|
المشهد في البحر الأحمر لا يزال في مرحلة "المزاح الثقيل" بين إيران من جهة، وأمريكا من جهة ثانية. لماذا؟
1ــ حرب البحر الأحمر "لهّا سياسة" كبيرة عما يحدثُ في غزة، لصرف أنظار الرأي العام العربي والدولي، والمستفيد الأكبر: إسرائيل وأمريكا. ومعروف في الاستراتجيّات الكبيرة، لا بدّ لكل حدثٍ كبيرٍ من حدثٍ مشابهٍ للتغطية عليه.
2ــ حتى اللحظة لا إيران ــ عبر الحوثي ــ استهدفت مصالح أمريكيّة عملاقة من وزن ثقيل، ولا أمريكا استهدفت رأسًا إيرانيًا كبيرًا واحدًا، "من رؤوسِ عصابتها في اليمن"، مع قدرةِ كلٍ منهما على ذلك.
3ــ تترقبُ كلٌّ من الصين وروسيا مآلات المشهد بدقة، هل سيتطور إلى الجد، فيدعمان حليفهما الاستراتيجي "إيران"؟ أم سيتراجع، كما يتراجع الاحتدام بين الطرفين في كل مرة؟!
4ــ بعلم القاصي والداني ــ ووفقًا لتقارير خاصّة ــ أنّ السّلاح النوعي ــ الصّواريخ الباليستيّة، وصوارخ كروز المضادة للسفن، والطيران المسيّر في اليمن ــ بيد الخبراء الإيرانيين مباشرة، لا بيد الحوثيين، وهم المتحكمون به منذ بداية الحرب، وليس من اليوم. ويتواجد حاليًا في مناطق سيطرة الحوثي مئاتُ الخبراءِ الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين، هُم مَن يديرون المشهد حاليًا وينفذونه.
5ــ إيران تجرب حظها في البحر الأحمر، لتكونَ لاعبًا أساسيًا فيه، مع آخرين من اللاعبين الكبار، وخاصّة في السّيطرة على باب المندب، كما تسيطرُ على مضيق هرمز، ليصبح لديها مضيقان عالميّان اثنان تحت سيطرتها.
6ـ أخيرًا، يستحيل أن يعمل الإمريكان والغرب على القضاء على إيران، أو إضعافها، فهي القاعدة الاستراتيجيّة الغربيّة الثانية في الشرق الأوسط بعد إسرائيل، لابتزاز دولٍ أخرى في المنطقة من خلالها. ومعروف لكل متابع أنه كلما وقعت إيران في مأزقٍ داخليٍ هبّت أمريكا لإنقاذها، سواء اقتصاديا، أم لوجستيًا.
في الأحد 25 فبراير-شباط 2024 06:03:08 م