الجمعة 29-03-2024 04:28:46 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

أمهات المختطفين.. جراحات وعذابات مصلوبة أمام سجون المليشيات

السبت 28 أغسطس-آب 2021 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت-خاص-زهور اليمني
 

 

أمهات مكلومات، فقدن الحيلة في البحث عن أبنائهن المختطفين والمخفيين قسريا، طرقن كل الأبواب في سبيل إطلاق سراحهم، ولم يجدِ ذلك نفعا.

إنه التعريف الإنساني لـ"رابطة أمهات المختطفين" في اليمن، التي بدأت قصتها عندما شن الحوثيون حملات اختطاف واسعة، عقب انقلابهم على الحكومة الشرعية، حيث اختطفوا حينها المعارضين السياسيين وفق معلومات وفرتها لهم الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التابعة لنظام صالح، الذي أعلن حينها تحالفه معهم.

قاموا بعد ذلك بحملات فردية، اختطفوا واعتقلوا فيها كل من يغلب عليه الظن أنه يعارضهم، أو يتبنى موقفا لا يتوافق معهم بأي شكل من الأشكال بحجة أنه من الخلايا النائمة، فاختطفوا الناشطين والصحفيين والمحامين والأطباء والأساتذة الجامعيين والمدرسين وطلاب المدارس والجامعات.

لم يكن للرابطة أن تنشأ وسط مجتمع محافظ، لا يسمح للمرأة بأن تمارس أي نشاط سياسي أو حقوقي، لو كان هناك قدر من الحرية يسمح للأهالي بمتابعة قضايا أقاربهم المختطفين، عبر القنوات القانونية المشروعة، لكنها وبرغم تلك التحديات المجتمعية، وكضرورة حتمية، وردّة فعل لآلة القمع الحوثية في صنعاء، وآلة البطش الإماراتية في عدن، أنشئت المنظمة في منتصف أبريل 2016 كضرورة.

لم يتم تعارف الأمهات في قاعة فاخرة، ولم تُؤسَّس المنظمة في فندق فاره، بل تأسست على أبواب المعتقلات تحت حر الشمس الحارقة، فكان بيانها الأول في مدينة تعز في 20 أكتوبر 2018، رصدا وتوثيقا لحالات الاختطاف والتعذيب والموت تحت التعذيب، طالبن حينها بالكشف عن مصير أبنائهن وإطلاق سراحهم على نحو عاجل.

لم يقتصر نشاط الرابطة على مناطق سيطرة الحوثيين، بل أسست فرعا آخر لها في محافظة عدن، المدينة الخاضعة لسيطرة الحزام الأمني، فالرابطة تتواجد حيث تتواجد الانتهاكات، وحيث تمارس السلطات انتهاكاتها واعتداءاتها على المدنيين، وفقا لمنظمات حقوقية.

تتهم الرابطة الحزام الأمني باختطاف أبنائهن وإخفائهم قسريا، وقد أقامت الرابطة عشرات الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائهن المختطفين في سجون سرية تديرها الإمارات.

بالرغم مما تعرضت له الرابطة من اعتداءات وتهديدات وخذلان من المنظمات الدولية إزاء ما يتعرض له المختطفون من انتهاكات، إلا أنها لا زالت هي الصوت الأقوى والمدافع الأول عن القضية، ولم تخضع للصعوبات والمعوقات حتى الانتصار لقضية الآلاف من المغيبين خلف قضبان مليشيات الحوثي الانقلابية، ومختلف السجون غير القانونية.

في يوم 16 أغسطس الجاري، نفذت المنظمة وقفة في مدينة عدن، وللتعرف على ما تم في هده الوقفة، التقينا برئيسة المنظمة الأستاذة أمة السلام الحاج، التي تحدثت عن آخر مستجدات ملف المخفيين قسريا، في ظل وجود المبعوث الأممي الجديد لليمن، حيث قالت: "للأسف أوضاع المختطفين والمخفيين قسريا كما هو، لم يتغير شيء، فبرغم أنهم يعانون في كل السجون من الحرمان والأوجاع والآلام والعنف، إلا أن ملفهم لا زال معرقلا، لم يتخذ حوله أي قرار أو تقدم".

وأضافت: "قمنا برفع رسالة إلى البعوث الأممي، ورسالة إلى مجلس الأمن الدولي بخصوص المختطفين، طالبناهم بسرعة تحريك الملف عبر الضغط على مليشيات الحوثي والأطراف المتصارعة، وإخراج المختطفين المدنيين والمعتقلين والمخفيين قسريا، والنظر إلى قضيتهم الإنسانية بعين الاعتبار".

وتابعت: "المبعوث الأممي الجديد على دراية بالوضع اليمني، وسبق وقمنا بمقابلته وعرض قضيتنا عليه عندما كان سفيرا للاتحاد الأوروبي لدى اليمن، لذا نأمل بأن يكون له دور كبير في قضية المختطفين المدنيين، والوقوف معنا ودعمنا في قضيتنا الإنسانية للإفراج عن المختطفين دون قيد أو شرط".

وحول ما تم في وقفتهن الأخيرة، تحدثت الحاج قائلة: "وقفة الرابطة يوم 16 أغسطس مع الأمهات أمام المجلس المحلي في مدينة عدن، طالبن فيها وزير حقوق الإنسان والسلطة المحلية بالضغط على قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً لإظهار المخفيين قسرياً، وكذا الاهتمام بقضيتهن خاصة وأنه مر على الـ45 مخفيٌ قسرياً أربعة أعوام في سجون الحزام الأمني، لا يعرف أهاليهم عن وضعهم وحياتهم شيئا، في ظل حرمان تام من الزيارات لأبنائهن".

وأفادت بأن الأمهات قدمن للوزير كشفا بأسماء المخفيين قسريا لدى الجهات الأمنية في عدن، وكذا كشفا بالمخفيين قسريا لدى جماعة الحوثي، ووعد الوزير برفع الكشوفات لوزير الخارجية، حتى يتم الضغط في هذا المجال، موضحة أن وزير حقوق الإنسان وعد الأمهات بالوقف معهن بعد شعوره بآلامهن، مع أن الوضع في عدن غير مستقر، ولا يبشر بخير.

وقالت: "تعبت الأمهات وهن يطالبن بالإفراج عن أبنائهن، ماتت الكثير منهن، ومات الكثير من الآباء والأهالي وهم في شوق لرؤية أبنائهم. تتعاقب على عدن جهات حاكمة، أحيانا تابعة للإمارات، وأحيانا أخرى تابعة للشرعية، والمأساة واحدة، كل واحد منهم يرمي بالمسؤولية على الآخر، ويظل المخفيون قسريا لا يُعرف عنهم شيئا".

وأضافت: "قبل وقفتنا الأخيرة في عدن، كان لنا وقفة قبل حلول عيد الأضحى من أجل المعتقلين في بير أحمد، بسبب ظروفهم الصعبة ومعاملتهم السيئة التي يعانون منها داخل السجون والتي لا زالت مستمرة، ومستمر حرمانهم من زيارة أهلهم الذين تعبوا من انتظار محاكمة أبنائهم، في ظل إغلاق المحاكم بسبب انتشار كورونا، لذا لا أمل للمعتقلين بالخروج من السجن إلا أن يفرجها الله".

وفي ختام حديثها، خاطبت الأستاذة أمة السلام الحاج الجهات المعنية بقولها: "نطالب المنظمات الحقوقية المحلية والدولية والناشطين في مجال حقوق الإنسان، بمساندة المختطفين والمخفيين قسرياً، وإظهارهم وتمكينهم من حقوقهم قبل أن يقضوا نحبهم، تحت موجة الحرّ الشديدة".

 

كلمات دالّة

#اليمن