الجمعة 29-03-2024 17:39:40 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

قصف الأحياء السكنية في تعز.. أرقام توثق بشاعة الإرهاب الحوثي

الأحد 22 نوفمبر-تشرين الثاني 2020 الساعة 05 مساءً / إلاصلاح نت-خاص / أسماء محمد

 

تتعرض محافظة تعز مرارا لهجمات مليشيات الحوثي التي تطال الأحياء السكنية، وتتسبب بمجازر مروعة في أوساط المدنيين، الذين يسقطون أيضا بطرق موت أخرى تستهدفهم بها الجماعة كالقنص إضافة إلى ضحايا الألغام.

وقتل بسبب ذلك الاستهداف المتعمد العشرات من أبناء تعز والكثير منهم يكونون من أسرة واحدة، فضلا عن الإصابات الكثيرة التي أدت إلى إعاقات دائمة لدى بعض المدنيين، في ظل صمت دولي أمام تلك الجرائم التي يواجهها المواطنون بشكل دائم.

ومن المتوقع أن تشهد تعز خلال الشهر الجاري مجارز دموية عديدة، مع استمرار القتال في جبهاتها منذ أيام، والتي تحرز خلالها القوات الشرعية تقدما واضحا على مليشيات الحوثي، علما بأن القصف -عادة- لا يطال فقط الأحياء السكنية بل حتى المستشفيات والمساجد.

 

مجازر مروعة

وثق الفريق الميداني لمركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان المجازر المختلفة التي تعرض لها المدنيون بتعز منذ 2017 وحتى النصف الأول من 2020.

فخلال النصف الأول من العام الجاري (2020)، وثق المركز ثماني مجازر دموية ارتكبتها مليشيا الحوثي وقع ضحيتها 27 مدنيا بينهم 8 نساء و8 أطفال، وأصيب 33 مدنيا بينهم 7 نساء و5 أطفال.

في 27 يناير، ارتكبت المليشيات ثلاث مجازر في يوم واحد، راح ضحيتها 7 مدنيين بينهم طفلة وأصيب 14 مدنيا بقصف بصاروخ كاتيوشا استهدف منطقة الضباب، وقبلها بساعات سقطت أربع قذائف مدفعية على الأحياء السكنية في حي الظهرة بجوار مستشفى الكرامة، أسفر عنه مقتل طفلة وإصابة 4 مدنيين آخرين بينهم والدا الطفلة وشقيقتها، أما المجزرة الثالثة فتسببت بمقتل 3 مدنيين وهم في سيارتهم قادمين من الحوبان إلى تعز وذلك بسقوط قذيفة حوثية عليهم.

وفي 13 مارس، ارتكبت المليشيات 3 مجازر دموية في يوم واحد راح ضحيتها 8 مدنيين بينهم طفلان وامرأة، بينما أصيب 6 مدنيين اثنان منهم إخوة بقصف حوثي استهدف سيارتهم بقذيفة وذلك في حي الزهراء، كما قتل أيضا 3 مدنيين بقصف استهدف ذات الحي، أما المجزرة الرابعة فكانت في منطقة الأعبوس بحيفان، فقد قتلت امرأة حامل وطفل وأصيب ثلاثة آخرون بقذيفة هاون سقطت على منزلهم.

أما في 4 أبريل، أطلقت مليشيا الحوثي قذيفة هاون على قسم النساء بالسجن المركزي، تسببت بمقتل 6 نساء وطفلتين وإصابة 7 نساء و5 أطفال ورجل واحد.

وفي السابع من أبريل، قام مجموعة مسلحين يتبعون مليشيات الحوثي بإحراق منزل فهد عقلان فارع السفاري في الشارع العام بهجدة مما تسبب بمقتل أربعة من أبنائه حرقا.

وخلال العام 2019، رصد المركز 8 مجازر ارتكبتها مليشيات الحوثي، نتج عنها مقتل 22 مدنيا بينهم 12 طفلا وامرأة، وإصابة 42 مدنيا بينهم 14 طفلا وامرأتان، أبرزها كانت في 28 يوليو إذ قتل 3 أطفال وأصيبت طفلة ومدني آخر جراء قصف مليشيات الحوثي لحي الروضة بقذائف المدفعية.

وفي 2018، تم رصد 17 مجزرة ارتكبتها مليشيات الحثي، راح ضحيتها 33 مدنيا بينهم 18 رجلا و7 نساء و8 أطفال، بينما أصيب 113 مدنيا بينهم 63 رجلا و7 نساء و43 طفلا وتضرر 7 منازل بشكل كبير.

وسجل المركز عام 2017 أيضا، 26 مجزرة تعرض لها المدنيون الذين تقصفهم الجماعة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، خلفت 52 قتيلا و96 جريحا.

 

إحصائيات

وبحسب تقارير مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، فخلال النصف الأول من العام 2020، تسببت مليشيات الحوثي بمقتل 59 مدنيا بينهم 14 امرأة و16 طفلا، وذلك عن طريق القنص والرصاص المباشر والقذائف والصواريخ البالستية والتعذيب والإعدام والحرق والألغام، أما الإصابات فكان عددها 83 مدنيا بينهم 18 امرأة و23 طفلا.

أما في عام 2019، فتسببت مليشيات الحوثي بقتل 113 مدنيا بينهم 44 طفلا و15 امرأة، وسقط 217 مصابا، وفي 2018 قتلت المليشيات الحوثي 155 مدنيا، وأصابت 339 مدنيا، أما في 2017 فبلغ عدد القتلى 681، أما الجرحى فعددهم 1926.

وقتل من المدنيين عام 2016 أثناء تحالف الحوثيين مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح 1231 مدنيا، وجرح 7261 آخرين بينهم نساء وأطفال، وخلال النصف الثاني من العام 2015 قتل 1201 مدني وأصيب 6379.

ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز بدوره ذكر أن عدد القتلى في تعز منذ بداية الحرب بلغ 3863، أما الجرحى فعددهم 17239، ورصد كذلك تضرر وتدمير 4303 منازل ومنشأة، ونزوح وتهجير 179567.

 

ردا على الهزائم

تعمد مليشيات الحوثي إلى قصف الأحياء السكنية بشكل عشوائي، كلما زاد الضغط عليها في جبهات القتال بتعز، وهو السيناريو الذي يتكرر هذه الأيام بالتزامن مع المعارك الشرسة التي تحدث شمالي المحافظة.

ولا يقتصر القصف على وقت محدد باليوم، فهو وسيلة المليشيات للضغط على الجيش الوطني للانسحاب وإيقاف التقدم، وذلك تمسكا منها باستمرار خنق تعز عبر حصارها المستمر منذ 2015 والذي تم كسره جزئيا فقط قبل أعوام.

 

معاناة المواطنين

مع استمرار ذلك الوضع غير المستقر وغير الآمن، يعيش المدنيون في ظل وضع نفسي غاية في السوء، خاصة المواطنين الذين تتعرض أحياءهم للقصف بشكل مستمر أو الذين تقع منازلهم أيضا في خط النار.

وأكد مدنيون لـ"الإصلاح نت" أن الشظايا تتطاير على منازلهم ويجدون بقاياها بشكل يومي، ويعجزون في كثير من الأيام عن النوم بسبب القصف والمعارك التي تحدث من حين لآخر، ويجعلهم ذلك في وضع نفسي حرج لشعورهم أن الموت يحاصرهم إن خرجوا من منازلهم لشراء ما يحتاجونه أو بقوا فيها.

ويزداد قلق الأهالي على أبنائهم خاصة في هذه الأيام مع ذهابهم إلى المدارس، ما يجعلهم عرضة للإصابة بشظايا القصف العشوائي، وكان هذا الأمر سببا لإيقاف الدراسة مرارا في بداية الحرب.

 

جريمة حرب وتغاضٍ دولي

تصف الحكومة الشرعية وعلى لسان سفير اليمن في المغرب عزالدين الأصبحي قصف الحوثيين للأحياء السكنية بجرائم الحرب الممنهجة، مؤكدة أن ما يحدث بتعز يستدعي وقفة دولية حازمة.

لكن المجتمع الدولي -وبرغم مجازر الحوثيين بحق المدنيين- يُلاحظ أنه لا يمارس أي ضغوط عليها، ويركز غالبا على ممارسات الأطراف الأخرى ويدين أي حوادث أخرى لا تتصل بتلك الجماعة، وهو أمر يكشف -وفق مراقبين- انحيازهم الواضح لتلك الجماعة. وبذلك تستمر مجازر المليشيات بحق المدنيين في تعز، لكنها وفق حقوقيين جرائم لا تسقط بالتقادم، خاصة أنها موثقة.

وتعتبر المنظمة الدولية استهداف الحوثيين للمدنيين بأنه دليل دامغ على غياب أي وازع من ضمير، أما رئيس الوزراء معين عبد الملك فيؤكد أن ارتكاب المليشيات مثل تلك الجرائم تأكيد على نهجها العدواني ورفضها الصريح لكل دعوات السلام والتهدئة الأممية والدولية.

كلمات دالّة

#تعز #اليمن