فيس بوك
جوجل بلاس
بنوك تواجه خطر الإفلاس.. كيف تعمل مليشيا الحوثي على تدمير القطاع المصرفي في اليمن؟
تنفيذي الإصلاح بالحديدة يدين الجريمة الوحشية التي تحضر لها مليشيا الحوثي بإعدام مواطنين
أمين عام الإصلاح يبحث مع سفير الصين جهود إحلال السلام ودعم الحكومة
رئيس إصلاح حضرموت.. حضورنا لابد أن يكون مدروسا وبعيداً عن المناكفات السياسية
الجرادي: مليشيا الحوثي تستقصد إذلال شعور العزة لدى اليمني ولا تدرك تبعات ذلك
أمين عام الإصلاح يعزي رئيس مؤسسة الصحوة للصحافة في وفاة والده
المبادرة الوطنية للمطالبة بالكشف عن قحطان ترفض أي مفاوضات قبل إفصاح مليشيا الحوثي عنه
الرئيس العليمي يكرّم المناضل محمد قحطان بوسام 26 سبتمبر من الدرجة الأولى تسلمه نجله
منذ انقلاب جماعة الحوثي وحليفها الرئيس المغدور ضد الدولة اليمنية في سبتمبر/أيلول 2014، نشأت تحديات عديدة كان أبرزها انتعاش العمليات الإرهابية في المحافظات المحررة. وظل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي كان جزءاً منه خاضع لنظام "صالح" الذي ورثه الحوثيون منذ السيطرة على المؤسسات الحكومية في صنعاء والمحافظات الأخرى. وبنفس الكيفية نشأ "تنظيم الدولة" وسط بيئة من التجاذبات الإقليميَّة والدولية وسط حالة حرب أهلية دمرت البلاد.
يجادل هذا التحليل بأن جماعة الحوثي وإيران استفادتا من تنظيم الدولة كما لم يستفد طرف آخر منه، وأنه مهما كانت العلاقة التي تربط الجماعة وإيران بتنظيم الدولة فإنها تنتعش فقط بانعدامية وجود الدولة ومؤسساتها الحاكمة.
تنظيم الدولة
تخرج أفكار تنظيم الدولة خارج إطار الوعي الإنساني في اليمن؛ فلم يعرف تاريخ اليمن الحديث حالة الإعدام بالمتفجرات أو "الذبح بالسكاكين". وهو تصور لمرحلة المستقبل الأكثر قتامة لطبيعة الجماعات الإرهابية التي تتوالد في ظِل غياب وجود مؤسسات الدولة، التي يفترض أنها تملك الرؤية الأكثر وضوحاً لمحاربة هذه التنظيمات.
عملياً لا توجد معلومات حول قيادة هذا التنظيم أو طرق تنظيمه، إلا من تسريبات بسيطة خرجت من أجهزة المخابرات لدول أخرى. في معظمها تُستمد من جهاز الأمن القومي -المخابرات- الذي يخضع حالياً لإدارة الحوثيين. بعكس تنظيم القاعدة الأكثر حضوراً والذي ينشر بشكل متزايد قياداته. بينما تنظيم الدولة يظهر بشكل جيد في وسائل الإعلام بتبني عمليات الاغتيال والتفجير التي تستهدف ضباط وجنود في الجيش الوطني التابع للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، وهذه الحكومة هي خصم جماعة الحوثي الرئيسية، المستفيد الرئيس من الاغتيالات وحالة الانفلات الأمني في المحافظات المحررة.
يتبع تنظيم "داعش" الأسلوب نفسه الذي تتبعه جماعة الحوثي: إسقاط هيبة ومؤسسات الدولة أولاً وقدرتها على إبقاء الأمن والاستقرار، ثمّ خلق حالة الاستقطاب على أساس الطائفة/المنطقة ما يجد لنفسه بيئة مواتية للانتعاش، فيطرح الحوثيون أنفسهم حامين لـ"الزيدية/الهاشمية" -افتراضاً رغم أنهم ليسوا ممثلين لها- ويطرح تنظيم الدولة نفسه "حامياً للسنة ضد أعدائها" الحوثيين.
الاستفادة المضاعفة
في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 أعلنت إيران نهاية تنظيم الدولة، بعد أنّ قامت بإحلال المليشيات "الشيعية" الطائفية في إدارة تلك المناطق في العراق، وهي مناطق ذات أغلبية "سُنية". وتمارس تلك الميليشيات جرائم حرب وإبادة وتطهير بحق المسلمين السُنة، حسب ما تقول الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية. ما يعني أن الحملة الأمريكية والتحالف الدولي لمواجهة "تنظيم الدولة" في العراق دفعت بأسوأ بديل يعيد "تنظيم الدولة" مجدداً للانتقام من السياسة الطائفية في العراق.
في العراق كان تنظيم الدولة هو الملجأ الوحيد لمقاومة المليشيات الإيرانية، وبهذا اتسعت قاعدته الشعبية وزادت سنوات بقائه واستمراره؛ الأمر ذاته في سوريا، والأمر نفسه في أي مكان يحدث فيها الأمر ذاته. فعندما تتحول الدولة ومؤسساتها إلى أداة طائفية لسحق الطوائف والمذاهب الأخرى، تذهب الطائفة المسحوقة إلى أي كيان يمكن أن يحميها. ولذلك فإن سيطرة الميليشيات الشيعية (الآن) مع إعلان نهاية الحرب على "التنظيم" في العراق وسوريا، يعني أنّ التنظيم يعيد ترتيب صفوفه في الظل لمعاودة الهجوم.
الحالة اليمنية ما زالت في طور التخلّق والتمحور نحو الهويات الفرعية بفعل استمرارية الحرب وحشد الحوثيين على هوية فرعية باطلة بدأت فعلياً منذ طرد سكان دماج السلفيين من صعدة في يناير/كانون الثاني2014، واستمر الفرز وتجريف الهوية بأبشع صورة حتى اليوم. وبإعادة قراءة بناء إيران لنفوذها في تلك الدول يمكن قراءة وجود تنظيم الدولة، وجماهيرية تنظيم القاعدة في اليمن في عدة أمور أبرزها:
خاتمة
يعتقد الكاتب الأمريكي "كايل أورتون" أنَّ الحملة التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا والعراق في طريقها إلى إحلال إيران محل تنظيم الدولة، "وهو علاج أسوأ من المرض لاستقرار المنطقة والأمن العالمي".
ويبدو أنّ الأمر ذاته يذهب باتجاه اليمن، لكن عندما تذهب دول الخليج والولايات المتحدة إلى ذلك يجب أن تتذكر أن كان بالإمكان وقف نفوذ الحوثيين في دماج بدعم سلطات الدولة ووقف التهجير؛ وعندما تجاهل الجميع ذلك بحجة مواجهة تنظيم القاعدة -آنذاك- نشاهد النتائج اليوم، تنظيمات تنشأ وتجد لها مكان ونفوذ وسلطة وعملية سياسية لا يبدو أنها ستعود في الوقت القريب؛ والعودة لتجاهل الأمر ذاته لأجل الأسباب ذاتها يعطي نتائج أكثر كارثية.