الثلاثاء 11-02-2025 14:18:14 م : 13 - شعبان - 1446 هـ
آخر الاخبار

التجمع اليمني للإصلاح خلال العام 2024.. حضور سياسي واجتماعي في خدمة الوطن (6) مأرب

الإثنين 27 يناير-كانون الثاني 2025 الساعة 11 مساءً / الإصلاح نت-خاص/مأرب

  

طيلة العقد الماضي، كانت محافظة مأرب إحدى أهم المحافظات اليمنية في مواجهة انقلاب مليشيا الحوثي، وقدّمت نموذجًا فريدًا للتلاحم والتكامل السياسي والمجتمعي لمواجهة الخطر الوجودي، وفي إطار الموقف المأربي الموحّد، برز التجمع اليمني الإصلاح بمأرب كواحد من أبرز المكونات السياسية في المحافظة.

حيث شكل التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة مأرب نموذجاً مشرفاً للنضال الوطني، إذ كان ولا يزال في طليعة القوى السياسية التي تصدّت ببسالة لمشروع الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً. فمنذ اللحظات الأولى للانقلاب، جسّد الإصلاح موقفاً وطنياً ثابتاً ينبع من إيمانه العميق بالجمهورية وقيم الحرية والعدالة، حيث عمل على حشد الطاقات السياسية والاجتماعية وتوحيد الصفوف لمواجهة المخاطر التي تهدد اليمن أرضاً وإنساناً.

كما لعب حزب الإصلاح دوراً محورياً في مساندة الدولة اليمنية ودعم الشرعية الدستورية، مستلهماً في ذلك إرثاً وطنياً عريقاً منطلقا من الحفاظ على قيم الثورة والجمهورية والهوية الوطنية، كما ساهم الحزب مع شركائه من الأحزاب والقوى السياسية الوطنية في تعزيز صمود محافظة مأرب، التي أصبحت نموذجاً للدولة اليمنية، ورافداً رئيسياً للمعركة الكبرى ضد المليشيا الحوثية.

هذا التقرير يسلط الضوء على الجهود السياسية التي بذلها حزب الإصلاح في محافظة مأرب خلال العام 2024، وهي الجهود التي تمثلت في تعزيز المواقف الوطنية، ودعم مؤسسات الدولة، والتصدي للمشروع الحوثي، كما يتناول التقرير إسهامات الحزب في الحفاظ على مكتسبات الثورة والجمهورية، ودوره في تعزيز الهوية الوطنية والعمل على استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.

دورة اعتيادية لهيئة شورى الإصلاح بمأرب

عقدت هيئة شورى التجمع اليمني للإصلاح في مأرب مطلع سبتمبر 2024 دورتها الاعتيادية الثانية برئاسة الشيخ عبد الله بن أحمد البازلي، تحت شعار "معاً لتحرير اليمن وترسيخ مبادئ الشورى". سادت الدورة أجواء من الشورى والمحبة وروح النضال، حيث تم استعراض تقرير أداء المكتب التنفيذي للإصلاح خلال المرحلة الماضية، مع مناقشة نشاطاته وإنجازاته التنظيمية.

وفي كلمته، ترحم رئيس الهيئة الشيخ البازلي، على أرواح الشهداء الذين ضحوا في معركة الدفاع عن الجمهورية، مشيداً بدورهم ودور الجرحى والمعتقلين، كما تناول الأوضاع المحلية والوطنية، مشيراً إلى معاناة الشعب اليمني نتيجة الحرب التي فرضتها مليشيا الحوثي، ولفت إلى الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.

وأكدت الهيئة على أهمية تعزيز دور الإصلاح في دعم معركة استعادة الدولة وإنهاء معاناة المواطنين، مشددة على ضرورة التلاحم مع المجتمع وتبني قضاياه، وأشادت بجهود المكتب التنفيذي في تحسين العمل التنظيمي، داعية إلى تطوير الأداء واستمرار العمل في مواجهة التحديات.

كما ثمنت الهيئة دور قبائل مأرب في تعزيز الوحدة وإصلاح ذات البين، داعية إلى اليقظة لمواجهة الأخطار التي تستهدف المحافظة، وطالبت السلطة المحلية بمكافحة الفساد، والحفاظ على الأمن والاستقرار، وتفعيل مبدأ الشفافية والمحاسبة.

وفي بيانها الختامي، أشادت الهيئة بمواقف القوات المسلحة والمقاومة الشعبية في التصدي لمليشيا الحوثي والعناصر التخريبية، ودعت القيادة الرئاسية إلى تحسين أوضاع الجيش والأمن وصرف رواتبهم بانتظام، إلى جانب رعاية أسر الشهداء والجرحى والمعتقلين.

كما طالبت بالإفراج الفوري عن المناضل محمد قحطان وفقاً للقرارات الدولية، وحثت على الاحتفال بالأعياد الوطنية وذكرى تأسيس الإصلاح، وأشادت بالمواقف الأخوية للمملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية.

طريق النضال السلمي

وفي تصريح له بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لتأسيس الإصلاح، أكد رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة مأرب أن الإصلاح وطوال مسيرته السياسية انتهج طريق النضال السلمي لنيل الحقوق والحريات، داعيا كل الأحزاب إلى دراسة المرحلة السياسية التي سبقت سقوط الدولة لأخذ الدروس والعبر لتجنب أخطاء الماضي.

وأضاف الشريف في تصريح لقناة "سهيل": "عندما يستعرض الحزب -أي حزب كان- منجزاته ومحطاته ومسيرته لا بد أن يأخذ الدروس والعبر خصوصًا في هذا الظرف الذي نعيشه اليوم"، مؤكدا أنه "لا حاجة اليوم لاجترار الماضي لما حدث بين الأحزاب".

وأكد رئيس إصلاح مأرب أن "المماحكات التي حدثت في صنعاء بين الأحزاب السياسية هي التي مكّنت الحوثي من السيطرة على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، داعيا جميع الأحزاب السياسية إلى دراسة هذه التجربة التي وصفها بـ"الفاشلة"، التي سبقت سقوط الدولة، والعمل على تجاوزها بكل وطنية وإخلاص حتى يتمكنوا من القضاء على هذا الانقلاب المشؤوم على اليمن.

واستعرض الشريف التجربة الملهمة للأحزاب والقوى السياسية في محافظة مأرب والتي تميزت عن غيرها من المحافظات، حيث كانت الأحزاب جميعا في المحافظة لديها بُعد إستراتيجي وبُعد سياسي، ساهم في بلورة موقف موحد رفضا للانقلاب باعتباره خطرا على اليمن والحياة السياسية برمتها.

وأضاف: "استشعر الجميع في مأرب ووقفوا صفًا واحدًا وكانت لهم كلمة واحدة، سلطة، وجيش، وأجهزة أمنية، وقبائل، ومقاومة، وقوى سياسية، وأصبحوا في خندق واحد"، مؤكدا أن "هذه التجربة الرائدة للقوى السياسية بمأرب ينبغي أن تكون تجربة رائدة ومحطة استلهام لجميع القوى السياسية اليمنية في مختلف المحافظات للمضي نحو إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة اليمنية".

تلاحم أبناء مأرب لمواجهة الغزو الحوثي

وفي الذكرى الثالثة والثلاثين لتأسيس الإصلاح، قال رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة مأرب، الشيخ مبخوت بن عبود الشريف، إن كل شرائح المجتمع المأربي، وأحزابها وقبائلها، رمت بجميع خلافاتها القبلية الثأرية والحزبية السياسية وراء ظهورها، وتلاحمت لمواجهة غزو مليشيا الحوثي.

وأشاد الشريف في حوار صحفي، بدور الأحزاب السياسية في محافظة مأرب، التي ناضلت للدفاع عن الجمهورية، وحماية المكتسبات الوطنية، موضحا أن مأرب رسمت لوحة تلاحم فريدة بين سلطة محلية وجيش وأمن وأحزاب وقبائل، في وجه الانقلاب الحوثي والتصدي لغزوه لمأرب.

وأشار إلى تزامن تأسيس الإصلاح مع حدثين وطنيين عظيمين: تحقيق الوحدة اليمنية وذكرى ثورة سبتمبر، ما منحه قبولًا شعبيًا واسعًا، لافتا إلى أن مأرب شهدت حراكًا كبيرًا، حيث انضمت شخصيات بارزة من مختلف التوجهات السياسية والاجتماعية للإصلاح، الذي يعد امتدادًا للحركة الإصلاحية في اليمن.

وأكد أن الإصلاح كان صمام أمان للمحافظة، خاصة في فترة الاستقطاب الحزبي الحاد بعد الوحدة، حيث استطاع تعزيز وحدة الصف المأربي، وأصبح له تأثير ملموس على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية، لافتا إلى دور إسهام الإصلاح في مأرب في حماية المكتسبات الوطنية والدفاع عن الجمهورية، وكان له دور بارز في التصدي للانقلاب الحوثي منذ عام 2014، حيث تمكن الإصلاح مع القوى الأخرى من تشكيل تلاحم فريد بين السلطة المحلية والقبائل والأحزاب لمواجهة التحديات.

وأكد أن مأرب تحولت إلى رمز للصمود بسبب التلاحم بين القبائل والأحزاب واحتضانها للمُهجَّرين والمنضمين للنضال، حيث تجاوز المجتمع المأربي خلافاته ليواجه العدوان الحوثي، مما عزز مكانة مأرب كعاصمة للشرعية، لافتا إلى أن الإصلاح يحافظ على علاقة إستراتيجية مع أحزاب المحافظة، ما تُوج بإنشاء "التحالف الوطني لأحزاب مأرب"، وهو كيان يجمع القوى السياسية في المحافظة لتحقيق وحدة الصف الوطني.

إحياء ذكرى التأسيس

وبمناسبة ذكرى التأسيس الـ33، أقام المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة مأرب احتفالاً بهذه المناسبة، وسط حضور كبير من قيادات وأعضاء الحزب والقيادات السياسية والاجتماعية وممثلي منظمات المجتمع المدني.

وفي كلمته خلال الاحتفال، عبّر نائب رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح، عدنان العديني، عن تحيات قيادة الحزب وتهانيهم بهذه المناسبة الوطنية، موجهاً التحية للمناضل محمد قحطان، والأسرى، المختطفين، والجرحى، ولأرواح الشهداء الذين ضحوا دفاعاً عن الجمهورية.

وأكد العديني أن ذكرى التأسيس ليست مجرد احتفال، بل تجسيد لصمود الجمهورية وثوابتها في وجه محاولات الهيمنة والإقصاء، مشيراً إلى دور الإصلاح الريادي في مقاومة الانقلاب الحوثي، والعمل جنباً إلى جنب مع بقية المكونات السياسية والقبائل في الدفاع عن الهوية اليمنية والنظام الجمهوري.

كما أشاد بدور المرأة الإصلاحية، التي وصفها بالاستثنائية والمدهشة في مختلف ميادين النضال والبناء، مؤكداً على إسهاماتها الفاعلة في الحياة السياسية والاجتماعية ووقوفها بشجاعة في مواجهة التحديات.

من جانبه، ألقى رئيس الدائرة السياسية للإصلاح بمأرب، الوعيل الأغبس، كلمة أكد فيها على دور الحزب كرافعة حقيقية للمشروع الوطني ومدرسة ديمقراطية أثبتت حضورها عبر العقود الماضية، مشيداً بدور أبناء مأرب في التصدي للمشاريع العنصرية المستوردة والوقوف صفاً واحداً مع القوات المسلحة والمقاومة الشعبية في معركة استعادة الدولة.

وفي كلمة الأحزاب السياسية، هنأ نائب رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام، سعود اليوسفي، حزب الإصلاح بذكرى تأسيسه، مشيداً بدوره الريادي في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر والنظام الجمهوري، ومواجهة المشروع الحوثي الإيراني، مجددا العهد على مواصلة النضال وبذل التضحيات من أجل استعادة الجمهورية، والدفاع عن هوية اليمنيين وحقوقهم المشروعة في الحرية والكرامة.

وأكد نائب رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام على أهمية توحيد الجهود الوطنية والالتفاف حول القيادة الشرعية للدفع بعجلة النضال واستعادة الدولة، مشددا على ضرورة تمكين المرأة اليمنية من دورها الوطني، ومعالجة التحديات الاقتصادية التي تثقل كاهل المواطنين.

وفي كلمة المرأة، أكدت القيادية في إصلاح مأرب أمل دحوان، على دور المرأة اليمنية، وخصوصاً المرأة الإصلاحية، في مسيرة النضال الوطني، مشيرة إلى التضحيات التي قدمتها النساء في الدفاع عن الجمهورية وحماية مكتسباتها. وشددت دحوان على أهمية تمكين المرأة وإشراكها في كافة المجالات لتعزيز العمل الوطني والإنساني.

السير على درب الأحرار

وبمناسبة احتفالات شعبنا اليمني بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وتأسيس حزب الإصلاح، أكد القيادي في إصلاح مأرب، الأستاذ محمد اليوسفي، أن سبتمبر شهر الحرية والاستقلال وشهر الثورات والإجماع الوطني والتعددية السياسية، وأيضا هو ذكرى مطارح نخلا بمحافظة مأرب.

وأكد في تصريح لقناة "سهيل"، أن سبتمبر شهر جمع كثيرا من الذكريات، وهو تأكيد على مواصلة اليمنيين السير في مقارعة النظام الإمامي والكهنوت، هذا النظام البائد الذي جثم على صدور اليمنيين، ووجدناه يتجدد بعد مضي أكثر من ستة عقود، وهذا الأمر لا يمكن لليمنيين أن يقبلوه، لأن اليمنيين عاشوا الحرية، ولذا لا يمكن أن يرضوا بالإمامة الحوثية.

بدوره، قال القيادي في إصلاح مأرب، الأستاذ محمد الحاج صويلح، إن اليمنيين أطلّ عليهم النور في الـ26 سبتمبر 1962، وفي كل عام وهذه الذكرى تمر على اليمنيين وتليها ذكرى الرابع عشر من أكتوبر والثلاثين من نوفمبر، تتوالى الذكريات الجميلة على اليمنيين في هذا الشهر المبارك، ومنها ذكرى تأسيس التجمع اليمني للإصلاح، والذكرى العاشرة لمطارح نخلا بمحافظة مأرب والتي حافظت على ما تبقى من أمانة الجمهورية في لحظاتها الأخيرة.

من جهته، قال الشيخ مجاهد بن معيلي القيادي في إصلاح مأرب: "إنه وتزامنا مع ذكرى الثورة اليمنية العظيمة 26 سبتمبر نحن في التجمع اليمني للإصلاح نجدد العهد والولاء بالحفاظ على مكتسبات الثورة، ومحاربة ومقارعة الكهنوت، هذه الشرذمة الطاغية التي جاءت لتدمير اليمن ومكتسبات الثورة اليمنية".

من ناحيته، قال القيادي في إصلاح مأرب خالد المعافا، إنه وتزامنا مع ذكرى 26 سبتمبر، وتأسيس الإصلاح، يعيش الشعب اليمني هذه الاحتفالات، ويتذكر معها شهداءه وجرحاه الذين قدموا أرواحهم من أجل هذه القضية وهذا الوطن، مؤكدا مواصلة السير على خطاهم ودربهم حتى تحرير كل شبر في اليمن.

قحطان رمز الديمقراطية

وبالتزامن مع الذكرى التاسعة لاختطاف الشخصية الوطنية الأستاذ محمد قحطان، أكد رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة مأرب، الوعيلي الأغبس، أن اختطاف الشخصية الوطنية الأستاذ محمد قحطان يعتبر اختطافا للعمل السياسي.

وقال الوعيلي، في تصريحات صحفية، إن محمد قحطان رمز للديمقراطية وأيقونة للتعددية السياسية والقبول بالآخر عبر الوسائل الدستورية المشروعة، مؤكدا أن اختطاف قحطان وأد للتعايش السلمي ومحاولة للعودة بالوطن إلى الحكم الكهنوتي القائم على مبدأ العبد والسيد، وهذا مستحيل.

يأتي ذلك في وقت اكتملت فيه عشر سنوات على قيام مليشيا الحوثي العنصرية باختطاف وإخفاء رجل الحوار والسياسة، وأحد أبرز القامات السياسية والوطنية في اليمن، عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح الأستاذ محمد قحطان، في 5 أبريل من العام 2015، ولا يزال قحطان مخفياً لدى مليشيا الحوثي، رغم صدور قرار مجلس الأمن في العام 2015، والذي قضى بإطلاق أربعة من القيادات العسكرية والمدنية الذين اختطفتهم المليشيا، فيما بات يعرف بالمشمولين بالقرار الأممي 2216.

كلمات دالّة

#اليمن