فيس بوك
جوجل بلاس
رئيس الهيئة العليا للإصلاح يلتقي قائد القوات المشتركة للتحالف العربي لدعم الشرعية
الإصلاح بتعز يدعو قيادة السلطة المحلية إلى تحمل مسؤولياتها في إيجاد معالجات عملية للمعلمين
التكتل الوطني للأحزاب يشدد على إيجاد حلول سريعة للتدهور الاقتصادي بما يخفف من معاناة الشعب
اليدومي والآنسي يهنئان التربوي المحرر فهد السلامي ويثمنان صموده في سجون مليشيا الحوثي
الإصلاح في المحافظات الجنوبية خلال 2024.. حراك سياسي واجتماعي في خدمة الوطن (4) شبوة وسقطرى
هيئة شورى الإصلاح بحضرموت تشدد على أولوية تنمية المحافظة ومبدأ الشراكة (نص البيان)
هيئة شورى الإصلاح بحضرموت تعقد دورتها الاعتيادية وتقف أمام المستجدات بالمحافظة
أحزاب البيضاء تدين جرائم مليشيا الحوثي في قيفة وتدعو للتحرك العاجل لتحرير المحافظة
التكتل الوطني يطالب الحكومة بحماية شعبها واتخاذ إجراءات حقيقية للخلاص من مليشيا الحوثي
إصلاح حضرموت يرحب بقرارات الرئاسي لتطبيع الأوضاع بالمحافظة واستقرارها وتنميتها
على امتداد المواجهات المسلحة بين مليشيا الحوثي الانقلابية والجيش الوطني والمقاومة الشعبية منذ عقد من الزمان، مثلت محافظة الجوف نقطة إستراتيجية وموقعا هاما للمعارك الدائرة بين الجانبين، إذ شهدت المحافظة معارك شرسة نتيجة لموقف المحافظة الرافض لتوسع نفوذ المليشيا الحوثية المتمردة، وإصرارها على الانتقام من أبناء المحافظة، حيث كلف ذلك الموقف الوطني الكثير من التضحيات في الأرواح والممتلكات في سبيل دحر الانقلاب.
وقد اكتسبت محافظة الجوف أهمية خاصة نظراً لموقعها في الصراع الدائر في اليمن، إضافة إلى كونها تمثل خزاناً ضخماً للنفط في البلاد، وهو ما اعتبره مراقبون أحد المحفزات في استماتة المليشيا الحوثية للسيطرة عليها، كما تعد الجوف أكبر المحافظات الشمالية مساحة، إذ تصل إلى 39 ألفا و400 كيلومتر مربع، إضافة إلى حدود مفتوحة إلى الغرب مع محافظتي صعدة وعمران (الخاضعتين لسيطرة الحوثيين)، كما تشكل خطراً على محافظة مأرب المتاخمة لها، والتي تنطلق منها عمليات القوات الحكومية والمقاومة الشعبية ضد الحوثيين، ما يعني أن استيلاء مليشيا الحوثي عليها يعزز من حظوظها في تأمين معاقلها.
رائد وقائد
ويعتبر التجمع اليمني للإصلاح أبرز المكونات اليمنية في محافظة الجوف التي انخرطت في التصدي لمشروع الانقلاب، وأكثرها فاعلية وحضورا في الساحتين السياسية والعسكرية، يتجلى ذلك من خلال أدواره الفاعلة، ومواقف أعضائه الثابتة، وحجم التضحيات التي قدمها الحزب في مواجهة الانقلاب.
ومنذ العام2011، شهدت محافظة الجوف معارك ضارية وحملات واسعة شنتها المليشيا الحوثية على المحافظة بهدف اقتحامها والسيطرة على مديرياتها المترامية، زادت حدتها وضراوتها منذ العام 2015 استكمالا لما بدأته في صعدة وعمران وصنعاء وغيرها من المحافظات من اجتياح وتخريب، وعلى إثر ذلك وبالتعاون مع قوات الحكومة الشرعية دفع الإصلاح بأعضائه وبمختلف مستوياتهم لمواجهة المليشيا الحوثية بما تحمل من حقد وكراهية، وتداعى أعضاء الإصلاح قيادات وقواعد، ملتحمين مع أبناء المحافظة لمواجهة مليشيات الحوثي بإمكانيات متواضعة، مقارنة بما لدى المليشيا المتمردة من أسلحة متوسطة وثقيلة نهبتها من معسكرات الدولة.
ووفقا لبيانات إصلاح الجوف، فإن من خسرهم الحزب في حروبه مع مليشيا الحوثي الانقلابية هم من القيادات البارزة في الحزب، حيث فقد العديد من قيادات الصف الأول منهم 13 قياديا من أعضاء مكتبه التنفيذي، والذين استشهدوا أثناء المواجهات مع المليشيا الحوثية في المعارك المتجددة بين الفينة والأخرى على أكثر من جبهة منذ ما يقارب من عقد.
كما استشهد رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح بالجوف ورئيس مؤسسة نبأ للإعلام، مبارك العبادي، منتصف العام 2016، جراء سقوط قذيفة هاون أثناء تغطيته لمعارك اندلعت في مديرية الغيل بين قوات الشرعية والانقلابيين.
أدوار متعددة
وبحسب رئيس المكتب التنفيذي في المحافظة، محمد صالح محسن، فقد سجل التجمع اليمنى للإصلاح "أدوارا نضالية بارزة في مواجهة التيار الإيراني منذ إعلان التعددية السياسية مطلع التسعينيات، وعمل على تصحيح الفكر وترسيخ القيم الإسلامية الأصيلة، فى منطقة كان هذا التيار يراهن عليها منذ زمن طويل".
ويضيف رئيس المكتب التنفيذي: "حمل الإصلاح المشروع الوطني وغرس المبادئ التي تؤمن بالمساواة والحرية والعيش المشترك، وناهض بقوة كل مشاريع التعصب والتخلف والعنصرية، وصد زحوف الفكر العنصري فكرياً وعسكرياً، ودفع الثمن غاليا من أعز أبنائه وأنصاره، في وقت كان البعض يتجنى على الإصلاح غير مدركين خطورة المشروع الحوثي حتى وقع الفأس فى الرأس كما يقال".
وعن إسناده لعاصفة الحزم يقول محسن: "كان الإصلاح أول من ساند قرار عاصفة الحزم واعتبره قرارا تاريخيا للعرب في مواجهة المشروع الإيراني الرامي لاجتياح المنطقة، كما اعتبره تلبية لواجب النصرة وتأكيد مضامين الدفاع المشترك، فهي بحق علامة مضيئة في تاريخ العرب ودور بارز للمملكة تجاه عمقها اليمني".
أما عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ورئيس الدائرة السياسية للحزب بالجوف، خالد الشراري، فيقول: "كان للإصلاح وما زال الموقف المشرف والقوي على مستوى الجمهورية وبمحافظة الجوف بوجه خاص في مواجهة المليشيا الانقلابية ومشروعها، ولا ينكر أو يجحد ويقلل من دور الإصلاح إلا شخص غير واقعي ولا يسعى للحقيقة والإنصاف".
سياسة انتقامية
وقد ركزت مليشيا الحوثي على استهداف قيادات الإصلاح ونهب واحتلال مقراته ومنازل قياداته وتفجيرها، كتعبير على سياستها ونهجها الإجرامي، وتحدٍّ واضح لكل القوانين الإنسانية، فقد عملت المليشيا الانقلابية على تفجير العديد من منازل قيادات الحزب في المحافظة وفجرت المقرات والمؤسسات، وهي وسيلة انتقامية تمارسها المليشيا لإرعاب المخالفين والخصوم.
وبحسب تصريحات لمسؤول في المكتب التنفيذي لإصلاح الجوف، فقد باشرت المليشيا الحوثية بتفجير مقر المكتب التفيذي بالحزم عاصمة المحافظة في يوليو من العام 2015، وفجرت مقرين في مديرية خب والشعف، بالإضافة إلى نهب 9 مقرات ومؤسسات تابعة للإصلاح في المحافظة، كما فجرت عشرات المنازل لقيادات الحزب في الجوف، أبرزها تفجير منزل الشيخ حسن أبكر، الذي يعتبر من أبرز الشخصيات في الجوف، وأكثر من تكن له المليشيا الحقد والكراهية، باعتباره أبرز قيادات المقاومة في محافظة الجوف، حيث قاد مقاومتها قبل أن تتكون المقاومة الشعبية في بقية المحافظات.
ففي منتصف العام 2014، كان حسن أبكر القيادي البارز في حزب الإصلاح يقود مقاومة شرسة في مواجهة المليشيا الحوثية، قدمت خلالها محافظة الجوف مئات الشهداء والجرحى، وضحى فيها الإصلاح بالكثير من منتسبيه وقدم فيها القيادي حسن ابكر العديد من أقاربه بين شهيد وجريح بينهم بعض أبنائه.
وفي نهاية العام 2015، فجرت مليشيا الحوثي منزل القيادي الشيخ صالح الروسا، والذي يعتبر أحد كبار مشايخ ووجهاء محافظة الجوف وأحد أبرز قادة المقاومة الأوائل، وتعرض لعدة إصابات وهو يقاوم مليشيا التمرد الحوثية وهو في مقدمة الصفوف في معركة تحرير المحافظة من المليشيا العنصرية.
كما تعرض العشرات من قيادات وأعضاء الإصلاح للاختطاف في محافظة الجوف على أيدي المليشيا الحوثية وبادلتهم بأسرى حرب من مقاتليها في الجبهات.
موجة إرهاب
هذه الضريبة التي قدمها الإصلاح في الأرواح والممتلكات وإن كانت الأعلى بين المكونات السياسية والاجتماعية في محافظة الجوف، إلا أنها لم تكن الوحيدة التي قدمت في سبيل التصدي للمد الحوثي الإيراني وعملية الانقلاب التي قادتها مليشيا الحوثي، فقد طالت موجة الإرهاب والتخريب الحوثية مختلف المكونات والممتلكات داخل المحافظة.
وكشف مكتب حقوق الإنسان في محافظة الجوف، في وقت سابق، عن ارتكاب مليشيا الحوثي الانقلابية 5600 حالة انتهاك بحق أبناء مديرية الغيل، خلال الفترة من 2011 وحتى 2016 فقط، حيث شملت الانتهاكات التفجير والتدمير للمنازل والممتلكات الخاصة والعامة، بالإضافة إلى القتل والإصابة والاستهداف والتهجير.
وذكر التقرير أن (107) منازل تم تفجيرها وتدميرها بشكل كلي، في حين تضرر (289) منزلا، و(3) مدارس حكومية، مدرستان منها بشكل كلي، وتضرر قسما شرطة في مركز المديرية.
كما تسببت هجمات مليشيا الحوثي وإرهابها في تضرر وإتلاف (71) مزرعة، رافقها عمليات نهب لمضخات وآبار المياه، ونهبت (3) مضخات مشاريع مياه، إحداها تضررت نتيجة مقذوف أطلقه الحوثيون.
وعن الضحايا المدنيين في الغيل بالجوف، كشف التقرير أن المليشيا الحوثية قتلت (23) مدنيا بينهم (3) نساء و(7) أطفال، جراء الألغام والقصف العشوائي، بينما أصيب ( 68) مدنيا بينهم (14) امرأة و(10) أطفال، نتيجة المقذوفات والقصف العشوائي والألغام التي زرعتها المليشيا، بالإضافة إلى التسبب في إعاقة (8) حالات، بينهم (5) ذكور و(3) إناث، وكذا إصابة (28) حالة من النساء والأطفال بآثار نفسية.
وقال التقرير إن (11) سيارة تعرضت لتدمير كلي نتيجة الألغام التي زرعتها المليشيا في الطرقات والمناطق السكنية في مديرية الغيل.
وأشار التقرير إلى جرائم التهجير القسري حيث تسببت مليشيا الحوثي في تهجير ونزوح ما يقارب (3000) أسرة من مديرية الغيل، فضلا عن حرمان نحو (2000) طالب وطالبة من التعليم.
وفي تقرير جديد، قال مكتب حقوق الإنسان في المحافظة إنه وثق ارتكاب مليشيا الحوثي 11,500 حالة انتهاك لحقوق الإنسان خلال العام 2023 فقط.
ووفقا لتقرير المكتب، فإن الانتهاكات شملت 16 حالة قتل، و12 إصابة مباشرة، و27 حادثة انفجار ألغام زرعتها المليشيا الحوثية.
وأشار إلى أنه تم توثيق 7 حالات نهب لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل المواطنين، بالإضافة إلى 80 حالة تجنيد للأطفال، بينهم من هم دون سن الخامسة عشرة.
وذكر أن المليشيا ارتكبت انتهاكات إضافية شملت حرمان الطلاب من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية، وحرمان الموظفين من حقوقهم، إلى جانب حالات تهجير ونزوح قسري، واعتداءات متكررة على المعارضين وأبناء القبائل.
وسجل التقرير حالات استحواذ على المساعدات الإنسانية والتلاعب باحتياجات المواطنين الأساسية مثل المشتقات النفطية وغاز الطهي.
ولفت إلى أن هذه الانتهاكات تسببت بتعطيل وتدمير العملية التعليمية والمؤسسات الخدمية، فضلاً عن تدمير الممتلكات الخاصة والمنشآت العامة في المحافظة.