الجمعة 29-03-2024 09:14:33 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

في ذكرى التأسيس.. اليدومي يحدد رؤية الإصلاح للمشهد السياسي في اليمن

السبت 17 سبتمبر-أيلول 2022 الساعة 11 صباحاً / الإصلاح نت-خاص | مدين قاسم

 

حدد رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح الأستاذ محمد اليدومي في خطابه الذي ألقاه يوم الثلاثاء الماضي بمناسبة الذكرى الـ 32 لتأسيس الحزب، رؤية الإصلاح الشاملة في تعامله مع المشهد السياسي اليمني.

وحمَل خطاب اليدومي عدد من الرسائل، وعكس كثير من الدلالات خصوصًا في ظل المرحلة التي تشهدها اليمن، والمتغيرات الراهنة في ظل الهدنة الأممية، وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي مطلع نيسان/أبريل الماضي، وتناولت رؤية حزب التجمع اليمني للإصلاح الشاملة إزاء ذلك.

- الشراكة ونبذ الإقصاء

أكد الأستاذ اليدومي على موقف الإصلاح الثابت إزاء الشراكة الوطنية في الحاضر والمستقبل لمواجهة التحديات التي يمر بها الوطن، وعلى رأسها الانقلاب الحوثي، داعيًا إلى الكفّ عن أوهام قدرة أي طرف على إلغاء أو إقصاء أي مكون وطني، مؤكدا أن ذلك سيضاعف المشكلات ويؤسس لمزيد من الفوضى التي تضر بالمشروع الجامع.

وهذه الدعوة بمثابة الأرضية المهمة التي يبنى عليها كثير من الحلول الوطنية لمعالجة الأحداث التي يشهدها الوطن منذ انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة في سبتمبر 2014. حيث يؤكد الإصلاح دوما أن "واقع اليمن وتركيبته السياسية والاجتماعية، لا يقبل بأي حال من الأحوال تفرد أي طرف بالقرار السياسي، وإنما تحكم بالتوافق والشراكة، والتحرر من عُقد ومخلفات الصراعات الماضية بين القوى والمكونات الوطنية بمختلف صورها".

كما أكد اليدومي أن هذا الموقف فيما يتعلق بالشراكة ليس موقف آني للإصلاح؛ متعلق بظرف سياسي راهن؛ بل هو مبدأ "نصّت عليه أدبيات الإصلاح، وأكدته وقائع الأحداث وشواهد التجربة العملية، ما جعلها نهجاً راسخاً في سياسة الحزب من أول وهلة".

وحمَلَ خطاب اليدومي تحذيرًا مهمًا من خطورة الإقصاء أو الإلغاء لأي مكون وطني؛ معتبرًا ذلك بأنه يؤسس لمزيد من الفوضى ويعمل على الإضرار بالمشروع الوطني الجامع، مؤكدا أن خطورة هذا الأمر لا تقتصر على اليمن فحسب؛ بل يتعداه إلى محيط اليمن الخليجي والعربي، وانعكاس ذلك على الأمن والسلم الدوليين، وأن المستفيد من ذلك هو إيران والجماعات الإرهابية المتطرفة.

-توحيد الصف الجمهوري

جدد اليدومي التأكيد على موقف حزب التجمع اليمني للإصلاح فيما يخص ضرورة توحيد الصف الجمهوري لمواجهة مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، ودور مجلس القيادة الرئاسي إزاء ذلك.

وشدد في هذا الإطار على ضرورة التحرر من عُقد ومخلفات الصراعات الماضية بين القوى والمكونات الوطنية بمختلف صورها، لتتضافر الجهود لإنقاذ سفينة الوطن من الغرق في مستنقع التشظي.

ولفت إلى جهوده المضنية التي بذلها إزاء توحيد الصف الوطني لمواجهة الإماميين الجدد، مستعرضًا الجهود التي بذلها الإصلاح لتوحيد الصف الجمهوري، من خلال مؤتمر الرياض 2015، مرورًا باتفاق الرياض الموقّع في مطلع نوفمبر 2019، وصولا إلى تشكيل تكتل التحالف الوطني للأحزاب المؤيدة للشرعية والذي تم إعلانه في مدينة سيئون خلال شهر ابريل 2019.

واعتبر عدم تنفيذ هذا الاتفاق بصورة كاملة، أحد الأسباب التي أدت إلى عدم الاستقرار السياسي والإداري لمؤسسات الدولة في العاصمة المؤقتة عدن.

ونوه باستجابة الإصلاح لدعوة مجلس التعاون الخليجي لعقد مؤتمر تشاوري في الرياض نهاية مارس الماضي، والذي نتج عنه تشكيل مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي، وذلك في إطار دأب الإصلاح المستمر في السير نحو توحيد الرؤى والمواقف ولملمة الصفوف لمواجهة التمرد الحوثي المدعوم إيرانيًا.

-بناء جيش وطني

كما شدد اليدومي على موقف الإصلاح إزاء ضرورة بناء الجيش والاهتمام به، مستعرضا التضحيات الكبيرة التي بذلها أبطال الجيش الوطني وقوات الأمن والمقاومة الشعبية في الدفاع عن حياض الوطن وقدموا لأجل ذلك أرواحهم وأفئدتهم.

وأكد في هذا السياق على ضرورة الاهتمام ببناء الجيش تسليحًا وتدريبًا وتأهيلًا، إضافة إلى ضرورة الانتظام بتسليم مرتباتهم بصورة منتظمة؛ وتوحيد الأهداف والمسارات باتجاه تدعيم إنهاء انقلاب المليشيات الحوثية، الرافضة لكافة جهود ومبادرات السلام، والمتنصلة من تنفيذ بنود الاتفاقات.

-دمج التشكيلات المسلحة

ودعا اليدومي مجلس القيادة الرئاسي للشروع في دمج التشكيلات المسلحة، في مؤسسة الجيش والأمن والعمل على بسط نفوذ الدولة وإنهاء الانقلاب وحفظ سيادة واستقلال البلاد؛ تنفيذًا لاتفاق نقل السلطة من قبل الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي إلى مجلس القيادة الرئاسي مطلع نيسان/ابريل الماضي، وشكّلت لجنة أمنية وعسكرية برئاسة اللواء هيثم قاسم طاهر لهذا الغرض.

واعتبر اليدومي دعم الجيش والمقاومة الشعبية هو السبيل الوحيد لفك الحصار عن تعز؛ وذلك في ظل استمرار نكث المليشيا الانقلابية بالوعود، وعدم التزامها بالمبادرات والاتفاقيات، وآخرها الهدنة الأممية التي تم تجديدها للمرة الثانية، وفشلت الأمم المتحدة في إلزام المليشيا بتنفيذ أهم بنودها المتمثلة بفك الحصار عن تعز.

-مساندة المجلس الرئاسي

وفيما يتعلق بمجلس القيادة الرئاسي فقد جدد اليدومي التأكيد على موقف الإصلاح إزاء التمسك بالمجلس ودعمه، وعدم إضعافه، مع مراعاة "مبدأ التوافق الوطني والمضي قدمًا في تحقيق الأهداف الوطنية بما يملكه من تفويض بصلاحيات مؤسسة الرئاسة للقيام بالمهام الوطنية الموكلة إليه".

وأكد تحمّل مجلس القيادة الرئاسي العبء الأكبر في تدعيم وتعزيز مبدأ التوافق والمضي قدما في تحقيق الأهداف الوطنية بما يملكه من تفويض بصلاحيات مؤسسة الرئاسة للقيام بالمهام الوطنية الموكلة إليه.

حيث انعكس غياب التوافق داخل المجلس إلى حدوث خلافات عطّلت صلاحياته اللازمة للحصول على المساعدات الخليجية، وفقا لما نقلته وكالة رويترز عن مسؤول حكومي يمني مطلع.

وهذا المطلب الذي أوضحه اليدومي في خطابه ليس بالجديد؛ فهو الموقف الذي يؤكد عليه الإصلاح في كل مواقفه، منذ إعلان نقل السلطة إلى مجلس القيادة؛ إيمانا منه بأن الشراكة والتوافق هي الوسيلة المثلى لديمومة عمل المجلس وأساس استقراره.

-رفض مشاريع التفكيك

وأعاد اليدومي التأكيد على موقف الإصلاح الرافض لكل مشاريع التفكيك والتمزيق لليمن، باعتبار ذلك من الثوابت الوطنية التي لا يمكن التنازل عنها بأي حال من الأحوال، مؤكدا في هذا السياق وقوف الإصلاح بحزم أمام المشاريع الصغيرة التي حاولت الانتقاص من الشرعية لتحقيق أهداف ومصالح ضيقة.

وحثّ الإصلاح في هذا الصدد على مراجعة الأداء السياسي من قبل القوى والمكونات الوطنية وتصويبه وتطويره في مختلف المسارات، بما ينسجم مع طبيعة التطورات وحجم التحديات، كون مقتضيات المرحلة تتطلب تضافر كل الجهود لدعم واسناد مؤسسات الدولة المختلفة مع ضرورة تصويب الأخطاء وعدم القبول بانحراف المسار عن الاستراتيجية التوافقية.

ولعل من المهم الإشارة في هذا السياق إلى أن رفض الإصلاح لمشاريع التمزيق لما لذلك من مألات خطيرة على الوضع في اليمن خصوصًا، ودول الخليج عمومًا، كون المستفيد من مشاريع التمزيق هي إيران ومليشياتها، والجماعات المتطرفة.

-التصدي للتمدد الإيراني

وتطرق اليدومي إلى موقف الإصلاح الثابت بشأن ضرورة التصدّي للتمدد الإيراني في اليمن، سواء عبر دعم الجيش الوطني والمقاومة لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، أو عبر دعوة مجلس القيادة والحكومة للعمل لما من شأنه الحفاظ على الهوية الوطنية التي تسعى المليشيا الحوثية الى تجريفها.

وحذر من خطورة التجريف الذي تقوم به مليشيا الحوثي من خلال إحلال الثقافة الإيرانية الدخيلة على مجتمعنا وثقافته وحضارته، داعيا في هذا الصدد الحكومة ومجلس القيادة العمل لما من شأنه حفظ كرامة المعلم باعتباره خط الدفاع الأول للوقوف ضد التجريف الذي تمارسه المليشيا الانقلابية من خلال صرف مرتباتهم.

وشدد على موقف الإصلاح الداعي إلى ضرورة التصدي للانقلاب واستعادة الشرعية؛ كون مليشيا الحوثي تستخدم ظروف الحرب لمحاولة تمرير مشروعها الطائفي الإيراني، وثقافتها المستوردة؛ لتفخيخ هوية الأجيال في يمن الإيمان والحكمة.

وحثّ مجلس القيادة والحكومة إلى ضرورة تخليص المواطن اليمني من الجائحة الحوثية، باعتبار مليشيا الانقلاب الحوثية وأدوات التخريب والفوضى في اليمن، ليست سوى رأس حربة بيد إيران وداعميها لتهديد مصالح الإقليم والعالم، وفي المقدمة تهديد دول الخليج وابتزازها في مصالحها الاقتصادية والأمنية.

-محاربة الإرهاب

ووجّه اليدومي في خطابه رسائل مهمة إلى الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، إزاء بعض المواقف الثابتة لدى الإصلاح ومنها تأكيده على نهجه الوسطي المعتدل ورفضه للإرهاب الذي تمارسه جماعات العنف والتطرف بكافة أشكالها وصورها.
ودعا في هذا الصدد إلى ضرورة وضع استراتيجية وطنية لمواجهة الإرهاب، بحيث تستهدف جذوره التي تغذيه بعوامل البقاء، وتمده بمقومات استمرار العنف، عبر حلول شاملة تتجه لمعالجة القصور الحاصل في الجوانب الاقتصادية والتعليمية والسياسية.

وأشار اليدومي إلى أن حزب الإصلاح كان في طليعة الجهات المتضررة من الإرهاب الذي استهدف كوادره السياسية والاجتماعية بالتصفيات والاغتيالات الغادرة والجبانة.

-السلام وفق المرجعيات الثلاث

كما أكد على موقف الإصلاح الداعم لجهود إحلال السلام وإنهاء الحرب في إطار الموقف الرسمي للدولة، وفي ظل الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي والمبعوث الأمريكي الخاص والمجتمع الدولي، في سبيل إحلال السلام العادل المستدام وفقا للمرجعيات الثلاث.

-ادماج اليمن في مجلس التعاون

وحرص الإصلاح كعادته في كل مناسباته المختلفة التأكيد على متانة العلاقة مع دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، مشددا على ضرورة إدماج اليمن في إطار مجلس التعاوني الخليجي.

واعتبر ضم اليمن إلى دول مجلس التعاون الخليجي "الوضع الطبيعي والأكثر ملاءمة لأمن اليمن والخليج، ولكيلا تبقى اليمن فريسة للمشاريع المتربصة بدول المنطقة".

-توثيق العلاقات مع المملكة

وأعاد الإصلاح التذكير بموقف الإصلاح المبدئي والمتمثل في وجوب تمتين العلاقة مع المملكة العربية السعودية بشكل خاص، وبقية دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، مؤكدًا أن "اليمن لن يكون مستقراً إلا في إطار محيطه العربي عموماً والخليجي خصوصاً، وعلى ضرورة اتزان علاقات التعاون والتكامل مع جميع الدول العربية والافريقية".

ودعا في هذا الصدد إلى تظافر كافة الجهود الصادقة لإنهاء المشروع الإيراني في اليمن، من خلال طي صفحة الانقلاب وعودة الدولة اليمنية وبنائها ضمن محيطها الخليجي والعربي.

-فك الحصار عن تعز

وتطرق اليدومي إلى موقف الإصلاح الثابت في دعم مسار الهدنة الأممية في اليمن والتي تم تجديدها لشهرين إضافيين، وكذا موقف الحزب في دعم عملية السلام وإنهاء الحرب والتي تأتي في سياق الموقف الرسمي للدولة اليمنية.

ودعا في هذا الصدد، التحالف ومجلس القيادة إلى دعم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لاستكمال تحرير مدينة تعز وفك الحصار عن المدينة؛ وذلك في ظل استمرار رفض المليشيا الانقلابية لكل المبادرات الأممية والمحلية إزاء ذلك.

واعتبر اليدومي استمرار حصار تعز "شاهد حي على وحشية الانقلاب الحوثي وتجرده من القيم والأعراف وعدم الاعتراف بالحقوق الإنسانية تجاه ابناء تعز البواسل". مؤكدًا أن صمود ابناء تعز رغم حصار المليشيا للمدينة منذ ثمان سنوات تعد محطة إلهام لليمنيين لثبات العزائم في مواجهة كافة اشكال الاضطهاد السياسي والعنصري والانتصار للمعركة الوطنية.

- رعاية النازحين

وفي الوقت الذي شدد على ضرورة تلبية احتياجات أبناء محافظة تعز في الجانب الإغاثي والإنساني، فقد أكد في الوقت نفسه على ضرورة رعاية النازحين بمحافظة مارب الأبيّة التي مثلت ملاذا آمنا لكل متضرر من حرب وبطش المليشيا الحوثية فاستوعبت مئات الالاف من النازحين.

وأشاد بوثبة رجال أبناء مأرب الميامين من مختلف القبائل والقوى والمكونات السياسية وثبة الأسود امام المليشيا الحوثية التي حاولت غزو مارب للنيل من أبنائها حتى أضحت محافظة مارب ايقونة للنضال ضد الظلم والطغيان ونصرة للشرعية، مؤكدا أن أبناء مارب أحفاد ملوك سبأ سبّاقون دومًا للذود عن الحرمات وإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم.

-معالجة الوضع في شبوة

وفيما يتعلق بالوضع في محافظة شبوة، فقد دعا الإصلاح إلى ضرورة إنهاء التوتر الحاصل في محافظة شبوة على خلفية استهداف بعض وحدات الجيش والأمن، من قبل التشكيلات والعناصر الخارجة عن مؤسسات الشرعية، التي استقوت بالطيران المسير لقتل أبناء شبوة مدنيين وعسكريين.

وجدد التأكيد على "سرعة محاسبة وإقالة المتورطين في إشعال فتيل الفتنة وتأجيجها، ومعالجة تداعياتها وإزالة آثارها، وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها لتطبيب الجراح ومنع الخلافات المستدامة، التي تولد ثارات قبلية طويلة المدى".

واختتم اليدومي في خطابه بالإشارة إلى ضرورة استغلال الأعياد الوطنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر وذكرى الجلاء 30 نوفمبر لاستلهام وقود العزم والصبر، لصناعة ذكرى وطنية قادمة، تدوّن في تاريخ اليمن، بإنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة الدولة وبنائها.

كلمات دالّة

#اليمن