أثر التشيع السلالي في تزوير التاريخ والثقافة (حلقة تكميلية)
الموضوع: اخبار وتقارير
 

 

تنويه:
لا أدعي أنني سأقدم الكثير في هذا المجال، ذلك أن مساحة التزوير السلالي للثقافة والتاريخ واسعة جدا.. نعم، يمكنني استدعاء ذاكرتي وتفتيشها ومن ثم التقاط معالم أحسب أنها ستلفت نظر القارئ العزيز وربما تكون بمثابة مفاتيح، يستطيع القارئ اكتشاف المزيد من التزوير وخصوصا فضاء ثقافتنا العامة والشعبية، فهذا المجال طافح بالغش الذي سطّح الوعي ودجّن العقل وعبث بالوجدان الإيماني من خلال خلق جو مشحون بركام ثقافي مربك للعقل والبصيرة.

وعليه، سندخل في استعراض نماذج للتزوير وذلك على النحو التالي:

أولا، جعلنا عنوان الحلقة الأولى "منظومة الرفض الكسروية"، ثم أشرنا باقتضاب شديد إلى الدور السلالي العنصري الكسروي المبكر في إفساد الجو الثقافي الإسلامي.

وأهم شاهد أوردناه في تلك الحلقة أن منظومة الرفض الكسروية -بحكم ما تمتلكه من تراكم ثقافي فارسي- استطاعت تزوير تاريخ الخلافة الراشدة ودونته في 400 مجلد، حيث استمرت عملية التدوين المبكر قرابة 84 عاما، وهذا الرقم مدوّن في مرجع أكاديمي (أطروحة دكتوراه بعنوان: أثر التشيع في الروايات التاريخية.. بإشراف المحقق صاحب النظر المنهجي في فهم وقراءة التاريخ الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري، رحمه الله).

ثانيا، معالم التزوير الكبرى:

1- تزوير مبكر بلغ 400 مجلد عبث ولوّث تاريخ صدر الإسلام، بدءا من بيعة أبي بكر الصديق، وحتى نهاية الدولة الأموية.

2- استطاع تكوين عدد من الرواة (الإخباريين) صنعوا تحت عين منظومة الرفض الكسروية، ومن وهذه نماذج:
السُّدِّي الصغير (شيعي).. الكلبي الأب وولده هشام (شيعيان).. عمر بن سيف التميمي الرافضي صاحب الطوامّ الطعن بكبار الصحابة.. وابي مخنف, ونصر بن مزاحم، والواقدي. وهناك أسماء كثيرة.. تلكم هي النماذج التي تصدرت للرواية التاريخية كانت قد تشربت ذلكم الكم من المجلدات الآنفة الذكر.
وعندما بدأ عصر التدوين -رسميا- بين عامي 153 هجرية وعام 156 هجرية، كان أولئك الإخباريون هم المصدر.

ثالثا، تزوير متراكم:

1- ظهور إخباريين شيعة أو متشيعين منذ نهاية القرن الثاني وحتى القرن الرابع الهجري، كتبوا تاريخ صدر الإسلام: الفتوحات وفتنة اغتيال الخليفة عثمان وبيعة علي بن أبي طالب... إلخ الأحداث الموجعة، فخلطوا الديني بالإخباري، وكثيرا ما جمعوا بين النقائض، ومن هؤلاء: ابن أبي حبيب، وخليفة بن خياط، والواقدي، واليعقوبي، والمسعودي، والبلاذري.. وهؤلاء شيعة بلا خلاف.

2- مثالان للتزوير: المسعودي واليعقوبي دخلا إلى اليمن في منتصف القرن الرابع الهجري، وتحديدا دخلوا الجند وعدن وغيرها، ودبجوا الروايات أن اليمن ارتدت عن الإسلام كلها.. العجيب أنهما اعتمدا روايات منقطعة 100%، وربما كتبوها بقناعات مسبقة انتصارا للمذهب، ومجيئهما إلى اليمن كان لإيجاد جواز عبور لما دوناه، وعلى أية حال فالتزوير حاصل.

3- التزوير أرهق حاضرنا: الجدير بالذكر أن ما يحز في النفوس جدا هو أن أكاديميين يمنيين متخصصين لهم حضور أكاديمي غير عادي وبعضهم نال جوائز ودرع المؤرخين العرب. ورغم هذه الهالة، إلا أنهم سقطوا في هوّة اللامنهجية. لقد كتبوا بقناعات مسبقة سجالات فكرية مع العلمانيين واليسار دفعتهم إلى اعتماد روايات الردة في اليمن.

4- خدمة السلالية: العدم الأكاديمي المنفوخ طالما انتفش مدعيا رفض السلالية وبدع الرافضة، فظهرت خطابات السلاليين يدعون أن الله أنقذ اليمن بهم، مستدلين بذلكم العدم المنفوخ.

ورحم الله البردوني الذي قال:
من أين أبتدئ الحكاية؟
كيف الوصول إلى النهاية؟
وأبي يعلمنا الضلال
ويسأل الله الهداية

رابعا، سرقة تاريخ الطبري:

- اتفق المؤرخون على تسمية ابن جرير الطبري، رحمه الله، بـ"شيخ المؤرخين"، كونه فقيه عملاق وصاحب أكبر موسوعة في تفسير القرآن، وأيضا صاحب التاريخ الكبير المعروف بـ"تاريخ الأمم والملوك".
- توفي ابن جرير عام 310 هجرية، لكن تاريخه فُقِد طيلة 400 عام.
- ظهر هذا التاريخ مطلع القرن السابع الهجري.
- وجد المؤرخون أن الأجزاء الثمانية الأولى منه كلها منقولة عن الكلبي الشيعي وولده.

خامسا، ابن جرير رقم 2:

الفرس لم يكتفوا بتزوير تاريخ ابن جرير، وإنما أخرجوا مؤرخا جديدا بنفس الاسم محمد بن جرير -رستم الطبري- وكتبوا تاريخا بنفس الاسم والحجم، وأنزلوه إلى السوق ونادرا هناك من انتبه إلى هذا التدليس.

الجدير ذكره أن التاريخ(المزور) رقم 2 تضمن التزوير في التاريخ الأول، إضافة إلى أكاذيب وافتراءات منظومة الرفض الكسروية.

سادسا، انكار النبوة:

- تزوير وافتراء وقح وتلبيس غير مسبوق.. ظهور كتاب لأحد الإسماعيليين الباطنيين الحقاد والذين وصفوا تنظيمهم بـ"التعاليمية"، أي أن الله قبض النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأعطاهم حق تفسير القرآن وأنه لا يجوز لأحد غيرهم يفسر القرآن، وعززوا بذلك ثقافة الكهانة البابوية المسيحية. وأضافوا إلى دعوتهم أنهم يفسرون القرآن بوحي من الله، مؤكدين أن النبوة لم تنقطع، ومستمرة شأن "قرناء القرآن"، و" ناطق القرآن".

- انبرى الفيلسوف عبد القادر الرازي -ربما هو الطبيب المشهور صاحب موسوعة "الحاوي" في الطب- تصدى الرازي رافضا مقولة "استمرار النبوة"، مؤكدا أن الله منحه العقل في فهم القرآن ولم يعد محتاجا للنبوة.
- زورت السلالية رفض الرازي، وأنزلت ذلك للعامة أن الرازي أنكر النبوة.. يعني أنكر التوحيد.
- حورب الرازي فلجأ إلى مغارة بعيدة مات فيها جوعا واتجهت السلالية لإحراق كتبه لولا أن أخته احتفظت بنسخة "الحاوي" في الطب بعيدا عن أيدي السلالية.

- الجدير ذكره أنني طالما تساءلت وطالما بحثت عن قضية الرازي، وكلما سمعت متحدثا أن الرازي أنكر النبوة أسأله عن المرجع، ولكني أعود خائبا.
وأخيرا وبعد سنين عديدة وجدت الكتاب وبادلت صاحبه بكتاب سأذكره لاحقا.. باختصار، الكتاب لأحد الباطنيين، النسخة الوحيدة حققها أحد المستشرقين (هولندي تقريبا) تحقيقا عاديا.. مقدمة خفيفة قال فيها الحقيقة إنه يصعب إثبات إنكار النبوة إلى الرازي، وشكك بالرازي: هل هو الطبيب أم غيره؟ وأضاف: هذا الكتاب مناظرة من طرف واحد نسب فيه ما يشاء إلى خصمه، وهذا يفقد مصداقية الدعوى.. وانتهى المستشرق إلى القول: لكننا أحببنا تدوين جانب من الصراع الفكري لتلك الحقبة.

سابعا: المحدث الحاكم صاحب المستدرك على الصحيحين:

هذا المحدث يوجد منه نسختين، نسخة تلتصق بأهل السنة ونسخة شيعية.
التسمية تحمل هريفا شيعيا مبالغا فيه كالعادة، وكذلك عن الرسية.. الحاكم، أي الحاكم على الأحاديث بصحتها وإن كانت باطلة، واشتهر أن هذا الاسم لم ينافسه فيه أحد.
وهنا رائحة التشيع السلالي بامتياز، كيف لا، والحاكم يورد الروايات الخاصة بسب الصحابة وتمجيد السلالية.

- ما تكرر تقرر: تلك هي أساليب التشيع السلالي، الذي يريد ترسيخ الكذب والزور قام بإيجاد نسخة 2 للمحدث الحاكم، فالحاكم 1 صاحب المستدرك قد استدرك على الصحيحين روى أحاديث كثيرة تخدم التشيع، ويدعي أنها على شرط البخاري.

الفقيه المحدث الذهبي (القرن الثامن الهجري) نسف هذا الكتاب- مستدرك الحاكم- نسفا يشكر عليه، لكن السلالية تقول: نحن نمتلك نسخة 2.

ثامنا: نادرة التاريخ سرقت أيضا:
- الفقيه المؤرخ الشاعر النسابة الفلكي اليماني لسان اليمن أبو الحسن الهمداني، رحمه الله، أخرج للوجود تاريخ "الإكليل" في 10 مجلدات ضخمة، وله مؤلفات أخرى أبرزها "صفة جزيرة العرب".
- توفي هذا العلم عام 358 هجرية تقريبا، وتوفي معه(اختفت من الوجود) 6 أجزاء مهمة من كتابه "الإكليل".
- ابن دريد في كتاب له مشهور حول تاريخ العلماء وأعمالهم العلمية خلال القرن الرابع الهجري، وصل إلى ترجمة الهمداني فأثنى عليه ثناء عجيبا، ثم قال إن هذا العملاق أخرج كتابا في التاريخ نادر الوجود سماه "الإكليل"، لكنه ذكر فيه مثالب بعض القبائل فاختفي الكتاب من كل مكان تماما!!

فانظر كلام ابن دريد إن الهمداني كشف مثالب بعض القبائل، من يا ترى؟ إن الهمداني هتك أستار السلالية قطعا وبلا أدنى ريب.

تاسعا: تزوير البخاري:

- الفقيه المالكي عبد الوهاب الباجي، رحمه الله، انتهت إليه رئاسة المذهب المالكي في القرن الخامس الهجري، قال مستغربا: بين يدي خمس نسخ من صحيح البخاري. نسخة فيها عناوين أبواب وتحتها حديث أو حديثين. ونسخة فيها أحاديث بلا أبواب.. ونسخة ناقصة صفحات كاملة.. ونسخة لا تبويب ولا أحاديث.!!

- إذا تأملنا تاريخ الدولة العبيدية، التي عرفت فيما بعد بالفاطمية، إبان حكمها لمصر.. دولة العبيديين حكمت شمال أفريقيا وكانت متاخمة للأندلس.. فهل نستغرب أن تتسلل أيادي السلالية للعبث بكتاب البخاري؟

عاشرا: تزوير المذهب الزيدي

- السلالية الرسية في اليمن لاقت صراعا فكريا خلاصته أن الرسية ليست زيدية.
- بعد جريمة السفاح المجرم عبد الله بن حمزة ضد المطرفية الزيدية أرسل أحد أذنابه إلى إقليم طبرستان والذي حكمه الحسن الأطروش، وهو حاكم سلالي يدعي أنه زيدي. طلب ابن حمزة من رسوله أن ينبش مكتبة طبرستان وينتقي كتب الشيعة التي شرحت المذهب الزيدي وحرّفته.. لا شك أن السفاح كان لديه علم بالتحريف الآنف، والذي استمر قرابة 350 عاما، فوصلت القافلة محملة بتلك الكتب الرافضية الاثنى عشرية إلى السفاح فتم توزيعها بحجة أنها هي المذهب الزيدي.. استمر العراك مع بعض الفقهاء، وبمرور الزمن حصلت تسوية ثقافية طالما رددها فقهاء كبار، وكثيرا ما سمعناها من شيخنا الجليل محمد إسماعيل العمراني، رحمه الله.
وهي جملة فقهية يتعمدون ذكرها ليفهم من يريد- وهذه التسوية ناتجة عن التمييع الرسي الهادوي للفقه الزيدي- فيقول الفقهاء مثلا: وذهبت الزيدية الهادوية إلى كذا.. والهدف هنا هو التفريق اللماح بين الزيدية والهادوية، ورحم الله المؤرخ الأكوع الذي نافح في هذا الصدد -حتى توفي- منافحة حاضرة بقوة في كتاباته سيما وهو يتكلم عن بيت حميد الدين أنهم ليسوا زيدية والرسية ليست زيدية.

حادي عشر: البدر الأزهر في بيشاور:
- كتاب أهدي إليّ من مكتبة زيد بن علي بنفس العنوان الآنف.
- هريف سلالي متوارث ممجوج خلاصته كما قال المستشرق الآنف الذكر مناظرة من جانب واحد.
- الكتاب أكثر من 600 صفحة،كعادة الشنشنة تحدث أنه ظل عامين ونصف العام في بيشاور مع جميع علماء السنة واستمع منهم كل ما يقال عن الآل وغيرهم، وأن الحشد السني أبدى فرحه بالانتصار لكنه طلب التمهل، ثم قام ورد على كل مقولة، ونسب الكثير مما استدل به أنه قول علماء السنة المنصفين، ويذكر رقم الصفحة، فانذهل الجمع وانقطع وقام الجميع واعتنقوا التشيع.

الغريب والمضحك جدا هو كثرة الكتب على ذلك المنوال.. مناظرات كلٌّ يزوّر من جهته ويتفق مع أمثاله في ترقيم الصفحات وذكر أهل السنة المنصفين.. وإليك أخي القارئ أمثلة في البند التالي.

ثاني عشر:
- ثم اهتديت: باسم التيجاني السماوي، مستعار، ونفس الدعاوى والمناظرات... إلخ.
- وبنور فاطمة اهتديت:
اسم مستعار سوداني - سيد معتصم بابكر، وقد سألت أحد الإخوة السودانيين فأنكر وجود هذا الشخص بعد بحث متعمد.

ثالث عشر: الصلة بين التشيع والتصوف:

عمار بن ياسر هو عبد الله بن سبأ.!
1- يقع العنوان في مجلدين: 1 ماجستير، 2 دكتوراه، قسم فلسفة جامعة الكويت.. نوقشت تقريبا عام 1986م.
- الباحث اسمه مصطفى كامل الشيبي، شيعي متعصب أحمق ساذج، لكن المشرفين والمناقشين كيف قبلوا؟ زعم أن التصوف والتشيع كانا حاضرين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أقرهما وذكر روايات من الكافي الشيعي ومن كتاب طبقات الصوفية الكبرى للشعراني وهما كتابان يثيران القرف والغثيان.

- عبد الله بن سبأ هو عمار بن ياسر.! هذا مثال صارخ للتهريج والتزييف والخداع.
هو عندهم ابن سبأ لأن عمار يمني من بلد سبأ فتركب الاسم: عبد الله بن سبأ.

رابع عشر: الاجتهاد "حرام":

- كتاب بعنوان "الاجتهاد"
لكاتب يدعي أنه محامٍ لبناني. عنوان الكتاب جذبني فاشتريته، فوجدته ينعي على أهل السنة المخالفين للقرآن والسنة وآل البيت، لأنهم يدعون الاجتهاد وهذا حرام حرام حرام لأن عبارة الاجتهاد كفر خلقت يوم السقيفة والاجتهاد لا يجوز حتى لأهل البيت لأنهم أنبياء يستمدون الفهم والفتوى من الوحي السماوي المستمر إلى يوم القيامة، والكلام كثير يزور الروايات المحرمة للاجتهاد ودعوى الفهم العقلي للنص.

خامس عشر: صحيح البخاري:

هذا الكتاب أهدي إلي من مكتبة زيد بن علي، والكاتب يبدو أنه مستعار.. التزوير في العناوين فقط.. فمثلا يورد الحديث من البخاري كاملا وحسب فهمه يستخرج عنوانا مضحكا للحديث مثلا عنوان: الله مثل الإنسان.. الله يضحك.. ويورد الحديث، وليست المشكلة هنا، المشكلة أنه ينكر ألفاظ أحاديث تتفق مع القرآن، والدليل أن أهل البيت لم يفسروا آيات القرآن.

سادس عشر؛ الاستشراق والسلالية:

ما يلفت النظر جدا أنني وقفت على عدة كتب للمستشرقين تدور حول تمجيد الباطنية بأنهم ثوار وعقلانيون، وأن تأويلهم الباطني للقرآن هو الصحيح لا غير، وبعض الكتب تحتوي عددا من تلك المسوخ الباطنية.
واهتم المستشرق اليهودي جولد زيهر بإخراج تفسير للقرآن بطريقة الباطنيين قيل إنه لابن عربي الحاتمي الفيلسوف الصوفي الباطني وفيه طوام وعجائب السخاف، لكن اليهودي المحقق ذر الرماد في العيون في إبداء موضوعيته أن التفسير ليس لابن عربي وإنما لتلميذه القاشاني وكلاهما كتلة من المسخ الباطني.

سابع عشر: تزوير للبخاري من نوع آخر:

الفقيه اللامع محمد يوسف موسى - مصري معاصر أزهري ضليع بامتياز.. قال في كتابه "تاريخ الفقه الإسلامي": إن الشيعة أخذوا من أحاديث البخاري 75% وصاغوا لها أسانيد ملفقة إلى جعفر الصادق. طبعا هنا تزوير وخداع وغش، فبعض أهل السنة القاصرين إذا وقفوا على كتب الشيعة يقولون: نحن متفقون.. علما بأن التحريف يأتي في التفسير، من جهة ثانية، أن هذا الدجل صادر عمن يسمون أنفسهم أهل الاعتدال.

ثامن عشر: إنكار شخصية نشوان الحميري:

شخصيتان فقهيتان سلاليتان معاصرتان قامتا بتحقيق القصيدة الدامغة لنشوان الحميري.. كتبا مقدمة طويلة قرابة 58 صفحة، شرّقا فيها وغرّبا، وبطريقة خبيثة ملتوية في الخسة والحقد شككا بوجود نشوان الحميري، واستدلا بمقولة أن نشوان كان ملكا في صبر على اعتبار أن صبر هو جبل صبر في تعز، وأنكرا وجود قبر نشوان بمأرب.
لكن المؤرخ الأكوع، رحمه الله، عراهما وأثبت بالصورة الفتوغرافية بيت نشوان بوادي صبر بصعدة.
الحقيقة أن هاتين الشخصيتين كانتا محل إكبار وتقدير واحترام في نظري لأنهما من شخصيات دار الإفتاء بالجمهورية اليمنية، لكن بعد وقوفي على ذلك الحقد سألت الله السلامة وتعوذت من السلالية العفنة.

تاسع عشر: الحمّادي وعلي بن الفضل:

إمعانا في الحقد السلالي تتجه السلالية لتزوير كتبا لأناس بعيدين عن السلالية إيهاما للقارئ بأن دعاواهم محل اتفاق وشهرة بين الناس المنصفين، من ذلك كتاب منسوب لشخصية في القرن الرابع الهجري اسمه فلان الحمّادي، تضمن الكتاب خزايا ألصقها بعلي بن الفضل.
لسنا هنا ندافع عن ابن الفضل، ولكن نتعجب من السخافات التي يأباها العقل، من ذلك قوله: إن علي بن الفضل لما دخل صنعاء افتض 400 فتاة بكر بسطح الجامع الكبير بين صلاتي الجمعة وصلاة العصر وإن دم البكارات نزل من الميزاب.
علق الأكوع قائلا: هل كان علي بن الفضل لديه دريل؟

العشرون: أحمد يا جناه يزوّر كتاب "السيل الجرار" للشوكاني:

قصة التزوير هذه ذكرها المحقق د. إبراهيم زايد، الذي نال درجة الدكتوراه في التحقيق والمقدمة طويلة بعض الشيء -طبعة دار الفكر- خلاصة القصة أن الإمام طلب من القائم على مكتبة الجامع الكبير نسخة "السيل الجرار"، وجمع لها كُتابا حرفوا ترجيحات الشوكاني وأبدلوها بترجيحات الهادوية.

أعيدت النسخة مكانها، وبعد قيام ثورة 26 سبتمبر بأسبوعين وصل وفد من الأزهر إلى الجامع الكبير بصنعاء بهدف الوقوف على اختيارات الشوكاني، فانصدم الوفد عندما وجد الأمر مختلفا فقالوا: أيخدعنا الشوكاني؟

في الموقف شخص كوكباني موظف بالأوقاف وهو حفيد لأحد تلامذة الشوكاني كان يمتلك النسخة الأصلية للشوكاني وبختمه فوضح اللبس للوفد ووعدهم بصورة من النسخة، غير أن الوفد ساوم الكوكباني بمبلغ كبير مقابل النسخة فرفض الرجل وأعطاهم صورة مجانية، وهي النسخة التي حققها الباحث وكتب تقرير الوفد حول التزوير.

واحد وعشرون:
وصلت السخافات أن أحد سكان جبل عامل بسوريا - حدود لبنان أخرج لنا في نهاية القرن العشرين 53 مجلدا في فضائل علي بن أبي طالب.
الجدير ذكره أن شخصا من أهل السنة أخرج لنا 40 مجلدا في أحكام الطهارة.

وصدق الشاعر حين قال:

الخمول والفراغ والجَدَهْ
مفسدة للمرء وأي مفسدة
بهذا القدر أكتفي..

الإصلاح نت-خاص-عبد العزيز العسالي
الإثنين 01 أغسطس-آب 2022
أتى هذا الخبر من موقع التجمع اليمني للإصلاح:
https://alislah-ye.com
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://alislah-ye.com/news_details.php?sid=9416