فيس بوك
المجلس الأعلى للتكتل الوطني يناقش أبرز القضايا الوطنية والسياسية
رئيس إصلاح المهرة يشيد بالحملة الأمنية لمكافحة المخدرات ويدعو لدعمها
مصدر في إعلامية الإصلاح: الأكاذيب الموجهة ضد الأمين العام تعبير عن الإفلاس والمكنونات المريضة
أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة الشيخ أحمد الحاوري ويشيد بأدواره التعليمية والمجتمعية
اليدومي: رغم مأساة اليمنيين إلا أن الأيام القادمة مُسَرَّجَة بالفرج
أمين تنفيذي الإصلاح بحجة يثمن دور الفريق الإعلامي بالمحافظة في مساندة المعركة الوطنية
قيادة الإصلاح بالمهرة تزور رئيس فرع المؤتمر وتؤكد على تعزيز علاقات المكونات السياسية
أقف بذهول وأنا أتلقى رسائل المعذبين وأقاربهم ، وأستمع لمن تمكن الفرار من قبضة الوحشية.
ثمة أسئلة تأخذ هيئة نصل، كم بوسع مشاعري الاحتفاظ بكل هذا الوجع المتراكم؟!
من يجرؤ أن يقول لي كن مهنيا ، يقتضي ان لا يتسلل لك شعور كهذا لأن ذلك يطعن في مهنيتك كصحفي. يقولون لك لا تسمح لمشاعرك عن أدائك المهني. كم بوسعي كإنسان من ماء وطين ، أن أقف حيال كل هذا الوجع الانساني صامتاً؟ كم من العمر سأصمد حيال زلزال يصنع هذا الخراب الانساني؟!
تمر عليك صور دمار في عالم الأشياء.. تقول كل شيء سيعود، لكن هل بوسعنا استعادة المواطنة والآدمية والكرامة المهدرة المسحوقة بفعل إنسان تكتشف فجأة وهو مسكون بكل تلك الوحشية؟
فجأة تجد نفسك أمام مشهد دموي للفرجة ينشع من كل هذا الجسد! هي حالة نزف مفتوحة.. حالة موت يومي.. مشاهد دم ودمع وأنين وتكوم لأجساد منهكة ممزعة مهدرة، تصرخ فيكون الجدار أحن وأدفأ من الجلاد!
بداخلي الآن نهدة قادرة على إذابة أحداق العالم الجليدية أنهارا من الدموع إزاء ظلم الإنسان لأخيه الإنسان في اليمن.
كيف أفسر أن يتفنن كائن بشري بقتل وتعذيب أخيه الانسان؟! كيف يتجرد من إنسانيته ويتحول إلى مخلب وناب بيد وحش بهيئة بشر؟!
قرأت عن بيداغوجية ماحدث في حرب البوسنة ، وحروب العرقيات في رواندا، وحرب التاميل، ووو، هي حرب دينية وعرقية رغم أن الفظائع التي ارتكبت غير مبررة ولن يغفرها التاريخ للقتلة. لكن ما يصيبني بالفزع والذهول ما الذي يبرر تعذيب شاب لجيرانه، لمن أكل وشرب معهم، لأبناء عمومته وقبيلته وعشيرته؟!
كيف انسلخ هؤلاء من آدميتهم وتحولوا إلى وحوش بهيئة بشر؟! الحشيبري ومحمد ابو زيد، وسليمان حمود، وسليمان علي، ووو هؤلاء قتلوا في سجون الحوثيين بالحديدة وحدها على يد أشخاص عذبوهم حتى الموت!
أسأل نفسي: كيف تمكن الجنرال النازي علي عبد الله صالح أن يجعل بعض من عناصره بهذه الوحشية؟!
وكيف تحول عناصر الحركة الحوثية الى جموع مريضة بالمازوخية والسادية تتلذذ بعدابات اليمنيين بتهمة رأي سياسي عادة يتم تسويته في موائد الحوار ، لا أن يتحول طرف الى ممارسة هذه الوحشية تجاه أخيه الإنسان لمجرد رأي مناهض للظلم؟!
أقف مشدوها ازاء طرق وأساليب التعذيب، التي أسمعها ورويت لي من ضحايا التعذيب، والأكثر من ذلك أن يتلذد البعض بآهة معذب يقتله ببطء حتى الموت دون ذرة من رحمة أو اكتراث بأنه إنسان كان ذات يوم في قرية مدينة واحدة؟!
معذب يلوذ بالسماء، يصرخ حسبنا الله ونعم الوكيل، فيقول له السجان المسخ ساخراً: قل أحد أحد!
منذ أسبوع أرسل لي شاب في 19 من عمره ، عذب حتى شارف على الموت.. أفرج عنه بعد ذلك.. يصعب علي أن أنشر رسالته خوفا عليه! أيعقل أن تتحول زبيد مدينة العلم والعلماء من مصدر إشعاع علمي وحضاري، الى قبو وسجن يعذب الانسان فيها أخاه الإنسان بهذه الوحشية!
من أين جاء هؤلاء؟
يااارب، يالطيف، كم بوسعي أن أكتم شكوى وأنين هؤلاء؟!
رحمتك يا الله عدالتك يالله.. كم بوسعي أن أتلقى رسائل وقصص هؤلاء وأبقي عليها حبيسة لا متنفسا للنشر ، لا منظمات حقوقية تقدر على فعل شيء، ولا مليشيات لها ضمير يوقفها عن هذه الوحشية!
يقول لي أحدهم أترجاك أن لا تنشر الآن خوفا على عائلتي، اهلي اطفالي!
كم بوسعي أن أدون وأكتب بداخلي كل هذه المآسي في عالم تشيأت فيه قيم الحقوق والحريات، غدت جزءاً من مصالح هذا العالم، وصناعاته وأسواقه وصراعاته وعلاقاته؟! هذا الرجل الأممي المبعوث نقمة على اليمنيين، يتجول منزوعا من آدميته ومسؤوليته، يدخل على الانقلابيين دون ان يخاطبهم على اطلاق مختطف واحد دون أن يقول لهم إسمحوا لي أن أرى مختطفاً واحدا قبل ان ندخل في حوار معكم.
اسأل نفسي ، متى كانت الانسانية تحاور القتلة؟! متى كانت العدالة الأممية تحاور عصابات إرهابية؟ فقط متى سيدعو المبعوث الاممي المليشيا السماح له وللمنظمات الحقوقية ، بالاطلاع على أحوال المختطفين. ترى أي إنسانية تسكن هذا المبعوث؟! لا تسألوني عن عبده الحوثي ، وعلي عفاش . هذه كائنات خلقت منزوعة الضمير والآدمية.