الجمعة 19-04-2024 22:03:11 م : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الحرب على الهُوية.. حملات حوثية ممنهجة لتفخيخ اليمن بالطائفية والإرهاب

الأربعاء 09 يونيو-حزيران 2021 الساعة 07 مساءً / الإصلاح نت-خاص/ عبد الرحمن أمين

 

تشهد المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون حملة واسعة لإقامة مراكز صيفية في جميع المدارس الحكومية والأهلية، وهو ما دأبت عليه المليشيا في نهاية كل عام دراسي بحجة تقوية دروس الطلاب وتكثيف الدورات التعليمية، حيث تعمل على استقطاب الطلاب وإلزامهم بالحضور إلى تلك المراكز من مختلف الأعمار والمستويات الدراسية.

غير أنه وكما بات مكشوفا فإن تلك المراكز والأنشطة التي تقام فيها ليست سوى دورات مكثفة لنشر التشيع وطمس الهوية وزرع بذور الطائفية في المجتمع اليمني وإحلال ثقافة دخيلة تتسم بالعنف والإرهاب والكراهية والإقصاء، إذ تعتبر تلك المراكز أحد المنطلقات لنشر التشيع والتي تعد بمثابة فرصة ثمينة تنتظرها المليشيا سنوياً لتنفيذ الأجندة التي تخطط لها.

هكذا يعمد الحوثيون وكالعادة إلى تغليف السم بالعسل، في واحدة من عملياتهم الاحتيالية لتمرير مشروعهم الصفوي، ونشر أفكارهم الضالة وثقافتهم الدموية، من خلال إعداد دروس طائفية، للأطفال والطلاب، والعمل على تعبئتهم بدروس ومناهج طائفية وتحريضية، تهز ثقة النشء بعقيدتهم ودينهم الإسلامي وتقلل من تعظيمهم لمبادئه ومقدساته.

وبحسب القيادي الحوثي "حسين العزي" في تغريدة له على تويتر، فإن عدد الملتحقين بمراكز الحوثيين الصيفية بلغ 620 ألف طفل، مشيراً إلى أن عدد الذين التحقوا بالمراكز تجاوز توقعات جماعته بمقدار 220 ألف متدرب، مضيفا أن العدد كان سيكون أكثر لولا محدودية القدرة الاستيعابية.

الرقم وإن استبعد البعض صحته إلا أنه يؤكد أن الملتحقين بهذه المراكز يصل عددهم إلى عشرات الآلاف من الطلاب الذين يتم التغرير على بعضهم وإلزام البعض الآخر بالالتحاق بتلك المراكز.

وتقول بعض المصادر إن عدد المراكز التي يتم استقطاب الأطفال إليها بلغت أكثر من 850 مركزا في محافظة إب وحدها، موزعة على 20 مديرية، ويشرف على إقامتها 2300 شخص ما بين مدير ومشرف ومدرس.

وتظهر صور تداولها ناشطون على منصات وسائل التواصل الاجتماعي نشاط أحد المراكز الصيفية التابعة للحوثيين في الحديدة، حيث يتم تكليف الطلاب بزيارة مقابر قتلى الحوثيين، وتدريبهم على حفر القبور، كواحد من الأنشطة التي يقوم بها الأطفال في تلك الدورات، في خطوة تعكس طبيعة تلك الدورات، وتعكس ثقافة القتال التي يتعمد الحوثيون زرعها في عقول الطلاب.

وقد عمدت جماعة الحوثي منذ سيطرتها على صنعاء عام 2014 إلى إنشاء لجنة خاصة تركزت مهمتها بمراجعة مناهج المدارس الابتدائيّة والثانويّة لتناسب أيديولوجيتهم، إذ عملت على تغيير المناهج الدراسية وتغيير أسماء المدارس والكليات واستبدالها بمسميات طائفية وأسماء قيادات حوثية، بالإضافة إلى إقامة الأنشطة والفعاليات الطائفية في المدارس والجامعات في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

ووفقا لمعلومات أوردتها نقابة المعلمين اليمنيين، فإن مليشيا الحوثي استبدلت أسماء نحو 12 ألف مدرسة حكومية في مناطق سيطرتها بأسماء طائفية وبصبغة مذهبية وإمامية.

ويقول المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين يحيى اليناعي إن "عدد المدارس التي يديرها الحوثيون يزيد عن 8 آلاف مدرسة، وعملية تجريدها من الأسماء الوطنية تجري بوتيرة عالية".

ويشير اليناعي إلى أن "إطلاق أسماء مذهبية وإمامية وحوثية" على المدارس يأتي ضمن مساعي الحوثيين لتسويق قياداتهم ورموز المذهب والإمامة على أنهم “ظل الله في الأرض” الواجب اتباعهم، وللترويج لتراث الطائفة الشيعية وتوظيفه من أجل التأطير للوجود العقائدي للحوثي والمشروع الإيراني في اليمن.

ويهدف الحوثيون من خلال هذه الأنشطة والدورات إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من المقاتلين الجدد إلى صفوفها وتربية جيل جديد يحمل أفكارها المتطرفة، ليكون بمثابة وقود لحروبها المستقبلية، والترويج للفكر الشيعي الرافضي وتحويل المجتمع اليمنيّ في مناطق سيطرتهم إلى الإمامية الإثنى عشرية، لخلق كتلة بشريّة ضخمة، تدين بالولاء للمرشد الإيرانيّ، بعد ما سبق ودان البيت الحوثيّ بالولاء له.

وتقول مصادر إعلامية مطلعة إنَّ مليشيا الحوثي طبعت كتبًا للمراكز الصيفية تتضمن ما يسمى بـ"الملازم"، وهي خطب ومحاضرات لمؤسّس المليشيا الإرهابي "حسين الحوثي" بتكلفة تصل إلى 340 مليون ريال، بهدف تدريسها وتوزيعها على الطلاب في المراكز الصيفية.

وقد عملت المليشيا على توزيع تلك الملازم وضخها في مختلف المحافظات وفي كل مناسبة تتم وعبر نافذيها لإيصالها إلى كل أسرة، في الوقت الذي يتم فيه الاعتراض على الكثير مما ورد في السنة والتشكيك فيها والتهجم على رواة الحديث وإحياء الكثير من الأحداث والثارات التي تجاوزها التاريخ، والنيل من كبار الصحابة والفاتحين، كواحدة من مظاهر التشيع الذي يجري الترويج له على قدم وساق.

وقد لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار بعض الأفكار الدخيلة على المجتمع اليمني والتي كانت تعد من غرائب الأشياء، إذ وصل الأمر إلى تناول حادثة الإفك بنوع من التشكيك، معتبرين أن الأمر لا غرابة فيه، زاعمين أنه من الطبيعي أن يحصل ذلك في بيوت الأنبياء، مستدلين على ذلك بامرأة نوح وامرأة لوط عليهما السلام.

الشعار الإيراني الذي أطلق عليه مسمى "الصرخة" مظهر آخر من مظاهر التشيع والذي عملت المليشيا على تعميمه في الكثير من المناسبات الدينية والوطنية ومختلف مظاهر الحياة العامة وتلقينه للأطفال وترديده بعد الصلوات كمحاكاة منها وتقليد للشيعة في إيران والذي لم يكن معروفا إلا عبر القنوات التلفزيونية.

ولم تكن الاحتفالات والطقوس الشيعية استثناء من ذلك، بل شرع الحوثيون في إحيائها والترويج لها أيضا، كالغدير وذكرى استشهاد الحسين، مع ما يصحبها من الندب واللطم والعويل والبكاء، لتتحول هذه المناسبات إلى مظهر خميني صرفّ، كما هو الشأن في العراق ولبنان.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد حتى طفحت شوارع العاصمة صنعاء والمنشآت العامة والمرافق الحكومية بصور الرموز الشيعية والمعممين، كتعبير عن تعظيم الجماعة لهذه الشخصيات التي تميز من الغيض والحقد على كل ما يمت للحضارة الإسلامية وثقافتها وموروثها وتأريخها بصلة، متفاخرة ومتباهية بذلك، وبكلّ فجاجة ووقاحة، كما فعلوا مع صور الخميني وابنه وزعيم حزب الله اللبناني وقاسم سليماني.

وكان الحوثيون قد أسسوا قسم اللغة الفارسية في كلية اللغات بجامعة صنعاء منذ اللحظات الأولى للانقلاب في العام 2014 لتتخرج أول دفعة حاملة اسم "دفعة قاسم سليماني"، وضمّت طلاباً مقرّبين من جماعة الحوثي، يتبنون أيديولوجيتهم، فعلى مدار أربعة عقود، عمل الحوثيّون على تكوين كادر عقائديّ عبر الابتعاث إلى الحوزات الإثنى عشريّة، في إيران ولبنان والعراق، ليعود هؤلاء الطلاب محمّلين بالأيديولوجيا السياسيّة الإيرانيّة، والأفكار العقديّة المغايرة للبيئة اليمنيّة.

وقد شرع الحوثيون في تغيير المجتمع وبنيته الثقافية والفكرية والعقدية عقب سقوط صنعاء بيدهم عبر عدّة مراحل وخطوات ممنهجة، أولها التجريف الفكري للمناوئين لهم، ومطاردة الرموز الدينية والعلماء والحد من نشاط الكثير من الدعاة وطلبة العلم وإيقاف العديد من الجمعيات الخيرية ودور تحفيظ القرآن وفرض الخطباء المؤدلجين والحاملين للأفكار الشيعية الرافضية، والسيطرة على المدارس والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة لنشر الأيديولوجيا الإيرانية.