سيطرت قبائل حجور في مديرية كشر بمحافظة حجة على مواقع هامة كانت تحت سيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية، بإسناد من طيران التحالف العربي، تزامناً مع عملية إنزال جوي جديدة لأسلحة ومواد غذائية وطبية.

وقالت مصادر عسكرية إن قبائل حجور شنت منذ مساء الأربعاء هجوماً على مواقع المليشيات الحوثية، نتج عنه استعادة عدد من المواقع، ومقتل وجرح عدد من مسلحي مليشيات التمرد الحوثية.

وأفادت المصادر بتمكن قبائل حجور من إسقاط طائرة مسيرة تابعة لمليشيا الانقلاب صباح اليوم الخميس، مشيرة إلى أن هذه هي الطائرة الثانية التي تم إسقاطها خلال أقل من 48 ساعة، بعد إسقاط طائرة مسيرة للمليشيات في الجهة الجنوبية مساء أمس الأربعاء.

وذكرت المصادر أن من بين المواقع التي استعادتها قبائل حجور هي جبل حصن المنصورة، وهو جبل إستراتيجي شرقي مديرية كشر، حيث تم أسر أحد القيادات الحوثية الكبيرة وهو علي المرتضى المسؤول عن التجنيد للمليشيات، ومعه عدد من مرافقيه، الذين وقعوا في أيدي القبائل خلال معارك الليلة الماضية وصباح اليوم الخميس.

وشنت قبائل حجور هجوماً على مواقع المليشيات الحوثية شرقي مديرية كشر، في الوقت الذي شنت فيه مقاتلات التحالف العربي عدة غارات جوية على مواقع المليشيات بجبل الشنفي غرب العبيسة بكشر.

وتأتي هذه الانتصارات لقبائل حجور بعد معارك خاضتها أمس الأربعاء مع مليشيات الحوثي الانقلابية في الجهة الجنوبية من مديرية كشر، تمكنت فيها من تكبيد مليشيات الحوثي خسائر بالغة، حيث قتل وأصيب العديد من مسلحي التمرد الحوثي، وتم تدمير عتاد للمليشيات أثناء المعارك، فيما تداول ناشطون صوراً للعتاد الحوثي الذي تمكن رجال القبائل من تدميره وإحراقه خلال الأيام الماضية.

إلى ذلك نفذ التحالف العربي اليوم الخميس عملية إنزال جوية جديدة هي الرابعة خلال أسبوع دعماً لمقاتلي قبائل حجور.

وقالت مصادر قبلية إن الإنزال الجوي تضمن أسلحة وذخائر مختلفة، كما تضمن موادا غذائية وطبية متنوعة.

في غضون ذلك، كثفت مليشيات الحوثي الانقلابية قصفها على المدنيين في مديريات حجور، واستقدمت أعدادا جديدة من المقاتلين لاستمرار فرض الحصار على مناطق القبائل.

تفاقم الوضع الإنساني

في غضون ذلك، حذرت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين من تفاقم الوضع الإنساني واستمرار حصار ميليشيا الحوثي الانقلابية لمديرية كشر والمديريات الأخرى التابعة لمنطقة حجور في محافظة حجة شمال غربي اليمن.

وقالت الوحدة في تقرير أولي أصدرته الأربعاء إن السكان يلجؤون إلى النزوح بسبب حصار الحوثيين الخانق على المديرية من كل الاتجاهات، وتمنع من دخول المواد الغذائية والطبية إليها، إضافة إلى قصفها العنيف على القرى والتجمعات السكنية.

وأشار التقرير إلى أن 1669 أسرة تمكنت من النزوح إلى قرى داخل المديرية، تم إيواؤها في المدارس ومنازل مضيفة وجروف الجبال، بينما تمكنت 1340 أسرة من النزوح إلى ثلاث مديريات مجاورة، هي: خيران المحرق، وأسلم، وعبس، إضافة إلى محافظة عمران، قبل أن يتمكن الحوثيون من إحكام الحصار على المنطقة.

وأضاف التقرير أن 3 آلاف أسرة فقدت مساكنها وأصبحت بلا مأوى لجأ بعضها إلى المدارس في وضع مأساوي حيث تجتمع من 4 إلى 6 أسر في غرفة واحدة.

ويواجه أبناء حجور عامة (أكثر من141 ألف نسمة) أزمة غذاء كبيرة بسبب الحصار والمواجهات انعدمت فيها المواد الغذائية من دقيق وحليب وزيوت من المحلات التجارية بشكل كامل، تنذر بالمجاعة إذا استمر الحصار عليها.