الخميس 02-05-2024 15:27:46 م : 23 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

رابطة أمهات المختطفين.. ومتاعب النضال ضد الإرهاب الحوثي

الخميس 28 فبراير-شباط 2019 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت- خاص/ زهور اليمني

  

في مناطق النزاعات حول العالم تكثر حالات الإخفاء القسري والاعتقالات بين الشباب، واليمن من تلك المناطق التي برزت فيها معاناة أمهات المعتقلين والمخفيين قسرياً في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، لتزيد من آلام البلاد.

  

معاناة الامهات

تتعرض أمهات المعتقلين والمخفيين قسريا للاعتداءات الجسدية واللفظية والابتزاز المالي والنفسي أمام أبواب السجون، نظراً لمطالبتهن بالكشف عن مصير أبنائهن وإطلاق سراحهم من المعتقلات، حيث يتم إجبارهن على دفع أموال طائلة مع وعود بالإفراج عنهم، لكنّ الأمر ينتهي غالباً كعمليات نصب تتعرّض لها الأمهات وبقية أفراد أسرة المخفي قسريًا أو المعتقل.
أمام هذا الواقع الأليم اضطرت الأمهات إلى تشكيل رابطة لمتابعة أبنائهنّ، فكانت إضافة جديدة لسجل المرأة اليمنية التي تعاني من التهميش، إذ ومن خلال الرابطة استطاعت المرأة أن تقف بشجاعة وتسجل حضورها بقوة، وتدافع بشراسة عن أبنائها الذين اعتقل الحوثيون الكثير منهم دون تهمة.

  

تأسيس رابطة الامهات

تم تأسيس رابطة أمهات المعتقلين على أبواب السجون بعد تعارف دار بين أمهات وزوجات وبنات المختطفين، اللاتي كنَّ يطالبن بإطلاق سراح ذويهن من سجون جماعة الحوثي، فكان إشهارها في 18 مارس 2016 في وقفة احتجاجية أمام مبنى الأمم المتحدة (مكتب المبعوث الأممي) في العاصمة صنعاء.

توسعت بعد ذلك أعمال الرابطة ليصل نشاطها إلى عدة محافظات منها مدينة عدن، والحديدة، وتعز، وحجة، ومأرب، وإب.

استطاعت الرابطة أن تلعب دورا مهما في ظل فراغ حقوقي كبير، وإغلاق مختلف المنظمات، وإيقاف أي نشاطات لمؤسسات المجتمع المدني من قبل الحوثيين، فسطرت أروع البطولات، برغم التزامات عضواتها الاجتماعية كربات بيوت، إلا أنهن فعلن ما لم تستطع فعله المنظمات، والصحفيون، والناشطون، والحقوقيون، الذين يقفون عاجزين بسبب القمع والقتل.

  

أهداف الرابطة

لقد كان الهدف الأول للرابطة هو التعريف بمعاناة المختطفين والمخفيين قسريا وذويهم والإسهام في إيصالها إلى العالم عبر وسائل الإعلام، من خلال رصد قصصهم ومعاناتهم ونشرها في مواقع التواصل، إلى جانب رصد الانتهاكات في حقهم وتوثيقها.

وقد تم تنفيذ 189 وقفة في 6 محافظات وإصدار 255 بيانا ورسالة رسمية منذ تاريخ تأسيسها إلى اليوم.

كما ساهمت الرابطة في رصد وتوثيق المئات من حالات الاختطاف والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، وإصدار أربعة تقارير حقوقية لمساندة الضحايا وتحسين حالة حقوق الإنسان في أشد الأوقات صعوبة.

كما تصدر ملف المختطفين الملفات الإنسانية في جهود السلام، حيث سعت إلى التواصل مع المنظمات الإنسانية والحقوقية المعنية، ومتابعة الجهات القضائية والقانونية بخصوص الانتهاكات التي تطال المختطفين، وتابعت الجهات الرسمية لتجنيب قضية المختطفين المسار السياسي والعمل على جعلها إنسانية، حيث إن المختطفين والمخفيين قسرياً مدنيون لم يشاركوا في الحرب.

كما ساهمت رابطة أمهات المعتقلين في حضور الملف الفاعل في الرأي العام اليمني والمحافل الدولية والتثقيف المجتمعي، والذي لا زال مستمرا حول حقوق الإنسان، خاصة في الانتهاكات التي تخص التعذيب والاختطاف والإخفاء في نشرات إلكترونية وصحفية.

إلى جانب هذه الأنشطة، قامت الرابطة بتنفيذ الحملات الإعلامية التضامنية المحلية والدولية مع قضية المختطفين، واللقاء بشخصيات اعتبارية دولية وأممية مهتمة بالشأن الإنساني، من أجل تقديم تفاصيل ملف المختطفين في مجلس حقوق الإنسان، وفي الأمم المتحدة، ومجلس الأمن.

كل ذلك كان بهدف حشد الجهود الدولية والمحلية في السعي لإطلاق سراح المختطفين والمخفيين قسريًا، وتمكينهم من حقوقهم القانونية والإنسانية، وتقديم المتسببين في جرائم الاختطاف والإخفاء والقتل داخل السجون والمعتقلات إلى المحاكمة العادلة.

  

التحديات التي تواجه الرابطة

هناك كثير من التحديات والمعوقات التي واجهت الرابطة ولا زالت في ظل مساحة ضيقة للحرية، إذ ومنذ التأسيس وبرغم سلميتهن إلا أنه تم الاعتداء عليهن مرارا وتكرارا أثناء اعتصامهن، إلا أن ذلك لم يرهبهن، وواصلن نضالهن في الوقت الذي تقاعس فيه الكثيرون ولزموا الصمت.

بل وصل الأمر بالحوثيين إلى حدّ محاولة اختطاف أمهات واحتجاز بعضهنّ في أقسام الشرطة، والضغط على المعتقلين في السجون للإفصاح عن اللواتي ينفّذنَ الوقفات الاحتجاجية، وحرمانهنّ من زيارة أبنائهنّ كوسيلة ضغط.

أيضا من ضمن المعوقات التي واجهت الرابطة تجاهل مؤسسات الإغاثة الإنسانية للمختطفين وذويهم وعدم الالتفات لاحتياجاتهم الإنسانية، بدعوى أنها قضية سياسية.

ومن ضمن المعوقات التي واجهت الرابطة في بداية تأسيسها، أن عضويتها تشكلت من قريبات المختطفين (أمهات، وزوجات، وبنات)، واللواتي لم يسبق لهن العمل الحقوقي، فقمن بتعليم أنفسهن ذاتيا، بالإضافة لبعض الناشطات المتضامنات مع القضية، مما أبرز دور المرأة اليمنية الرائد في جهود السلام، والدفاع عن الحقوق والحريات بمختلف مستوياتها التعليمية.

الجدير بالذكر أنه منذ تأسيس الرابطة تم الإفراج عن مئات المختطفين لدى جماعة الحوثي المسلحة ولدى التشكيلات العسكرية والأمنية في عدن.