السبت 04-05-2024 22:06:19 م : 25 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

من المسيرات إلى المطارح.. حراك شعبي مساند للسلطة الشرعية ورافض للمليشيات

السبت 15 أغسطس-آب 2020 الساعة 04 مساءً / الإصلاح نت – خاص / عبد السلام الغضباني

شهدت عدد من المحافظات اليمنية المحررة، خلال الأسابيع الأخيرة، مسيرات وتظاهرات شعبية مؤيدة للسلطة الشرعية وداعية لبسط نفوذ الدولة والقضاء على الجماعات التخريبية، بالإضافة إلى رفض مشاريع تمزيق البلاد تحت شعارات طائفية ومناطقية وقروية بغيضة، بينما شهدت محافظة مأرب حشود للمقاومة الشعبية في مطارح "نخلا"، وتجديدها العهد لمساندة السلطة الشرعية ضد الانقلاب الحوثي الكهنوتي.
وتعكس هذه التظاهرات والمسيرات ومطارح المقاومة الشعبية وعيا شعبيا متناميا بأهمية الدولة، خاصة بعد انتشار الجماعات الإرهابية والمليشيات الانقلابية على السلطة الشرعية في البلاد، وما ذاقه منها المواطنون من ويلات، وبدلا من تقديم الخدمات العامة للمواطنين في مناطق سيطرتها، فإنها تقدم لهم السجون السرية والتعذيب والقتل والعنف ونهب الممتلكات العامة والخاصة.

- تعز.. نعم للشرعية ولا للفوضى
شهدت مدينة تعز، الخميس الماضي، تظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف من أبناء المدينة دعما للسلطة الشرعية وللمطالبة بفرض الأمن والقانون وإنهاء مظاهر التمرد والفوضى.
وطالب المتظاهرون ببسط الأمن ومحاربة الخارجين عن القانون وعصابات الفوضى داخل المدينة، مؤكدين وقوفهم مع السلطات الشرعية والأجهزة الأمنية من أجل فرض الأمن في المدينة والمحافظة.
كما شهدت مدينة التربية، جنوبي محافظة تعز، مسيرة حاشدة مؤيدة للسلطة الشرعية، وطالبت بإخراج كافة الجماعات المسلحة من المدينة.
ودعا المتظاهرون إلى فرض هيبة الدولة وبسط الأمن والاستقرار من قبل الأجهزة الأمنية في مديرية الشمايتين، وسرعة إلقاء القبض على المتمردين والخارجين عن القانون.

- أبين.. مع الشراكة وضد الإقصاء
وفي محافظة أبين، شهدت مدينة لودر، كبرى مدن المحافظة، في 27 يوليو الماضي، تظاهرة كبيرة دعما للحكومة الشرعية ورفضا لما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي.
وشارك في التظاهرة آلاف المواطنين الذين خرجوا في مسيرة بمدينة لودر استجابة لدعوة أطلقها الائتلاف الوطني الجنوبي، دعما للحكومة الشرعية ورئيس البلاد عبد ربه منصور هادي، تحت شعار "لا للإقصاء.. نعم للشراكة".
ورفع المتظاهرون لافتات مؤيدة للحكومة اليمنية والرئيس هادي، كما رددوا هتافات أبرزها "نعم للجمورية اليمنية"، و"نعم لليمن للاتحادي وللرئيس هادي"، و"لا للمناطقية".

- المهرة.. لا لتصدير الفوضى للمحافظة
وفي 24 يوليو الماضي، تمكنت قبائل محافظة المهرة من السيطرة على مداخل المحافظة ومخارجها، منعا لمحاولات ما يسمى المجلس الانتقالي إدخال مسلحين إلى المحافظة من خارجها وزعزعة الأمن والاستقرار فيها.
وأعلنت قبائل المهرة وقوفها إلى جانب مؤسسات الأمن والجيش بالمحافظة ومساندتها للحكومة الشرعية.

- سقطرى.. مع الشرعية والسلم الاجتماعي
وفي 8 يونيو الماضي، تظاهر عدد كبير من المواطنين في مدينة حديبو، مركز محافظة سقطرى، تأييدا للحكومة الشرعية وللمطالبة بطرد تشكيلات مسلحة تابعة لما يسمى المجلس الانتقالي من محافظة سقطرى.
ورفع المحتجون الأعلام الوطنية وصورا للرئيس عبد ربه منصور هادي ولافتات ترفض ما يسمى بالإدارة الذاتية وتجدد الولاء والعهد للرئيس هادي وتؤيد خطوات المحافظ رمزي محروس.
وفي البيان الذي صدر عن الوقفة، جدد المحتجون وقوفهم إلى صف الشرعية وتأييدهم لخطوات محافظ سقطرى في الحفاظ على السلم الاجتماعي ومنع أي فوضى تريد "قوي الشر" أن تنشرها في عاصمة المحافظة، وفقا للبيان.
واستنكر المحتجون المظاهر المسلحة التي شهدتها العاصمة حديبو، مطالبين بإخراج المجاميع المسلحة التي استقدمها "الانتقالي" من خارج المحافظة.
وأكد المحتجون أن العاصمة حديبو هي موقع للتعايش والتراحم بين أبناء المحافظة ونقطة تواصل، آملين أن يتم تجنيبها أي صراعات سياسية أو أعمال فوضى تقلق السكينة العامة، كما أنها بحاجة إلى توفير مزيد من الخدمات كحل مشكلة انقطاع الكهرباء وضعفها وكذا توفير خدمات المياه والصرف الصحي وإيجاد الحلول الجذرية لها.

- مأرب.. مطارح "نخلا" تجدد العهد
أما في محافظة مأرب، فقد احتشدت قبائل المحافظة خلال الأيام الأخيرة في مطارح "نخلا"، حيث أقامت المقاومة الشعبية هناك عرضا عسكريا وأكدت جاهزيتها لدعم معركة التحرير.
وكانت مطارح "نخلا" بمحافظة مأرب هي التي احتضنت النواة الأولى للمقاومة الشعبية عام 2015، وشكلت منطلقا للدفاع عن الدولة والشرعية والجمهورية والمكتسبات الوطنية.
وأكدت فعاليات العرض العسكري للمقاومة الشعبية في مطارح "نخلا" على الجاهزية القتالية ورفض المشروع العنصري السلالي الحوثي القائم على الظلم والاستعلاء والتنكيل بالمواطنين.
وجددت المقاومة الشعبية في مأرب العهد بالمضي قدما على درب النضال الوطني في مواجهة الطغيان الكهنوتي الإمامي حتى إسقاط الانقلاب ومشروعه السلالي الظالم، والانتصار للمشروع الوطني الجامع.
وأخيرا، يمكننا القول بأن الوعي الشعبي سيمثل الحارس الأمين على المكتسبات الوطنية التي تحققت بفضل نضال أحرار اليمن المتواصل ضد الإمامة والمشاريع السلالية والعائلية والمذهبية والقروية المتخلفة منذ عدة عقود، كما أن تآمر الجماعات الإرهابية والمليشيات الانقلابية على السلطة الشرعية بغرض إنهاكها في معارك متعددة ومتزامنة لن يحقق مبتغاه مهما كان حجم التحديات، كون تلك التحديات ستصطدم بالإرادة الشعبية المناصرة للمشروع الوطني الكبير والرافضة لكل المشاريع الصغيرة.