فيس بوك
المهرة.. إصلاح سيحوت والمسيلة يحتفلان بذكرى الاستقلال ويشيدان بتضحيات اليمنيين في معركة التحرير
التكتل الوطني: جريمة قصف سوق مقبنة وقتل المدنيين يكشف قبح وبشاعة مليشيا الحوثي
رئيس الهيئة العليا للإصلاح يهنئ رئيس وشعب الإمارات باليوم الوطني
الإصلاح بوادي حضرموت ينظم ندوة بذكرى الاستقلال ويؤكد على توحيد القوى الوطنية نحو استعادة الدولة
التجمع اليمني للإصلاح.. مواقف مبدئية ثابتة ونضال مستمر (1) محافظة إب
الإصلاح بعدن يهنئ بعيد الاستقلال ويدعو لتوحيد الصف لمواجهة الأخطار واستعادة الدولة ومؤسساتها
30 نوفمبر.. دور الاصطفاف الوطني في مقاومة الاحتلال البريطاني حتى الجلاء
توحيد الصفوف.. دور الإصلاح في حشد القوى الوطنية لمواجهة الانقلاب واستعادة الدولة
إصلاح المهرة يحتفي بالذكرى الـ57 للاستقلال ويدعو إلى تعزيز وحدة الصف لاستعادة الدولة
في مثل هذه اللحظات منذ خمس سنين كانت قد صدرت الاوامر التنفيذية باغتيال الشهيد الشيخ صالح سالم حليس وانتقلت فرقة التنفيذ قبل صلاة العصر لرصد الهدف في مديرية المنصورة وهو يخرج من مسجده (مسجد الرضا) ولم يكد الرجل يبتعد خطوات عن الجامع حتى كانت الدراجة النارية بآثميها تقترب من الرجل وتطلق أعيرتها القاتلة على جسد الشهيد ليسقط مضرجا بدمائه.
هذا هو المشهد الذي تكرر مرة اخرى في صبيحة الثلاثين من يونيو عام ٢٠٢١ م ليطلق نفس القتلة نيرانهم على الشهيد بلال الميسري في نفس المديرية المنصورة وبين الجريمتين والمشهدين ظل نفس المشهد يتكرر في عدن على مدى خمسين عاما ماضية وهذه هي اركان المشهد :
ومع اختلاف اسماء أركان المشهد التي ظل أركانها الثلاثة الأولى غائبة كغياب العدالة لم يكن يعرف إلا اسم الضحية ومكان الجريمة وزمنها ، وظل الجرح ينزف .. والرصاص يلعلع .. والرجال يتساقطون .. والمدينة تضيع .. والأسئلة تتوالى ..
▪ لماذا يقتل الرجال ؟
▪ لماذا تحكم المدينة وتدار بالقتل والارهاب ؟
▪ لماذا تغيب العدالة ؟
▪ لماذا يهجر الناس المدينة ؟
▪ لماذا تكثر الاشباح في قلب المدينة ؟
كانت الآمال بعد تحرير المدينة عدن في صيف ٢٠١٥ م أن تستعيد عدن أنفاسها وتصنع تجربة دولة جديدة تعيش الحياة والأمن والتنمية والاستقرار وتتكامل مع محيطها ، ولكن أمام هذه الآمال كانت هناك أيد خفية قد أعدت خططها وأصدرت أوامرها وجهزت منفذيها وباشرت القتل لاسواه في حارات المدينة.
نكسة اخرى بعد النكسة الأولى مع الاستقلال الوطني ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧ م والذي ظن الناس يومها أنه اخر يوم ستسمع فيه طلقة رصاص في المدينة وأننا بعدها لن نحتفل كل عام إلا بالذكرى لآخر طلقة رصاص في المدينة وأن جهودنا جميعا ستكون جهود عقلاء ، للحياة والتنمية والإعمار في هذه المدينة العالمية ، فإذا الظنون تخوننا عاما بعد عام ليستمر القتل في الاعوام العاقبة للاستقلال لينتهي عقد الستينات بتصفيات في عاميه الأخيرين ، قتل خلالها من قتل وسجن من سجن وهجر من هجر .. وظن الناس أن عقد السبعينات سيكون عقد الرشد حيث تخلص الرفاق من مناوئيهم ولكن المفاجأة كانت مزيدا من الهيجان والعنف الذي استمر بشكل هستيري على مدى عقد السبعينات - الذي شهد حربين بين النظامين الجمهوريين في الشمال والجنوب - ذهب ضحيتها آلاف القتلى والجرحى والمهجرون ومع اشتعال نيران الحروب كانت حوادث القتل والاغتيالات لاتنتهي وظل أركان الجريمة ، الآمر والمنفذ ووسيلة التنفيذ اشباحا وكأنهم لا اثر لهم .
وفي عقد الفضيحة عقد الثمانينات ازداد سعار القتلة وغيب العقل وكانت الفضيحة الكبرى في عام ٨٦ م حيث أكلت نيران القتل مسعريها وشهد العالم حفلة قتل لامثيل لها في مدينة لا تزيد مساحتها عن مئة كيلو متر مربع وكانت مجرزة بكل ما تحمله الكلمة، وضحاياها بعشرات الآلاف قتلى وجرحى ومشردون ومتضررون وكان هذا هو الانجاز العظيم ! الذي قدمت من خلاله المدينة في مشروع الوحدة مع الشمال .
ومع استمرار جرائم القتل والإرهاب وطلقات الرصاص والاختطاف وتدمير المدينة وتعدد اللاعبين المحليين والدوليين والعبث بحياة الناس كانت الآمال تجدد بأن تكون هذه الطلقات آخر الطلقات وتكون كلمة للعقلاء والعدالة ، ولكن سرعان ما تتبخر هذه الأماني و كانت الاجابات على الاسئلة تتضح بشكل جلي أكثر وأكثر خاصة مع استجلاب مجرمين محترفين لإرهاب المدينة ، وهاهي عدن تترنح بطلقات الرصاصات الأولى التي قتلت الآباء الأوائل مع الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر ومستمرة في قتل الأبناء جيلا بعد جيل ومع كل شهيد يسقط يتمنى المجرمون سقوط المدينة النهائي وانزوائها بعيدا عن موقعها الجغرافي المتميز وأهميتها كمدينة عالمية مسنودة بكثافة بشرية وقدرة فائقة لدى اليمنيين للعلم والتعلم والحياة والبناء .
هذه عدن المدينة والتاريخ ودماء الشهداء تنتظر العقلاء لتحتفل بذكرى آخر طلقة رصاص وتنعم بالأمن والعدالة والاستقرار.