الجمعة 29-03-2024 14:07:28 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

الدكتور غالب القرشي يتذكر بدايات التأسيس ويؤكد: الإصلاح شريك فاعل في الدفاع عن الجمهورية (حوار)

الثلاثاء 29 سبتمبر-أيلول 2020 الساعة 11 صباحاً / الإصلاح نت / الصحوة نت

 

 

أكد الدكتور غالب القُرشي، عضو مجلس النواب عن التجمع اليمني للإصلاح ووزير الأوقاف الأسبق، أكد أن احتفالات التجمع بذكرى التأسيس الهدف منه تقييم مشواره النضالي وإحياء الحياة السياسية التي استهدفتها المليشيات الانقلابية.

وقال القرشي في حوار خاص مع "الصحوة نت" ينشر ادناه، قال "إن الإصلاح شريك فاعل في الدفاع عن مكتسبات وحقوق الشعب، ويقف دائماً مع الدولة مهما كان وضعها ومهما كانت مقصرة".

وأضاف نائب رئيس شورى الاصلاح، "أن رجال التجمع هم في مقدمة المدافعين عن الثورة والجمهورية، كما هم في مختلف الميداني الاقتصادية والتنموية والاجتماعية".

وأشار الدكتور القرشي، إلى تأييد الإصلاح المبكر لعاصفة الحزم، وقال إن قرار التأييد "لم يكن مخاطرة وإنما الوقوف مع الدولة وشرعية الدولة وحقها في إعادة بسط نفوذها".

وكشف الدكتور القرشي عن تربص الأمامية والرجعية بالثورة والجمهورية من تحقيقها وثباتها وتشكيلهم مجلس لمحاولة بعثها من جديد عبر اختراق مؤسسات الدولة والحصول على مناصب في المواقع السيادية، إضافة إلى التواصل والتنسيق مع إيران الراعي الرسمي للجماعة.

وأوضح القرشي أن الصراع القائم في اليمن هو بين الشرعية والجماعة الانقلابية التي تقاتل وكالة عن إيران وتعبث في المنطقة مستغلة تفرق العرب وتشتتهم، "أن طبيعة الصراع مع مليشيا الحوثي ذات بعد إقليمي ودولي وسياسي واقتصادي ولو كانت الحرب مع الحوثي حرباً طائفية ما بقي حوثي لأن أكثرية الشعب تمقت الطائفية".

 

نص الحوار:

حاوره | صالح الصريمي

 

* قبل الخوض حول حزب الإصلاح، يحتفل اليمنيون بالذكرى 58 لثورة 26 من سبتمبر، ما هو المطلوب منهم في هذه المرحلة ؟

المطلوب من اليمنيين استشعار أهمية الحفاظ على النظام الجمهوري الذي جاء بالمساواة بين كل اليمنيين دون انحياز لمنطقة أو طائفة أو جهة من اليمن، وايضا استشعار خطورة تكريس العصبية الجاهلية التي جرمها الإسلام وهو إعادة الوصاية لطائفة معينة بالسيادة والريادة واصطفاء الأموال والخيرات، و اتحاد طلائع الشعب وضربها المثل في التعاضد والتآزر وحشد القوة وتصعيد الوعي والتوعية ، ونبذ الخلاف ودفن الأنانيات ولو إلى حين والله حافظ دينه وعباده في اليمن الميمون وغيرها .

 

* ما هي الأسباب التي جعلت الإمامة تطل برأسها من جديد وماذا تتوقعون للمستقبل؟

هناك عدة أسباب أهمها .. قناعة المتعصبين بالفكر السلالي والحق الرباني النبوي الامامي المزعوم عند منظريهم والعمل الدؤوب من بعد غياب الامامة الحميدية وثبات الجمهورية حيث تشاورت قيادات الأسر السلالية على مختلف فروعهم واختلافهم فأسسوا مجلسا أعلى للإمامة واختاروا ادهاهم واشدهم حماسا للعودة بثياب النبي او بنجمة ماركس، هو احمد محمد الشامي الاديب وليس القاضي صهر الامام أحمد توجوه رئيسا لمجلس الامامة فاشتغل بجد وبسرية تامة ومعه فريق لا يقلون حماسا عنه، وكذلك التوغل في مؤسسات الدولة خاصة السيادية منها وتعاضدهم فيها، والبحث عن مؤيدين خاصة من المنحدرين للعائلات الهاشمية مهما كانوا متباعدين فكريا وقبلياً تحت دوحة النسب الاعلى فاستمالوا كثيرين.. كذلك قيام الثورة الإيرانية الخمينية الاثني عشرية ، ومنهجها القاضي بلملمة الشيعة على مختلف مذاهبهم ، فاتصلوا وتواصلوا ونسقوا وبايعوا ورفع الجميع شعار ( الشيعة امة واحده)ولا فرق بين شيعي وشيعي . هذا باختصار.

 

* احتفل الإصلاح خلال الأيام الماضية بذكرى تأسيسه، باعتباركم من مؤسسي الحزب كيف تقيمون مسيرة ثلاثين عاماً من عمر الإصلاح ؟

تقويم مسيرة الإصلاح يقوم من واقع المعلومات والقرارات وإرشيف الحزب وليس بين يدي الآن إحصاء دقيق لكنني أقول لك إن تقويم المسيرة يبدأ من التأسيس والطريق الذي سرنا عليه كان موفقاً ولله الحمد حيث أسسنا فروعاً وفتحنا مقرات في كل المحافظات وكان يقوم احتفال في كل محافظة يعلن فيه إفتتاح فرع أو مقر للحزب كان يحظر الشيخ عبدالله رحمه الله في إفتتاح بعضها أو أحد أعضاء الهيئة العليا ليمثل الإصلاح ، وهكذا في جميع مناسبات افتتاح المقرات والفروع .

وهكذا بدأ الإصلاح وشارك الإصلاح مشاركة فعالة في كل النشاطات السياسية وأقمنا مؤتمرات وآخرها المؤتمر العام الرابع الذي كان إمتداداً للمؤتمرات الثلاثة السابقة حيث كان يُنظر في كل مؤتمر عام إلى التقارير وإقرار أدبيات وتغيير في القيادات وقد يتم تجديد الثقة لقيادي من قيادات الحزب وهذا ليس عيباً لأن المجتمعين ينظرون إلى الأنفع ولا يوجد حزب من الأحزاب - ومنها حزبنا – حدّد فترة رئاسة الحزب أو الدوائر وهذا مطلب إلى الآن نؤمن به ، والجميع يعلم أن البلاد تعيش منذ فترة في الأزمات والاضطرابات وعدم الاستقرار الكامل ، والحرب على الأحزاب وتحجيمها ما أدى إلى مقاطعتنا للمشاركة في الحكومة في 1997م بسبب هيمنة حزب المؤتمر على الأغلبية بطرق مختلفة ، وتحكُّمه في إمكانات الدولة حتى ضاق وزراؤنا من المكايدات، الحزبية والأنانية وشعار( أنا أو الطوفان ) وقد تعامل الإصلاح بفضل االله مع الوضع بحكمة بعيداً عن المكايدات وبعيدا عن شعار (أنا أو الطوفان ) وستجد المنصفين في كل الأحزاب يقولون ذلك ، لكن الذين لا يعرفون إلا الإنتهازية والأنا والتخوف من المستقبل يجعلهم يكايدون ويكذبون على الإصلاح.

 

* واليمن تعيش حالة حرب مع مليشيا الحوثي ماذا عن احتفاء الإصلاح في ظل هذه الظروف؟

أقول ان الإحتفال بالذكرى الثلاثين كغيرها من الإحتفالات بذكرى تأسيس الحزب في السابق والهدف هو التدارس أين كنا وأين وصلنا الى الآن واحياء الحياة السياسية التي استهدفتها مليشيات الانقلاب، وفي ظل الحرب القائمة كل همنا كيف تستقر الأمور وكيف نخرج من المأزق الذي أدخلنا فيه غيرنا ، وجاء بالشر والبلاء تحت شعار إصلاح الفساد والجميع مع إصلاح الفساد عملياً لا دعاية وما نشاهده اليوم من حرب قائمة ومفروضة على الشعب، نجد أن الإصلاح الأكثر تضرراً منها ونسال الله سبحانه أن يخرج الشعب اليمني من هذه الفتنة آمنا مستقراً مستفيداً من إمكانياته ، التي حرم منها بسبب الخلافات والحروب والتدخلات الخارجية ، ولا بد هنا من أن نفرق بين من يتدخل لمصلحة اليمن ، وبين من يتدخل لتخريب الأوضاع في اليمن ، وأظن أن الوضع واضح وجلي بأن التدخل الإيراني في اليمن لم يكن في صالح اليمن أبداً وتدخل الإمارات أيضاً وما يحدث في المحافظات الجنوبية دليل على ذلك ، فقد جعلت نُصب عينها التوسع على حساب اليمن واليمنيين وما إطالة الحرب إلا لهذا السبب.

 

* ما دور الإصلاح فيما يحدث؟

الإصلاح شريك في الدفاع عن مكتسبات وحقوق الشعب وقدر الإصلاح أن يكون دائما واقفاً مع الدولة مهما كان وضع وضعف الدولة ومهما كانت مقصرة ، ورجال الإصلاح كانوا في مقدمة المدافعين عن الثورة والجمهورية وفي مقدمة مسيرة البناء وفي صف من يبنوا ولا يهدموا وممكن السؤال عنهم في الجامعات وبقية المؤسسات التعليمية وغير التعليمية ، حينها ستحتاج إلى مجلدات للحديث عن مسيرة الإصلاح في الجانب التنموي والتنويري والإقتصادي والإجتماعي وغيرها من المجالات.

 

* سارع الإصلاح إلى تأييد عاصفة الحزم وإصدار بيان بذلك. ألم يكن هذا القرار مخاطرة بأعضاء الحزب الذين تلاحقهم مليشيا الحوثي على خلفية القرار؟

لم يكن قرار الإصلاح مخاطرة بل كما قلت الإصلاح جزء من الدولة ، والنظام قد سارع حينما أشتد به الأمر وطورد وطلب التدخل ، وجاء القبول من المملكة العربية السعودية ، وأعلنت عاصفة الحزم وكانت الأمنية والرجاء أن هذه العاصفة تصلح الأمور لأن الشعب اليمني كله ضد الخروج عن الشرعية ، بمن فيهم الذين استمرأوا الخروج عن الشرعية لأن الحوثيين قد وصلوا إلى التمكن من السيطرة على العاصمة ، بعد العجز والقصور المخيف الذي لم يكن يتصوره أحد أن لا توجد مقاومة ولا تمسك بالعاصمة ، وحصل ما حصل من حياد من قبل اهم المعسكرات ، وربما الجيش بكامله وبقي الرئيس في حيرة عندما تم الإنقلاب على الشرعية ، والحوار الوطني، ولهذا قرار الإصلاح بتأييد عاصفة الحزم لم يكن مخاطرة ، وإنما الوقوف مع الدولة وشرعية الدولة وحقها في إعادة بسط نفوذها، وأعضاء الحزب الذين لاحقتهم الفئة المتسلطة في المحافظات التي تحت أيديها لهم الله ، ولم يكن خيارنا ولم نكن سبباً فيه لأن الإصلاح وجد في موقع المقاومة مع الدولة ، ولم يدَّع على أنه هو الأساس لأن الأساس هي الدولة ومن ساندها من القبائل وغيرها.

 

* هناك من يقول أن الإصلاح قد يكون معذوراً اذا لم يتخذ مثل هذه القرارات والمواقف؟

هذا الكلام فيه حق وباطل، صحيح أن الإصلاح حزب سياسي، ولكنه لم يتنازل ويفقد القيم، والإصلاح جزء من الشعب الذي هب للدفاع عن حريته وكرامته جنباً إلى جنب مع الجيش الوطني، وكلنا في شوق للإنتصار لتحقيق ما يحقق سعادة الشعب اليمني.

 

* يقف الإصلاح مع الشرعية ويقدم التضحيات الجسام جنباً إلى جنب مع الجيش، ما الذي يجعل الحزب يقدم مثل هذه التضحيات دون بقية الأحزاب السياسية، بينما من يقود الدولة هم من أحزاب أخرى وإن كانت من مشاركة له في السطلة فهي مشاركة رمزية ؟

هذا السؤال ايضاً فيه حق وباطل ، أما الحق فهو أن الإصلاح يقف مع الشرعية بصورة مستمرة ويقدم التضحيات والتاريخ شاهد على هذا ويقف جنباً إلى جنب مع الجيش ، والإصلاح كما قلت هو جزء من الشعب وعندما يقوم بواجبه الوطني فهو يقوم بذلك لأنه جزء من الشعب لمناصرة الدولة لاستعادة حقوقه وبالتالي ليس حزب الإصلاح هو الوحيد الحريص على عودة الدولة وإنما الشعب كل الشعب مع الدولة ، ومناصرتها ، والإصلاح لا يقف مع الدولة ومع الجيش من أجل مصالح حزبية ، وأقول لك ولمن سيقرأ ويسمع بأن الإصلاح لم يكن له شروطٌ مقابل مواقفه الوطنية في أي وقت من الأوقات ، وفي أي ظرف من الظروف التي تمر بها اليمن ، وهناك من ينتقد الإصلاح لمواقفه الوطنية بينما الإصلاح لا ينظر لمثل هذا ، لأن الإصلاح لديه مبادئ وقيم تحتم عليه الوقوف مع مصالح الشعب ،ومصلحة الشعب تكمن في الوقوف مع الدولة وسيأتي الوقت الذي يحتكم الناس للدستور والقانون ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب – إن شاء الله.

 

* ما طبيعة الصراع مع الحوثي ؟

الصراع في اليمن هو بين الشرعية وجماعة الحوثي هذه الجماعة التي تقوم بالحرب بالوكالة عن إيران التي تعبث بأمن المنطقة، هذه الدولة التي خرجت من الحرب مهزومة في حرب العراق، وما قوتها اليوم إلا نتيجة تفرق العرب وتشتتهم، وأعود واقول ان طبيعة الصراع مع مليشيا الحوثي ذات بعد إقليمي ودولي ، وسياسي واقتصادي ، ولو كانت الحرب مع الحوثي حرباً طائفية ما بقي حوثي ، لأن أكثرية الشعب تمقت الطائفية.

 

* ما سر عداوة مليشيا الحوثي والجماعات المتطرفة لحزب الإصلاح؟

جماعة الحوثي تنظر إلى من له مبادئ راسخة لا يمكن أن يتنازل عنها ولهذا تجدهم يطالبون الإصلاح بالحوار بحجة أن الإصلاح مستهدف وهي كلمة حق يراد بها باطل ، وإلا لماذا لم يلتزموا نتائج الحوار والاتفاقات التي تمت في الداخل وفي الكويت والسويد وجنيف وغيرها ، ولماذا يتهربون أو يرفضون تنفيذها ، ولو كانوا ينظرون إلى المستقبل نظرة صحيحة لنفذوها ولكنهم يصارعون شعباً لا يؤمن بوصية ولا تقية ولا يمكن أن يخضع لأية جهة مهما كانت ومهما أدعت وقد يأتي الوقت الذي ويستعيد فيه الشعب حقه المسلوب.

 

* هناك من يسأل من داخل الإصلاح وخارجه لماذا لم يتم إنتخاب قيادة جديدة للحزب؟

من يسأل يتجاهل ما قد تم قريباً وليس بعيداً ويتجاهل الوضع الذي نعيشه وعندما يستقر الوضع وينعقد المؤتمر العام ومن خلال مجلس الشورى سيحصل ما يصلح الأمور بإذن الله.

 

* كيف تقيمون دور المرأة الإصلاحية في ظل الظروف التي تعيشها اليمن؟

سؤال مهم وجميل تشكر عليه واقول كما أن هناك في الإصلاح من الرجال جنوداً مجهولين ، هناك نساء مجهولات ، وكما يعمل الرجال الظاهرون في الميدان والنساء الظاهرات في الميدان وأنت تعلمهن ، تعد المرأة بألف رجل أحياناً ، وهناك نساء عملهن عظيم ، ولا تخلو محافظة ولا مديرية ولا قرية من النساء المناضلات ، ونسأل الله لنساء الإصلاح وغير الإصلاح بأن يكلل جهودهن بالنجاح ، وفي ظل الظروف التي تعيشها اليمن ظهرت شجاعة المرأة ، وبسالتها وتضحياتها وصبرها ، ،جعلتنا نتذكر تضحيات الصحابيات، من المهاجرين والأنصار والمرأة كالرجل وأحياناً تفوقه.