ماذا يريدون من الإصلاح أن يفعل؟
الموضوع: اخبار وتقارير

 

بلغة مسؤولة، و كلمات واضحة الدلالة، و عبارات بليغة الإشارة؛ أصدر التجمع اليمني للإصلاح بيانه حول الأحداث المؤسفة التي شهدتها محافظة شبوة الباسلة حاضرا، و الحضارة تاريخا.

لم يستخدم البيان عنتريات القول ؛ الذي يشبع نزعة المتحمسين، أو يلبي رغبات المتربصين؛ ذلك لأن الذي سجل و يسجل حضوره في كافة المجالات الميدانية - و منذ وقت مبكر -لا يحتاج للخطاب المتشنج، و في الوقت نفسه ليس الإصلاح من يعبر عن مواقفه بعبارات غامضة، أو ممن يمسك العصا من وسطها، و لغة الحصافة غير لغة الشارع، و رب إشارة أبلغ من عبارة.

لم يتردد البيان عن إدانته للتمرد والاستهداف المسلح الذي طال وحدات أمنية و عسكرية، من قبل مليشيات مدعومة بالطائرات المسيرة، مشيرا إلى مداهمة مقر الإصلاح ؛ و ليس لأنه مقر الإصلاح فقط ؛ و إنما لأن هذا الفعل يأتي امتدادا لممارسات الحوثي الهمجية، و كلا العملين يأتيان استهدافا للهامش الديمقراطي ، الذي يجب أن يقف للدفاع عنه الجميع ترجمة لبناء تحول ديمقراطي حقيقي.

إن التحريض على التجمع اليمني للإصلاح، و هو التحريض الذي تسانده بعض قنوات فضائية، إنما هو استهداف لما تبقى من هامش للعملية السياسية التي يفخر الإصلاح أنه يعمل بكفاح دؤوب على الدفاع عنها، و لا يهمه صمت هذا أو ذاك ممن يبتلع لسانه عند مثل هذه المواقف المفصلية.

كانت هذه السطور - و هي تحيي أولئك الوطنيين الذين قرأوا البيان بآفاق العقول المستنيرة - تتمنى على أولئك الذين وقفوا منتقدين له - و لهم الحق فيما يرون - أن يتأملوا جيدا في أن الإصلاح كان هو المستهدف إعلاميا و عسكريا و سياسيا منذ ما قبل التآمر على محافظة عمران .. و مايزال الأمر كذلك إلى اليوم، و في كل تلك المراحل لم يكن الإصلاح متلعثم المقال، و لا خفي المقام، و كان المأمول ممن ينتقد الإصلاح في هذا الموقف أو عند ذاك أن تكون هناك و لو إشارات لمواقفه التي لا تخفى.

و هذه السطور لا تستجدي أصحاب تلك الآراء لتمتدح الإصلاح، و لكن بما أن الشيئ بالشيئ يذكر، فلماذا حين التحريض ضده ، و السعي الماكر لشيطنته، و ممارسات الإقصاء التي تستهدفه تسكت هذه الأقلام التي كانت تنتظر ان يأتي بيان الإصلاح - اليوم - على غير هذا النفَس الذي جاء به كما أشار بعضهم ! أو قول آخر أنه لم يرْق إلى المستوى المطلوب..الخ ما جاء من مثل هذا.

الإصلاح حزب سياسي مدني، و ليس هو الدولة، و من هنا فإنه لا بد أن تأتي بياناته، أو حتى قراراته بالمستوى الذي تمليه عليه مواقفه المبدئية، و تمليه عليه مواقفه السياسية المدنِيّة.

لقد أكد الإصلاح الدعوة لإعادة الاعتبار للمعركة الوطنية ضد مليشيا إيران، و هذه هي المهمة التي يفترض أن يترجمها الصف الجمهوري عمليا دون مزايدة أو ابتزاز، كما أكد الدعوة لمجلس القيادة الرئاسي إلى أن يشتغل بمهامه العليا، و أن يكون عند مسؤوليته الوطنية الكبرى في استعادة الدولة، و معالجة الوضع المعيشي و الاقتصادي للناس .

بعض التناولات - للأسف - تركت الحديث عن المواجهات المؤلمة في شبوة و كشف من أغلقوا قنوات الحوار و التفاهم، و هو الحدث المطلوب تناوله بوطنية عالية، و مسؤولية أعلا؛ و بدلا عن ذلك راحوا يَجُسُّون نبض حروف البيان، و قياس درجة حرارته، بغير توفر المجسات الموضوعية والتقنية لديهم..!!

و هناك مطابخ ساذجة بائسة قامت تتولّد بيانات مكذوبة مزورة - كعادتها- باسم الإصلاح، ظنا منها- و ظنها دائما إثما - أنها يمكن ان تستغفل وعي المواطن اليمني، فراحت تلفق بيانات مرة، و نصائح مزعومة مرة أخرى .. و كل ذلك و تلك - و بلا فخر - يعطي دلالات واضحة لمدى الأثر الذي أحدثه بيان الإصلاح ؛ لأنه لم يأت بيانا مبهما و لا غامضا و لا متلعثما ، كما أنه لم يأت بلغة الاستعراض و لا مغلفا بعبارات التشنج و العنتريات، و إنما جاء ليبصّر بحقائق ؛ و ليوضح أمورا ؛ و ليذكّر من أراد أن يذّكر بواجباته و مسؤولياته، على كل المستويات.

الإصلاح نت/ الصحوة نت - أحمد عبدالملك المقرمي
الأحد 14 أغسطس-آب 2022
أتى هذا الخبر من موقع التجمع اليمني للإصلاح:
https://alislah-ye.com
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://alislah-ye.com/news_details.php?sid=9456