السبت 20-04-2024 11:13:58 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الجوف.. تدمير حوثي ممنهج لقطاع الصحة ومعاناة السكان تعود مجدداً

الأحد 22 نوفمبر-تشرين الثاني 2020 الساعة 01 مساءً / الاصلاح نت-متابعات

 

 

عادت معاناة أبناء محافظة الجوف في البحث عن وجهة للعلاج خارج المحافظة في الحالات المرضية وتراجع مستوى الخدمات الصحية التي كان قد لمسها المواطن سواء على المستوى الخدمات النوعية في مستشفى الجوف، أو على مستوى افتتاح المرافق الصحية في المديريات والمناطق البعيدة، منذ تحرير المحافظة في ديسمبر 2015م شهدت الجوف تصاعد تدريجي في توفير الخدمات الصحية لكنها سرعان ما فقدها أبناء المحافظة بعد اجتياح المليشيا ولم تهتم في توفير تلك الخدمات بنفس المستوى.

في مطلع مارس الماضي وبعد اجتياح المليشيا لمركز المحافظة، توقف الحياة بصورة شبه كلية، وتراجعت كل الخدمات التي تقدم للمواطن منها الجانب الصحي وهو أحد الحقوق الضرورية، عادت معاناة المواطنين في أشد الأشكال مأساوية، انه البحث عن وجهة للعلاج خارج الجوف، في أغلب الحالات المرضية، ليجد المواطن المسكين، مشوار طويل، وتكلفة باهظة، يضطر فيها السفر إلى صنعاء أو مارب لعلاج مريض، لم يعد يجد في الجوف الخدمات التي كان يوفرها أجهزة تشخيص حديثة، أو استشاري يعرض عليه حالته.

 اغلق المستشفى بعد اجتياح المليشيا الحوثية، ونزح الكادر الطبي، وعجزت عن إعادة الخدمات فيه كما كانت واكتفت بالطوارئ ثم تحويله لنقطة طبية طابعة للجرحى من عناصرها المقاتلين في الجبهات وحرمان أبناء المحافظة من الخدمات المتدنية فيه، والحال نفسه مع الوحدات الصحية التي توقفت بعضها فيما البعض لايزال يعمل بجهد الطاقم وتعاون الأهالي ومهدد بالإغلاق.

 

 خلافات حادة

يحتل الجانب الصحي المرتبة الثانية في مشاريع ودعم المنظمات، هذا الامر اثار خلافا بين المعين من المليشيا محافظ للجوف عامر المراني وبين وزير الصحة الحوثي طه المتوكل ، ظهر للعلن في محاولة كل منهما فرض إدارة لمستشفى الجوف وتغيير ثلاثة مدراء في غضون شهر ففي تاريخ 10 أكتوبر من العام الحالي استبعد من عين سابق مدير للمستشفى المدعو علي الحداد وعين مطهر الشاهلي بديلاً عنه، والأخير لم يستمر سوى عشرة ايام ليتم اقالة الشاهلي في 20 اكتوبر وتعيين عباس سوار بديلا عنه، بحسب مصادر خاصة.

في المستشفى تتوفر كافة الأجهزة والاحتياجات اللازمة لتشغيله بقدرة هيئة مستشفى عام للمحافظة، كما يعتبر هدف للمنظمات للدعم وتشغيل بعض المشاريع الطارئة، وبدلاً من تشغيله بنفس المستوى الذي كان فيه قبل اجتياح مركز المحافظة، اذا لم يكن عليهم ان يقدموا أفضل من ذلك، تحول المستشفى لنقطة طبية خاصة بقتلى وجرحى المليشيا وحصرت الخدمات المتبقية فيه للجبهات، وحرمان المواطنين من ابسط الخدمات، لينكشف كذبهم وعجزهم عن تشغيله كما كان في ظل السلطة الشرعية، واستهتار بمعاناة المواطن، وتركه يتجشم السفر إلى أي محافظة أخرى للعلاج من أبسط الامراض.

 

بين عهدين

في فبراير 2016م أي بعد اقل من شهرين على تحرير المحافظة من المليشيا أعيد افتتاح مستشفى الجوف العام، اذ كان مغلقا، وكل ما فيه هو مبنى خاوي، افتتح المستشفى وبدأت الخدمات فيه، وتطور حتى توفرت فيه جميع التخصصات الطبية، وتم رفعه من مستشفى عام إلى هيئة وتجهيز الأقسام بأحدث الأجهزة منها اشعة مقطعية وكادر استشاري ومرضين واداريين ليكرم من وزارة الصحة بحيازته على المستوى الأول في النظام الإداري، والدعوة إلى الاقتداء به، وأصبحت الخدمات المقدمة في المستشفى تضاهي تلك التي تقدم في أهم المحافظات، بل وتتميز، رغم الفارق الزمني، لم يعد أبناء الجوف بحاجة للبحث عن وجهة إلا في الحالات المعقدة التي تتطلب السفر للخارج.

بالمقابل مرت ثمانية أشهر على اجتياح المليشيا لمركز المحافظة منذ مارس الماضي عجزت في هذه الفترة أن توفر الخدمات الطبية، والكادر الطبي، وتعمل على تشغيل المستشفى بنفس المستوى قبل اجتياحها، وهنا ستجد الفرق واضح بين سلطة الدولة وحكم المليشيا، بين استشعار المسؤولية وتوفير الخدمات للمواطن وبين فرض الجبايات وتركه بين المعاناة، بل وحرمانه من ابسط الحقوق.

 

 عودة المعاناة

صار المواطن يتجه الى مارب أو صنعاء للعلاج بعد غياب الخدمات عن المستشفى منذ اجتياح المليشيا للحزم، هذا ما أكده أحد الأهالي من أبناء الحزم، الذي قال لم يعد أحد يذهب للمستشفى مثلما كان أيام السلطة الشرعية واصبح الناس يتوجهون إما لمارب أو إلى صنعاء وهي المعاناة التي ظل أبناء الجوف يواجهونها طيلة عقود الحرمان، واليوم عادت معاناتهم، وما يترتب على ذلك من اعباء مالية كبيرة.

 

 مأساة المناطق النائية

هنا معاناة أخرى يواجهها سكان المناطق النائية والبعيدة عن مركز المحافظة، فبعد أن خففت الوحدات الصحية التي تم تأهيلها و افتتاحها في ظل الشرعية وتوفير الأطباء والأدوية خاصة مناطق شرق الحزم مثل السيل والمساعفة والساعد وأصبحت تقدم خدماتها للمواطنين، ولم يعد يحتاج الذهاب للحزم إلا في الحالات المستعصية لكن اليوم في ظل حكم المليشيا، تراجعت الخدمات في بعض تلك الوحدات الصحية، بينما أغلقت البعض الاخ وهذا يوضحه مدير صحة الحزم محسن حزام "تم ترميم الوحدات الصحية بالكامل كل المرافق وتم توفير كافة الاحتياجات والأجهزة الضرورية ومنظومة طاقة شمسية تمد الوحدات الصحية بالكهرباء 24ساعة، وكانت الأدوية متوفرة من مكتب الصحة والمنظمات بشكل شهري، وصرف رواتب العاملين فيها بصفة مستمرة".

ويؤكد" وفرنا كافة اللقاحات وثلاجات لحفظها وهذا من أهم وأكبر إنجاز التحصين، منذ اجتياح المليشيا اهملت الوحدات الصحية، بل تم نهب وسرقت الادوية التي كانت تأتي عن طريق المنظمات، وانقطاع الرواتب عن العاملين فيها.

ويضيف حزام " كان المواطنون في المناطق النائية قد ارتاحوا للخدمات التي تقدمها المرافق الصحية في عهد الشرعية وما عادوا يحتاجوا الحزم يتعالجوا في المرافق أما اليوم في ظل المليشيا إذا راح احد بطفله لعلاج كحه او حمى يخسر فوق العلاج مصاريف ولا يعود الى البيت إلا في اليل".

 

 مهددة بالإغلاق

 ما بقي من الوحدات الصحية تعمل اليوم مهددة بالأغلاق وكادرها الطبي يمكن أن يغادر في أي لحظة، حيث معاناة كادرها تزداد يوما بعد يوم فالممرضة ( س . ع ) التي تعمل في احد المرافق الصحية في المناطق النائية تقول لاتصلنا أي مستحقات والوضع اصبح صعب في الصحراء والدخل الشخصي لا يغطي متطلبات الحياة، ووضع الناس مزري وبقاءنا انساني"مدير صحة الحزم يقول أن فقدان الكادر الطبي في الوحدات الصحية سيكون انعكاسه كارثي كون توفير تلك الطواقم لم يكن سهلاً ومغادرتهم خسارة كبيرة، فمن الصعوبة إيجاد كادر طبي للعمل في تلك المناطق النائية.

 

تردي مشابه

لا تختلف حال المراكز الصحية والوحدات في مديريات الغيل والمصلوب عنها في الحزم والخلق وبقية مديريات الجوف التي تردت فيها الخدمات منذ جثمت هذه المليشيا عليها، لتحول بينها وبين أي تطور للمحافظة، بل وتتعمد إعادة الجوف للوراء في الجوانب التي كانت قد شهدت نهضة كبيرة خلال الفترة من 2016 حتى 2020م، وقدمت السلطة الشرعية عبر السلطة المحلية وقيادة إقليم سبأ وتعاون وحرص أبناء الجوف الشرفاء، وهذه الممارسات والعمليات الممنهجة لإبقاء الجوف محرومة يعجل بزوال هذه المليشيا للأبد.