|
توقفت حرب البنادق ظاهريا، لكن حرب الاقتصاد اندفعت إلى السطح بشكل معلن، وإليكم مجريات تلك الحرب بين شهري أكتوبر وديسمبر ٢٠٢٢ فقط:
* انتهت الهدنة الثانية مطلع أكتوبر الفائت، ولكي يوافق الحوثي على تمديدها، اشترط بكل وقاحة (حصة! من صادرات النفط!!) وإضافة مليشياته إلى كشوفات الرواتب!! ليس بالريال اليمني، بل بعملة أخرى! وكاش نقدا! والسبب معروف! (فارق الصرف)!!
* يهدد المدعو (مهدي المشاط) شركات التنقيب بالتوقف أو القصف! ويحاول الوسطاء (الأغبياء) الضغط على الحكومة! من جديد! لكنها ترفض بشدة!
* يقصف الحوثي مينائي رضوم والضبة بشبوة وحضرموت، فيعود الوسطاء لإقناع الحكومة!!
يترأس العليمي مجلس الدفاع الأعلى ويصدر قرارا بتصنيف الحوثي منظمة إرهابية!! هكذا، قطعا لدابر المفاوضات والهدن والوساطات! منظمة إرهابية يعني لا أحد يتفاوض مع إرهابيين! تحلل صريح من أي اتفاق!!
* بعدها اجتمعت القيادة والحكومة مرات عديدة لاتخاذ اجراءات يقتضيها قرار التصنيف اليمني الخالص!
* البعض سخر من تأخر الحكومة ومن اتخاذها هذا القرار أصلا! البعض اعتبره عودة إلى الصفر في ملف التفاهمات البينية بشأن تسهيل وصول احتياجات المواطنين في مناطق الطرفين!!
* الموضوع الآن صار كالتالي:
الحوثي هدد، وقصف، وقرر منع الحكومة من التصدير إلا وحصته معه! (حكومة محاصرة، وسطاء بلهاء يودون لو تلين الشرعية بحصة ما لشريك الهدنة المدلل!!).
* وللعلم كان الأداء النقدي للحكومة قد تحسن في ٢٠٢١ بسبب ارتفاع اسعار النفط عالميا، وتعامل محافظ البنك الجديد مع تلك الإيرادات بواقعية أفضل، حسب التقارير..
* ويبدو أن هذا لم يعجب كل الأطراف!! وبسبب ذلك بدأت الحكومة تفقد مزايا هذا الاستقرار وبدأت العملة بالعودة تدريجيا الى مربع التدهور!
* أعلنت رفضها أي شروط حوثية جديدة للعوة إلى تمديد اتفاق الهدنة.. الرئيس العليمي يهدد ورئيس الأركان يزور الجبهات.. حدث كل ذلك بين أكتوبر وديسمبر..
ومضى البنك المركزي والحكومة قدما باتجاه تنفيذ قرار مجلس الدفاع الأعلى باتخاذ قرارات جديدة:
- أصدر المركزي تعميما لكافة البنوك وشركات ومنشآت الصرافة بتجميد حسابات ١٢ شركة تجارية تعمل جميعها في استيراد النفط بمناطق الحوثي، وحظر تعاملاتها المالية وإدراجها في القائمة السوداء!!
- أصدرت وزارة الشئون الاجتماعية تعميما لمكاتبها في المحافظات بالتعامل فقط مع ثمانية بنوك ملتزمة ببياناتها لمركزي عدن..
- وجه المركزي كافة البنوك اليمنية بالريط الشبكي مع السويفت الجديد.
واجه الحوثي ذلك بالضغط عليها للامتناع والرفض.. البنوك تقول انها لا تمانع من تبادل المعلومات لكنها تعللت بسلطة الامر الواقع..
- تلقت البنوك اشعارا من مركزي عدن بأنها لا يمكنها استقبال حوالات المغتربين مالم تستجب لاشتراطات البنك!!!
الأخيرة خطوة جبارة مهما كانت النتائج.
على الناس أن يعرفوا أن الحكومة لا تخوض حربا مع الحوثي تعرضهم للضرر، بل لتجنيبهم ضررا أكبر..
وماذا سيحدث للمواطن لو انه استلم حوالته عبر احد مصارف وشركات العاصمة المؤقتة عدن بسعر صرف الحكومة! فعندما يحول المبلغ من عدن إلى صنعاء سيصل إليه بنفس قيمة الصرف في صنعاء، وعندها سنعرف مدى صمود الفارق الذي صنعه الحوثي بفضل تحويلات المغتربين وسعر الصرف الظالم الذي فرضه بقوة السلاح.
أنصح بقراءة تقرير مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي:
[نار الحرب تمتد إلى حقول النفط شرقا]
رابط التقرير: https://m.facebook.com/100077738715037/posts/pfbid0U1vET5TFAaKQEpaQrASeTnWkSh61YRxqhy9Ds1AkbhzJtUEZYxyjyxsRC1MDEc1Al/?mibextid=Nif5oz
في الثلاثاء 10 يناير-كانون الثاني 2023 04:53:46 م