دلالات ومعانٍ في ذكرى تأسيس الإصلاح
عبير الحميدي
عبير الحميدي
 

يمثل احتفال حزب التجمع اليمني للإصلاح بذكرى تأسيسه الـ 34 حدثًا بالغ الأهمية، يحمل في طياته دلالات ومعانٍ متعددة على المستويين الحزبي والوطني، ويتعدى تأثيره إلى المشهد السياسي اليمني بشكل عام.

فاحتفال الحزب بذكرى التأسيس - بما له من ثقل وطني - ليس مجرد حدثا عاديا، بل هو لحظة لتجديد العهد، وتأكيد الهوية، وإعادة تأكيد الالتزام بالقيم والمبادئ التي تأسس عليها، وتأتي الذكرى والاحتفال ليعود الحزب بأعضائه وأتباعه إلى اللحظة التي ولدت فيها فكرته، والأيدي التي أسست بنيانه، فيقوي ذلك الارتباط العاطفي والفكري بالأصول، ويجدد العهد بينهم تأكيدا على أن القيم والمبادئ التي تأسس عليها الحزب لا تزال حية ونابضة بالحياة، فكل احتفال يضيف لبنة جديدة إلى السردية التاريخية للحزب، ويساهم في بناء رواية متماسكة عن مسيرته، ونضالاته، وإنجازاته، فيعزز الشعور بالانتماء للحزب، ويقوي الروابط بين الأعضاء مما يعطي دافعاً وحافزاً للتحرك بجد من أجل تحقيق أهداف الحزب.

 

دلالات الاستمرارية والصمود

يحمل احتفال الإصلاح بذكرى تأسيسه دلالات عميقة حول استمرارية المشروع الإصلاحي وقدرة الحزب على الصمود والتكيف مع التحديات المتلاحقة التي تواجه اليمن، تصدى الإصلاح للكثير منها باعتباره المعبر الأمين عن تطلعات الشعب، ليواجه بعدها كحزب تحديات جسام شملت مختلف مناحي الحياة، من الصعاب السياسية والأمنية، مرورا بما يعانيه كل المواطنين من تحديات اقتصادية ومعيشية، غير أنه تمكن من تجاوز العقبات التي أرادت أن تعصف به، وما زال يعمل بكل مسؤولية لتخطي المحنة التي أصابت شعبنا اليمني بأكمله.

إن قدرته على العمل في بيئة كهذه، لهو خير دليل على قوة هذا الحزب وصلابته، وعلى قدرته على الصمود والتكيف مع المتغيرات، وعلى استمراره في تحقيق أهدافه، وكذلك على قدرته في تطوير استراتيجيات جديدة ومبتكرة لمواجهة التحديات، وهذه دلالات تجعل من الإصلاح قوة سياسية مؤثرة، وقادرة على لعب دور محوري في الشأن اليمني، فوجود إرادة صلبة وعزيمة قوية لدى أعضاء الحزب وقادته، هو ما مكنهم من مواجهة التحديات والتغلب عليها، كما منحته ثقة الجماهير به قوة للاستمرار .

 

استثمار سياسي

يعتبر حزب الإصلاح أحد أهم ركائز العملية السياسية اليمنية على مدى 34 عاما منذ تأسيسه في 13 سبتمبر 1990 مشاركاً مع أحزاب أخرى في صناعة القرار السياسي على مدار ثلاثة عقود ونصف.

 وتأتي ذكرى التأسيس هذه في ظل ظروف صعبة تمر بها البلاد، مما يزيد من أهميتها، حيث يمثل الاحتفال رسالة تحد للظروف القاسية، وإصرار على مواصلة النضال من أجل تحقيق الأهداف.

وتختلف رمزية الاحتفال من حزب لآخر، لكنها بشكل عام تعكس هوية الحزب ودوره في المجتمع، ويعتبر احتفال حزب الاصلاح بذكرى تأسيسه استثماراً سياسياً متعدد الأبعاد، فهو يساهم في تحقيق أهداف الحزب على المستويين الداخلي والخارجي، و يعزز من تماسكه، ويوسع قاعدته الشعبية، ويؤكد على استمراره كقوة سياسية مؤثرة في المشهد اليمني.

 

أبعاد وطنية للاحتفال

في قلب الحدث، وقف حزب الإصلاح صامداً في وجه الانقلاب الحوثي، مؤكداً دوره الريادي في بناء الدولة اليمنية الحديثة، حيث قدم رؤى شاملة للمستقبل وساهم في بناء شراكات وطنية واسعة، وحافظ على المكتسبات الوطنية، وبذل الحزب تضحيات جسام في سبيل الدفاع عن الشرعية الدستورية وحقوق الشعب اليمني، ليؤكد التزامه ببناء دولة مدنية عادلة.

إن احتفال الاصلاح بذكرى تأسيسه، في ظل التنوع السياسي الذي تشهده الساحة اليمنية، يمثل فرصة لتقييم مسيرة الأحزاب السياسية في تشكيل الرأي العام وتوجيه الأحداث،فهذه المناسبات ليست مجرد احتفالات داخلية، بل هي منابر للتعبير عن الرؤى والبرامج السياسية، وتساهم في صياغة الوعي السياسي للمواطنين.

وحزب الاصلاح إذ يحتفل بهذه المناسبة، فإنه يؤكد على أهمية الحوار والتوافق الوطني في بناء مستقبل اليمن، ويعمل مع بقية الأحزاب على تعزيز اللحمة الوطنية ومواجهة التحديات التي تواجه البلد.

كما يستغل الحزب هذه المناسبة للدفاع عن القضايا الوطنية الكبرى، مثل الوحدة الوطنية، واستقلال القرار الوطني، ومكافحة الفساد، وبناء دولة المؤسسات، وتحقيق التنمية والاستقرار في اليمن، كما أنه يؤكد على أهمية الشراكة مع القوى الوطنية لبناء مستقبل أفضل لليمن.

 
في الخميس 12 سبتمبر-أيلول 2024 03:07:18 ص

تجد هذا المقال في موقع التجمع اليمني للإصلاح
https://alislah-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://alislah-ye.com/articles.php?id=986