناس أجمعين، وكان رفاقه في الثورة يريدون المنصة. وحين كان الحزب في مهمة استعادة الجمهورية والديمقراطية، راح الجميع، رفاقاً وخصوماً، ينتجون الكثير من البروباغندا عن "الحزب الإقصائي" و"القوى التقليدية" وما إلى ذلك من خطابات وحملات أضرت بالثورة الوليدة كثيراً.
وحين جاءت مرحلة التوافق بعد المبادرة الخليجية، لم يستحوذ الإصلاح باعتباره الحزب السياسي الأكبر في البلد، بنصيبٍ عالٍ من التشكيلة الحكومية، كان له بضع وزراء وقليل من المناصب، وبدلاً عن ذلك الاستحواذ الذي تكفلت به بقية القوى، راح الإصلاح يحاول لملمة ما تبقى من وطن، كان الهدف واضحاً: إعادة بناء المؤسسات السياسية والسيادية للبلد المنهار، كمقدمة ضرورية ومدخل حقيقي للتنمية الشاملة.
وحين كان الإصلاح مشغولاً بذلك، كان الجميع منشغلين في مهاجمته والمرحلة الوليدة، لم يكن أحد يهتم بأمر البلد، كان الجميع مهتمين فقط في الصراخ عالياً بوجه الإصلاح. ولم يؤذِ الإصلاح أحداً، لم تشهد البلاد حالة واحدة لاعتداء عنيف على الصحافة مارسها الإصلاح، كان فضاء الحرية واسعاً، وكن الجميع شجعاناً يتسع صدرهم لكل شيء إلا الإصلاح.
كان الحوثيون وصالح يخططون لابتلاع البلاد والغدر بالجمهورية، والانقضاض على الديمقراطية، والفتك بالتعددية السياسية، وحين بدأوا بتنفيذ ذلك وقف الإصلاح كمدافع وحيد عن شرف الجمهورية. حينها راح الجميع يوغلون في إهانة رموز وطنية فقط لأنها لا تناصب الإصلاح العداء، أمعنوا في إهانة القشيبي حياً، وأسهموا في تحطيم صورته الذهنية كقائد جمهوري، وراحوا ينساقون وراء الدعاية الجديدة الرامية لتفتيت قوى الدفاع عن الجمهورية.
أسهم الجميع في مقتل القشيبي، قتلوه، ثم قدموا جميعاً تعازيهم وشاركوا بالبكاء. حتى حين قرر الإصلاح الدفاع عن صنعاء، هاجمناه، وحين آثر ألا يفعل، حين تخاذلت الدولة عن ذلك، أيضاً هاجمناه. وها نحن في خضم المقاومة، على أمل استعادة الجمهورية والدولة، وما زال جمع كبير لا يرى وظيفة له إلا النيل من الإصلاح، بلا بسبب، وبلا موضوعية.
حزب الإصلاح اليمني هو الحزب الوحيد الذي ولد مع ولادة التعددية السياسية في البلاد وجاء للحكم بانتخابات وغادرها بأخرى، ولم يلوح يوماً بسلاح ناري ضد أحد..الإصلاح حزب سياسي، يحيا بالسياسة، ولا يموت.
حزب سياسي لا أكثر، لكنه حزب كبير ومنظم، ولذلك يخافه الصغير، لكن مسيرة الإصلاح منذ ١٩٩٠ توضح بأنه آمن بالشراكة كمبدأ سياسي أصيل وملزم في فترات بناء الدولة.
صحيح أنه يجدر بالإصلاح الإجابة على مجموعة تساؤلات توضيحية تتعلق بمفهوم الحقوق والحريات وإشكالية الفصل بين السياسي والدعوي، والوضع الطبيعي لرجال الدين وشيوخ القبيلة في السياق العام للحزب، لكننا هنا لسنا في موضع تقييم الإصلاح، هذا النص مخصص لحث الجميع، داخلياً وخارجياً، على الانتقال من حالة التوجس والتشكيك بحزب يمني كبير إلى مرحلة التحدث والنقاش المسؤول، أملاً في إحداث ثغرة نور باتجاه المستقبل اليمني.
الإصلاح هو الحزب الوحيد الذي ولد مع ولادة التعددية السياسية في البلاد، وجاء للحكم بانتخابات وغادرها بأخرى، ولم يلوح يوماً بسلاح ناري ضد أحد. مدوا أيديكم للإصلاح، حان الوقت لتفعلوا ذلك.