فيس بوك
جوجل بلاس
رئيس الإصلاح بالمهرة: الاحتفال بـ14 أكتوبر رسالة واضحة على تمسك الشعب بمكتسباته الوطنية
أحزاب تعز تشدد على قيام الرئاسي والحكومة بإصلاح الوضع الاقتصادي والمعيشي وحشد الطاقات لمعركة التحرير
بالطيف: سبتمبر وأكتوبر محطتان رئيسيتان في الكفاح اليمني ضد الاستبداد والاستعمار(حوار)
ندوة سياسية للإصلاح بشبوة تدعو السلطة المحلية والمكونات الى تغليب مصلحة المحافظة
النائب العليمي: 14 أكتوبر ثورة عظيمة خاض الشعب لتحقيقها نضالاً شاقاً نحو الاستقلال والحرية
التحالف الوطني للأحزاب: 14 أكتوبر حدثاً ملهماً وماضون في الانتصار لمكتسبات الثورة اليمنية
ثورة 14 أكتوبر المجيدة.. تضحيات اليمنيين بين نضالات التحرير ووحدة المصير
رئيس إعلامية الإصلاح: 14 أكتوبر يعني التحرر من الوصاية والخلاص من الفرقة والتجزئة
تعد القبيلة المكون الأساسي في المجتمع اليمني، ودائماً ما كان لها دورها المؤثر في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وتكتسب شرعيتها من مجموعة من القواعد التقليدية التي تشكل عقداً اجتماعياً بين أفرادها.
وتعتمد القبيلة على قوانين ونظم متوارثة، حتى شكلت ما يسمى العرف القبلي وهو قانون غير مكتوب ينظم الشؤون العامة، ويؤمن العلاقة داخل القبيلة نفسها، ومع القبائل الأخرى او التكوينات الرسمية أو السياسية وغيره داخل الإطار الجغرافيا.
لعبت القبيلة اليمنية دورا هاماً خلال التاريخ المعاصر والقديم، فكما كانت عصا الأمام أحمد في وأد ثورة الدستور، فقد عادت لتشكل عامل انتصار ثورة 26 سبتمبر 1962م وشكلت الرافد الأساسي للثورة السبتمبرية خلال الحرب التي امتدت لثمان سنوات مع الإماميين، ودعت الحشود القبلية في 1968م القوة العسكرية التي استطاعت فك الحصار عن صنعاء وانتصار الجمهورية، وظل عامل موثر طيلة العقود السبعة منذ قيام الثورة إلى اليوم.
عند اعلان التجمع اليمني للإصلاح القادم من عمق المجتمع اليمني، شكلت القبيلة جزء من تكوين الإصلاح، وتربع على قمة الحزب الشخصية القبلية الأولى في اليمن، الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، وعمل الإصلاح لتعزيز حضور القبيلة المجتمعي ولم يتصادم مع أعرافها، بل سعى الإصلاح ونجح بشكل كبير في تهذيب القبيلة خاصة ما يتعلق بالنزعة الى الثارات والحفاظ على ابنائها، باعتبار الثارات الثقب الأسود الذي يستنزف القبيلة، ويشغلها بالصراع البيني.
وتوجت الجهود الصادقة من قبل الإصلاح بنشر الوعي وتلاشت الثارات في المناطق التي يسجل فيها الإصلاح حضور كبير بين افراد القبيلة، واستطاع الإصلاح تكوين علاقة متينة مع القبيلة، فلم يسعى لتذويبها بحيث يدخل في صراع لن يأتي على القبيلة بقدر ما يشكل تصلب في مواقفها، هذا الأمر كان أحد التحديات الكبيرة التي نجح الإصلاح في مواجهتها، وشكل ذلك مادة تعرض فيها الإصلاح لانتقادات ولايزال من قبل جهات تصف نفسه بالتقدمية.
وشهد مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح تواجد ملحوظ في قائمة أعضاءه من المشائخ والوجهاء الذين كانوا جزء من صناعة القرار الداخلي للحزب، ولا أدل على ذلك من تسلم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر أحد أكبر مشائخ اليمن وشيخ مشائخ حاشد رئاسة الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح حتى وفاته.
إصلاح القبيلة وقبيلة الإصلاح
استطاع التجمع اليمني للإصلاح من خلال أدبياته وخطابه الوسطي خلال فترة وجيزة من الوصول إلى جميع فئات وشرائح المجتمع داخل القبيلة اليمنية في كل سهل وجبل ووادي وبنى قاعدة جماهرية واسعة جعلته يرتقي بالقبيلة لتصبح شريك فاعل في عملية البناء والتنمية ورافدا ايجابيا لمشروع الدولة.
وفي الوقت الذي كانت تنظر بعض النخب السياسية إلى القبيلة اليمنية على أنها قوى رجعية متخلفة، جاء الإصلاح يحمل مصفوفة من الأهداف السامية وفق رؤية وسطية ووطنية احدثت نقلة نوعية داخل المجتمع القبلي؛ الذي تعلم في أروقة الإصلاح وأدبياته سقف الحقوق والحريات وادرك أن الوطن يتسع للجميع وأن الثروة الوطنية موارد سياديه وأن الحاكم مجرد اجير عند شعبه، وتعلم كيف يختلف مع الآخرين وكيف يحترم وجهات النظر، كما تعلم ابن القبيلة البسيط مع الإصلاح كيف يكون راقيا في مجتمعه ومؤثرا في قبيلته، فمارس شباب القبيلة المنتمين للإصلاح دورهم كنخبة ريادية ترى أن القبيلة أمانة في اعناقهم.
كل هذا الأثر العميق الذي تركه الإصلاح في بنية القبيلة الثقافية والسياسية كرس الثوابت الوطنية وعزز قيم الجمهورية والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية، ذابت معها رواسب العصبيات الاجتماعية والمذهبية والولاءات الضيقة وخلق وئام وانسجام بين القبيلة والدولة.
القبيلة في مواجهة المليشيا الانقلابية
يعتبر الإصلاح والقبيلة أحد أهم روافد المعركة الوطنية ضد جماعة الحوثي التي انقلبت على الشرعية وسيطرت على مؤسسات الدولة بقوة السلاح، ويقدمون في سبيل ذلك القوافل من الشهداء على امتداد الجغرافي اليمنية.
استنهض التجمع اليمني للإصلاح القبيلة لمواجهة مليشيا الحوثي، وشكلت المناطق القبلية التي يحضر فيها الإصلاح بشكل كبير حائط صد لكسر شوكت المليشيات الحوثية، والتي أوشكت أن تبسط سيطرتها على كامل المناطق اليمنية، فخرجت قبائل مأرب في مطارح لمواجهة الخطر الحوثي وهو عرف قبلي في تكوين المطرح القبلي، فيما كانت القبائل في الجوف تخوض معركة مع المليشيا منذ 2011م.
وعلى نحو مختلف استنهض الإصلاح القبيلة في تعز محافظة تعز، وخرجت وشكل المشائخ فيها منطلق المقاومة الشعبية، بالمقابل فان المناطق التي يغيب في الاصلاح فتحت اذرعها لاستقبال المليشيا الحوثية التي ما فتأت أن تنقلب عليها.
وقد شكل مشهد السحل لأحد المشائخ الذين استقبلوا الحوثيين في منطقته صورة واضحة لنظرة الحوثي للقبيلة، باعتباره الشيخ عكفي تحتاج اليه في مرحلة معينة ثم تبدأ في استهانه، واخضاعه بكل الطرق، وهذا ما اكدت كثير من الاحداث في الماضي والوقائع اليوم.