الجمعة 17-01-2025 19:56:59 م : 18 - رجب - 1446 هـ
آخر الاخبار

الإصلاح في المحافظات الجنوبية في 2024.. حراك سياسي واجتماعي في خدمة الوطن (3) عدن

الأحد 29 ديسمبر-كانون الأول 2024 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت - خاص/ عدن

 

خلال العام 2024، واصل حزب التجمع اليمني للإصلاح دوره السياسي في المحافظات الجنوبية، حيث سعى إلى إعادة تفعيل العمل السياسي في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، من خلال تنظيم سلسلة من الأنشطة السياسية والفكرية، مثل المؤتمرات والندوات وورش العمل، بهدف تعزيز الحوار الوطني وعودة الحياة السياسية في المحافظات المحررة.

كما ركّز الإصلاح على أهمية توحيد القوى السياسية في مواجهة التحديات التي تعيق استقرار البلاد، مثل الانقسامات السياسية والأزمات الاقتصادية الناجمة عن الانقلاب، كما سعى الحزب إلى تقديم رؤى سياسية واضحة تهدف إلى استعادة مؤسسات الدولة، وتمكين المجتمع المدني، وتعزيز المشاركة الفاعلة لجميع المكونات السياسية في بناء مستقبل اليمن.

في هذا التقرير، سنركز على الدور السياسي لحزب الإصلاح في العاصمة المؤقتة عدن خلال عام 2024، حيث كثف الحزب جهوده لإعادة تنشيط العمل السياسي، وإطلاق المبادرات التي تسهم في استقرار المحافظات المحررة، وإعادة ترتيب أولويات المرحلة المقبلة وفي مقدمتها استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.

استعادة العمل السياسي

يعد العمل السياسي والتعددية من أبرز مقومات بناء الدولة الحديثة، حيث يعكسان قدرة المجتمع على التعبير عن تطلعاته ومصالحه من خلال آليات ديمقراطية تضمن المشاركة الفعّالة للجميع، ويشكل العمل السياسي ركيزة أساسية لاستقرار أي دولة، حيث يعزز الحوار والتفاهم بين مختلف القوى السياسية والمجتمعية.

في هذا السياق، يلعب التجمع اليمني للإصلاح دورًا محوريًا في إحياء العمل السياسي في اليمن، من خلال دعوته المستمرة إلى تعزيز التعددية السياسية وضمان حرية التعبير والمشاركة السياسية لكافة الفئات، كما يسعى الإصلاح إلى إعادة إحياء الحياة السياسية في المحافظات المحررة؛ ليكون جزءًا أساسيًا من عملية البناء السياسي الديمقراطي في البلاد.

وفي إطار ذلك، دعا المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح في محافظة عدن، في ذكرى تأسيس الحزب، 13 سبتمبر 2024، إلى ضرورة استعادة العمل السياسي الفاعل في المحافظات المحررة، مؤكدًا أن العاصمة المؤقتة عدن، بما تمثله من رمز للتنوع والسلام، يجب أن تكون في مقدمة هذه الجهود.

وفي بيان صادر عن الحزب بمناسبة الذكرى الـ 34 لتأسيسه، شدد إصلاح عدن على أهمية إعادة إحياء الحياة السياسية في المحافظات المحررة، باعتبارها خطوة أساسية لتعزيز الاستقرار وبناء دولة القانون، كما أكد الحزب في بيانه على دوره المستمر في الدفاع عن المبادئ الوطنية، مشيرًا إلى تضحيات شهداء الإصلاح الذين سقطوا في معركة التحرير، وكل من بذل روحه من أجل وطن يحتضن جميع أبنائه.

وجدد التجمع اليمني للإصلاح بعدن دعوته إلى الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين والمخفيين قسريًا، معتبراً أن تقييد الحريات لا يعكس روح العدالة والمساواة في المجتمع، داعيًا في هذا الصدد الأجهزة الأمنية إلى الكشف عن الجناة الذين يقفون وراء جرائم الاغتيالات التي طالت كوادر الحزب في عدن.

وجاءت دعوة الإصلاح إلى استعادة العمل السياسي في المناطق المحررة، تأكيدا على مساعيه الرامية لتجذير العمل السياسي، باعتباره الحلقة الأهم في إزالة الرواسب والتباينات بين مختلف القوى السياسية، ويواصل الإصلاح دعوته إلى استعادة العمل السياسي بشكل كامل، لتمكين جميع القوى السياسية من المشاركة الفاعلة في العملية الديمقراطية، وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.

استعادة الدولة ومؤسساتها

تعد الوحدة الوطنية واستعادة الدولة أحد الأهداف الأساسية التي يسعى إليها التجمع اليمني للإصلاح في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ اليمن، وفي ظل التحديات السياسية والأمنية الراهنة، تأتي الدعوة لتوحيد الصفوف كخطوة إستراتيجية لمواجهة الأخطار التي تهدد مستقبل اليمن، أبرزها الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيًا، الذي يسعى لتمزيق وحدة البلاد وتدمير مؤسسات الدولة.

وفي هذا السياق، يرى الإصلاح أن استلهام قيم النضال الوطني والتضحية التي قدمها الشهداء والثوار تعدّ حجر الزاوية في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في اليمن، ومن خلال التأكيد على ضرورة استعادة الدولة ومؤسساتها، يدعو الإصلاح إلى تكاتف جميع القوى الوطنية لاستكمال مسيرة البناء والتقدم، والحفاظ على سيادة الوطن واستقلاله، خاصة في العاصمة المؤقتة عدن التي تمثل رمزًا للوحدة الوطنية ومرتكزًا أساسيًا لاستعادة مؤسسات الدولة.

وفي هذا الصدد، دعا التجمع اليمني للإصلاح بالعاصمة المؤقتة عدن، في بيانه بمناسبة الذكرى الـ57 للاستقلال 30 نوفمبر، دعا إلى استلهام أهداف ومبادئ النضال الوطني في تعزيز الانتماء، وتوحيد الصفوف لمواجهة الأخطار والتحديات التي تواجه شعبنا وبلدنا، مؤكدا على ضرورة توحيد الصفوف في وجه الأخطار والتحديات التي تواجه اليمن وفي مقدمتها الخطر الحوثي الطائفي والسلالي العنصري المدعوم إيرانيًا، والعمل بوتيرة عالية لاستعادة الدولة اليمنية ومؤسساتها الوطنية.

وأكد الإصلاح أن الاحتفال بمناسبة ذكرى الاستقلال يأتي تأكيدًا على الإيمان بمبادئ النضال وأهداف الثورة، والاعتزاز بما قدّمه الشهداء والثوار على امتداد الوطن الغالي، مشددًا على ضرورة قيام الحكومة بواجباتها تجاه الشعب إزاء ما يعانيه من تدهور اقتصادي ومعيشي، وتراجع مستوى الخدمات، وانهيار سعر العملة الوطنية وتأخر صرف الرواتب، وارتفاع الأسعار وتوسّع رقعة الفقر بشكل مخيف.

وفي ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، جاءت دعوة الإصلاح إلى إعادة تأهيل مدينة عدن واستعادة دورها السياسي والاقتصادي كعاصمة مؤقتة للبلاد بمثابة خطوة ضرورية نحو استعادة الدولة ومؤسساتها، حيث تعد عدن قلبًا نابضًا للجنوب، ولها تاريخ طويل كونها مركزًا تجاريًا وثقافيًا هامًا.

لذلك، فإن العمل على تحسين أوضاعها الاقتصادية والخدمية ليس فقط أولوية محلية، بل يشكل جزءًا أساسيًا من إستراتيجية استعادة الدولة وفرض سيادتها. وفي هذا السياق، شدد التجمع اليمني للإصلاح على ضرورة توفير الخدمات الأساسية وتحقيق حياة كريمة لأبناء المدينة، الذين يعانون من تدهور الوضع المعيشي والاقتصادي في الآونة الأخيرة، مؤكدا أن الاهتمام بعدن اليوم، يعد استثمارًا في استقرار الوطن ككل، ويعزز من دورها كمركز سياسي واقتصادي يعكس قوة الحكومة الشرعية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

مكانة وطنية رائدة

وفي ذكرى احتفالات التجمع اليمني للإصلاح بالذكرى الـ34 لتأسيسه، تجّلت المكانة الوطنية الرائدة التي يحظى بها الحزب من خلال التقدير الذي يحظى به من مختلف الأطياف الوطنية، حيث يعكس ذلك التقدير الدور الواعي والمسؤول الذي لعبه الإصلاح في مسيرة النضال الوطني، ودعمه الثابت لمبادئ الجمهورية والوحدة، وسعيه المستمر لبناء دولة يمنية قوية ومستقلة.

وحدة الصف واستعادة الدولة اليمنية

وفي إطار جهوده المستمرة لتعزيز وحدة الصف الوطني واستعادة الدولة اليمنية، كان للتجمع اليمني للإصلاح في عدن دورٌ بارزٌ خلال الاجتماعات المتعددة التي جمعت الأحزاب والمكونات السياسية في العاصمة المؤقتة خلال العام 2024 لإعلان التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية.

يجسد ذلك التحرك رؤية الإصلاح في ضرورة توحيد الجهود السياسية تحت مظلة الشرعية، والعمل المشترك لإنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة، بما يعكس التزامه العميق بخدمة الوطن وتعزيز التلاحم بين مختلف القوى الوطنية.

وفي هذا الصدد، ساهم حزب الإصلاح بعدن، في الاجتماعات التي عقدتها الأحزاب والمكونات السياسية لإقرار وإشهار التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، حيث مثّل التجمع اليمني للإصلاح ركيزة أساسية في هذا التكتل، مستلهمًا أهدافه الوطنية الداعية إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، وحل القضية الجنوبية كمدخل لمعالجة كافة القضايا الوطنية.

حيث أقرت الأحزاب والمكونات السياسية تشكيل تكتل سياسي وطني واسع للدفع بعملية إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، وذلك في خطوة عكست تلاحم القوى السياسية اليمنية المنضوية تحت إطار الشرعية، بهدف تعزيز العمل الوطني المشترك، لمواجهة المساعي الحوثية للقضاء على العملية السياسية والإجماع الوطني في البلاد.

كما شارك حزب الإصلاح بعدن ممثلا برئيس مكتبه التنفيذي إنصاف مايو، في لقاء وفد الإصلاح برئاسة عبد الرزاق الهجري، مطلع نوفمبر 2024، بمكتب المبعوث الأممي في العاصمة الأردنية عمان، لبحث جهود إحلال السلام في اليمن ورؤية الإصلاح لتحقيق سلام شامل ومستدام.

حيث أكد الإصلاح دعم السلام وفق المرجعيات الثلاث، بما يضمن استعادة الدولة وسحب السلاح من المليشيات، مشددًا على أهمية وقف إطلاق النار وبناء الثقة كخطوات أساسية لتحقيق السلام، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة الإفراج عن المختطفين، بمن فيهم السياسي محمد قحطان، وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، وتوحيد العملة، وضمان صرف رواتب الموظفين، ورفع الحصار عن تعز.

المرأة ركيزة النضال وشريكة البناء

المرأة الإصلاحية ليست مجرد جزء من الحركة الوطنية في اليمن، بل هي عمودها الفقري وروحها النابضة التي تضفي على العمل السياسي والاجتماعي قيم الصمود والإصرار، منطلقة من إيمانها العميق برسالتها الإنسانية والوطنية، حيث لعبت المرأة الإصلاحية دورًا رياديًا في مختلف مراحل النضال الوطني، إذ لم تكن حاضرة فقط كداعمة، بل كقائدة ورمز للتغيير.

وأثبتت المرأة الإصلاحية بجدارتها وكفاءتها أنها قادرة على تجاوز كل التحديات، لتكون شريكة في صنع القرار وبناء مستقبل أفضل للوطن، فمن ميادين العمل الاجتماعي إلى فضاءات السياسة، شكلت المرأة الإصلاحية نموذجًا للقيادة الملهمة والتفاني من أجل العدالة والمساواة، مؤمنة أن نهضة المجتمعات تبدأ من تمكين نصفها الآخر.

وفي هذا الصدد، شددت دائرة المرأة في التجمع اليمني للإصلاح بعدن، بمناسبة يوم المرأة العالمي 8 مارس 2024، على التزامها بدعم حقوق المرأة وتعزيز مشاركتها في صنع القرار وتحقيق التغيير، مؤكدةً أهمية توفير بيئة مشجعة على الابتكار والتميز، كما أكدت على أهمية بناء مجتمع قائم على العدالة والمساواة، ومشيرة إلى أن المرأة اليمنية أثبتت قدرتها على مواجهة التحديات وأداء مسؤولياتها بحس وطني ناضج.

وأشار البيان إلى أن المرأة اليمنية أثبتت قدرتها ونضجها في مواجهة التحديات الوطنية، داعيًا إلى اعتماد التمكين الإيجابي للمرأة في جميع المواقع السياسية كما نصت عليه مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، كما أكدت أهمية دور المرأة في الحياة العامة والخاصة، ورفض تهميشها أو تجاوز دورها في ظل الأزمات الراهنة.

وأخيرًا، يَظهر التجمع اليمني للإصلاح في عدن كمحرك رئيسي في الساحة السياسية، حيث يواصل جهوده في دعم مساعي السلام وتحقيق استقرار البلاد من خلال التزامه بالمرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية، ومن خلال مواقفه الثابتة، يعزز الإصلاح من مشاركته في الجهود المبذولة لاستعادة الدولة، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، مع التركيز على ضرورة إنهاء الانقلاب وإعادة المؤسسات إلى عملها. وفي الوقت ذاته، يبقى الإصلاح في عدن مدافعًا عن حقوق الإنسان، من خلال التأكيد على ضرورة الإفراج عن المختطفين وتوحيد الجهود لدعم الاقتصاد الوطني وحماية السلم الاجتماعي.

كلمات دالّة

#اليمن #عدن