|
في الذكرى الـ4 لاغتيال القائد اليعري رائد النضال السلمي
من أي الزوايا يمكنني تصوير مشاهد العظمة وعن أي مجال أشرع فيه يراعي أولا للحديث عن رجل الاستثنائي بحجم الشهيد القائد أ. حسن محمد اليعري فهو المعروف لدى الجميع بأنه شخصية اجتماعية ومرجعية سياسية، مصلح اجتماعي وتربوي فذ وقائد من طراز فريد وهو قبل هذا وذاك الإنسان والأب والأخ الأقرب للجميع.
كان اليعري العظيم – رحمه الله وطيب ثراه – كجواد أصيل لا ينطلق في مضمارحتى يحوز قصب السبق فهو مهندس الخلافات والقضايا الاجتماعية والأسرية، وهو قناة الخير والبر والإحسان ربيع لليتامى وملاذ للمحتاجين، وهو رجل السياسة الحوار والحجة والمنطق، ورائد المحبة والسلام والسلم الاجتماعي، قريب من كل النخب على اختلاف توجهاتها وصديق لكل الناس على تباين فئاتهم العمرية.
ذات يوم حيث كنت في مقتبل العمر في مناسبة ما لم أدري إلا بيديه الحانية تربت على كتفي كصديق ودود أو كأب حنون ظفر بلقاء ابنه بعد غياب طويل فالتفت فإذا به هو وقدر فتر فاه عن ابتسامة عريضة سلبت معها كل مشاعري واضطربت كعصفور بلله المطر وتزاحمت الأسئلة في مخيلتي عم يمكن أن يفاتحني به حتى فاجأني بقربه أكثر متغلغلا حنايا روحي ووجداني حيث سألني عن تفاصيل حياتي البسيطة بما فيها عتبة بيتي ومدى سعادتي واستقراري في حياتي الأسرية وشؤوني العلمية والعملية كمن يهمه مصلحة أبنه ونجاحه في الحياة.
تصدر ميادين التربية والتعليم منذ نعومة اضفاره وكان من ذوي السبق والفضل في تأسيس العمل النقابي من خلال نقابة المعلمين اليمنيين كأول رئيس لها في محافظة ذمار وانتهاء باصطفائه كأبرز مستشاري وزارة التربية والتعليم ، ولم يكن بعيدا عن ميادين العمل السياسي إذ أنه كان من رواد الطليعة الأولى ممن كان لهم السبق لتهيئة أرضية العملية السياسية ووضع البذور الأولى منذ ما بعد ميلاد الجمهورية الأولى في الستينيات وحتى الساعات الأولى لبشارات ميلاد عهد التعددية السياسية التي كان له حينها حضوره الفاعل وبصماته المؤثرة التي أسهمت في تأسيس التجمع اليمني للإصلاح حتى وقع عليه الإختياركرئيس للمكتب التنفيذي بذمار حتى تسنم مؤخرا ذروة سنام رئاسة مجلس شوراه في المحافظة بعد أن كان منذ الوهلة الأولى يعمل دون كلل أو ملل في تعهد شتلاته ورعايتها حتى استقامت شامخة وغدى الإصلاح ثاني أكبر الأحزاب في الجمهورية اليمنية ..
للأسف انهارت العملية السياسية وانهارت معها كل مقومات السلام والسلم الاجتماعي منذ سيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية على بعض المحافظات في العام الأسود من أكتوبر 2014م وكانت ذمار احدى تلك المحافظات المنكوبة التي سرعان ما تحولت عاصمة المحافظة الى مدينة لأشباح تمتهن القتل والبطش والتنكيل والإرهاب وتوزع الموت على المارة في الأزقة والشوارع والأرصفة وباحات المساجد وأفنية المنازل لتشهد مدينة ذمار العديد من حوادث الاغتيال في وضح النهار طالت العديد من قيادات الإصلاح في المحافظة.
كانت قد سبقت حوادث الاغتيال تلك حملة اختطافات واسعة من قبل عناصر مليشيا الحوثي الانقلابية وكان الأستاذ حسن اليعري من أوائل الضحايا حيث اختطف وأودع سجن الأمن السياسي وأفرج عنه بعدها كمن منح فرصة للنجاة والخروج من المحافظة لكنه كأبرز رواد النضال السلمي والأكثر التصاقا بالناس وهمومهم آثر البقاء ليتقاسم مع مجتمعه وأبناء شعبه عيش ويلات الحرب الطائفية السلالية وملح التضحية والنضال من اجل الوطن والموت في سبيل المبادئ والقيم والمعتقدات التي غرسها في نفوسهم وليصنع من موته حياة للأجيال واحياء لمعاني الحرية والإباء والعزة والكرامة ..
في الـ 23 من أبريل 2016م طالت رصاصات الغدر والإجرام الحوثية رجل الحكمة والمحبة والسلام المناضل اليعري ويتم اغتياله أمام منزله ويفارق الحياة في الوقت الذي كانت تجري فيه المباحثات في دولة الكويت الشقيقة بين الحكومة الشرعية كدولة هو أحد رجالها وأبرز مناصري بنائها، ومليشيات كهنوتية سلالية طائفية تقوض أركان الدولة والوطن وتهدمهما على رؤوس اليمنيين.
اغتيل المناضل (اليعري) كمنافح عن الجمهورية ومدافع عن الوطن ومناهض للمشاريع الضيقة ورمزا من رموز السلام والسلم الاجتماعي واستهدافه ليس إلا أحد حلقات مسلسل استهداف النخب السياسية والقامات الوطنية ليغدو اليمن ملاذا للقتلة والمجرمين ومرتعا خصبا لحثالة الإمامة وأذناب فارس ومشاريعهم الظلامية ، ولكن أنى لهم ذلك مادامت روح الشهيد (اليعري) تسري في شرايين وأوردة أتباعه ومحبيه وكل أحرار اليمن وتبعث فيهم روح التضحية والنضال للسير على طريقه حتى استعادة الدولة وتحرير اليمن من بقايا المشروع الإمامة السلالي واسقاط مليشيا الانقلاب الحوثي الغاشم .
#اصلاحيون_اغتالهم_الارهاب
#IslahisAssassinatedByTerrorism
في الخميس 23 إبريل-نيسان 2020 05:13:32 م