|
حزنت اﻷمة كلها وﻻتزال تتجرع الحزن على ضياع العراق وسلخه عن اﻷمة العربية واحتلاله من ايران وضمه للمشروع الفارسي، لم يعد العراق العظيم عربيا فقراره اليوم يأتي من طهران وقُم .. المشروع الفارسي ليس مشروعا سياسيا يمكن القبول به أو التعايش معه، هو مشروع تصفوي يحرق اﻷرض ليزرع فيها نبتة الشر التي يحملها ..
درس العراق كان بليغا بما فيه الكفاية ﻹدراك أن أي خلاف مهما بلغ فهو يهون أمام الخطر الفارسي وتكرار اﻷخطاء كارثة ..
تدرك ايران وأداتها في اليمن الحوثي أنه ﻻ استقرار لها في اليمن دون تفتيت كل قوة يمكن أن تكون سداً يقف أمام مشروعها وتدرك تماماً أن مأرب برمزيتها التاريخية وكتلتها الصلبة هي حائط صد يجب أن يكسر وسد يجب أن يهدم فحشدت ايران لهذه المعركة كل امكانتها ..
وعلى الطرف اﻵخر فمأرب ايضاً اتخذت قرارها بالمقاومة والصمود واﻻستبسال والفداء والتضحية لتكون صدا ليس ﻷرض مأرب بل لليمن كله وللجزيرة وﻷمة العرب.
يكذب البخيتي تماماً حين يقول أن طريق تحرير القدس يبدأ من مأرب فلا مشكلة له مع القدس أصلا فحقيقة مشكلته هي مع مكة والمدينة ابتداء حتى يحج الناس إلى كربلائه ويسجدوا لخامنئي ودون ذلك أبطال في اليمن ودون ذلك أيضا مأرب..
مخطئ من يظن أن هذه معركة تقبل الحياد بل هي معركة فصل فإما أن نكون جزءا من مشروع ايران بالسلاح والكلمة أو نكون في مشروع الأمة المقاوم ﻻيران وكل مخير أين يضع قدمه ..
أمام عظمة وصمود وتضحية اﻷبطال في مأرب وهم يواجهون هذه الحرب دفاعاً عنا جميعاً ﻻنملك الكثير من الكلمات لقولها فمهما بلغت فهي تتلاشى أمام من يجود بالدم والتعب والسهر والصبر والرباط والتضحية فمنهم نستمد نحن البعيدون عن جغرافيا المعركة الروح والمعنوية فهم ﻻيعرفون اﻻنكسار ولا الهوان بل تزيدهم التضحية عزيمة وإصراراً.
في السبت 27 فبراير-شباط 2021 12:40:24 م