الجمعة 17-05-2024 13:13:10 م : 9 - ذو القعدة - 1445 هـ
آخر الاخبار

الشامي: إخفاء الحوثيين لقحطان جريمة مركبة لم يرتكب مثلها الكيان الصهيوني (حوار)

الأربعاء 01 مايو 2024 الساعة 06 مساءً / الإصلاح نت - الصحوة نت

 

قال البرلماني ورئيس كتلة الإصلاح السابق بمجلس النواب، الأستاذ زيد الشامي "إن الإفراج عن محمد قحطان قد يكون أحد أسباب الانفراج للمشهد العام بما يمتاز به من قدرة على مد جسور التواصل وردم فجوات الخلافات".

 وتحدث في حوار مطول مع "الصحوة نت" عن تفاصيل كثيرة عن السياسي وعضو الهيئة العليا للإصلاح، محمد قحطان المخفي في سجون الحوثيين للعام التاسع على التوالي.

 وأكد "أن إخفاء الحوثيين لقحطان جريمة مركبة، وهي من الجرائم التي لم يرتكبها الكيان الصهيوني مع بشاعة ما يقوم به، لكنه يفصح عن المحتجزين والمعتقلين".

 وأضاف الشامي "يرفض الحوثيون الكشف عن مصير قحطان، لمزيد من الابتزاز، أو لتوجيه رسالة لكل صوت ينتقدهم بأن مصيره سيكون الإخفاء والتجاهل وعدم الاكتراث بأي احتجاج شعبي".

 واستعرض الشامي في الحوار جوانب من شخصية قحطان، ومسيرته السياسية بدءاً من نشأته في تعز، وصولاً إلى دوره البارز في تأسيس حزب الإصلاح، ومشاركته في تأسيس اللقاء المشترك.

 

إليكم نص الحوار:

 - متى آخر مرة التقيت الأستاذ محمد قحطان ؟

كان آخر لقاء في منزله بحضور الاستاذ عبد القادر هلال رحمه الله، بعد تكليفي مع الاستاذ سعيد شمسان رئيس الدائرة السياسية للإصلاح بالذهاب إلى صعدة للقاء بعبد الملك الحوثي من أجل تخفيف حالة الاحتقان وتجنيب اليمن الحرب.

 وكانت نصيحته لنا بأن نتفق على كل ما يؤدي إلى منع توسع إشعال الحرب، وكأنه يستشف ما حدث بعدها من توسيع الحوثيين لدائرة الحرب في أرحب وإب وتعز وعموم الجمهورية.

 

-ماهي مطالب الحوثي آنذاك؟

مطالب الحوثيين كانت غير معلنة، لأنهم يريدون السيطرة الكاملة على البلاد، ولا يمكن أن يفصحوا عن ذلك، مثلا في دماج قالوا إنهم يريدون إخراج الأجانب، وفي حاشد ادعوا انهم يريدون تحرير القبائل من بيت الأحمر، وفي عمران قالوا يرفضون بقاء محمد دماج محافظا لعمران، ثم قالوا يريدون التخلص من القشيبي.

 وعندما دخلوا صنعاء قالوا يريدون إلغاء الجرعة، وفي البيضاء قالوا إنهم ذاهبون للقضاء على القاعدة، وهكذا يحشدون اليوم ضد مأرب ليحرروا الطريق إلى القدس، كما يقولون كذباً وزوراً.

 

-ألم تفسر نصيحة قحطان انها دعوة للتسليم والاستسلام آنذاك؟

يمكن أن تفسر كذلك، لكنها في سياق أنه داعية سلام ولا يريد الحرب، وكان المتوقع أن يعامل بغير الاختطاف والإخفاء القسري.

 

- كيف تم اختطاف قحطان؟

اختطف في إب، وهو متجه إلى عدن ثم أفرج عنه وظل تحت الإقامة الجبرية في منزله بصنعاء، وعندما تطورت الأمور وتدخل التحالف العربي، كان المفترض أن يغادر قحطان صنعاء، لكنه ظل في منزله وتم اختطافه.

 

- هل كان هناك قصور في الاحتياطات الأمنية التي تمنع وقوع الأستاذ قحطان في الاعتقال؟

الشجاعة والإقدام صفة ملازمة لمحمد قحطان، ولم يكن يتصور بأن خصومه يفكرون باعتقاله، لذلك ظل على سجيته ولم يفكر بالتخفي أو الهروب، وأعتقد أنه لم يكن لديه أدنى شعور بأن يحدث معه هذا التوحش، فهو سياسي مسالم، وله علاقات متميزة مع كل فرقاء العمل السياسي.

 

- كان الحوثيون قد نسبوا للرئيس السابق علي عبد الله صالح أنه الذي اعترض على إطلاق سراح قحطان؟

إذا افترضنا أن ذلك صحيحاً، فما حجتهم بعد أن قتلوه في ديسمبر 2017م، ولماذا لم يطلقوا سراح قحطان، بل لم يسمحوا له حتى بالتواصل الهاتفي مع أسرته.

 

 - كيف تقرا جريمة الاخفاء المستمرة من قبل الحوثيين للعام التاسع على التوالي؟

الاعتقال جريمة، والإخفاء جريمة مركبة، وهي من الجرائم التي لم يرتكبها الكيان الصهيوني مع بشاعة ما يقوم به، لكنه يفصح عن المحتجزين والمعتقلين.

وهذا الإمعان في إخفاء الأستاذ محمد قحطان تنكر لقيم الإسلام، وخروج عن أعراف اليمنيين وأخلاقهم، ومناف لدعاوى المظلومية التي يدعيها الحوثيون، ويناقض أقوالهم إنهم يريدون المحافظة على كرامة الإنسان اليمني!

 

- لماذا يواصل الحوثيون رفص الكشف عن مصيرة، ويماطلون في المفاوضات بشأن ذلك؟

 يرفض الحوثيون الكشف عن مصير قحطان، قد يكون لمزيد من الابتزاز، أو لتوجيه رسالة لكل صوت ينتقدهم بأن مصيره الإخفاء والتجاهل وعدم الاكتراث بأي احتجاج شعبي.

 

- كيف تقيمون دور المبعوث الاممي والمجتمع الدولي في الضغط على الحوثيين للإفراج عن قحطان؟

المبعوثون الأمميون لديهم معايير مزدوجة، ولم نرَ أي جهد يذكر من قبل المبعوثين لإطلاق سراح محمد قحطان فك الله أسره.

 

- لو رجعنا إلى معرفتك الأولى بالأستاذ قحطان، وعن نشأته التي جعلت منه سياسيا مهما؟

تعرفت على الأستاذ محمد قحطان عن قرب عندما كنت مديراً عاماً للشؤون الفنية في المعاهد العلمية عام 1979م، وكنت أنزل مع فريق الموجهين لزيارة المعاهد واللقاء بالمدرسين وتقويم أدائهم ومعرفة مستوى الطلاب العلمي ومدى استيعابهم للمنهج الدراسي.

 كان محمد قحطان ضمن مدرسي دار القرآن الكريم في تعز وقد لفت انتباهي تميزه وذكاءه الحاد، وكانت له ملاحظات جوهرية حول المناهج والكتب التي تدرس، وقدم اقتراحات لتعديل المناهج وتطويرها، وهو ما تم فيما بعد.

 حيث عُقد المؤتمر الأول لمناهج المعاهد العلمية في رحاب جامعة صنعاء وحضره أساتذة من الجامعة وموجهون من وزارة التربية والتعليم وعلماء وفقهاء وكان برئاسة القاضي يحيى بن لطف الفسيل رئيس المعاهد العلمية، وبرعاية من رئيس الوزراء حينها عبد العزيز عبد الغني، وتم فيه إقرار مناهج المعاهد العلمية وفق رؤية تربوية ومنهج علمي.

 

- ماذا عن قحطان المثقف والانسان، وعلاقاته السياسية؟

جمعتني مع الأستاذ محمد قحطان أكثر من محطة في العمل في أكثر من مكان وخاصة في صنعاء، وهو وإن كان أصغر سناً إلا أنه أعمق فهما، وأرجح عقلاً، وأبعد نظراً، والأقدر على سبر أغوار الأحداث، واستشراف المستقبل.

 له تأملات خاصة في السيرة النبوية، فهو يقف كثيراً عند مواقف النبي صلى الله عليه وسلم، واعماله وسيرته ويستنتج منها مفهومات وخطوط وتوجهات للسير.

 محمد قحطان يعطي أكثر مما يأخذ، وصفة التجرد تكاد تكون ملازمة له، يحضر في الفزع ويغيب عند الطمع، أما علاقاته مع إخوانه وزملائه فتتسم بالمحبة واللِّين واليسر والتسامح، وكانت علاقته قوية ومتميزة بالأصدقاء وكل فرقاء العمل السياسي.

 ليس شخصاً عادياً، فهو من بيت فقه وعلم سواء والده أو عمه الشيخ عبد الرحمن قحطان، وتعز المليئة بالفقهاء والعلماء، وتتلمذ على أيديهم، إضافة إلى انتظامه في مراحل التعليم حتى إكماله الدراسة الجامعية، وهو أيضاً قارئ واسع الاطلاع متعدد المعارف.

 

- كثير من السياسيين يجمعون الأموال ويستقرون لكن قحطان مازال مناضلاً ويدفع ثمن لذلك؟

 محمد قحطان مختلفاً، لم يجعل من نضاله وسيلة لجمع المال أو الحصول على أي مكسب مادي أو منصب، فالعفة والنزاهة وطهارة اليد صفات ظلت ملازمة له.

 وإذا أعطي مكافأة يرفض أن يتسلمها وإن كان محتاجاً لأنه يعلم بأن أي عطاء يقدم له سيكون مقابله ثمن تأباه نفسه، ويفضل أن يظل حراً في نضاله ومواقفه.

 

- هل كان قحطان يترأس دائرة معينة قبل الإعلان عن حزب الإصلاح؟ وما كان دوره عند تأسيس الحزب؟

 محمد قحطان أحد المفكرين الكبار الذين وضعوا النظام الأساسي لحزب التجمع اليمني للإصلاح وممن صاغوا برنامج العمل السياسي، وهو من أكثر من يحفظ النظام ومواده وبرنامج العمل السياسي واللوائح التنظيمية للإصلاح.

وأثناء إعداد أدبيات الحزب وعند اختلاف الأراء كانت لدى قحطان القدرة لكتابة صيغ متعددة ومناسبة، بحيث إذا أغلق باب يفتح باباً آخر، وإذا كانت العبارة غير مناسبة يأتِ بعبارة أنسب، وكان حاضراً وفاعلاً في كل المؤتمرات التي تعدل فيها اللوائح والأنظمة وبرامج الإصلاح، وهو من أهم القيادات المشاركين في الفعاليات وبرامج الحزب.

 

- رأس قحطان الدائرة السياسية للإصلاح قبل أن ينتقل لعضوية الهيئة العليا.. ما الدور الذي قام به حتى اخفاؤه قسراً؟

 ظهرت كفاءة وقدرات ومواهب محمد قحطان كرئيس للدائرة السياسية في التجمع اليمني للإصلاح، من خلال نسج العلاقات مع مختلف ألوان الطيف السياسي، والتعبير عن توجهات ومواقف الإصلاح، وتبديد المخاوف والأوهام التي عملت قوى سياسية محلية وإقليمية ودولية على اختلاقها وتضخيمها عن الإصلاح وأهدافه.

 وكان لديه الاقدام فيرتاد التجمعات الساخنة ويدخل في المواقف الصعبة، وحضوره في المشهد السياسي كان قوياً ولافتاً، ذلك البروز الذي تحمّل بسببه أحقاد الكثير من الخصوم، ولا يزال البعض يحمل في نفسه الضغينة تجاه قحطان بسبب مواقفه وتصريحاته.

 في علاقاته السياسية يبدي مرونة كبيرة، ومشروعة كسياسي أن يسود البلاد الإخاء والحرية والتآلف بين المكونات، ويرى بأن الاختلاف بين الأحزاب هو خلاف برامج أما المبادئ فالكل متفق عليها.

 

- حدثنا عن فكرة اللقاء المشترك وكيف جاءت؟ ودور قحطان في ذلك؟

 عام 1995م عقد حزب المؤتمر الشعبي مؤتمره العام الخامس، وخرج برؤية تؤكد على أن أي ائتلاف بين القوى السياسية يفضي لتشكيل حكومة ائتلافية هو السبب في تعثر أداء الحكومة، أصدروا قرارهم بأن يحصلوا في الانتخابات النيابية القادمة على غالبية عبروا عنها بالساحقة الماحقة ليضمنوا قرار الانفراد بالسلطة، وبدأوا خطوات تنفيذية لتحقيق الهدف.

 كان من الطبيعي أن تجتمع القوى السياسية الأخرى في كيان مقابل يمنع تغوّل الحزب الحاكم، وبعد الانتخابات النيابية عام 1997م وما تم فيها من خروقات وتجاوزات، تأكدت أهمية تنسيق عمل أحزاب المعارضة فكان التداعي لتكوين اللقاء المشترك.

 كان الأستاذ محمد قحطان والشهيد جار الله عمر أبرز القيادات التي عملت لإخراج هذا الكيان إلى الوجود، والعمل على معالجة تداعيات الخلافات والصراعات التي حدثت في الفترات السابقة، ولم يكن من السهل أن تتقبل قواعد أحزاب المشترك فكرة التعاون والتنسيق مع من كان الخلاف بينهم سابقاً قد بلغ حد الاقتتال.

 كان المخاض عسيراً، لكن النتائج الإيجابية والمبهرة التي بدأت بالظهور جعلت من اللقاء المشترك صورة مشرقة وطنياً وعربياً لما يمكن أن تحققه القوى السياسية والتيارات الفكرية المختلفة حين تلتقي من نتائج طيبة تعود على الشعوب بالاستقرار.

 

- هل ممكن أن تتكرر تجربة مشابهة للقاء المشترك في مواجهة مليشيا الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة؟

 إن تفرق واختلاف القوى التي تواجه جماعة الحوثي هو السبب في عدم القضاء على الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، واستمرار معاناة النازحين والمشردين، وما زال هناك فرصة للتنسيق والتعاون بتشكيل ائتلاف على غرار اللقاء المشترك، ولا يحتاج الأمر سوى توفر الإرادة واستشعار المخاطر التي تهدد أمن اليمن واستقرارها ووحدتها.

 

- اختطاف قحطان واخفاؤه منذ تسع سنوات لدى مليشيا الحوثي هل هو الخوف من قحطان وطريقته في تناول الشأن العام؟

عندما تم اختطاف محمد قحطان كانت هناك اختطافات كثيرة وكنت شخصياً من ضمن المستهدفين، وبحثوا عني لفترات لكنني نجوت بلطف الله، بينما الأستاذ قحطان ظل تحت أعينهم، لم يكن يتوقع ما سيحصل.

 طريقة اختطاف قحطان سابقة لم تحدث من قبل في اليمن، وحتى في عهد الأئمة كانت السجون معروفة وكل معتقل معروف في أي سجن معتقل، وكان المعتقلون يتواصلون مع أسرهم ويراسلونهم.

 

- كيف تنظر لمواقف بعض الأحزاب السياسية من قضية إخفاء محمد قحطان؟

الأمل أن يغادر الرفقاء السياسيون لمحمد قحطان مربع الصمت والتواري وأن يرفعوا أصواتهم ويبذلوا جهودهم لإطلاق سراح زميلهم الذي كان شريكاً لهم في مراحل العمل الوطني خلال الفترة الماضية.

 

- كيف تقيم الجهود التي تبذلها الجهات الرسمية في سبيل إطلاق سراحه؟

ما تزال الجهود دون المستوى المطلوب، وبيد الشرعية أوراق قوية وضاغطة يمكن أن تحرك هذا الملف.

  

كلمات دالّة

#اليمن