الجمعة 17-01-2025 21:33:35 م : 18 - رجب - 1446 هـ
آخر الاخبار

الإصلاح في المحافظات الجنوبية خلال 2024.. حراك سياسي واجتماعي في خدمة الوطن (4) شبوة وسقطرى

السبت 11 يناير-كانون الثاني 2025 الساعة 07 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

في الحلقة الرابعة من هذه السلسلة، نواصل رصد وتوثيق أنشطة حزب التجمع اليمني للإصلاح في المحافظات الجنوبية خلال العام 2024، وفي هذه الحلقة سنسلط الضوء على الدور الفاعل للحزب في محافظتي شبوة وأرخبيل سقطرى، جنوب شرقي اليمن، اللتين أكد فيهما الحزب تفاعله مع قضايا المجتمع وتعزيز التلاحم الوطني بين مختلف المكونات السياسية.

تشير هذه الأنشطة إلى حجم الجهود المبذولة لكل الكوادر الإصلاحية في المحافظات الجنوبية والذين يسعون لاجتراح العمل السياسي رغم التحديات التي يواجهها الوطن منذ انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة، حيث يبرز الإصلاح كقوة فاعلة تؤكد حضورها السياسي والاجتماعي في مختلف المحافظات.

كما تعكس هذه الأنشطة والمبادرات التي نفذها الإصلاح في المحافظات الجنوبية، سقطرى وشبوة تحديدًا، ثباته في دوره الريادي المستند إلى إرث طويل من التضحيات والنضال الوطني، حيث يعمل الإصلاح لتعزيز الوحدة الوطنية، وترسيخ مبادئ الشراكة والتنمية.

اصطفاف السقطريين

في هذا الصدد، أقام المكتب التنفيذي لحزب التجمع اليمني للإصلاح في محافظة أرخبيل سقطرى مهرجانًا خطابياً وفنياً بمدينة حديبو بمناسبة الذكرى الـ 34 لتأسيس الحزب، وتضمنت الفعالية كلمات ألقت الضوء على دور الحزب في تعزيز مكتسبات ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، ومواجهة الفكر الحوثي العنصري والمشروع الإيراني.

وفي هذا الصدد، أكدت كلمة وكيل محافظة سقطرى، د. عيسى مسلم، على دور الإصلاح كصوت وطني يقاوم التحديات، داعيًا إلى الاصطفاف لتحقيق حقوق سكان الأرخبيل في التنمية والميزانية والوظائف، مؤكدا أن الإصلاح هو الشمس التي لا تغيب عن اليمن، فحيثما وجد الإنسان اليمني حل الإصلاح الذي يتواجد في كل قرية ووادٍ ومدينة.

وقال الوكيل مسلم: "إننا نتجرع السنة العاشرة من الحرب ضد النبتة الإيرانية الخبيثة التي انقلبت على الدولة، وتريد أن تعيدنا إلى مربع الكهف والكهنوت، متناسية أن اليمنيين ناضلوا في سبتمبر ضد ثالوث الفقر والجهل والمرض، وطالما هناك صوت يصدح بالحق ويد تقاوم وتقاتل هذه النبتة فلن يحدث ذلك".

وأشار إلى أن أبناء سقطرى عانوا من التبعية لسنوات وناضلوا، حتى إعلان أرخبيل سقطرى محافظة، واعتبره إنجازاً لاصطفاف السقطريين ونضالهم، موضحاً أن واجب النضال اليوم من أجل حصول المحافظة على حقها في الميزانية كاملة وعلى مستحقاتها من الوظائف في السلك المدني والعسكري أسوة ببقية المحافظات، وإدراجها في خطط التنمية لما لها من تميز جغرافي وإرث ثقافي وتنوع حيوي فريد.

من جانبه، أشار الأمين المساعد للحزب في المحافظة، أحمد سالم حمودي، إلى تضحيات الحزب ودوره في غرس قيم الحرية والاعتدال، والعمل مع القوى الوطنية لتحصين المجتمع، لافتا إلى أن ذكرى تأسيس الإصلاح تأتي لتبعث روح الأمل والتفاؤل للعمل الدؤوب والتفاني المستمر والالتحام مع الجماهير، وتفعيل العمل الثقافي والسياسي والتوعوي والاجتماعي لتحصين المجتمع من خطر الفكر الحوثي العنصري والمشروع الإيراني.

وأكد حمودي أن الإصلاح يعمل على توسيع دائرة الشراكة، والعمل مع الخيرين، والاصطفاف مع كل القوى الوطنية للقضاء على هذه الأفكار المعوجة والآراء المتطرفة، ويسعى إلى غرس قيم الحرية ونهج الوسطية والاعتدال منهجا وسلوكاً في واقع الناس.

وشددت رئيسة دائرة المرأة في إصلاح سقطرى، وفاء سالم، على دور المرأة الإصلاحية، ودعت السلطة المحلية إلى التركيز على توفير الخدمات الأساسية للمواطنين، حاثة السلطة المحلية على القيام بدورها والعمل مع كل المكونات السياسية، وجعل المواطن محل اهتمامها وتوفير الخدمات له، بدلاً من الانشغال بأمور ثانوية بعيدة عن احتياجات المواطنين ومتطلباتهم.

دور فاعل للمرأة السقطرية

وفي إطار جهودها المستمرة لتعزيز القيم وترسيخ دور المرأة في بناء المجتمع، نظمت دائرة المرأة في المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة أرخبيل سقطرى، مطلع نوفمبر 2024، ندوة تربوية بعنوان "دور المرأة في غرس القيم الأخلاقية في المجتمع".

ناقشت الندوة ثلاثة محاور رئيسية، الأول دور المرأة في التربية الإنسانية، وأهمية دور المرأة في بناء أجيال واعية وأخلاقية، والثاني غرس القيم الأخلاقية، قدمته وفاء سالم منيباري، موضحة دور المرأة في نشر المبادئ الأخلاقية بالمجتمع، والثالث نماذج من التربية في الإسلام، استعرضته الدكتورة منال يحيى، مقدّمة أمثلة عملية بخصوص التربية الإسلامية.

وقد عبّرت المشاركات عن تقديرهن لهذه المبادرات التي تسلط الضوء على أهمية دور المرأة، مشيدات بدور المرأة الإصلاحية في نشر القيم الإسلامية النبيلة وتعزيز مكانتها في المجتمع، وأكدن على أن التربية الأخلاقية التي تزرعها المرأة تعزز الهوية الوطنية وترسخ المبادئ السياسية، مثل حماية مكتسبات ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، ومواجهة التحديات الخارجية.

وأكدت المشاركات على أهمية الدعوة إلى تنظيم دورات وورش عمل تربوية لتعزيز الوعي السياسي للأمهات والمعلمات، وتشجيع المرأة على المشاركة في برامج سياسية تربوية تخدم المجتمع وتدعم استقراره، إضافة إلى دور المرأة في زراعة القيم التربوية وتأثيرها في استقرار المجتمع ونهضته.

الإصلاح ومساندة الدولة

وفي إطار الأنشطة التي نفذها التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة أرخبيل سقطرى، أقام المكتب التنفيذي للإصلاح بالمحافظة، مأدبة إفطار وأمسية رمضانية، بحضور شخصيات اجتماعية وشبابية بالمحافظة.

وخلال الندوة، أكد رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة سقطرى، أحمد جمعان سعد، أن الإصلاح حاضر في كل محافظة من محافظات الجمهورية، ومساند للدولة وحامل للمشروع الوطني، في ظل المؤامرات الكبيرة على الوطن من الداخل والخارج، مؤكدا أن شهر رمضان مدرسة للصمود والثبات أمام المتغيرات التي تمر بها الأمة، وعبر عن استنكار الحزب للمجزرة التي ارتكبتها مليشيات الحوثي الإرهابية في مدينة رداع في شهر رمضان، وما خلفته من قتلى وجرحى أغلبهم نساء وأطفال قضوا تحت ركام المنازل التي فجرتها المليشيا، مشيرا إلى أن هذه الممارسات ليست جديدة على الحوثيين.

وأكد رئيس إصلاح سقطرى وقوف أبناء سقطرى مع الشعب الفلسطيني، وتضامنهم معه أمام ما يعانيه من قتل وإبادة وتجويع من قبل قوات الاحتلال الصهيوني في ظل صمت مطبق من قبل المجتمع الدولي، الذي يدعي زورا مساندته للإنسانية ووقوفه مع الشعوب المضطهدة.

تجسيد قيم الإصلاح وترسيخ مواقفه الوطنية

كما أقام حزب التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة شبوة عددا من الفعاليات والأنشطة خلال العام 2024، والتي عكست في مجملها رؤية الإصلاح المتمثلة في تعزيز التعاون المجتمعي وترسيخ القيم الوطنية لتحقيق تطلعات أبناء شبوة واليمن.

وفي هذا الصدد، نظم التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة شبوة ندوة سياسية في مدينة عتق بمناسبة الذكرى الـ34 لتأسيس الحزب، بحضور نخبة من القيادات الاجتماعية والسياسية، تضمنت الندوة أربعة محاور، الأول تناول قيم ومبادئ الإصلاح، حيث أشار أحمد صالح حماد، رئيس الدائرة الاجتماعية، إلى أهمية تعميق قيم الإصلاح المستمدة من الحضارة والتاريخ اليمني، وتعزيز التآلف والانسجام في المجتمع، كما شدد على توحيد كلمة المجتمع الشبواني وإصلاح ذات البين.

وفي المحور الثاني الذي حمل عنوان "علاقة الإصلاح مع الأحزاب والمكونات السياسية"، أكد أحمد طلان الحارثي، رئيس هيئة الشورى المحلية، على أهمية التعاون والتفاهم بين الإصلاح والأحزاب السياسية لخدمة المحافظة، مع الإشارة إلى التفاهمات والتواصل السابق لتحقيق مصالح المواطنين.

واستعرض صالح علي زبين المصعبي، رئيس الدائرة الانتخابية والقانونية، في المحور الثالث الذي حمل عنوان "أهداف وخصائص الإصلاح"، استعرض أهداف الإصلاح المعلنة التي تسعى لتحقيق رفعة الشعب اليمني وتعزيز الحياة الكريمة، موضحًا أن هذه الأهداف تستند إلى وثائق الحزب وبرامجه.

فيما تطرق رئيس دائرة التخطيط والتنمية البشرية، عادل الخليفي، في المحور الرابع الذي حمل عنوان "أدوار الإصلاح الوطنية"، تطرق إلى دور الإصلاح في الحفاظ على أمن شبوة واستقرارها، ووقوفه بجانب المصالح العامة لأبناء المحافظة في مختلف المراحل.

وشهدت الندوة نقاشات مستفيضة حول دور الإصلاح الفاعل في تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على النظام الجمهوري ومساندة الدولة، وتوطيد العلاقة بين الأحزاب والمكونات السياسية في المحافظة، كما ناقش الحضور أدوار الإصلاح السياسية والاجتماعية، وقدموا مقترحات لتطوير أداء الحزب، مع تقييم شامل للواقع السياسي الراهن والتحديات المستقبلية.

وحدة الصف وتغليب المصلحة العامة

وفي إطار تفاعله المستمر مع القضايا الوطنية والمحلية، أصدر التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة شبوة مطلع أبريل 2024 بيانًا هامًا بمناسبة الظروف التي تشهدها المحافظة، مؤكداً على أهمية وحدة الصف بين أبناء شبوة بمختلف مكوناتهم السياسية والاجتماعية.

وشدد الحزب في بيانه على ضرورة استمرار الشراكة والتعاون بين جميع القوى السياسية والمجتمعية تحت سقف مصلحة شبوة العليا، مع التأكيد على أن المحافظة بموقعها التاريخي وحضورها الوطني الفاعل لا يمكن أن تقبل بالتفرد أو الاستئثار، مؤكدا التزام الإصلاح بمواصلة النضال لتحقيق الأهداف الوطنية، وحث على تظافر الجهود من أجل رفعة شبوة وتنميتها، كما أكد على ضرورة تعزيز خطاب سياسي واعٍ ومتزن يراعي مصلحة المحافظة ويجمع صفوف أبنائها.

وأوضح أن شبوة كانت حاضرة ومؤثرة في جميع مراحل العمل الوطني، ويجب أن تبقى كذلك، وكان حضورها جليا في التصدي للمشروع الإيراني، مشيرا إلى التضحيات الكبيرة لأبناء شبوة في مواجهة المشروع الإيراني منذ الانقلاب على الدولة وإلى اليوم، وسطروا ملاحم من البطولة والفداء، تستوجب من الجميع سلطة محلية وقوى ومكونات سياسية واجتماعية الوفاء لها بالحفاظ على الأهداف والمبادئ التي قدمت لأجلها هذه التضحيات.

وأكد الإصلاح بشبوة أن الحاجة ماسة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى وجود خطاب سياسي راشد يستلهم من التاريخ البعيد والقريب دروسه ومن الواقع كل ضروراته ومتطلباته، خطابا يسمو فوق الصغائر ويستعلي على الأنانية وينبذ الكراهية، موضحاً أنها مسؤولية جماعية القيام بها واجب يقع على عاتق جميع المكونات، داعيًا كل رواد التوجيه ومنابر الإعلام والتواصل إلى خطاب إعلامي يجمع الكلمة ويوحد الصفوف ويسهم في تغليب مصالح شبوة العامة على أي مصالح أخرى.

التلاحم بين مكونات المجتمع

وفي إطار تعزيز التلاحم والتعاون بين مكونات المجتمع السياسية والاجتماعية في محافظة شبوة، أقام المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بشبوة الملتقى الرمضاني السنوي ومأدبة الإفطار للكوادر السياسية العاملة في الساحة السياسية للإصلاح، بهدف توطيد العلاقات بين مختلف القوى السياسية في المحافظة، وتبادل الآراء حول كيفية تعزيز الشراكة والعمل الجماعي من أجل النهوض بالمحافظة وتحقيق التنمية المستدامة.

وخلال اللقاء، أكد رئيس الدائرة السياسية بالمكتب، سالم محسن صائل، أهمية بناء علاقات سياسية مع القوى والمكونات المختلفة لتعزيز مكانة المحافظة وتنميتها، ورحب صائل بكل الدعوات للحوار الشامل بين المكونات السياسية والاجتماعية بهدف تعزيز الشراكة وتحقيق طموحات أبناء شبوة.

كما شدد القيادي في إصلاح شبوة، صالح مهدي حنيشان، على أهمية التعاون بين شرائح المجتمع والتغلب على المصالح الخاصة لصالح المصلحة العامة، بينما أكد رئيس الدائرة الاجتماعية، الشيخ أحمد صالح حماد، على ضرورة الحفاظ على النسيج الاجتماعي والتعاون لحل القضايا التي تمزق المجتمع.

اللقاء أكد على ضرورة توحيد الصفوف لمواجهة التحديات الأمنية، خاصة الخطر الحوثي، ودعا الحكومة إلى منح محافظة شبوة الاهتمام الكافي من حيث التنمية والتعليم. وفي ختام اللقاء، تم التأكيد على أهمية توحيد صف أبناء شبوة للعمل بروح الفريق الواحد، كما استنكر المشاركون الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين في غزة.

الحفاظ على النسيج الاجتماعي

كما شارك حزب الإصلاح بشبوة في اجتماع المجلس التنسيقي للأحزاب السياسية في المحافظة والذي عقد نهاية مارس 2024 بمدينة عتق عاصمة المحافظة، حيث تم الوقوف على آخر المستجدات على مستوى المحافظة، ودعت الأحزاب السياسية أبناء المحافظة إلى الحوار فيما بينهم لحل الخلافات ومواجهة التجاذبات التي تسعى لتفكيك النسيج الاجتماعي بالمحافظة.

وفي الاجتماع قدّم حزب البعث العربي الاشتراكي القومي ورقة عمل تضمنت بعض النقاط التي تهدف إلى توحيد النسيج الاجتماعي في المحافظة وتحقيق شراكة مجتمعية لكل أبناء شبوة. وفي البيان الصادر عن الاجتماع، دعا المجلس التنسيقي للأحزاب "أبناء شبوة جميعا إلى رص الصفوف والدخول في حوار جاد ومسؤول يوحد موقف أبناء المحافظة والابتعاد عما يفرقهم".

ووفق البيان، فقد "تطرق المجتمعون إلى ما تشهده شبوة من تجاذبات سياسية ومجتمعية لا تخدم المحافظة، وتسهم في تفكيك النسيج الاجتماعي، وتضعف موقف أبناء شبوة في المشهد السياسي العام". كما تناول الاجتماع "الوضع الاقتصادي المتدهور، والذي يتسع يوماً بعد يوم"، مطالبا "الحكومة بالقيام بواجبها في تحسين الوضع المعيشي للمواطن".

وذيل البيان بتوقيع مجلس الأحزاب السياسية المشاركة وهي: حزب البعث العربي الاشتراكي القومي، الحزب الاشتراكي اليمني، حزب جبهة التحرير، التجمع اليمني للإصلاح، حزب الرابطة اليمنية، اتحاد القوى الشعبية.

وهكذا يظل التجمع اليمني للإصلاح في سقطرى وشبوة نموذجًا حيًا للقوى السياسية والاجتماعية التي تبذل كل جهدها في سبيل رفعة الوطن وتعزيز وحدته، حيث أثبت الحزب خلال السنوات الماضية قدرته على التكيف مع التحديات الداخلية والخارجية، واستمر في تعزيز علاقاته مع جميع المكونات الاجتماعية والسياسية، ساعيًا لخلق بيئة من الشراكة والتعاون بين الجميع.