الخميس 25-04-2024 21:02:49 م : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

جبهات القتال المشتعلة.. ثقب أسود يلتهم الحوثيين ويخفف الضغط على الجيش

السبت 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2020 الساعة 09 مساءً / الاصلاح نت-خاص / اسماء محمد

  

تشتعل بعض جبهات القتال من وقت لآخر، لكنها ومنذ مطلع العام الجاري تحديدا، بدت أكثر سخونة بعد ركود استمر في بعضها لفترات طويلة، وهو أمر تكرر حدوثه مرارا طوال فترة الحرب الممتدة منذ مارس 2015 وحتى اليوم.

بعد دحرها منها وفشل مليشيات الحوثي باستعادة بعض المناطق، ظلت تحاول وتخطط لمحاولة السيطرة عليها مجددا، وتحديدا مأرب التي تحطم الطموح الحوثي مرارا على أبوابها في كل مرة حاولت الجماعة السيطرة على تلك المحافظة، التي أصبحت اليوم وجهة النازحين في البلاد.

إذ تشكل مأرب أهمية بالغة بالنسبة لمليشيات الحوثي، فمن خلالها يمكنها التوجه إلى شبوة وحضرموت الغنيتين بالثروات، إضافة إلى أن سيطرتها على الجوف يجعل أمن المملكة العربية السعودية في خطر أكبر كونها حدودية معها.

 

فتح جبهات قتال

قامت مليشيات الحوثي خلال العام الجاري بالتوجه مجددا صوب الجوف ومأرب على وجه الخصوص، متوقعة أنها بالتحشيد الذي قامت به، ستكون قادرة على حسم المعركة في تلك المحافظتين وتفرض نفسها كطرف وحيد في شمال البلاد.

دفعت المليشيات بالمئات من قادتها وأتباعها إلى جبهات القتال تلك في معركة توقعت المليشيات أنها لن تخسرها، ويبدو أنها كانت مستعدة كذلك لتقديم الآلاف من أتباعها لكسبها، وهو ما فشلت فيه برغم إحرازها بعض التقدم في البداية في جبهة الجوف.

أما في تعز فتشهد منذ مطلع الشهر الجاري معارك شرسة، تمكنت خلالها القوات الحكومية من التقدم في الجبهة الشمال والشمالية الشرقية للمحافظة، وردت المليشيات كالعادة بالقصف العشوائي الذي استهدف الأحياء السكنية، علما بأن المعارك عادت بشدة إلى مأرب ثانية.

 

ثمن باهظ

نظرا لما تمثله مأرب والجوف تحديدا بالنسبة للحوثيين، فقد خاضت فيهما قتالا شديدا، ودفعت جراء ذلك ثمنا باهظا، ليس فقط خسائر مادية، بل بشرية، إذ فقدت عددا كبيرا من عناصرها وقياداتها، ولا تزال حتى اليوم خاصة مع استمرار المعارك في تعز في جبهة الأربعين.

في معارك مأرب وحدها التي دفعت المليشيات بكل ثقلها إليها، خسرت قرابة 1909 من عناصرها ما بين قتيل وجريح و44 قياديا، خلال الفترة من أغسطس وحتى العاشر من أكتوبر الفائت، وهو رقم كبير يكشف حجم الخسائر التي تتعرض لها الجماعة.

وبلغ عدد القتلى 1002 في جبهات المخدرة وصرواح وماهلية ورحبة وجبل مراد بمأرب، بحسب إحصائية رصدها موقع "سبتمبر نت"، من بينهم القيادات التالية: اللواء ياسر القدمي القيادي المسؤول عن قيادة ما تسمى كتائب الحسين الحوثية، وأكرم محمد الفهد، واللواء العزي دحوة، المعين من قبل المليشيات أركان حرب ما تعرف بالمنطقة العسكرية السادسة التابعة للجماعة، وقائد محور المحجزة محمد أمير الحوثي، واللواء إبراهيم الحيمي، والقيادي المدعو أبو صقر السقاف، والقيادي المدعو أحمد الخولاني.

إضافة إلى القيادي محمد حسين الحمران، وحسن صالح الكليبي، وصلاح محمد الهتار، وعبد الله حسين البطاحي، وأحمد العجي الطالبي، وعمران يحيى الحمزي، وإبراهيم علي جارالله، ومحمد القاسمي، وفارس السبيعي، والملازم أول المدعو محمد علي السنحاني، وكذا خالد جميل السكري، ووليد صالح عبيد السيد، والمدعو أبو صقر السحاري، وعزالدين حسين علي الضوراني، ويحيى ناصر علي البخيتي، وأحمد بن أحمد الأشبط، وخالد صالح الوهبي، وعبد الرحمن الخضر الوهبي، وصالح الوهبي، وطه حسين محمد الولي، وعبد الله الريامي، وحسين المروني، وعلي علوان محمد علوان، وطارق حسن ناصر المعوضي، وآخرون.

أما الجرحى فأكثر من 907، ووقع العديد من عناصر المليشيات أسرى لدى قوات الجيش الوطني، من أبرزهم المدعو "لطف علي المأخذي" وهو القيادي المسؤول عن معتقل هبرة التابع للمليشيا الحوثية في صنعاء.

ويسقط كذلك العديد من عناصر وقيادات المليشيات بتعز التي تشهد معارك هذه الأيام في جبهات مختلفة وحتى في الجوف من بينهم القيادي وليد عبده أبولحوم، والقيادي محمد القعود، وتؤثر تلك الخسائر بشكل سلبي على الجماعة التي تتعرض للاستنزاف البطيء، برغم استمرارها في تجنيد الشباب والأطفال الذين تزج بهم إلى معاركها.

وفي 30 أكتوبر الفائت، أعلن المركز الإعلامي للقوات المسلحة مقتل ما لا يقل عن 100 عنصر من مليشيات الحوثي في المعارك بجبهتي صلب ونجد العتق التابعتين لمديرية نهم شرقي صنعاء.

 

تخفيف الضغط

لوحظ هذا العام أن مليشيات الحوثي حين توجهت نحو الجوف ومأرب، أنها بدأت بتحقيق بعض التقدم، لكن سرعان ما قام الجيش الوطني بفتح جبهات قتال أخرى تحديدا في تعز والبيضاء.

أدى ذلك إلى تشتيت قوة مليشيات الحوثي، وتراجعها كثيرا في مختلف الجبهات التي تشهد معارك وإن كانت متقطعة منذ بداية الحرب عام 2015، وتمكنت قوات الجيش من إحراز تقدم ملحوظ مجددا سواء في الجوف أو مأرب وحتى تعز.

 

فشل مهمة غريفيث

وحتى اليوم، فشل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في تحقيق أي تقدم واضح ما عدا ملف المعتقلين والأسرى الذي تم خلال الفترة الماضية إحراز بعض التقدم فيه.

ويبدي الحوثيون بعض التفاهم بشأن ملف تبادل الأسرى، بغرض رفد جبهات القتال بعناصر جديدة تعويضا عن الخسائر التي يتعرضون لها في مختلف المحافظات، خاصة أن من يتم مبادلتهم مع قوات الحكومة هم أسرى وليسوا مدنيين كما هو الحال غالبا مع الجيش.

يحاول غريفيث وبشدة إقناع الحكومة ومليشيات الحوثي بإحراز تقدم في ملف السلام، وقدم لهما في التاسع من الشهر الجاري المسودة الأممية النهائية لحل الأزمة، والتي من ضمن بنودها وقف إطلاق النار، واستئناف المشاورات، واتخاذ تدابير اقتصادية وإنسانية لتخفيف معاناة اليمنيين، لكن لا يوجد استجابة من قبل أي طرف، فالحكومة ترفض الخوض في أي حلول سياسية قبل تسليم الجماعة سلاحها.

وما يثير الانتباه، أن معارك الحوثيين والحكومة في شمال اليمن تتزامن مع جبهات قتال يفتحها ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" ضد السلطة في الجنوب خاصة مع تعثر تنفيذ اتفاق الرياض، الأمر الذي من شأنه إنهاك الجيش وعدم توجيه كل قواته لقتال جماعة الحوثي، وهو ما يثير علامات استفهام كثيرة حول مدى إدراك الانتقالي خطورة ذلك، خاصة أن تلك الجماعة تطمح أن تعود إلى الجنوب مجددا في حال كانت الفرصة مواتية لها.

كلمات دالّة

#اليمن #صنعاء #مأرب