السبت 04-05-2024 08:57:31 ص : 25 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

هل يسيطر الاصلاح عليها...تعز تحت مجهر الأحداث والاستهداف

الأحد 16 أغسطس-آب 2020 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت – خاص / ماهر أبو المجد

وكأن تعز لم تكفها الحروب والدمار والحصار وتنقصها الأزمات المختلفة. أزمات مركبة بعضها فوق بعض؛ لأنها كبيرة، والكبير قدره أن يواجه عظائم الأمور ولا يلتفت للصغائر.
لم تشهد محافظة من المحافظات اليمنية حرباً ودماراً وتجاهلاً وإقصاءً كما شهدته محافظة تعز ليس خلال هذه الحرب الأخيرة فقط وإنما طوال تاريخها المعاصر.
من يتحكم بالمشهد اليمني ويتابعه عن كثب يدرك المعادلة الكبيرة في المشروع الوطني الذي تمثله هذه المحافظة؛ منبع الثوار وقادة التنوير والفكر وأرباب السياسة وأساطين الثقافة والوعي، البوتقة التي تنصهر في داخلها وتذوب كافة المشاريع التي تتربص باليمن.
فتعز تمثل العمق الثقافي اليمني بشقيه السياسي والديني، فضلاً عن الجانب الديموغرافي والموقع الجغرافي في الخارطة اليمنية.
تدرك كل المشاريع التي يراد غرسها بالباطل في اليمن أنها لن يكتب لها النجاح إذا نهضت تعز، متمثلة قول عبدالنبي بن مهدي ملك الدولة المهدية:
واعلم بُنيَّ أن كل قبيلة ستذل إن نهضت لها قحطانُ
ولذلك يتم التركيز عليها بالاستهداف من كل المشاريع أكثر من بقية المحافظات الأخرى، صحيح أنها لا تمتلك ثروة طبيعية لكن ثروتها الحقيقية متمثلة في سكانها وعقول أبنائها.
لكي نفهم ما الذي يدور في تعز اليوم علينا أن نسرد بعضاً من الوقائع التاريخية لكافة المشاريع التي مرت على تعز في التاريخ الحديث والمعاصر.
إذ بدأت الحرب على تعز باكراً كونها عمق اليمن وثقله في مواجهة المشاريع الإمامية الطائفية عبر التاريخ كونها تمثل العمق الفكري والثقافي السني، وحاول الأئمة استخدام التصفية الطائفية وتغيير العمق الديموغرافي فيها وفرض عنصريتهم وفكرهم الضال على يدي المطهر بن شرف الدين في القرن العاشر الهجري ثم المتوكل إسماعيل في القرن الحادي عشر الهجري، ثم المهديين أحمد بن الحسن بن القاسم وابنه المهدي الثاني محمد بن أحمد بعد المتوكل، ولم يدخروا وسيلة ولا جهداً في غرس ذلك الفكر الخبيث، وما كان للخبث أن ينبت في الأرض الطيبة.
نهضت تعز وصارت منبراً للنور الثوري اليمني ضد الإمامة في ثورة الألف عام؛ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة عام 1962 وكذلك ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام ،1963 وكان لها الدور الأبرز في دحر المشروعين الإمامي والاستعماري، وأثبتت أنها الجبل الذي يعصم اليمن من السقوط في الهاوية.
لم يكد يمضي ردحٌ من الزمن حتى كانت تعز الرافعة لمشروع الشهيد إبراهيم الحمدي الآخذ في نهضة اليمن، ثم ما لبث حتى تسلط عليها علي عبدالله صالح بإقامة مجزرة كبرى لمشايخ الحجرية في نهاية السبعينيات لإدراكه معنى اجتماع الكلمة وتوحيد الصف النهضوي، وسرعان ما بدأ بتهميشها بكافة السبل سواء من ناحية الإقصاء العسكري أو تحويل الخطوط الرئيسة منها التي تربطها بالمدن اليمنية المختلفة لتقطيع أجنحتها التي تحلق بهما بقية المحافظات شمالاً وجنوباً كونها القلب بين ضلعي اليمن؛ الشمال والجنوب، أو بسحب البساط التجاري والتنمية منها، إلى غيرها من المشاريع الأخرى.
فحينما تلقفت محافظة تعز مشعل الثورة الحديثة في فبراير 2011 ركز نظام الرئيس السابق صالح كل جبروته على تعز قتلاً وحرقاً وقصفاً ودماراً، وما زالت إشاراته وحقده نحو تعز منذ أمد بعيد لم تسلم منه حتى مصليات النساء وأطفال المحافظة.
ثمة إشارة في خطاباته السابقة عام 1994 في ما عرف بحرب الإنفصال غمزاً وقدحاً بالمحافظة التي كادت أن تلحق بالمشروع الانفصالي حد قوله لولا الهزيمة التي تعرض لها ذلك المشروع، ما يعني أن ثمة فكرة لا تبارح عقل الرجل وتفكيره.
في ثورة فبراير 2011 أفشلت تعز مسيرة توريث الجمهورية واستعصمت بحبل الثورة، وظلت مستمسكة به حتى بعد الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير 2012 حراسة للثورة وأهدافها.
كان على الرئيس السابق أن يثأر لمشروعه وكبريائه من تعز خصوصاً واليمن عموماً فعمل على التحالف مع المشروع الإمامي للانتقام وهدم المعبد الذي ظل يردد مقولته لأعوام طويلة على من فيه حتى فعلها في عام 2014، ومرة أخرى تنال تعز الفاتورة الأكبر من ذلك الانتقام.
وجه صالح والمشروع الإمامي معظم ألويته العسكرية نحو تعز وهذه المرة قالها دون مواربة لقناصيه بملاحقة التعزيين بالقناصة "دقوهم بالقناصات...".
دقت القناصة رأس صالح وهشمته، لكن القناصات السابقات التي أرسلها من وقت مبكر إلى تعز لا تزال تفعل فعلها بأبناء تعز رجالاً ونساءً وأطفالاً.
لم تكن القناصات وحدها التي أرسل بها صالح والحوثي إلى تعز، لكن الراقص على رؤوس الثعابين وحليفه الحوثي مزجا بين القناصة البندقية والقناصة الكلمة والقناصة الناخرة صلب وعمود المجتمع التعزي وغرس الفكر الإمامي الضال مجدداً في المجتمع التعزي وشراء الولاءات وزرع الخلايا النائمة اليقظة التي ما تلبث بين فترة وأخرى وأطلت برأسها بلافتات متعددة، بدعم ومباركة خارجية لمشاريع لا تريد لليمن الاستقرار.
طابور خامس وسابع وعاشر أوساط المدنيين ينخر ليل نهار صفوف الشرعية والمواطنين، وينبت بشكل عصابات تمارس التقطع وزرع العبوات وسرقة المنازل والوقوف في وجه كل خطوة تخطوها السلطات المحلية في تعز نحو التحرير الشامل للمحافظة مفتعلة المشاكل الداخلية وسط الحاضنة الشعبية للجيش والمقاومة وإشغالهما بالمشاكل اليومية والجانبية.
تواصلت مشاريع استهداف تعز وأبناءها بشتى أنواع الاستهداف وحملات التحريض عليهم في كل مكان، حتى وصل ذروته في بعض المحافظات الجنوبية من تقطع لبعضهم وقتلهم وذبحهم في الطرقات ناهيك عن أكبر عمليات التضييق والملاحقات في عدن وأبين والضالع ويافع وصلت حد الاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم وترحيلهم جماعياً بشاحنات كبيرة ومنعهم من مزاولة أعمالهم في عدن خاصة من قبل المجلس الانتقالي.

أحداث التربة
حاولت بعض القوى الداخلية ملتحمة مع بعض المليشيات الإرهابية أو التخريبية وصعدت من خطابها المناطقي ضرباً للحمة المجتمعية والتفرقة بين جغرافيا تعز بادعاء الحجرية قطاعاً منفصلاً تستأثر به قوة دون السلطة المحلية بالاستعانة ببعض المليشيات وعرقلة التوجه نحو بقية الجبهات لتحريرها كمنطقة الحوبان مثلاً غير أن المشاكل الجانبية في كل الجبهات الغربية والجنوبية لتعز عرقلت تلك التوجهات؛ إذ ما كان للجيش والمقاومة أن تفتتح العمل في تلك الجبهات بينما ظهرها مكشوف من الخلف.
في منطقة التربة تم افتعال الكثير من المشاكل الأمنية وإقلاق السكينة هناك، وتسلطت بعض العصابات وخالفت أوامر السلطة المحلية وتم اختطاف بعض العاملين في مؤسسة الضرائب، فتوجهت الشرطة العسكرية بتعز لإلقاء القبض على الخاطفين وتخليص المخطوفين، فاشتعلت أبواق الفتنة تنفخ في نار الاشتعال ضاربة عرض الحائط بكل التوجيهات للسلطة المحلية، وبدل أن يتحول المجتمع إلى رديف لأجهزة الدولة تم حرف المسار إلى الوقوف في وجه الدولة وسلطاتها المحلية خدمة لجهات لا يروق لها العمل تحت ظلال المؤسسات، وتعاملت مع الأمر وكأن منطقة الحجرية قطاع منفصل ويتبع محافظة أخرى لا يتبع السلطة المحلية في تعز المدينة.
هذه الأبواق الممولة من جهات تقف في وجه الشرعية والدولة صورت الأحداث كما لو أن السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة هي برعاية التجمع اليمني للإصلاح، نفخت في كير هذا الاتجاه، بينما لم يكن للإصلاح فيه أية صلة لا من قريب ولا من بعيد سوى أنه رديف للسلطة الشرعية عبر موقفه السياسي ولم يدخل حتى في إطار المناكفات الحزبية التي تحرف مسار ضبط الأمن.
تعتبر التربة ذات أهمية استراتيجية لمحافظة تعز من ناجيتين؛ الأولى أنها الشريان الوحيد الذي يربط المدينة ومناطق الشرعية بمحافظة عدن وتتنفس تلك المناطق من خلال هذا الشريان، والناحية الأخرى هي العمق الجبلي للساحل الغربي التي تشرف على بعض الجبهات القريبة منها كمنطقة موزع والوازعية وعمقاً لمنطقة ومديرية المخأ التي تتواجد فيها بعض القوات هناك.
أثناء هذه المماحكات التي أريد حرف المسار الأمني من خلالها وتحويلها إلى صراعات حزبية أو بين بعض القوى، تم توظيف استهداف النازحين من قبل بعض العصابات الخارجة على النظام والقانون وإلقاء الملامة على القوى الوطنية الأخرى ومنها المقاومة الشعبية والشرطة العسكرية التي خرجت لفرض الأمن هناك، وتم الاعتداء على منزل قائد مقاومة الحجرية عبدالحكيم الزريقي.
الحجرية بشكل عام لم تقف مكتوفة الأيدي وخرجت في مظاهرات حاشدة ترفض الانفلات الأمني ومحاولة زرع الفتنة بين أبناء المنطقة الواحدة وإدخالها في فتن مسلحة حينما بدأت بعض العناصر في توزيع السلاح واستقطاب وشراء بعض أبناء الحجرية لزرع الفتنة فيها.
بدأت أزمة الحجرية باستغلال قضية استشهاد العميد عدنان الحمادي وحرفها عن مسارها على الرغم من أن المستفيدين من اغتيال الحمادي هم من أشعلوا الفتنة بعد ذلك ومحاولة تصوير اللواء 35 مدرع الذي كان يقوده الشهيد الحمادي كما لو أنه إقطاعية خاصة ببعض القوى والتوظيف السيئ للأحداث بعد ذلك كشفت بكل جلاء من المستفيد من هذا الاغتيال.
محافظ تعز الأسبق علي المعمري كان قد حذر من استغلال هذه القضية في إشعال فتنة نار الصراع في الحجرية، فكتب مقالاً مطولاً يعتبر خلاصة ما علمه خلال توليه السلطة المحلية في المحافظة، ومما ورد فيه بشأن الحجرية: "يجري استخدام الجريمة للتعبئة والتحضير لإشعال حرب وصراع دام في الحجرية وتعز بمزاعم الثأر للشهيد الحمادي، والنيل من كل المكتسبات التي تحققت بقيادة الشهيد عدنان، ومختلف تشكيلات الجيش الوطني وتضحيات مناطق الحجرية وكل أبناء مديريات تعز وبسالة أبنائها واليمنيين عموما في مواجهة أطراف الانقلاب الطائفي، وإهدارها بواسطة حمقى، وفي الحقيقة أنه يجري الإعداد لحفر مقبرة ودفن الجميع ومواراة تعز لاستعادة الهيمنة والتسلط مرة أخرى".
بين فترة وأخرى كانت تخرج تلك القوى مسيراتٍ تطالب برفع المعسكرات من الحجرية ولم تكن بأهداف بريئة بقدر ما كانت تعني مطالب إخلاء الساحة هناك للقوى المتربصة بتعز والحجرية ذكرتنا بنفس مطالب الحوثي بإخلاء صنعاء من الفرقة ومن بقية المعسكرات ولما انقلبت على الدولة أحكمت سيطرتها ووزعت مخازن أسلحتها حتى وسط المساكن في صنعاء القديمة وما حولها وصارت تقبض على صنعاء بقبضة حديدية لم تخل حتى الجامعات من مليشياتها، فقد كانت مطالبها يعني إخلاء صنعاء من الحامية لاحتلالها، وهو ذات الأمر الذي يكرر في الحجرية اليوم.

إنفلات تعز
الانفلات الأمني الذي يحصل في مدينة تعز بين فترة وأخرى لا يبعد مطلقاً عن كل الخيوط السابقة الذكر، وذلك من خلال توفير بعض الملاجئ الآمنة لمفتعلي ذلك الانفلات بين زعماء العصابات غدر الشرعبي وغزوان المخلافي وغيرهما، والتي كلما تم تشكيل حملة أمنية للقبض عليها فرت تلك العناصر إلى جيوب المليشيات الحوثية شمال المدينة، وانبرت بعض الأقلام قادحة كل الحملات التي توجه في هذا الشأن.
حملات أمنية متكررة تنزل إلى المدينة لملاحقة هذه العناصر وبعضها يتم إلقاء القبض عليها وبعضها يفر إلى خارج المدينة ما تلبث أن تعود ريثما تهدأ الأوضاع وتنهي الحملة الأمنية مهامها، فارضة نفسها بقوة أكثر من ذي قبل مما يضع علامات استفهام كبرى حول هذا الأمر؛ فهل عجزت قوى تعز التي دحرت المليشيات الحوثية وتحالفها مع ألوية صالح عن هذه العصابات؟!
يبدو التردد الذي تبديه السلطات المحلية في تعز وعدم إحكام قبضتها الأمنية هو ما شجع هذه العصابات على الاستمرار في عمليات التخريب والقتل التي تطال المدينة وسكانها، غير أن الأجهزة الأمنية تبرر هذه الأحداث بأن من يفتعل هذه الأحداث بعض المحسوبين على المقاومة وبعضهم غير معروف.
تطورات الانفلات الأمني لم يتوقف عند هذه العناصر المذكورة، فمن خلال وسائلها يعرف حجمها، فوسائلها البندقية والقنبلة، لكن الإشكال الحقيقي في من يقوم بزرع العبوات الناسفة التي لا يعرفها هؤلاء، مما يعني أن هناك جهات أخرى دخلت على خط الانفلات الأمني واستهداف تعز ممن لهم خبرة في صناعة المتفجرات، وهذا يشير بوضوح إلى المليشيات الحوثية أو جهات مرتبطة بأجهزة مخابرات وجماعات إرهابية.
قبل بضعة أيام، خلال انتشار الحملة الأمنية، تم استهدافه أحد عرباتها العسكرية بعبوة ناسفة بالقرب من سوق القبة، بشارع الأجينات، مما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة سبعة آخرين وسط مدينة تعز.
وتعتبر هذه الحادثة هي الثانية من نوعها، خلال عشرة أيام فقط على انفجار عبوة ناسفة بأحد الأطقم العسكرية وسط المدينة، ما أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخر.
ألقت الحملة الأمنية الأخيرة القبض على غزوان المخلافي وماجد الأعرج وعمر الشرعبي، وهيثم الوقار، وهذا الأخير شقيق مدير أمن مديرية جبل حبشي المقال "توفيق الوقار" في وادي مكسب بمديرية جبل حبشي، غرب المدينة، والذي يُتهم "الوقار" وشقيقه بتشكيل وقيادة عصابة مسلحة متمردة على الدولة والقيام بأعمال التقطع والنهب.
لكن غدر الشرعبي وهو وآخرين أخطر زعماء هذه العصابات المرتبطة بأجندة خارجية وتمويل من بعض الجهات ما زال فاراً من وجه العدالة.
ونشرت السلطات الأمنية قائمة بصور وأسماء المطلوبين أمنياً من هذه العصابات، داعية المواطنين للتعاون والإبلاغ عن أماكن تواجدهم.
كل المشاكل التي تحدث في تعز صغيرها قبل كبيرها يتم تسليط الضوء عليها بشكل غير مسبوق دون مناطق اليمن كلها، وتشتعل فيها كل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تشويهاً وتحريضاً وتجريحاً واختلاقاً للقصص المفبركة ومنها جرائم اغتصاب الأطفال التي تحقق فيها الأجهزة الأمنية لتتضح أنها قصص مفبركة ومفتعلة للإساءة لتعز وأجهزتها، كما تصدر كافة المنظمات البيانات التنديدية والاستنكار فيما يحدث فيها، ولا يفسر هذا الأمر إلا على أنه جبهة إعلامية مصاحبة لتلك الأحداث تكشف بجلاء عن داعميها ومموليها دون أن تلتفت الأجهزة المعنية إلى ذلك.
ويرى محللون سياسيون أن الهدف من وراء كل ذلك هو ضرب الحاضنة الشعبية للجيش والمقاومة في تعز والتشكيك بأجهزة الدولة وجيشها ومقاومتها ليسهل اختراقها بعد استعصائها على كل مشاريع التآمر والتمزيق وضربها من الداخل.

مسيرات تعز الكبرى
كل يوم وفي كل منعطف تثبت محافظة تعز أنها روح الشرعية وعمودها الذي تتكئ عليه، فخلال كل حملات التحريض والتشويه لتعز ومؤسساتها ومحاولة ضرب أمنها وإقلاق سكينتها والإساءة للدولة من خلال كل ذلك تخرج تعز في مسيرات حاشدة تؤيد الدولة وتطالب السلطات المحلية بكافة أجهزتها الصرب بيد من حديد كل الخارجين على النظام والقانون وفرض الأمن وفرض مؤسسات الدولة، وإلقاء القبض على عصابات الانفلات الأمني واستكمال تحرير المحافظة.
ولم تكن المسيرة فقط في مدينة تعز المحاصرة بل حتى في مدينة التربة خرجت مسيرة حاشدة داعمة لكل تلك المطالب.
لم تعد تخرج من مسيرات مصطفة مع الشرعية ومؤسسات الدولة خلال الأعوام الأخيرة إلا في محافظة تعز، قبل أن تخرج مسيرات أخرى جديدة انتفضت في أبين وسقطرى مؤخراً.
لهذه الروح الوثابة في المحافظة يتم استهدافها من كل المشاريع التي مرت على اليمن في العصر الحديث، سواء كانت المشاريع الداخلية أو حتى الخارجية التي يراد لها أن تفرض على اليمن بشكل عام.
باتت مختلف التحركات في تعز توضع تحت مجهر مختلف القوى خارجياً وداخلياً، ومن خلال ما يحدث في المحافظة يتم التعامل مع الشرعية، وتزداد الوطأة على المحافظة استهدافاً وتخطيطاً.

أكذوبة سيطرة الإصلاح
بالتزامن مع كل تلك الحملات والاستهدافات لتعز وجيشها الوطني ومقاومتها الشعبية انبرت كل تلك المشاريع بكافة وسائلها تتهم الإصلاح بالسيطرة على المحافظة ومؤسساتها، كنوع من الحرب والبحث عن شماعات ومبررات لمواصلة استهداف تعز كما استهدفت الجمهورية من قبل الانقلاب وتبين أنها أدوات للانقلاب وتحمل مشاريع تدميرية للوطن، على الرغم من أن الإصلاح مقصي من تلك المؤسسات وأعضاؤه بين شهيد في الجبهات أو مختطف في المعتقلات أو مطارد داخل الجمهورية أو مشرد خارج الوطن.
بالنظر إلى خارطة تولي مسؤولية المؤسسات العامة بتعز وإدارات السلطة المختلفة فإن ما يقارب من 90% من مدراء العموم ومدراء المديريات من خارج الإصلاح لبقية الأحزاب، وقد أوردت بعض المصادر الإعلامية إحصائيات دقيقة وبالأرقام لخارطة السيطرة.
حتى مؤسستي الجيش والأمن التي غالباً ما تركز عليها الحملات تحسب على الإصلاح بينما لا يوجد فيها إلا بعض الأفراد الذين شملتهم قرارات جمهورية رئاسية بضمهم لبعض الألوية بعدد الأصابع وذلك لتصديهم للإنقلاب وأطلقوا الطلقة الأولى ضد الإنقلابيين وتكوين المقاومة الوطنية بعيداً عن أية مشاركات لبعض القوى إلا بعد تحرير كثير من الجبهات.
هي نفس الحملات التي سبقت الانقلاب وتوحدت جميعها للتهجم على الإصلاح وعلى كل قوة يمكن أن تقف عائقاً أمام الإنقلابيين والمشاريع الخارجية التدميرية للوطن تكرر اليوم ضد الإصلاح وضد عوامل القوة الساندة للشرعية والراعية للجمهورية التي تتصدى لتمرير المشاريع التخريبية في الوطن يأبى أصحابها إلا أن يواصلوا مسيرتهم التدميرية حتى النهاية بعد أن فشلوا في تفتيت الوطن سابقاً وكان هناك أولو بقية ينهون عن الفساد ويدعمون الجمهورية.