الجمعة 19-04-2024 22:37:25 م : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

إعلاميون خلف قضبان الحوثي.. 5 جلادين يتناوبون على تعذيب الصحفي «حوذان»

الإثنين 14 ديسمبر-كانون الأول 2020 الساعة 03 مساءً / الإصلاح نت – متابعات

 

 

لم يكن الصحافي أحمد حوذان أفضل حالا من سابقيه الذين تذوقوا ويلات التعذيب في سجون الحوثي، إذ تعرض هو الآخر لحفلات تعذيب حد الإغماء منذ اعتقاله أواخر سبتمبر 2018 حتى كتابة عمر جديد له بالخروج من زنازين المليشيا في سبتمبر 2019 ضمن صفقة لتبادل الأسرى بين الحكومة والميليشيا شملته وتسعة أشخاص آخرين.

وقال حوذان لـ”البلاد”، ”إنه اعتقل أثناء تأديته واجبه المهني بتغطية تظاهرة احتجاجية منددة برفع ميليشيا الحوثي الانقلابية لأسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية، وعرفت حينها إعلاميًا بـ”ثورة الجياع”، ليتحول من شاهد وموثق للقمع الحوثي إلى رقم جديد أضيف لقائمة ضحايا إجرام الميليشيا، ليقضي عامًا كاملًا في سجونها وأقبية تعذيبها.

وأكد أنه تم تقييده ومصادرة كل مقتنياته وحمله في إحدى الآليات العسكرية بجانب عشرة شباب آخرين، أخذوا جميعا إلى قسم شرطة العلفي في منطقة التحرير، ومن ثم الزج بهم في زنازين سجن البحث الجنائي الذي يديره القيادي الحوثي المدعو أبو فاطمة.

مشيرا إلى أن نقله الى سجن البحث الجنائي جاء بعد يومين من التحقيق مغمض العينين ومعلقا على الحائط مع الضرب المُبرح والصفع على الوجه من العصر حتى الثانية صباحا، وتوجيه العديد من التهم التي لا سند لها مثل تنفيذ مخطط لإسقاط منطقة “حيران” في محافظة حجة، وتجنيد شباب من مديرية “حجور” لصالح الشرعية، ورفع إحداثيات لمواقع في صنعاء، والتواصل مع صحافيين معارضين، وغيرها من التهم الغريبة، وحينما يرد برفض التهم تأتيه الصفعات من كل اتجاه بألواح خشبية مع الركل بعنف وتهديده بالإعدام وجعل سلاح الكلاشينكوف على رأسه في وضع الاستعداد لإطلاق النار.

وأضاف “بلا إحالة إلى النيابة أو المحكمة أحلت إلى سجن الأمن السياسي، لتتواصل حفلات التعذيب اليومية وأبشع صنوف الانتهاكات بحقي، وظلت أسرتي تجهل مصيري لخمسة أشهر قبل أن أبلغهم عبر مكالمة مدفوعة الثمن بهاتف أحد الجنود، وبعد تسعة أشهر من اعتقالي سمح لعائلتي بالنظر إلي من على بعد 20 مترًا، وكان هذا أقسى مشهد تعذيب نفسي بالنسبة لي عندما رأيت دموع والدي وزوجتي من خلف السياج”.

وأشار حوذان إلى أن سجن شملان كان أحد المحطات في رحلة تعذيبه، مبينا أنهم كانوا حوالي 25 سجينًا في زنزانة واحدة داخل بدروم عمارة كبيرة، وهناك 8 زنازين أخرى بكل منها ما بين 20 – 25 شخصا مع حمام واحد لكل زنزانة، بينما تحتوي المبنى على مخازن أسلحة، وتتدرب داخلها العناصر الحوثية يوميًا على هذه الأسلحة، ما يجعلها هدفًا شرعيًا لقصف الطيران، باعتبار أنها لم تعلن سجنًا رسميًا.

واستطرد قائلاً: “بعد تداول قصتي في المواقع الإخبارية أعدت مرة أخرى لسجون الأمن السياسي، وبدأت معي تحقيقات أشد قسوة تمنت معها الموت لأني تعرضت لأساليب تعذيب أعنف، إذ تفننوا في إيذائي بشكل جماعي وفردي، وأحيانًا أتلقى التعذيب من خمسة جلادين في وقت واحد، باستخدام عصي وكابلات كهربائية وربطي بالحبال على شباك لمدة طويلة، وضربي بالهراوات إلى أن تأثر عمودي الفقري، كما أن الزنازين مليئة بالقاذورات والحشرات ما سبب له والمعتقلين أمراضا جلدية”.

وكشف حوذان عن وجود أطفال معتقلين لدى جماعة الحوثي في سجون الأمن السياسي، أحدهم كان من محافظة ذمار وعمر 16 عاما، اعتقل بتهمة العمالة بسبب سفره إلى ماليزيا، مؤكدا أن هذا الطفل حاول الانتحار أكثر من مرة، مشيرا إلى وجود نساء معتقلات في صنعاء يتعرضن للتعذيب المتواصل من قيادات عسكرية حوثية.

وأكد أحمد حوذان، إن الحوثيين لم يكتفوا بتعذيبه بل هددوه بالاعتداء على زوجته، بينما تعرضت أسرته للابتزاز المالي، وباعت والدته ما يملكون من ماشية، واستدانت قرابة 3 آلاف دولار لمتابعة قضيته، وتابع “أخذوا منها الكثير من المال مقابل وعود زائفة بالإفراج عني، إلى أن جاء الفرج ضمن صفقة تبادل أسرى، وأخرجت إلى مأرب ومنعت من العودة إلى منزلي وأسرتي في صنعاء”.