الحوثيون والغدير: الجذر البويهي.!
زايد جابر
زايد جابر
 

عيد الغدير عند الشيعة هو يوم الولاية على الإمام علي، ويصادف يوم 18من ذي الحجة من كل عام. أما عن الأحاديث فإن أقوى دليل يورده الشيعة –بكافة طوائفهم- هو حديث الغدير “من كنت مولاه فعلي مولاه” وهو حديث مروي عند أهل السنة أيضا، ولكنهم لا يرون فيه أي دلالة على الولاية السياسية بل إن الإمام علي نفسه لم ير فيه أي دلالة على أحقيته بالحكم ولم يستدل به حتى وفاته بحسب روايات الشيعة أنفسهم.

أولا: الاحتفال بالغدير عند الشيعة الاثنى عشرية

على الرغم من أن حديث الغدير هو عمدة الشيعة في ولاية الإمام علي وقد بدأ حديثهم عنه مع بداية نشوء المذهب، الا أن الاحتفال بهذا اليوم بطقوس معينه لم تبدأ إلا في عهد البويهيين، الذين ظهروا في العصر العباسي الثالث الذي امتد من سنة 334هـ/946م. إلى سنة 656هـ/1258م.

وكان عصر ضعف وتدهور الخلافة العباسية حيث فقد الخليفة العباسي صلاحياته ولم يعد يملك من الأمر شيئاً وسيطر البويهيون على الحكم وتملكوا بغداد وتزايد نفوذ الشيعة، حيث كان البويهيون يعتنقون التشيع وكانوا في بداية أمرهم زيدية ثم تحولوا إلى شيعة غلاة، وابتدعوا بدعا ليس لها إثارة من علم من كتاب أو سنة كالاحتفال بعيد الغدير وعاشوراء «انظر على سبيل المثال تاريخ الإسلام للذهبي 11/26، وتاريخ ابن خلدون، 3/522».

ويرى المؤرخون إن هذا العيد ابتدعه بالتحديد معز الدولة علي بن بويه سنة 352 هجرية، قال النويري في “نهاية الإرب في فنون الأدب” ج1 ص 177 في ذكر الأعياد الإسلامية: وعيد ابتدعته الشيعة وسموه عيد الغدير، وسبب اتخاذهم له مواخاة النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب يوم غدير خم، والغدير: تصب فيه عين وحوله شجر كبير ملتف بعضها ببعض، وبين الغدير والعين مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي ابتدعوا فيه هذا العيد هو الثامن عشر من ذي الحجة لأن المواخاة كانت فيه في سنة عشر من الهجرة وهي حجة الوداع، وهم يحيون ليلتها بالصلاة ويصلون في صبيحتها ركعتين قبل الزوال، وشعارهم فيه لبس الجديد وعتق الرقاب وبر الأجانب والذبايح.

وأول من أحدثه معز الدولة أبو الحسن علي بن بويه على ما نذكره إن شاء الله في أخباره في سنة 352 هجرية، ولما ابتدع الشيعة هذا العيد واتخذه من سننهم عمل عوام السنة يوم سرور نظير عيد الشيعة في سنة 389 هجرية وجعلوه بعد عيد الأضحى بثمانية أيام وقالوا: هذا يوم دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم الغار هو وأبو بكر الصديق، وأظهروا في هذا اليوم الزينة ونصب القباب وإيقاد النيران. ا ه‍.

وقال المقريزي في الخطط 2 ص 222: عيد الغدير لم يكن عيدا مشروعا ولا عمله أحد من سالف الأمة المقتدى بهم، وأول ما عرف في الاسلام بالعراق أيام معز الدولة علي بن بويه فإنه أحدثه سنة 352 هجرية فاتخذه الشيعة من حينئذ عيدا. ا ه‍.

ويتفق معهم مؤرخو الزيدية حيث يقول العلامة أبو طالب الحسني حسام الدين محسن بن الحسن بن القاسم: “وأول من سن نشر الأعلام، ووضعها بهذا اليوم في أعالي الدور والآطام معز الدولة بن بويه” (في كتابه طيب اهل الكساء، تحقيق عبدالله محمد الحبشي باسم (تاريخ اليمن عصر الاستقلال العثماني الاول)، مطابع المفضل للأوفست، صنعاء، طبعة اولى 1411ه ــ1990م، ص88).

ومنذ ذلك الحين تزايد اهتمام الشيعة الاثني عشرية بعيد الغدير، وازداد اهتمامهم أكثر في العصر الحديث خصوصا بعد نجاح ثورة خميني في إيران عام 1979م.

لقد اهتم علماء الشيعة الاثنى عشرية بكل ما يتعلق بالغدير، وهو ما جعلهم يجمعون كل شاردة وواردة متعلقة بهذا الحديث، حتى أن الشيخ عبدالحسين أحمد الأميني النجفي من علماء الشيعة، أخرج سفرا كبيرا في ستة عشر مجلدا تحت عنوان “الغدير في الكتاب والسنة والأدب”.

كما أن عيد الغدير أصبح في اعتقادهم أهم من عيدي الفطر والأضحى، وهذا ليس مجرد اعتقاد شعبي يروج بين عوام الشيعة وإنما اعتقاد ديني يفتي به كبار علماء ومراجع الشيعة المعاصرين (انظر على سبيل المثال فتوى اية الله السيستاني والتي كانت إجابة على سؤال ورد اليه على النحو التالي:

هل يعتبر (عيد الغدير) أكبر وأعظم شأنا من عيديْ الفطر والأضحى كما هو متداول بين العديد من الشيعة؟ وما هي الروايات المحققة التي تسند هذا الرأي؟ الجواب: “نعم هو أعظم الأعياد بعد المبعث النبوي الشريف لقوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)، وللروايات الكثيرة الواردة في كتب الفريقين”. استفتاءات السيد السيستاني السؤال رقم 1889، ج1، ص479.. يتبع.


في الأربعاء 28 يوليو-تموز 2021 05:50:40 م

تجد هذا المقال في موقع التجمع اليمني للإصلاح
https://alislah-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://alislah-ye.com/articles.php?id=757