الخميس 02-05-2024 11:16:13 ص : 23 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

عُرس أعراس الإصلاح

الإثنين 02 أكتوبر-تشرين الأول 2023 الساعة 03 مساءً / الإصلاح نت - مرعي حميد

 

 

مهرجان بهيج مُضمّخ بعبير الذكرى، مشحون بالفرح، مُفعم بالحماس، مورّد بالروح الوطنية، عامر بالانتماء الوطني والتنظيمي الحزبي المتين.. كان هذا هو الحشد الكبير الذي اكتظت به، يوم السبت، 30 سبتمبر 2023م، حتى فاضت قاعة الاحتفالات والمناسبات بديوان وكيل محافظة حضرموت لشئون مديريات الوادي والصحراء بمدينة سيئون قلب وادي حضرموت النابض، حفل حاز شرف إقامته المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بوادي وصحراء حضرموت، بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لتأسيس الإصلاح، حزب الوطن الكبير، وفي زمن يُحارب فيه الإصلاح على جبهات عديدة لاستعادة الشرعية والنظام الجمهوري ويتعرّض فيه لهجمات إعلامية حمقاء من هنا وهُناك.

امتلأت مقاعد القاعة الرحيبة قُبيل أوّل فقرة من فقرات المهرجان الذي كان فيه لشقائق الرجال من الإصلاحيات ومُناصرات الإصلاح حضور كبير ولافت، وأسعفت اللجنة المنظمة من تجشموا عناء الوصول ولم يجدوا لهم في القاعة مُتسعاً بسماعة نقلت لهم وقائع المهرجان الحاشد ولربما كان ملعب سيئون الأولمبي وجهة حفل الذكرى القادمة المتجددة.

ساعتان حافلتان بالفقرات الأخّاذة المُميّزة.. استمر المهرجان الاستثنائي البديع.. حضر الوطن اليمني وحضرت حضرموت التي بالخير دائم واعدة، وحضر الإصلاح حزب الوطنية اليمنية الأول في زمن السلم وفي زمن الحرب.

بالنشيد الوطني كان الاستهلال، وقفت القاعة تصغي وتُردد، القرآن الكريم كان ما تيسر من آياته الفقرة الثانية تلاها تلاوة يكسوها النور الحافظ محمد علي بارجاء في ثلاثة مقاطع من عاطر كلام الله العظيم.

أمين المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح، الأستاذ القدير أنور علي باشغيوان، ألقى في المهرجان عُرس أعراس احتفالات الإصلاح البهيجة في الداخل كلمة المكتب التنفيذي وتناول فيها عددا من القضايا الهامة في السياق الراهن التي تمضي فيه بلادنا، دعا فيها القوى الوطنية إلى الشراكة والتعاون وابتكار أفضل الطرق لخدمة المجتمع، واصفاً الثورة السبتمبرية أنها "أنهت عهد الفرز الطبقي في المجتمع اليمني"، وثمّن في كلمته موقف التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الداعم للسلطة الشرعية ضد الانقلاب الحوثي والهادف لاستعادة السلطة الشرعية لكل ربوع الوطن، وحث السلطات اليمنية في المركز والمحليات على مضاعفة الجهود للحد من المعاناة الشديدة لليمنيين في شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه، داعياً إياها إلى حُسن إدارة الموارد عبر استيعاب الكفاءات والشخصيات المؤهلة في المواقع الحيوية.

كلمة شقائق رجال الإصلاح في المهرجان كانت مُطرّزة بالألق، مُوشّاة بالظلال الوارفة، مُفعمة الندى، ألقتها الأستاذة القديرة أسماء عوض عضو دائرة المرأة بالمكتب التنفيذي للإصلاح، وأكدت فيها على العديد من الخطوط العريضة في منهج الإصلاح ومساره العملي الوطني الفذ.

الكلمة المُرتجلة للسلطة المحلية كانت وضاءة مدوية بما اشتملته من حقائق وبما ركّز عليه فيها الأستاذ القدير عبد الهادي عبد اللاه التميمي، تحدث وأسهب إسهاباً بديعاً رقراقاً لا تود لفيضه توقف.

قال عن الوضع اليمني الراهن: "نرثى لحال الوطن وما آلت إليه الأمور فيه"، وعن الانقلاب الحوثي: "عادت الإمامة في ثوب أكثر اتساخاً من تلك الإمامة التي لم تكن مُرتهنة للخارج، فهذه إمامة جارودية مُتطرفة مُرتهنة للخارج وهي مليشيا ابتلينا بها".

وأشار الوكيل المساعد إلى أنّ في الارتباط الوثيق بين الثورتين سبتمبر وأكتوبر "تتجلى واحدية الثورة اليمنية وحركة التحرر الوطني"، ووصف في كلمته التجمع اليمني للإصلاح بأنه "جوهر" الحركة الوطنية اليمنية الراهنة ضد الانقلاب الحوثي، وقال إنّ الإصلاح "كان كبيراً" منذ مولده في 13سبتمبر 1990م.

وأضاف مخاطباً الإصلاحيين: "أنتم ترتكزون على إرث كبير ونُحيي حزبكم في مواقفه الوطنية حين انحاز لمؤسسات الدولة وحينما خرج الشعب لإسقاط نظام عائلي فاسد انحاز هذا الحزب للشعب والكرامة الوطنية".

وحيا في كلمته كل الذين ضحوا ويُضحون في الدفاع عن الثورة وضد المليشيا الحوثية، وقال: "من أجل الوطن نقف مع الإصلاح وليس مع الإصلاح كحزب فقط". وقال في كلمته العصماء: "نحاول في السلطة المحلية أن نُحيد هذه البقعة من الأرض اليمنية، حتى يجد اليمنيون منطقة يستطيعون العيش فيها بسلام، ونحن نتقاسم كل شيء مع ضيوفنا وهذا واجب وطني أن نكون سنداً لإخواننا الذين هُجّروا من مناطق الصراع وسنمضي سوياً ومعنا كل الأحرار المخلصين من أجل بناء الوطن والإنسان ومن أجل الوصول إلى دولة لا مركزية تكون فيها شراكة تقوم على أسس صحيحة منها تبادل سلمي للسلطة يكون التنافس فيها من خلال الانتخابات الديمقراطية لا المدافع والدبابات".

الفقرات الفنية في المهرجان كانت غاية الروعة والبهاء، كثيفة المعاني السامية، مزجت الألحان الحضرمية المخصوصة بالدان الحضرمي التُراثي مع الألحان المُعاصرة والنغم العذب الصدّاح والألحان المُحلّقة في سماوات الجمال والاكتمال، سمفونية زاخرة الوقع ميّاسة النسج باهرة الأثر، أنشودة أولى فثانية فثالثة فأوبريت ولا أروع كان إهداءً من الدائرة الإعلامية بفرع الإصلاح بمديرية تريم بعنوان "حان وقت التكاتف"، ولم تدع الأناشيد والأوبريت قضية حاضرة إلا شملتها في كلماتها وبأداء متوهّج سناءً وأنواراً ساطعة كأشعة شمس الإصلاح في كل الدروب وكنسيم عليل هب على القلوب، كانت اليمن حاضرة في موسيقى الحفل وكانت حضرموت سيّدة الحضور:

إصلاحنا والنهج ثابت متّزن

والحضرمي على الخط ما با يحيد

أبدع مقدم الحفل أبو عاصم عمر كعويله في اختيار وانتقاء كلمات التقديم نثره وشعره، لذة الشعر الشعبي العامي ارتشفها الحشد الاستثنائي من قصيدة الشاعر الشعبي المُبدع الأستاذ عرفان خميس فرارة "شاعر الإصلاح والثورة" كما قال مُقدّم المهرجان، قصيدة اندمجت معها المشاعر ولامست الكثير من القضايا الراهنة سياسياً ومعيشياً، وصف فيها الإصلاح بكونه "حزب الفخامة والشهامة حزب حمران العيون"، ونادى الإصلاح مُتسائلاً: "يا حزبنا الإصلاح يا العملاق من يشبهك من؟"، وعن الأستاذ محمد قحطان قال وهو يتناول بطولات الإصلاح في التصدي للانقلاب الحوثي: "شيخ السياسة لا يزال قحطان في وسط السجون".

عنفوان الشبيبة اليمنية تبارك الرحمن وجدتها في القصيدة الموّارة لهباً ثورياً والباذخة فصاحة عربية التي نظمها وألقاها الشاب الأريب الموفّق طالب العلوم السياسية اللامع المُبرّز عبد الرحمن أحمد باحنان، كلمات خرق بها حُجب الزمن ومزج الماضي التليد بالحاضر الماثل الوئيد الخُطى المُثقل بالمعاناة والجراح.

وفي المهرجان البهيج تم تكريم إذاعة سيئون بدرع الوفاء من المكتب التنفيذي للإصلاح بالوادي والصحراء، بالتزامن مع احتفال الإذاعة بيوبيلها الذهبي، وقدّم الدرع الوكيلان المساعدان لشؤون الوادي والصحراء الأستاذ عبد الهادي التميمي والمهندس هشام محمد السعيدي، وتسلّمه نائب مدير عام الإذاعة مدير قسم الأخبار الإعلامي المخضرم توفيق شيخ بارجاء.

 

بكثافة حضر اليمن الوطن الكبير شامخ المجد وبتكثّف حضر الإصلاح زاهياً نوراً حزب اليمن المجيد، وحضرت بأريج المسك حضرموت أرض العطاء والنقاء في ذكرى تأسيس حزب الإصلاح، الذي احتضنه قلب وادي حضرموت الأخضر، مدينة سيئون.