الأحد 08-12-2024 18:39:28 م : 7 - جمادي الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار

كلمة رئيس الهيئة العليا الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر – المؤتمر العام الثاني - الدورة الثانية

الإثنين 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2000 الساعة 03 صباحاً / التجمع اليمني للإصلاح - خاص

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه أجمعين وبعد :

الآباء والأخوة العلماء الأفاضل

الأخوة قادة وممثلو الأحزاب والتنظيمات السياسية ..

الأخوة أعضاء مجلس النواب ومجلس الوزراء والمجلس الاستشاري

أصحاب السعادة السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي

الأخوة الضيوف

الأباء والأخوة الأبناء أعضاء المؤتمر العام الثاني .. الحاضرون جميعا :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

يسرني أن أرحب بكم أجمل ترحيب وأشكر لكم استجابتكم الكريمة لدعوتنا وحضوركم حفل افتتاح أعمال الدورة الثانية لمؤتمرنا العام الثاني الذي حرصنا على أن يعقد في موعده التزاما بأحكام النظام الأساسي وتعبيراً عن تمسكنا بالشورى والديمقراطية كخيار لا رجعة عنه وفاءاً للتضحيات الجسام التي قدمها جيل الرواد من الأباء الأحرار على طريق الشورى والحرية .

الحاضرون جميعاًًً :

إننا جزء من هذا العالم ولا نستطيع أن نعزل بلادنا عما يجري فيه من تطورات وما يشهده من تحولات ديمقراطية متسارعة وليس أمامنا إلا أن نعد أنفسنا لمسايرة تلك التحولات وذلك بان نسعى جميعاً لتهيئة المناخات اللازمة لترسيخ التوجه الديمقراطي الوليد وترشيد الممارسة واحاطتها بالضوابط والضمانات التي تكفل تجذيرها ونموها على أسس صحيحة فالديمقراطية ليست شعاراً يردد بل ممارسة وسلوك وهذا يقتضى الالتزام الجاد بالتشريعات والتطبيق السليم لها وعدم السماح بتجاوزها كما يقتضي العمل بجديه لمعالجة الاختلالات التي تعيشها البلاد في مختلف المجالات والتي انعكست سلبا على حياة المواطنين ومعيشتهم وزادت من معاناتهم .

والواقع ان ما تمر به البلاد من أزمات وما تواجهه من تحديات تستدعي تلاحم كل القوى الحريصة على مصلحة اليمن وتوجيه كل الطاقات لاخراجها مما تعانيه ، وذلك يستلزم أن تتشابك الأيدي وان يعمل الجميع بصدق واخلاص وتجرد ، بعيداً عن المماحكات والمكايدات الحزبية وان يجعل الجميع مصلحة اليمن فوق كل المصالح والأهواء .

ومن هذا المنطلق فاننا نؤكد من جديد أننا نمد ايدينا للجميع لنتعاون ونعمل معاً من اجل اليمن وخير ابناء اليمن فبناء حاضرها ومستقبلها واجب على الجميع ومجالات الاتفاق أكثر من مواطن الخلاف فلنتعاون فما نحن متفقين فيه ولنتحاور فيما هو مختلف عليه .

الأخوة والأخوات أعضاء المؤتمر :

إن القضايا التي ستناقشونها في هذه الدورة قضايا هامة وكبيرة تفرضها المرحلة التي تمر بها البلاد وتستوجب منكم التعامل معها بجديه ومسئولية .

فهذه الدورة تنعقد وقد مضى عقد كامل من مسيرة الاصلاح المديدة باذن الله ولا بد لنا من الوقوف وقفة جادة لمراجعة وتقييم ادائنا خلال العقد الماضي لنتعرف على الايجابيات وكيف نستفيد منها في تحسين وتطوير عملنا المستقبلي ، ونكتشف السلبيات لنتلافاها ولا نقع فيها من جديد .

كما أن هذه الدورة هي آخر دورة نعقدها في هذا القرن وبعد أيام قليلة سنستقبل الالفية الثالثة بما تحمله من تحديات ومتغيرات كثيرة تقتضي منا الاستعداد لها والتعامل معها بوعي وادراك وهذا يلقي بعبء كبير على هذه الدورة حيث يتوجب عليكم وضع الخطوط العامة لمسيرة الاصلاح المستقبلية حتى ينطلق الاصلاح في الالفية الثالثة برؤى واضحة وخطى ثابته ويواكب التطورات والمستجدات على هدىً وبصيرة وهذه مهمة ليست سهلة وتحتاج الى جهد ومثابرة كما تحتاج اى سعة افق واستشراف للمستقبل وأسأل الله لكم العون والسداد.

الحاضرون الكرام

منذ ما يقرب من شهرين والشعب الفلسطيني الصامد يتعرض لأعمال القتل والارهاب والعنف الصهيوني وغطرسته وسط صمت دولي مريب وتخاذل عربي واسلامي غريب تجلى بوضوح في نتائج مؤتمرات القمم العربية والإسلامية السلبية والهزيلة رغم استمرار مسلسل الإبادة الذي يقوم به الكيان الصهيوني الغاصب وعلى مرأى ومسمع من العالم كله ورغم النداءات والمناشدات والصرخات التي تنطلق من هنا وهناك لكن دون أي اجراء عملي ملموس لايقاف تلك الأعمال والممارسات الإجرامية الصهيونية ، والتي كشفت أوهام السلام المزعوم وزيف دعاوي التطبيع واسقطت رهانات التسوية وأثبتت أن المقاومة وحدها هي الطريق لاستعادة الحقوق وحماية المقدسات وان الشعب الفلسطيني الصامد في وجه الارهاب الصهيوني والذي يقدم الشهداء كل يوم ويضحي بكل ما يملك قد اختار طريق المقاومة سبيلاً لتحقيق أهدافه واستعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس .

ولذلك فان واجب العرب والمسلمين جميعا دعم هذا الشعب المجاهد بكل أشكال الدعم المادي والمعنوي اللازم لاستمرار الانتفاضة المباركة حتى تتحقق الأهداف المنشودة بإذن الله .

إن ما يجري على أرض فلسطين ليس موجها ضد الفلسطينيين فقط بل هو موجه ضد كل الأمة العربية والإسلامية ويمثل تحديا لها كلها ويضعها أمام مسئولياتها وليس من خيار غير القيام بما تفرضه عليها تلك المسئولية حتى تتمكن من حماية وجودها وهويتها من الخطر الصهيوني القادم وحتى تكون قادرة على الحفاظ على مقدساتها واستعادة أرضها وحقوقها المغتصبة .

وأننا إذ نحيي صمود وتضحيات الشعب الفلسطيني وأطفال الحجارة البواسل فإننا نناشد كل العرب والمسلمين وكل ذي ضمير حى المبادرة إلى تقديم كل دعم ممكن لانتفاضة الأقصى وضمان إستمراريتها بما في ذلك الدعم المادي بالمال والسلاح والدعم المعنوي بقطع كافة أشكال العلاقات مع الكيان الصهيوني والدول التي تسانده ومقاطعة منتجاتها .

في الختام لا يسعني إلا أن اكرر لكم الشكر والتقدير على الحضور كما اشكر كل من ساهم في الإعداد والترتيب لهذا الحفل وإنجاح أعمال المؤتمر وخاصة الأخوة والأبناء قيادة وطلاب الكلية الحربية ورجال الأمن والمرور .

واسال الله أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .