يُعد اعتزاز اليمنيين بهويتهم الوطنية مصدر رعب للمليشيا الحوثية، التي لا تتوقف عن استهدافها وهدمها، ضمن مساعيها لحوثنة الحياة وإعادة الإمامة بحذافيرها وبما يتواكب مع المشروع الإيراني التوسعي، في إطار معركة مصيرية بينها وبين اليمنيين.
وتواصل المليشيا الحوثية محاولاتها لطمس الهوية اليمنية، والعمل على فرض هويات مُشوّهة ومغلوطة، تغييبًا للوعي المجتمعي، مستخدمة كل الإمكانات والوسائل والإجراءات، بدءًا باستهداف النشء وتلغيم أدمغتهم بأفكارها الكهنوتية، والعمل على تحريف المناهج الدراسية وطمس الرموز اليمنية، وإقامة دورات طائفية، وصولًا إلى تغيير أسماء المستشفيات والمدارس والشوارع التي تحمل أسماء رموز يمنية ودلالات وطنية، وإحلال أسماء صرعاها وقادتها ومدلولات طائفية بدلًا عن ذلك، وغيرها من الإجراءات المعادية لهوية اليمنيين.
ويعد تغيير اسم شارع الزبيري في صنعاء، من أحدث الإجراءات الحوثية في حربها على الرموز اليمنية التي تعد جزءًا من الهوية الوطنية، حيث أطلقت عليه شارع الشهيد "إسماعيل هنية"، وهو إجراء اعتبره اليمنيون محاولة لطمس رمزية الشهيد الزبيري، استغلالًا لجريمة اغتيال القائد هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي اغتالته إسرائيل في العاصمة الإيرانية طهران.
وفي حين يتصاعد هذا التجريف والهدم الحوثي للهوية اليمنية، تتصاعد معه الدعوات إلى ضرورة أن يخوض اليمنيون بمختلف أطيافهم معركة الدفاع عن الهوية اليمنية، بأساليب مضادة وفاعلة، تنتصر للهوية وتفضح المشروع الكهنوتي وتدعو لرفضه.
ندوة فكرية
يوم الأحد الفائت، شهدت مدينة تعز ندوة فكرية نظمتها مؤسسة أثير للإعلام والتنمية، حملت عنوان "الحركة الحوثية.. تجريف الهوية وتدمير الدولة اليمنية"، وتضمنت الندوة ثلاثة محاور متنوعة، أشارت في مجملها إلى مخاطر استمرار النفوذ السياسي والعسكري للمليشيا الحوثية، مشددة على ضرورة الاستنفار وشحذ الهمم للتصدي لمشروعها السلالي العنصري.
وفي المحور الأول، تناول الباحث عبد الحكيم المليكي "الخلفية التاريخية والجذور لمليشيا الحوثي.. تكريس الطبقية والقيم العنصرية".
وتحدث المليكي عن توصيفات للحركة الحوثية، بينها ما ورد في كتاب الزهر والحجر، بكونها حركة سياسية تعد تطورا لتيار الإمامة الشيعية الجارودية في اليمن، مستغلة التوغل الإثنى عشري الإيراني في المنطقة، وكشفت عن نفسها عبر سلسلة من الأحداث بين عامي 2004 و2006، مستغلة سوء الأحوال الداخلية في اليمن سياسيا ومعيشيا، وكذلك الأوضاع على المستوى الإقليمي والدولي، لافتا إلى أنها عبارة عن مجموعة عقائدية عسكرية تريد استعادة الحكم الإمامي في اليمن.
وأضاف المليكي أن "الحوثية مشروع إمامي، والإمامة مشروع مستمر، والإمامة لا تقتضي بالضرورة شكلا ملكيا لكي تتنزل على أرض الواقع، إنها قالب فكري بأهداف سياسية، يمكنها تقمص حتى أكثر أشكال الحكم حداثة"، مشددًا على أن أي محاولة لإثراء ضرورة العودة إلى الحديث عن حركة سياسية ذات صبغة دينية لا بد أن يكون من خلال العودة المستحقة إلى التاريخ الفكري والسياسي لهذه الحركة.
ووفق الباحث المليكي، فإن الحركة الحوثية (تنظيم الشباب المؤمن سابقا) هي "امتداد طبيعي لحركة الأئمة الهادويين الذين كانوا يحكمون بعض أجزاء اليمن ويعتقدون بمعتقد الجارودية القريبة من الإثنى عشرية تحت غطاء الزيدية ويحصرون الحكم والولاية في البطنين وبالحق الإلهي لهم من دون غيرهم في حكم اليمن، وآليتهم في تلك الدعوة للإمامة الخروج والسيف لقتال كل من يعارضهم وتكفير المخالفين من أجل استباحة أموالهم ودمائهم وأعراضهم".
كما أن الشباب المؤمن (اسم سابق للحركة الحوثية)، حركة دينية سلالية عسكرية متطرفة عملت بصورة سرية من أجل الاستيلاء على الحكم حتى تم الإعلان عنها في صعدة، واتخذت من محافظة صعدة شمالي اليمن مركزا رئيسيا لها، وعرفت في الإعلام باسم الحوثيين نسبة إلى مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي الذي عمل والده بدر الدين الحوثي مرشدا دينيا، وفق الباحث.
الرسّي والخرافات
وأوضح المليكي كيف دخل الهادي يحيى الرسّي إلى اليمن، والإشكاليات التي افتعلها مع قبائل يمنية، فضلًا عن قوله بالوراثة السياسية وحصر الولاية في البطنين.
وأشار إلى مدى استغلال الحوثية والإمامة للدين واستخدام الخرافة لإضفاء الهالة والقداسة على رموزها، بدءًا من الهادي الرسي، الذي زعموا أن له من الصفات والكرامات والمعجزات ما يجعله في مقام النبيين، بينها أنه أعاد البصر لصبي كان قد ذهب بصره من مرض الجدري، وأن المطر كان ينهمر في المناطق التي يدخلها، وأن رائحة طيبة ما تزال تنبعث من قبره منذ دُفن إلى اليوم، وأن التراب الذي فوق قبره إذا وُضع في محل لم يبق فيه حية ولا ثعبان ويبقى نفع هذا التراب لمدة سنة ثم يبدل.
التقسيم الطبقي
وبيّن الباحث المليكي كيف عمدت الهادوية، التي تعد امتدادًا للحوثية، إلى خلق التراتبية الاجتماعية من خلال تقسيم المجتمع إلى طبقات بصورة غير معهودة، على خلاف الإسلام الذي ينظر للناس نظرة متساوية، وحتى على خلاف النظريات السياسية الحديثة من فاشية واشتراكية التي تنظر إلى الإنسان نظرة متساوية، كما أن الحضارات القديمة كانت تنظر إلى اليمني نظرة متساوية.
وقال المليكي إن هذه المليشيا أو نظرية البطنين، عمدت إلى تقسيم المجتمع اليمني وتجزئته وتصنيف أبنائه بصورة غير معهودة على امتداد حضارة آلاف السنين، وإلى تفكيك البنى الاجتماعية وتدمير أمشاجه الداخلية بصورة فجّة لا نظير لها إلا في الهند تقريبًا، وقسّمت المجتمع وصنفته إلى طبقات تراتبية، ولكل طبقة امتيازاتها الخاصة عن الأخرى شريطة ألا تصل أي طبقة إلى نفس الامتيازات أو المكانة التي أضفتها هذه المليشيا على نفسها.
ولفت إلى أن المتوالية السكانية التي فرضتها نظرية البطنين قسمت المجتمع إلى: "السادة، يليهم القضاة، ثم المشايخ، ثم الرعية، ثمّ أصحاب المهن المحتقرة"، موضحًا كيف أن هؤلاء الهادويين سعوا في تثبيت نظريتهم السياسية التي تخدمهم، من خلال سيطرتهم على القوة السياسية والقوة الاجتماعية في المجتمع حتى أصبح وجودهم مقرونا عمليًا ونظريًا بالسلطة السياسية الشرعية وبالسيطرة المباشرة على الدولة وأدواتها المختلفة بوصفهم سادة.
وأضاف أنهم عملوا على تمييز أشكالهم وملبسهم عن الآخرين، وأنهم لا يزوجون الآخرين ولا يتزوجون منهم، وإن كان الزواج من الآخرين جائزا عندهم. كما أنهم اكتسبوا إلى جانب ذلك الجاه الاجتماعي والنفوذ السياسي والثراء المادي، لأن الجاه الاجتماعي مدر للثراء المادي.
أسباب عودة الإمامة
وفي المحور الثاني، تناولت الباحثة سارة قاسم هيثم "السبل الكفيلة بمواجهة فكر مليشيا الحوثي، وفق منهجية التغيير"، تحدثت فيها عن أسباب عودة الفكر الحوثي، وعن عناصر التغيير ومعادلاته، لافتة إلى أن الثورات تقوم لسببين: "أن يمس الرزق أو الخبز، وأن تمس المقدسات سواء كانت دينية أو شعبية".
وأوضحت الباحثة أن هناك العديد من الأسباب التي مهدت وسهلت عودة الفكر الحوثي، بينها أنه لم يكن هناك بناء حقيقيا لمؤسسات الدولة منذ قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، إضافة إلى تسلل الفكر الإمامي واختراقه لكل مؤسسات الدولة والأحزاب السياسية، إضافة إلى خمود الجذوة الثورية بعيد قيام ثورة سبتمبر، وكذا تغييب التاريخ اليمني وحضارته قديما من المناهج الدراسية، وتغييب الرموز الثورية عن المناهج الدراسية والتربوية، إضافة إلى تغييب تاريخ الثورة اليمنية كليا لا سيما الثورة الدستورية وحصار السبعين ودعم إسرائيل للنظام الإمامي وعداء بعض الدول الإقليمية للثورة الجمهورية.
ومن أسباب عودة الفكر الحوثي -وفق الباحثة سارة قاسم- انحراف المسار الديمقراطي وانعدام التنمية الكاملة، كما أن احتفالات الثورة كانت شكلية، كما جرى تغييب خطر الفكر الحوثي عن المناهج الدراسية، بالإضافة إلى ظهور إرهاصات عودة الفكر الإمامي مثل بيان حزب الحق، واستمرار حضور طقوس اجتماعية في تقديس السيد والشريفة حتى على مستوى المجالس العادية.
وبخصوص عناصر التغيير، قالت الباحثة إنها تشمل: دراسة الواقع، وتحديد إلى أين نريد أن نصل وما هي الرؤية، وتحديد الخطة التي تنقلنا من الواقع إلى المستقبل المنشود، مشيرة إلى إضافة عنصر جديد في علم التغيير وهو المقاومة والعمل على دراسة المقاومة، وهناك علم يتفرع منه يسمى مقاومة المقاومة.
لكي نهزم الحوثية
وفي إطار الحفاظ على الهوية الوطنية اليمنية، دعت الباحثة سارة قاسم في توصيات الورقة التي قدمتها، دعت كل النخب السياسية والثقافية والأكاديمية إلى دراسة الفكر الهادوي الرسي الجارودي من نشأته إلى امتداده دراسة جادة للجذور والأفكار والعمل على بناء إستراتيجية فكرية بعيدة المدى لمواجهة هذا الفكر، داعية إلى العمل على صياغة مناهج التعليم في كافة المراحل الدراسية بما يضمن بقاء جذوة الثورة متقدة ضد الفكر الإمامي وإظهار بشاعة إجرامه في حق اليمنيين عبر تاريخ اليمن المعاصر وذلك وقاية للأجيال وحفاظا على الهوية اليمنية.
وأكدت على أهمية بناء مؤسسات الدولة بناء حقيقيا وفق مخرجات الحوار الوطني وضمان استقلالية السلطات الثلاث (التشريعية والقضائية والتنفيذية)، إضافة إلى العمل على بناء إستراتيجيات بعيدة ومتوسطة وقريبة المدى في إحداث التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في كل ربوع اليمن وخاصة شمالي اليمن معقل الفكر الإمامي، وتعزيز الجيش الوطني بما يمكنه من إدارة المعركة العسكرية ودعمه لوجستيا وسياسيا، والعمل على تعزيز الحاضنة الشعبية عبر معالجة الإشكالات المرتبطة بأفراد من المقاومة والجيش.
ودعت الباحثة إلى بناء رؤية وطنية جامعة لكل المكونات الاجتماعية والسياسية اليمنية والعمل على توحيد الجهود نحو معركة الانقلاب ومعالجة تداعياته، فضلا عن العمل على بناء إستراتيجية إعلامية مكثفة لفضح خبايا الفكر السلالي الكهنوتي وفضح جرائمه التاريخية والحالية، وتفعيل المسار الحقوقي والقانوني لمواجهة قيادات الحوثي عبر المحاكم المحلية والدولية، مشددة على تفعيل المسار الدبلوماسي على مستوى المجتمع الدولي لفضح المشروع الإمامي الحوثي وتبيين خطورته على السلم والأمن الدوليين.
وأكدت الباحثة سارة قاسم على العمل على تعزيز الثوابت الوطنية كالجمهورية والديمقراطية وثورتي سبتمبر وأكتوبر على كافة المستويات الاجتماعية والثقافية وخاصة في المناهج التعليمية، وإلزامية التعليم ومجانيته للنشء ولكل المراحل التعليمية، ومعاقبة من يتخلف عن العملية التعليمية، والتركيز على المحافظات الشمالية معقل الفكر الإمامي، لافتة إلى العمل على استعادة الآثار اليمنية والمخطوطات، وبناء إستراتيجية فكرية وثقافية لتعزز الهوية اليمنية والتاريخ الحضاري لليمن القديم والإسلامي.
الحوثية وممارسة العنف والترهيب
أما في المحور الثالث، فقد استعرض القائد في الجيش الوطني عبد الحفيظ اليوسفي "ثقافة العنف والترهيب.. (الحوثية) وإحكام القبضة الأمنية على المجتمع"، وتحدث عن العنف وأنواعه ومظاهره وأضراره، وكيف عمدت مليشيا الحوثي في ممارسته لتكريس وفرض سيطرتها.
ولفت اليوسفي إلى أن هناك "أربعة أهداف لمليشيا الحوثي في ممارستها الفقر والتجويع، تشمل: أهداف عسكرية من خلال عسكرة اليمنيين لحماية مكاسبها، وأهداف سياسية، تتمثل في تثبيت السيطرة وإفشال جهود استعادة الدولة، وأهداف اقتصادية في السعي لتركيز الأموال والأعمال في العرقية المقدسة، وأهدف طائفية من أجل الإبادة الثقافية وحوثنة المجتمع".
وأشار اليوسفي إلى أن الإبادة الثقافية التي تعمدتها مليشيا الحوثي، تمثلت باستهداف هوية اليمنيين ومعتقداتهم.
وأوضح اليوسفي أنه عقب سيطرتها على العاصمة صنعاء نفذت مليشيا الحوثي أعمالا عدة، بينها: تهجير العناصر المجتمعية الفاعلة والمفكرة والرافضة لها، كما سرّحت عشرات الآلاف من أعمالهم في المؤسسات الحكومية والمختلطة.
كما استهدفت المليشيا رؤوس الأموال الوطنية والقطاع الخاص ورجال الأعمال الذين لا ينتمون لها، وعملت على إنشاء جيل جديد من رؤوس الأموال والتجار والمقاولين الذين ينتمون لها ومن عرقيتها، فضلًا عن سيطرتها على جميع المنظمات الإغاثية ليصبح كل شيء بيد السلالة.
وبيّن القائد في الجيش الوطني كيف خدم الإعلام سياسة العنف عند مليشيا الحوثي، لافتًا إلى أنه "في 30 ديسمبر 2020 أدرجت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب الحوثيين منظمة إرهابية، وفي 19 يناير 2021 دخل هذا القرار حيز التنفيذ بعدما عرض على الكونجرس وذلك قبل انتهاء ولاية ترامب بيوم واحد".
وأضاف: "على إثر هذا القرار بدأت المنظومة الإعلامية والسياسية الموالية لإيران حملة إعلامية تطالب بإلغاء القرار الأمريكي كونه سيفاقم الوضع الإنساني في مناطق سيطرة الحوثيين وسيحد من تقديم المنظمات مساعداتها لليمنيين في حال استمرار قرار التصنيف"، مُردفًا: "وفي 12 فبراير 2021 أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إلغاء قرار تصنيف الحوثيين في اليمن مليشيا إرهابية".
وأشار اليوسفي إلى أنه "تحت مسمى الوضع الإنساني الذي أصبح خط الدفاع الأول عن الحوثيين وتواطؤ المجتمع الدولي مع المليشيا، جرى أيضا إيقاف الشرعية من تحرير صنعاء والحديدة".
ضرورة خوض المعركة الفكرية
ترى الباحثة سارة قاسم، عضو الدائرة السياسية بإصلاح تعز، أن الشرعية والأحزاب الوطنية المساندة لها والمثقفين يساهمون في الدفاع عن الهوية، لكن ليس بالمستوى المطلوب الذي يستوجب العمل على إعادة بناء مؤسسات الدولة وفق رؤية إستراتيجية بعيدة المدى في المجال التنموي والتربوي والثقافي والفكري والاجتماعي والسياسي، وبالتالي كل ذلك يتطلب من كل المكونات السياسية والاجتماعية الالتفاف حول رؤية وطنية جامعة للخروج باليمن من براثن الانقلاب والشروع في بناء الدولة اليمنية ومؤسساتها.
وقالت الباحثة سارة قاسم لـ"الإصلاح نت" إن سطوة المليشيا الحوثية وطول فترة سيطرتها تهدد مستقبل اليمن وأجيالها خاصة في ظل تجريف الهوية اليمنية عبر المناهج التي تفرضها المليشيا على الأجيال، والذي يعني ترحيل الصراع إلى الأجيال عبر تفخيخ أفكارهم بأفكار أيديولوجية طائفية خاصة مع طول استمرار الصراع.
وشددت على ضرورة أن تمضي معركتنا الفكرية بالتوازي مع المعركة العسكرية والسياسية في مواجهة الفكر الإمامي الطائفي الكهنوتي، مشيرة إلى أن تفخيخ المستقبل لا يقتصر خطره على اليمن واليمنيين فقط بل يتعدى ذلك إلى المنطقة والعربية والعالم حيث يصبح تهديد الأمن القومي العربي ماثلا أمام سطوة المليشيات وهو بذات الوقت مهدد للسلم والأمن الدوليين بلا شك، وبالتالي نتمنى من اللاعبين السياسيين في الحكومات اليمنية والإقليمية أن يدركوا حقيقة الأخطار الوجودية المحدقة بهم قبل فوات الأوان.
وفي ظل التماهي الدولي مع مليشيا الحوثي، واستمرار الأخيرة في طمسها للهوية الوطنية، ناهيك عن جرائمها بحق اليمنيين، فإن الواقع يستوجب أن تستنفر الطاقات الشعبية والحزبية والحكومية وتتوحد جهود الجميع لخوض المعركة المصيرية على كافة المستويات والمجالات، وفي مقدمتها الثقافية والاقتصادية والعسكرية، في سبيل هزيمة المشروع الحوثي العنصري.