السبت 20-04-2024 06:28:03 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الاغتيالات السياسية في تعز.. لماذا يستهدف الإرهاب الممول تجمع الإصلاح؟

الإثنين 25 أكتوبر-تشرين الأول 2021 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت-خاص-عبد السلام الحاتمي

 

ما إن تتوقف الاغتيالات السياسية التي تستهدف قيادات في التجمع اليمني للإصلاح إلا وتبدأ من جديد، وآخرها جريمة اغتيال القيادي الإصلاحي والقيادي في المقاومة الشعبية بمحافظة تعز، الأستاذ ضياء الحق الأهدل، أمام منزله في شارع جمال وسط مدينة تعز، وجاءت جريمة اغتيال الأهدل بعد حملة تحريضية استهدفت تجمع الإصلاح واستهدفته شخصيا، كما استهدفت المقاومة الشعبية والجيش الوطني في تعز بشكل عام.

وتمثل جريمة اغتيال ضياء الحق الأهدل امتدادا للإرهاب المنظم والممول الذي يستهدف التجمع اليمني للإصلاح في عدة محافظات يمنية، ويستهدف محافظة تعز ومقاومتها الشعبية وجيشها الوطني، حيث شهدت مدينة تعز عددا من عمليات الاغتيال التي طالت قيادات سياسية وحزبية وقيادات في المقاومة الشعبية وقادة عسكريين، أبرزهم قائد اللواء 315 العميد عدنان الحمادي، بالإضافة إلى اغتيال عدد من أفراد الجيش الوطني ودفنهم في مقابر سرية كشِف عنها النقاب فيما بعد.

بدأ الإرهاب المنظم والممول يستهدف التجمع اليمني للإصلاح منذ التحضير لانقلاب مليشيات الحوثيين على السلطة الشرعية، واللافت أنه قبيل الانقلاب وبعده مباشرة، أقدمت مليشيات الحوثيين على احتلال مقار الإصلاح ونهب محتوياتها وتفجير بعضها، وتحويل البعض الآخر إلى مقار لها، تزامنا مع إقدامها على ملاحقة قيادات وأعضاء الحزب والزج بهم في السجون، واتخاذهم دروعا بشرية من خلال سجنهم في مخازن الأسلحة وغيرها من الأماكن المستهدفة بقصف طائرات التحالف العربي.

بعد ذلك، بدأت جماعات إرهابية أخرى وفئات مدعومة من دول أجنبية باستهداف قيادات وأعضاء وناشطي الإصلاح في محافظات يمنية عدة، ودفعها لذلك غيضها من الدور الوطني لتجمع الإصلاح في الحرب على الانقلاب الحوثي والنفوذ الإيراني في اليمن وتحالفه مع السلطة الشرعية وتأييده تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية لمساندة السلطة اليمنية الشرعية ضد الانقلاب الحوثي.

ظل التجمع اليمني للإصلاح يدفع ثمن مواقفه الوطنية المساندة للسلطة الشرعية في حربها على الانقلاب الحوثي، منذ بداية الحرب وحتى الوقت الحالي، وتآمرت مختلف الجماعات الإرهابية والفئات المدعومة خارجيا على الإصلاح في المحافظات المحررة وغير المحررة، بهدف إسكاته وتحييده عن المعركة، لكن ذلك لم يزده إلا تصميما في مساندته للسلطة الشرعية والتحالف العربي في الحرب على الانقلاب واستعادة الدولة.

بدأت الاغتيالات السياسية تطال الإصلاح منذ العام 2014، واشتدت وتيرتها خلال العام 2016، ثم تراجعت حدتها خلال العام 2017، لكن في المقابل فقد شهد هذا العام عدة عمليات إرهابية طالت جنودا في الجيش الوطني ومتطوعين في المقاومة الشعبية، في محافظة تعز تحديدا، بسبب انتمائهم للإصلاح، بل فإن بعضهم طالتهم يد الإرهاب لمجرد الشك بأنهم من المنتسبين للإصلاح رغم أنهم لم يكونوا كذلك.

وقد أثارت تلك العمليات الإرهابية المخاوف في محافظة تعز، وتسببت في إقلاك السكينة العامة، خصوصا أنها تمت في عدة أماكن داخل وخارج المدينة، وظهر مصطلح "سياكل الموت" كون معظم تلك العمليات نفذها إرهابيون ملثمون على متن دراجات نارية، وشغلت تلك الظاهرة حيزا واسعا في التناولات الإعلامية لتنامي ظاهرة الإرهاب في تعز الموجه ضد تجمع الإصلاح تحديدا والجيش الوطني والمقاومة الشعبية في المحافظة بشكل عام.

وكان العام 2018 هو الأكثر دموية بالنسبة للتجمع اليمني للإصلاح، حيث ازدادت العمليات الإرهابية التي طالت عددا كبيرا من قياداته وكوادره خلال هذا العام قياسا بالأعوام السابقة، وأسفرت هذه العمليات عن استشهاد عدد من القيادات والكوادر الإصلاحية، ونجاة آخرين منها، وتنوع مسرح هذه العمليات ليشمل محافظات يمنية عدة، وطال فئات مختلفة من قادة سياسيين وعسكريين وتربويين وناشطين سياسيين وإعلاميين.

وفيما يلي أبرز العمليات الإرهابية التي طالت قيادات إصلاحية في تعز منذ العام 2014:

- 18 نوفمبر 2014: اغتيال الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح في محافظة تعز، صادق منصور الحيدري، بواسطة عبوة ناسفة ألصقت بسيارته.

- 13 يوليو 2016: اغتيال القيادي في المقاومة الشعبية حمدي حمود في مدينة تعز.

- 24 يوليو 2016: اغتيال عضو المجلس العسكري لمقاومة إب مالك أحمد عبد الله خراسان، برصاص مسلحين في شارع التحرير الأسفل بمدينة تعز.

- 30 مارس 2018: اغتيال التربوي والقيادي الإصلاحي رفيق الأكحلي أثناء خروجه بعد صلاة الجمعة من جامع العيسائي في مدينة تعز.

- 2 أبريل 2018: وفاة القيادي الإصلاحي وخطيب جامع العيسائي بتعز الشيخ عمر دوكم متأثرا بجراحه، بعد تعرضه لمحاولة اغتيال أثناء خروجه من الجامع بعد صلاة الجمعة، في 30 مارس 2018، وهي ذات العملية الإرهابية التي اغتيل فيها القيادي الإصلاحي رفيق الأكحلي، واستهدفتهما معا.

- 20 أكتوبر 2018: اغتيال القيادي الإصلاحي علي عبد الله مقبل، في كمين نصبه مسلحون بالقرب من سوق الحرية في مديرية شرعب الرونة بمحافظة تعز.

- وأخيرا جريمة اغتيال القيادي الإصلاحي وعضو مجلس المقاومة الشعبية في تعز، الأستاذ ضياء الحق الأهدل، أمام منزله بشارع جمال وسط المدينة، صباح السبت الماضي.

هناك عدة أسباب تدفع الجماعات الإرهابية والفئات المدعومة أجنبيا إلى استهداف قيادات وأعضاء الإصلاح بالقتل بمختلف الوسائل، وهذه الأسباب يمكن قياسها بنوعية الشخصيات الأخرى غير الإصلاحية التي طالها إجرام الجماعات الإرهابية، والبحث عن القواسم المشتركة بين تلك الشخصيات وبين تجمع الإصلاح، وهي قيادات في الجيش الوطني مستقلة أو تنتمي لتيارات أخرى وبعض العلماء والدعاة المنتمين للتيار السلفي.

ويمكن إجمال أسباب ودوافع الجماعات الإرهابية والفئات المدعومة أجنبيا لاستهداف تجمع الإصلاح والفئات المذكورة سابقا في سببين رئيسيين:

الأول، أن هذه الجماعات والفئات تستهدف الإصلاح بسبب وقوفه إلى جانب السلطة الشرعية والتحالف العربي في الحرب على الانقلاب والعمل على استعادة الدولة ودوره الكبير في ذلك، ولذا فإن الجماعات الإرهابية وغيرها تتعمد استهداف تجمع الإصلاح وبعض قيادات الجيش الوطني حتى تقضي على كل من يعمل من أجل استعادة الدولة، لأن الدولة هي النقيض للجماعات الإرهابية والجماعات العنصرية البدائية، ولذلك فإن هذه الجماعات تخشى من قيام دولة قوية تحد من نفوذها ثم تقضي عليها تماما.

والسبب الثاني، أن الجماعات الإرهابية والفئات المدعومة من حكومات دول أجنبية مستبدة غاضها الفكر المعتدل الذي يتبناه الإصلاحيون، لأن هذا الفكر يعمل على تحجيم ومحاصرة الفكر الإرهابي المتطرف ويسهم في تجفيف منابع الإرهاب، ولذلك فإن الجماعات الإرهابية تسعى إلى القضاء على الفكر الديني المعتدل الذي يحاصرها، وتسعى للقضاء على حاملي هذا الفكر من الدعاة المنتسبين لتجمع الإصلاح ورفاقهم المنتمين للتيار السلفي، خاصة الدعاة المؤثرين من الطرفين والمعروفين بوسطيتهم واعتدالهم وحب الناس لهم.

كلمات دالّة

#اليمن