فيس بوك
أمين عام الإصلاح يعزي المناضل منصور الحنق في استشهاد نجله بمواقع الشرف والبطولة
قيادي بإصلاح ذمار: استمرار إخفاء قحطان يعكس مستوى إرهاب مليشيا الحوثي التي تخشى الصوت الوطني
دائرة المرأة بإصلاح ساحل حضرموت تقيم عوادها السنوي بحضور قيادات نسوية
تعز.. قادة الأحزاب والمكونات يدينون الإبادة في غزة ويقرون تنظيم مسيرة تضامنية الأربعاء
رئيس تنفيذي الإصلاح بالمهرة: مواقف قحطان المشرفة عصية على التغيب
بن دغر: قحطان رمز الوطنية الصادقة ورجل التوافق والشراكة والتسامح ويجب إطلاقه فوراً
ناطق الإصلاح: ذكرى اختطاف قحطان في كل عام تكشف زيف الحوثي وتنسف أكاذيبه أمام الفضاء العربي
هيئة المختطفين: مليشيا الحوثي تستخدم قضية قحطان للابتزاز السياسي وتواصل جريمة إخفائه منذ عقد
أسوأ ما يعيب مجتمعا ما، أو زمنا ما؛ أن تتحول نظرة الناس إلى الأشياء، فيصبح المعروف منكرا، و المنكر معروفا، و هو ما حذر منه الرسول الكربم صلى الله عليه و سلم. وتبعا لذلك تصبح في نظر البعض نقاط القوة نقاط ضعف، فيما تصبح نقاط الضعف نقاط قوة.
المبدئية والشهامة والنبل والمروءة و الفتوة و الفروسية.. الخ. هذه الصفات وما يلحق بها، هي محل فخر و اعتزاز، و رفعة و علو، سواء تمتع بها مجتمع أو فرد:
إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني عنيت فلم أكسل و لم أتبلد
فهي الصفات الإيجابية، و الخصال الحميدة و الخلال العملية التي لا بد منها للفرد و المجتمع، و هي نقاط قوة، فإن هي غابت في مجتمع أو فرد؛ فلك أن تردد مع شوقي :
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما و عويلا!
ولذلك احتفى عنترة بإقرار القوم له بالنجدة و الفروسية:
ولقد شفى نفسي أبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنترة اقدم.
وكيف لا يُسَرُّ عنترة و يبتهج، و قومه و مجتمعه بأبطاله يعترفون له بدوره، و لا ينكرون مواقفه؛ ذلك أن الاحرار يعرفون للأحرار مواقفهم، و الأبطال يحفظون للأبطال حقهم، و إنما ينكر الأدوار، و يتنكر للأحرار، و يقلل من شأن الأبطال مجتمع العبيد.
وشهادة المجموع للفرد، أو شهادة المجموع للمجموع بإيجابيته، إنما هي مروءة و نبل و شهامة، وما إلى ذلك من ممدوحات الصفات الإيجابية في المجتمع، ذلك المجتمع الذي يحتفي و يفخر برجالاته و أبطاله و قياداته، و هي علامة حياة للفرد و المجتمع، الذي تبرز فيه ذكر المحامد، بينما المجتمع المريض يتنكر و ينكر إيجابيات الآخر، بل و ييعى حثيثا إلى طمسها و تشويهها، و هو مجتمع تبرز و تطفو إلى سطحه المكايد و المناكفات و المنابزات المرذولة، المحذّر منها من فوق سبع سماوات ( و لا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ).
إن انتشار و فُشوْ قيم الرجولة و النبل مما يسهم في بناء الفرد الفتي، و المجتمع القوي، فشيوع المحاسن ترسيخ للإيجابية الفاعلة، و نشر المساوئ إنما هو نشر للسلبيات المدمرة؛ و لذا كان التحذير الرباني الحازم: ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الآخرة ).
فرجولة المواقف و نبلها في ثباتها و عدم تحولها، و إن مسلك تمييع المواقف، أو تخاذلها عند المواقف المطلوب وضوحها؛ تحت ضغط عمل خط رجعة، أو بمبرر : سأحتفظ بقوتي و أدع الآخرين يتحملون الأعباء و تكاليف الميدان؛ هذا إذا لم تكن هذه النوعية نأت بنفسها لتتشفي بما يصيب هذا و يحل بذاك، كل ذلك و مثله فقر في النبل و الرجولة، و هروب عن الواجب و المسؤولية .
هذه ثقافة سلبية، و انتهازية دنيئة، و ابتزاز رخيص !
حين فُرضت الحرب على اليمن و اليمنيين، كان يمكن للإصلاح أن يتقسم الأدوار، و أن يضع رجلا هنا و أخرى هناك، و أن يجد له محلا في المنطقة الرمادية، و لو أنه فعل ذلك، لكان كفى أولئك الذين يتولّدون - اليوم - التهم و الافتراءات ضد الإصلاح، و يرمونه بكل ما تصل إليه ألسنتهم من سوء، و يرمونه بكل حجر، بالرغم من أن الاصلاح يتعفف عن رمي أولئك الذين بيوتهم من زجاج!
غير أن الإصلاح أعلن موقفه بوضوح، قولا و عملا، لسانا و ميدانا، وضوحا وصل إلى حد عجز أحزاب و قنوات و موتورين أن يطمسوا أو يقللوا من مواقف الإصلاح أو ينالوا منه شيئا.
فهل أصبح الوضوح في هذا الزمن من نقاط الضعف؟ و هل غدت مواقف الثبات من نقاط الضعف!؟ و هل أصبح الحفاظ على الهوية و رفض التفريط بها من نقاط الضعف !؟
وفي المقابل؛ هل المراوغة و التخفي عن اتخاذ موقف، أو اللا موقف أحيانا، و الوقوع في حبائل حسابات خط الرجعة في مواقف تتطلب الوضوح من نقط القوة !؟ و هل التفريط بالهوية حنكة و دهاء !؟
إنه حين ينادي منادي الواجب لا يكون هناك من موقف إلا القيام بالواجب، و ما سواه خداع و خذلان.
لولا المشقة ساد الناس كلهمُ الجود يفقر و الإقدام قتّال !