الجمعة 17-05-2024 06:20:33 ص : 9 - ذو القعدة - 1445 هـ
آخر الاخبار

مخاوف مشروعة.. لماذا يعد تجمع الإصلاح أبرز ضحايا الإرهاب في اليمن؟ (الحلقة الثالثة)

السبت 23 فبراير-شباط 2019 الساعة 09 مساءً / الاصلاح نت- خاص
 

 

رغم تراجع وتيرة العمليات الإرهابية التي استهدفت قيادات التجمع اليمني للإصلاح، خلال العام 2017، قياسا بالعام الذي سبقه، لكن في المقابل فقد شهد هذا العام عدة عمليات إرهابية طالت جنودا في الجيش الوطني ومتطوعين في المقاومة الشعبية، في محافظة تعز تحديدا، بسبب انتمائهم للإصلاح، بل إن بعضهم طالتهم يد الإرهاب لمجرد الشك بأنهم إصلاحيون رغم أنهم لم يكونوا كذلك.

وقد أثارت تلك العمليات الإرهابية المخاوف في محافظة تعز، وتسببت في إقلاك السكينة العامة، خاصة أنها تمت في عدة أماكن داخل وخارج المدينة، وظهر مصطلح "سياكل الموت" كون معظم تلك العمليات نفذها إرهابيون ملثمون على متن دراجات نارية، وشغلت تلك الظاهرة حيزا واسعا في التناولات الإعلامية لتنامي ظاهرة الإرهاب داخل اليمن وخارجه.

  

- اهتمام أممي

كما تصدرت محافظة تعز اهتمامات منظمة الأمم المتحدة، بسبب تنامي نشاط الجماعات الإرهابية فيها بشكل كبير منذ بداية العام 2017، وهو نشاط معروفة دوافعه واهدافه ويرتبط بشكل مباشر بجماعة الحوثي الانقلابية التي احترفت اللعب بورقة الارهاب لتسويق نفسها خارجيا كشريك للمجتمع الدولي في الحرب على الارهاب ومن ثم استدرار التعاطف الخارجي لتمرير مشروعها الانقلابي الذي لم يعترف به احد.
وحيث توجد مقاومة شعبية شرسة للمشروع الحوثي الانقلابي يعمد الحوثيون الى اللعب بورقة الارهاب لخلط الأوراق وتسويغ جرائمهم بحق المناوئين والرافضين لمشروعم وبالاخص في تعز والبيضاء ومأرب.

وقد أشار تقرير صادر عن الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في 5 سبتمبر 2017، إلى أنه "بعد إخراج تنظيم القاعدة من مدينة المكلا في محافظة حضرموت في أبريل 2016، بدأ التنظيم ينشط في مدينة تعز"، جاء ذلك بعد حوالي شهر من الإحاطة التي قدمها المبعوث الأممي إلى اليمن آنذاك إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى مجلس الأمن، والتي أكد فيها أن "الجماعات الإرهابية تتوسع في محافظة تعز، إلى جوار كل من أبين ولحج، وأن الحكومة اليمنية قامت في 27 يونيو 2017 بإعادة نشر قوات إضافية في هذه المدن". ومن المعلوم ان الرئيس السابق علي صالح اجاد اللعب بورقة الارهاب وبخاصة في المناطق الجنوبية، وعمد الى تسليم محافظة ابين الى القاعدة إبان تصاعد الزخم الثوري السلمي ضد حكمه، وعندما تمكنت حكومة الرئيس هادي من طردهم من ابين سارع صالح لنقلهم الى مدينة رداع في محافظة البيضاء لتستمر قصة الارهاب في اليمن.

كما أن إقرار الأمم المتحدة بانتشار الجماعات الإرهابية في محافظة تعز، جاء بعد أن أطلقت قيادة اللواء 22 ميكا، الموالي للسلطة الشرعية، في 29 أغسطس 2017، حملة أمنية لتعقب تواجد تنظيم القاعدة في الجبهة الشرقية من المدينة، وشاركت قيادة محور تعز في الحملة الأمنية، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة للحملة العسكرية التي نفذها اللواء 22 ميكا وبمشاركة بعض ألوية الجيش الوطني الأخرى، وقد نجحت تلك العملية في مداهمة مواقع الجماعات الإرهابية التي اغتالت عددا كبيرا من أفراد الجيش الوطني، بينهم عدد من المنتسبين للإصلاح.

  

- اغتيال القادة

لم يقتصر الإرهاب المنظم والمنهج ضد تجمع الإصلاح، خلال العام 2017، على جنود الجيش الوطني المنتسبين له أو الذين تشتبه الجماعات الإرهابية بانتسابهم له، والذين اغتيل منهم 7 جنود خلال شهر يناير فقط، بل فقد طالت أيضا عددا من قياداته، الذين استشهد بعضهم ونجا البعض الآخر من عمليات الاغتيال التي استهدفتهم.

وفيما يلي رصد لأبرز العمليات الإرهابية التي استهدفت قيادات في التجمع اليمني للإصلاح خلال العام 2017:

- 10 أغسطس 2017: اغتيال القيادي الإصلاحي عبد الرزاق الصراري، أمام منزله في قرية بدش بمديرية الحدأ شمالي محافظة ذمار.

- 22 أكتوبر 2017: نجاة القيادي الإصلاحي الشيخ محمد علي الناشري، إمام وخطيب جامع الرحمن في منطقة اللحوم بالعاصمة المؤقتة عدن، من محاولة اغتيال بعد أن اكتشف بنفسه العبوة الناسفة التي زرعت في سيارته.

وجاءت محاولة اغتيال الناشري بعد أيام من اغتيال كل من: الداعي السلفي ياسين العدني، والقيادي في حزب الرشاد السلفي فهد اليونسي.

وبعدها بحوالي أسبوع، طالت يد الإرهاب الشيخ عادل الشهري، إمام وخطيب مسجد سعد بن أبي وقاص بمدينة "إنماء" السكنية في حي المنصورة بعدن، حيث اغتيل أثناء توجهه لأداء صلاة الفجر.

- 12 ديسمبر 2017: اغتيال عضو مجلس شورى الإصلاح في عدن الشيخ فائز فؤاد، وهو أيضا إمام وخطيب مسجد عبد الرحمن بن عوف، واغتيل بإطلاق النار عليه أمام منزله.

- 16 ديسمبر 2017: نجاة رئيس الدائرة الإعلامية لفرع الإصلاح في محافظة ريمة، مصلح الأحمدي، من محاولة اغتيال إثر انفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارته بمدينة مأرب.

علما بأن هناك عدة قادة وناشطين إصلاحيين نجوا من محاولات اغتيال في الأعوام السابقة، كما نجا عدد من الدعاة والعلماء السلفيين من محاولات اغتيال، بينما اغتيل آخرون، وما نذكره مجرد نماذج فقط للتدليل على بشاعة جرائم الجماعات الإرهابية في اليمن.