الجمعة 17-05-2024 08:33:58 ص : 9 - ذو القعدة - 1445 هـ
آخر الاخبار

ضبط خليتين إرهابيتين في عدن.. هل تتوقف رحى الاغتيالات وإرهاب المجتمع؟

الخميس 28 فبراير-شباط 2019 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت - خاص /عدن

 

منذ النصف الثاني من العام 2017 اغتالت أيادي الإثم والارهاب ما يزيد عن 30 من قادة فصائل المقاومة الشعبية في مدينة عدن معظمهم من أئمة المساجد ورواد العمل الخيري، وقيادات سياسية بارزة كان لها دور بارز في تحرير عدن من مليشيات الحوثي الانقلابية، ولا يزال مسلسل الاغتيالات يعمل إلى اليوم.

ومنذ الوهلة الأولى بدت هذه الاغتيالات وأعمال العنف والإرهاب لا تستهدف الأمن والاستقرار وصورة عدن الحضارية والمدنية فحسب، بل إنها كانت تستهدف بالدرجة الأولى عملية استعادة الدولة التي يخوض اليمنيون ملاحم استعادتها.
ومع ازدهار عمليات العنف والإرهاب في عدن خلال العامين 2017 و2018 ارتفعت الأصوات في المدينة المحررة، مطالبة الأجهزة الأمنية القيام بدورها ومسئوليتها في وقف حمام الدم، والكشف عن الخلايا الإرهابية التي تمارس الاغتيالات، وتقديمها للقضاء، كون هذه الخلايا ليست مجرد خلايا تمارس الإرهاب فقط، بل تمارس عمليات ممنهجة بعد تحرير المحافظة، تسعى لاستهداف المجتمع اليمني ككل، وتخدم استمرار الانقلاب وتوفر المبررات للمليشيات الحوثية، التي انقلبت على الدولة.

 

خليتين في قبضة الأمن

أمس الأربعاء، قال وزير الداخلية أحمد الميسري، إن جهات تنازع سلطات الأجهزة الأمنية في التحكم بالأمن في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة والمحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة.
وكان الميسري يتحدث في التشاوري الأول لأئمة وخطباء ووعاظ محافظة عدن، تحت عنوان «دور المساجد في تنمية وعي الناس وتثقيفهم وإصلاحهم»، عن دور الائمة والخطباء والدعاة في تحرير عدن من مليشيات الحوثي منتصف العام 2015، ودورهم في زرع وتثبيت الأمن والاستقرار داخل المدينة، وقال إنه عمل منذ تسلم مهامه كوزير للداخلية على فتح ملفات الاغتيالات، وعمل على جمع الاستدلالات.

وعن الجهات التي تمارس أعمال الاغتيالات والإرهاب في العاصمة المؤقتة، أكد وزير الداخلية إن قتلة الشيخ راوي العريقي الذي اغتالته أيادي الاجرام في العام 2016 أصبحوا في يد العدالة بعد أن اُستكملت التحقيقات لدى البحث الجنائي كاملة وتم نقل الملف للنيابة العامة، واستغرق هذا الاجراء الذي تم بصمت ستة أشهر وأياماً، وأنه سيتم تسليم الملف إلى المحكمة وسينال القتلة جزائهم.

جزء من المشهد

لم يكن الشيخ راوي أول من تم اغتيالهم في عدن، وليس الشيخ حميد الأثوري إمام مسجد التقوى بحي النصر الذي تم اغتياله في أكتوبر 2018 ليكون الرقم 23 ضمن ضحايا الاغتيالات آخر من حصدتهم آلة القتل اليومي الممنهج، فبعد اغتيال الأخير بساعات لحقه الشيخ محمد راغب، فضلاً عن قيادات عسكرية وقيادات العمل الخيري والاغاثي بعضهم تعرض لخطف وتعذيب بشع قبل تصفيتهم، وهو ما يؤكد أن خلايا الإرهاب تعمل بشكل ممنهج لإرهاب المجتمع الذي يطمح لبناء الدولة اليمنية.

قائمة طويلة بلغت 30 شخصاً بينهم 11 إماماً وخطيباً، أكد الوزير الميسري إنه تم الكشف عن خليتين حتى الآن كانت وراء هذه الأعمال الاجرامية، وقال إن عناصر الخليتين ما يزالون قيد التحقيق، وإن العمل متواصل لتتبع الخلايا الأخرى ومحاسبة كل من ارتكب الجرائم ومن مولهم ووقف خلفهم وكشفهم للرأي العام.

أما وكيل وزارة الأوقاف محمد مشدود فقد أوضح في اللقاء إن أكثر من 30 إماماً وخطيباً جرى اغتيالهم في عدن، فيما أجبرت عمليات الاغتيالات أكثر من 200 آخرين على النزوح خارج البلاد.

انسجام جماعات الارهاب

وحين طال مسلسل الاغتيالات واستمر دوران رحى القتل اليومي، كان المجتمع ينتظر موقفاً حازماً لأجهزة وزارة الداخلية، على اعتبار أن التصدي لهذه الجرائم هو مواجهة مع مشاريع صناعة الفوضى التي أطلت برأسها عقب تحرير مدينة عدن مباشرة، وبدا أن من يقفون خلف جرائم الاغتيالات على تنسيق مع جماعة الإرهاب الحوثية في الشمال، التي جاءت أهدافها منسجمة ومعلنة مع جماعات الإرهاب جنوباً في إعاقة استعادة الدولة وبقاء اليمن تحت رحمة هذه الجماعات.

وشكلت عمليات التحريض التي مارستها بعض الجهات محركاً ودافعاً لهذه الجرائم، وخصوصاً التحريض ضد مؤسسات الدولة وأجهزة الأمن والمجتمع ككل، حتى أن هذا التحريض طال قوات الحرس الرئاسي في عدن.
ومن خلال حديث وزير الداخلية اللواء أحمد الميسري أمس أمام أئمة وخطباء مساجد عدن، وكشفه عن ضبط خليتين تمارسان الإرهاب المنظم، وأن الجهات التي تقف خلف هذه الأعمال تنازع سلطات الدولة، فإن الصورة أصبحت أكثر وضوحاً فما يجري في عدن إنما هو ارهاباً موجهاً ضد الشعب والشرعية، واستهدافاً ممنهجاً لمعركة التحرير واستعادة الدولة تنسجم مع رغبات مليشيا الانقلاب الحوثية.

كلمات دالّة

#عدن